فضائيات| مكتبة الدريم بوكس | مركز رفع الصور | فضائيات نيوز
تعليم الفوتوشوب



العودة   الإبداع الفضائي > >

المواضيع الإسلامية قسم يهتم بالدين الإسلامي على منهج أهل السنة والجماعة ويمنع إهانة بقية المذاهب

ابتلاء المؤمن , الأتقياء في مواجهة الابتلاء

ابتلاء العباد بالشدائد والمصائب , تعلم الصبر على الابتلاء , الابتلاء بالضراء اختبار , الابتلاء نعمة للمؤمن يحط خطاياه وترفع له به الدرجات , ابتلاء المؤمن , الأتقياء في مواجهة

 
LinkBack أدوات الموضوع
  #1  
مبدع الاقسام العامة

 

افتراضي ابتلاء المؤمن , الأتقياء في مواجهة الابتلاء

ابتلاء العباد بالشدائد والمصائب , تعلم الصبر على الابتلاء , الابتلاء بالضراء اختبار , الابتلاء نعمة للمؤمن يحط خطاياه وترفع له به الدرجات , ابتلاء المؤمن , الأتقياء في مواجهة الابتلاء
الحمد لله حمداً يليق بجلاله, وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله, وبعد:

من حكمة الله تعالى ابتلاء العباد بالشدائد والمصائب؛ ليعلم من يصبر منهم, ومن يسخط ويجزع، ومن يشكر منهم ومن يكفر وهو الحكيم العليم, يقول عز وجل:{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}, ويقول تعالى:{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}.

فمن الناس من يقابل قضاء الله وقدره بالسخط والاعتراض, واليأس والقنوط.ومما يحمله على ذلك:الجهل بحكمة الله وقدرته, والعجز عن الأخذ بالأسباب.

بينما يقابل المؤمن ابتلاء الله له بالصبر والرضا, والشكر, وحاله على ما جاء في الحديث:" عجباً لأمر المؤمن, إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن, إن أصابته سراءُ شكر؛ فكان خيراً له, وإن أصابته ضراءُ صبر؛ فكان خيراً له".[مسلم:2999].



ابتلاء المؤمن , الأتقياء في مواجهة الابتلاء

ابتلاء المؤمن , الأتقياء في مواجهة الابتلاء


ومتى اشتد البلاء عليه فليعلم أنه يمكنه تحقيق عبودية الصبر على الابتلاء, بل والرضا بالقضاء إذا اعتنى بالجوانب التالية:
أولاً: إيمانه بالله تعالى وقدره, والرضا بقضائه, ورياضة النفس على ذلك.
وثانياً: تدبر آيات الله ومطالعة آثار حكمته عز وجل .
ثالثاً: مدافعة اليأس والقنوط بحسن الظن والرجاء.
فإذا عجز المسلم عن الصبر, أو أحسّ بالجزع عن البلاء, فعليه أن يتعبد الله بما أمره من الإيمان به ودعائه والرضا بالقضاء, مع بذل الأسباب الشرعية حتى لا يتطرق إليه شيء من يأس أو تسخّط على أقدار الله. يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍ خير, احرص على ما ينفعك, واستعن بالله ولا تعجز, وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا, ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل, فإن لو تفتح عمل الشيطان".[مسلم:2664] ويقول صلى الله عليه وسلم:"لا يرد القضاء إلا الدعاء".[الترمذي:2139].
ومما يحسن الدعاء به في مثل هذا الموطن:" اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيراً لي, وتوفني إذا علمت الوفاة خيراً لي,وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة, وكلمة الإخلاص في الرضا والغضب, وأسألك نعيماً لا ينفد, وقرة عين لا تنقطع, وأسألك الرضاء بالقضاء, وبرد العيش بعد الموت, ولذة النظر إلى وجهك, والشوق إلى لقائك وأعوذ بك من ضراء مضرة, وفتنة مضلة, اللهم زينا بزينة الإيمان, واجعلنا هداة مهتدين".[النسائي:1306, والحاكم:1/ 524].



