ما حكم الصلاة وقراءة القرآن وغيرها من العبادات في غرفةٍ تحتها خزان صرف صحي، علمًا بأن هذا الخزان ليس له تأثير على الغرفة، سواء بالرائحة أو الرطوبة على الجدران؟
أجاب عن هذا السؤال: الشيخ سعد فضل- من علماء الزهر الشريف فقال:
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلام على رسول الله، وبعد..
من شروط صحة الصلاة السجود على مكان طاهر، وما دام المكان الذي يُصلِّي عليه المسلم طاهرًا فلا عبرةَ حينئذٍ بما في باطن الأرض من خزانات وغيرها، والأصل في الأشياء الطهارة إلا إذا تأكدت وجودَ النجاسة بالفعل، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "أُعطيت خمسًا لم يُعطهن نبي قبلي، وجعلتُ لي الأرض مسجدًا وطهورًا، فأيما امرؤ أدركته الصلاة فليصلِّ...".
فالصلاة فوق خزان الصرف الصحي صحيحة ما دام المكان الذي تسجد عليه نظيفًا طاهرًا، ولا عبرة بما تحت الأرض، وقد علَّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الطهارة بالحكمة والموعظة الحسنة، حينما بال الرجل الأعرابي بالمسجد وقد زجره الصحابة، فقال لهم صلى الله عليه وسلم: "لا تقطعوا على الرجل بوله"، وأمرهم أن يريقوا على المكان الذي تبوَّل فيه الأعرابي دلوًا من الماء، وعلَّم صلى الله عليه وسلم الأعرابي أن هذه الأماكن بيوت الله جُعلت للصلاة، ولا يجوز لنا أن نُنجِّسها أو نتبوَّل فيها، وصدق الله إذْ يقول: ﴿إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾ (البقرة: من الآية 222)، وقال سبحانه: ﴿فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ﴾ (التوبة: من الآية 108).
فهذه هي سماحة الإسلام؛ ذلك الدين القيم، وما جعل عليكم في الدين من حرج، والله تعالى أعلم.
مقالات ممكن أن تعجبك :
إضافة رد
حكم الصلاة فوق خزان الصرف الصحي 
إقتباس