ابتلاء المؤمن , الأتقياء في مواجهة الابتلاء



فالدعاء علاج وسبب شرعه الله, وجعله مما يدفع القدر بإذنه وحكمته تعالى. ولكن إنما ينتفع بالدعاء المؤمن الواثق بوعد الله, المتوكل على مولاه, الذي لا ييأس من روح الله, ولا يقنط من رحمة ربه,قال الله تعالى:{ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ},وقال:{وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ}.
فإن من الناس مَن إذا ابتلاه الله بمرضٍ مثلاً, وتأخر شفاؤه، ضاق صدره بقدر الله، وأظلمت الدنيا في عينيه, ودب اليأس إلى قلبه, والسخط إلى نفسه: يأساً من الشفاء، أو جزعاً من الفراق، وقـد تظهر عليه آثار القنوط وعلامات اليأس، مما يدل على سوء الظن بالله, والتسخط على قضائه, والاعتراض على قدر الله؛ وذلك مما يحبط الأجر, ويزيد في الوزر، وينكأ الجراح، ويتلف صاحبه، إن لم يتداركه الله بلطفه, فقد يلاقي ربه وهو ساخطٌ عليه، كارهٌ لقضائه , وفي الحديث "من كره لقاء الله؛ كره الله لقاءه".[ البخاري: 6507 ومسلم:2684].
ولو راجع الإنسان نفسه، وتفكر في أمره؛ لأدرك أنه عبدٌ لله, يبتليه ربه بما يشاء, ويقدر عليه المقادير لحكمة عظيمة، وقد يكون في ذلك رحمة ٌ له: إمّا بحطّ خطاياه بما أصابه وابتلاه، وإمّا لرفع درجته إذا صبر ورضي.
فينبغي للمسلم أن لا يحرم نفسه من الخير، وإنما يصبر ويحتسب, ويعلق بالله رجاءه, ويحسن الظن بربه, ويدعوه أن يعافيه مما ابتلاه به,حتى إذا لقي ربه لقيه وهو راضٍ عنه.
وكذلك عند الابتلاء بسائر المصائب من الخوف والفقر.. وغير ذلك.



ابتلاء المؤمن , الأتقياء في مواجهة الابتلاء


فالابتلاء بالضراء اختبار؛ يُظهِر صدق الإيمان وحسن الظن، وقوة الرجاء, وما يصحب ذلك من عبادات جليلة كالدعاء، والتوكل على الله، والرضا بقضائه, والصبر عند قدره.
وفي الابتلاء نعمة جليلة أخرى: وهي محبة الله تعالى لعبده, فقد ابتلى الله الأولياء والأخيار من خلقه وفي مقدمتهم الأنبياء والرُسل عليهم الصلاة والسلام؛ فصبروا وكانت لهم العاقبة الحسنة. فلتكن للمؤمن بهم قدوة في صدق رجائهم وحسن ظنهم بالله .
· فقد ابتلى الله خليله إبراهيم صلى الله عليه وسلم بتكذيب قومه له والتواصي بعداوته، ثم ابتلي بالخروج من بلده, والغربة والوحدة, وتأخر الولد, وقلة المعين, واشتد بلاؤه بتكذيب قومه, وعداوتهم له, حتى أجمعوا على تحريقه ورميه في النار.
فانظر- رعاك الله-كيف يجتمع البلاء ويشتد بالمؤمن خاصةً من أقرب الناس إليه من عشيرته وأبويه. وكيف قابل إبراهيم ذلك؟
قابله بقوة التوكل والتسليم لأمر الله, والرضى بالقضاء, وحسن الظن بالله وصدق الرجاء, فقد أخبر تعالى عن قومه أنهم:{قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ}.فلما فعلوا به ذلك لم يبال بما أصابه، وإنما صبر وتوكل على الله, ورضي بقضائه, وفوض أمره إلى الله, وقال: حسبنا الله ونعم الوكيل؛ فكان الفرج أقرب من لمح البصر, وفوق ما يخطر على قلب بشر:{قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ} .
· وابتلى الله نبيه يعقوب عليه السلام بفراق أحب أولاده.
فمن أشد أنواع الابتلاء أن يبتلى الإنسان بفراق أحب الناس إليه, وليت ذلك الفراق كان بالموت. كلا.! ولكن كيداً من إخوته؟! فكيف قابل يعقوب عليه السلام ذلك؟ لم يزد على أن قـال:{فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}. ويحزن ويشتد حزنه، ثم يبتلى بفقد ولده الآخر, فلما علم بذلك هاج حزنه القديم على يوسف,{وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ }. ولجأ إلى ربه يدعوه راضياً راجياً صابراً, قائـلاً:{ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا}.




فهكذا كان نهج الأتقياء عند مواجهة البلاء..!
فقد غاب يوسف عن يعقوب عليهما السلام دهراً, وحزن لذلك يعقوب طويلاً, ولكن كان رجاؤه أعظم من حزنه, وحين أشفق عليه بنوه من الحزن{قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ }, {قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ * يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}.
ثم رحم الله يعقوب عليه السلام فجمع شمله بيوسف بعد طول فراق, وكافأه على الصبر الجميل فآتى يوسف الملك والنبوة بعد ذلك الابتلاء العظيم.
· وابتلى الله عز وجل نبيه أيوب عليه السلام بالمرض زمنا طويلاً , ضرب أيوب في ذلك مثلا رائعاً في الصبر والرضا قال الله تعالى عنه:{ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ }. وقاله أيضاً:{وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ * ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ..}ثم ختم تعالى خبره عنه بالثناء عليه فقال:{إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ}.
· وابتلى الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بتكذيب قومه وشدة أذاهم له كما هو معلوم من سيرته صلى الله عليه وسلم, فمن ذلك:
أنه لما اشتد عليه أذى قريش وضاقت به مكة، خرج صلى الله عليه وسلم إلى الطائف رجاء أن يؤمن أهلها بالله وينصروا دينه.خرج وظنه بالله أحسن الظن. إلا أنه لم يجد إلا التكذيب والأذى, بل زاد شرهم فأغروا به السفهاء, يرمونه بالأحجار حتى دميت قدماه!! ولقي منهم أقبح الرد وأسوء المعاملة, فعاد صلى الله عليه وسلم مغموماً مهموماً, بيْد أن همه لم يكن لما ناله من الأذى والشدة، وإنما لما فات قومه من الخير, وإعراضهم عن الإيمان بالله. فانصرف صلى الله عليه وسلم عنهم, ولم يشعر حتى قطع مسافة طويلة. ثم دعا الله تعالى، دعاء واثقٍ بوعد الله, طامع في فضله, راجياً أعظم الرجاء. فمما ُروي من دعائه أنه قال:"اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين، وأنت ربى، إلى من تكلني، إلى بعيد يتجهمني، أم إلى عدو ملكته أمري ؟ ! إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالى، ولكن عافيتك هي أوسع لي.أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تُنـزل بي غضبك أو تحل علىّ سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك".[ينظر السيرة لابن هشام2/445,ومجمع الزوائد:6/35].


ابتلاء المؤمن , الأتقياء في مواجهة الابتلاء


وفي المشهد التالي صورة بديعة للرجاء الصادق والصبر الجميل.
قالت عائشة رضي الله عنها:هل أتى عليك يا نبي الله يوماً أشد من يوم أحد؟ قال: صلى الله عليه وسلم:" لقد لقيت من قومك ما لقيت, وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن كُلاَل، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي فإذا سحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم فناداني ملك الجبال، فسلم علي ثم قال: يا محمد! ذلك فيما شئت, إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين!- أي: الجبلين- فقال صلى الله عليه وسلم:بل أرجو أن يُخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً". [البخاري: 3231 ومسلم: 1795]
فلم يبال صلى الله عليه وسلم بكل تلك الشدائد، ولم تثن المعاناة عزمه عن مواصلة دعوته الناس إلى الإيمان, وحب الخير لهم, ولم ييأس صلى الله عليه وسلم وإنما قال لما عُرِضَ عليه هلاكهم:" بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله ولا يشرك به شيئاً".
ثم قال له زيد رضي الله عنه :كيف تدخل يا رسول الله مكة وقد أخرجوك منها؟ فقال صلى الله عليه وسلم:"إن الله جاعل لما ترى فرجاً ومخرجاً, وإن الله ناصر دينه ومظهر نبيه".[زاد المعاد 3/33].
إنـها الرؤية الثاقبة, والأناة الدائبة الموصولة بالعزيمة الصادقة, والصبر الجميل, والرجاء الحسن.!
..فليتأمل المسلم هذه المواقف, وليتذكر ما ادخره الله له على البلوى من الثواب العظيم: فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن عِظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم, فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السُخط".[الترمذي:2396, وابن ماجه:4031].وقال صلى الله عليه وسلم:"ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة".[الترمذي:2399]. وقال عليه الصلاة والسلام:"أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل, يُبْتَلَى الرجل على حسب دينه, فإن كان في دينه صُلْبًا اشتد بَلاَؤُهُ, وإن كان في دينه رِقَّةٌ ابْتُلِىَ على قدر دينه, فما يبرح البلاء بالعبد حتى يَتْرُكَهُ يمشى على الأرض وما عليه خَطِيئَةٌ".[الترمذي:2398 وابن ماجه:4023]






ابتلاء المؤمن , الأتقياء في مواجهة الابتلاء


فالابتلاء نعمة للمؤمن يحط خطاياه وترفع له به الدرجات, ويصله بربه؛ فيدعوه ويرجوه, ويُوفى أجره بغير حساب.!
وأشد أنواع البلاء مقارفة الذنوب ومعصية رب العالمين, فليتب المسلم من قريب، حتى وإن تعاظم في عينه جُرمُه, ففي الحديث: "كل بني آدم خطاء وخير الخطّائين التوابون". [الترمذي:2499 وابن ماجه:4251]. وليتجنب ما يزينه الشيطان له من المعصية، وسوء الظن بالله من الكيد ليوقعه في القنوط من رحمة الله, واليأس من روح الله, وهذا غاية الجهل بالله والكفر به سبحانه, فالله هو الذي دعا المذنبين إلى رحمته,وأعلن بقبول التوبة لمن تاب واتقى فقال جل وعلا:{وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ..}.
ودعا سبحانه العباد إلى التعلق برجائه وحده, وعدم القنوط من رحمته في قوله عز وجل: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.وفي الحديث القدسي:"يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني، غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي, يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا, ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا؛ لأتيتك بقرابها مغفرة".[الترمذي:3540]
فهلم أخي المبتلى إلى الرجاء, ودع عنك اليأس والقنوط, {إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}. {وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ}.
واعلم أن أحق الناس بحسن الظن بالله وصدق الرجاء في فضله مَن عرف سعة رحمة ربه, ووثق بقدرته سبحانه, فاطرق باب الكريم ففضله مبذول للراجين, وعفوه مبسوط للتائبين, ورحمته وسعت كل شيء وهو أرحم الراحمين.


مقالات ممكن أن تعجبك :




من مواضيعى في فضائيات رسائل تهديد للخائن قوية بعد تعرضك للخيانة
تهنئة عيد الفطر رسمية تهنئة عيد الفطر لزوجي عيدًا سعيدًا ومباركًا
تصبحين على خير حبيبتى رومنسيات تصبحين على خير يا غالية
مبروك المولود الف مبروك المولود ويتربي بعزكم
بوستات عن أصدقاء المصلحة امثال وحكم عن نفاق وخداع الأصدقاء
دعاء يشرح القلب دعاء يزيل الهم والخوف يجلب الرزق

ابتلاء المؤمن , الأتقياء في مواجهة الابتلاء




الساعة معتمدة بتوقيت جرينتش +3 . الساعة الآن » 22:40.
Powered by vBulletin
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

تابعنا على الفيس بوك جديد مواضيع المنتدى تابعنا على تويتر
DMCA.com Protection Status