فضائيات| مكتبة الدريم بوكس | مركز رفع الصور | فضائيات نيوز
تعليم الفوتوشوب



العودة   الإبداع الفضائي > >

المواضيع الإسلامية قسم يهتم بالدين الإسلامي على منهج أهل السنة والجماعة ويمنع إهانة بقية المذاهب

ختام الحديث عن غزوة حنين

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أزواجه وذريته وآله وأصحابه ومن والاهم وبعد؟ بعضُ الاخوة والاخوات طلبَ منِّي اَنْ اُوَضِّحَ اَوْ اُلْقِيَ الاَضْوَاءَ على بعضِ الشخصياتِ التي مَرَّتْ

 
LinkBack أدوات الموضوع
  #1  
موقوف

 

افتراضي ختام الحديث عن غزوة حنين

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أزواجه وذريته وآله وأصحابه ومن والاهم وبعد؟ بعضُ الاخوة والاخوات طلبَ منِّي اَنْ اُوَضِّحَ اَوْ اُلْقِيَ الاَضْوَاءَ على بعضِ الشخصياتِ التي مَرَّتْ معنا في غزوةِ حنين؟ وَمَنْ حَسُنَ اِسْلامُهُ؟ وَمَنْ بَقِيَ عِنْدَهُ بعضُ الاُمُور التي هي بعيدةٌ عن خُلُقِ الاسلام؟؟ وكانَ مِنَ الذين وقعُوا في الاَسْرِ في غزوةِ حنين من السَّبَايَا الشَّيْمَاءُ بنتُ الحارثِ بْنُ عبدِ العُزَّى؟ فما هي صلةُ الشيماء برسولِ الله عليه الصلاة والسلام؟لقد كانت اختُه في الرَّضَاعَةِ لا في النَّسَب؟فلمَّا وقعَتْ في السبايا عَنَّفَهَا بعضُ الصحابةِ وجَرَّهَا باُسلوبٍ غيرِ لائق؟ فقالَتْ لهُ تَعَلَّمْ مِنْ صَاحبِكُمُ الاَدَب(بمعنى اَنَّ الرسولَ عليه الصلاةُ والسلام لا يَاْمرُ بذلكَ ولا يرضى به) فلماذا انتم تتعاملونَ معي بعنفٍ وبشِدَّة؟ هل تدرونَ من اَنَا؟ فقالُوامَنْ انتِ فقالت انا اُخْتُهُ مِنَ الرضاعة؟فَشَكَّ الصحابةُ بالاَمْرِ ولم يصدِّقُوهَا؟فَلمَّا جاؤُوا بها الى النبي صلى الله عليه وسلم وقد تَغَيَّرتْ مَلَامِحُهَا(كَاِنْسَانٍ صغيرٍ تراهُ بعدَ سنواتٍ طويلةٍ وقد اَصْبحَ كبيراً؟ وهو يسلِّمُ عليكَ ويعرفُك؟ واَنتَ تَرُدُّ عليه السلامَ مُتَعَجِّباً دونَ اَنْ تَعْرِفَه؟ وقد كانَ امامَكَ تلميذاً عندَكَ يجلسُ على مقاعدِ الدِّرَاسة؟ وأنت أستاذٌ له) فقالَ لها النبيُّ عليهِ الصلاةُ والسلام وما علامةُ أنَّكِ اُختِي(وماالذي اَدْرَانِي فَكُلُّ دَعْوَى لابُدَّ لها من دليلٍ وبَيِّنَة) فقالَتْ عَضَّةٌ عَضَضْتَّنِيهَا في ظهري وَاَنَا اَتَوَرَّكُك(مُتَوَرِّكَتُكَ أي أحْمِلُكَ على وِرْكِي أي جَنْبِي واَنْتَ طفلٌ صغير) وما زالَ اَثَرُ هذهِ العَضَّةِ موجوداً؟ فكشفَتِ الشَّيْمَاءُ عنها؟ فرآهَا رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم؟ فَتَيَقَّنَ بأنَّهَا اُختُهُ من الرَّضَاعةِ مِنْ اُمِّهِ من الرَّضَاعَةِ اَيضاً حليمةُ السَّعْدِيَّةُ بنتُ ذُؤَيْب؟ وسُمِّيَتِ السَّعْدِيَّةُ لِأنَّهَا من قبيلةِ بني سَعْدٍ وَقَدْ اَرْضَعَتِ النبيَّ عليهِ الصلاةُ والسلام؟ ومن الناحيةِ الفِقْهِيَّةِ حينما تُرْضِعُكَ امرأةٌ مَا يا اَخِي فَاِنَّ كلَّ اَوْلَادِهَا يصبحونَ اِخْوَةً لكَ سواءٌ كانتِ التي رضَعْتَ معها اَصْغَرَ مِنْكَ اَوْ اَكْبَرَ سِنّاً فهي اُخْتٌ لكَ مِنَ الرَّضَاعَة؟ قد يقولُ قائل ماذا عن اخي الذي لم يَرْضَعْ مِنْ اُمِّي من الرضاعة هل يجوزُ لهُ الزواج من اولادِهَا؟ والجوابُ على ذلك نعم؟ لأنَّ التَّحْريمَ يَتَعَلَّقُ بِرَضَاعِكَ اَنْتَ وَحْدَكَ فقط؟ ولا علاقةَ لاخيكَ الذي لم يَرْضَعْ ولا لِاُخْتِك؟ ويجوزُ لِاُخْتِكَ الزواجُ ايضاً من اولادِها؟؟ فلمَّا تَاَكَّدَ الرسولُ عليه الصلاةُ والسلامُ من ذلكَ بَسَطَ لهَا رداءَه(وهذا البَسْطُ لِلرِّدَاءِ هو قِمَّةُ اِكْرَامِ العربِ للضَّيفِ حينمَا يَاْتِي أحدَهُمْ ضيفٌ يخلعُ البُرْدَةَ التي عليه ويَفْرِشُهَا في الارضِ ويُجْلِسُهُ عليها) ثمَّ قالَ لهَا اَنْتِ مُخَيَّرَةٌ بينَ اَمْرَيْن؟ إِمَّا اَنْ تَمْكُثِي مَعَنَا(تَبْقَيْ معنا) وَاِمَّا اَنْ نُمَتِّعَكِ وَتَلْحَقِي بِاَهْلِكِ(ونُعْطِيَكِ مِنَ الاشياءِ والاموالِ ما تَتَمَتَّعِينَ بهِ وتستفيدينَ منه) فقالَتْ يا رسولَ الله مَتِّعْنِي وسَألْحَقُ بقومي؟فأعطاها رسولُ اللهِ ما تَيَسَّرَ وذهبَتْ الى قومِها؟ وحينَمَا قالت لهُ يارسولَ الله فهذا دليلٌ على اَنَّهَا قَدْ اَسْلَمَتْ؟ لانَّها لو لم تُسْلِمْ ما قالَتْ لهُ يارسولَ الله؟ واِنَّمَا قالَتْ يامُحَمَّد؟ فهذهِ هيَ الشيماء بنت الحارث بن عبد العزى؟ والعُزَّى طبعاً هو صنمٌ كانَ اَهْلُ الجاهليَّةِ يعبدونَه؟ وكانُوا يقولونَ (عبدُ العُزَّى) ولذلكَ يجبُ اَنْ نَحْتَاطَ مِنَ هذهِ الاسماءِ جِدّاً؟ من اجلِ عدمِ الاِلْحَادِ في اسماءِ اللهِ الحُسْنَى؟ وهو اِنْكَارُهَا قلبيّاً وقوليّاً علماً اَوْ جهلاً بدليلِ قولهِ تعالى{وَذَرُوا الذينَ يُلْحِدُونَ في أسْمَائِه سَيُجْزَوْنَ ما كانُوا يعملون}ونضربُ لذلكَ مثالاً حتى نفهمَ المرادَ مِنْ هذهِ الآية؟ مثلاً هناكَ شخصٌ اسْمُهُ عبدُ الرَّحْمَن عِيسَى؟ اَوْ شَعْبَان؟ ياْتِي السُّفَهَاءَ مِنَ الناس فَيُنَادُونَه يا عَبِدْ عيسى؟ يا عَبِدْ شعبان؟ فهل يجوزُ ذلكَ شرعاً اَيُّها الاُخْوَة؟ اِنَّهَا المصيبةُ الكبرى؟ والكارثَةُ الاَكْبَرُ حينما تَتَثَاقَلُ اَلْسِنَتُنَا عَنْ ذِكْرِ اسمٍ مِنْ اَسْمَاءِ اللهِ الحُسْنَى وهو الخالقُ المَعْبُود؟ الى ذِكْرِعُبُودِيَّةِ مخلوقٍ مِنْ مخلوقاتِهِ سبحانَهُ وتعالى؟ وقد يجرُّنَا ذلكَ الى الكفرِ والعياذُ باللهِ في المرَّةِ القادمةِ اِذَا دَرَّبْنَا اَلْسِنَتَنَا على ذكرِهِ مراراً وتكراراً وباصرارٍ وعنادٍ وعن علمٍ بعدَ جَهْل؟ والويلُ لِمَنْ يُمِيتُ اسْماً من اَسْمَاءِ اللهِ في قلبهِ وعقلهِ ووجدانهِ وضميرهِ ونُطْقِ لسانِه؟ وهناكَ فرقٌ كبيرٌ بينَ اَنْ يكونَ عبداً للهِ الرَّحْمَن؟ اَوْ يكونَ عبداً لشهرِ شعبان؟ او عبداً لعيسى كَمَا يُنَادُونَه؟ اَوْ غَيْرِهِ مِنَ النَّاس؟بعضُ الناسِ اَيضاً والعياذُ بالله ترى الشيطانَ يجعلُهُ يَشْمَئِزُّ وَ يَتَثَاقَلُ عَنْ ذِكْرِ اسمِ اللهِ وَاِلْصَاقِ العُبُودِيَّةِ بِهِ وَحْدَهُ لا شريكَ لهُ في قولِه(عَبْدْ حَافْ هكذا ايضاً ومن دونِ ذِكْرِاسمِ اللهِ وذلكَ كقولِ الاَنْذَالِ مَعَ الذي خَلَقَهُمْ وجعلَ لهم لساناً وشفتينِ ليتجاهلوا النُّطْقَ باسمهِ سبحانَهُ ثمَّ يتجاهلُوهُ بِالْكُلِّيَّة{نَسُوا اللهَ فَاَنْسَاهُمْ اَنْفُسَهُمْ} حينما يقولونَ مثلاً يا عَبِدْ تَعَالَ وكلْ مَعِي؟ يا عَبِدْ تعالَ واشْرَبْ معي؟ دونَ اَنْ يقولَ لهُ يا عبدَ السَّلَام كُلْ واشْرَبْ معي؟ مُعَلّلاً ذلكَ اَنَّهُ من اَجْلِ السُّرْعَةِ والاخْتِصَارِ في مُنَادَاةِ الاَشْخَاصِ ذَوِي الاَسماءِ المُرَكَّبَة؟ وتراهُ لا يختصرُ الحديثَ اَبداً اِلَّا في ذكرِ اللهِ كالمنافقينَ{الذينَ لايَذْكُرُونَ اللهَ اِلَّا قَلِيلَا} بل اِنَّ المنافقين خيرٌ منهُ والله؟ فمهما يكنْ من امرهِم فَاِنَّهُمْ يذكرونَ اللهَ و لا ينسونَ ذِكْرَ اسمِ اللهِ بالكليَّة ويقولونَ يا عبد الحي؟ يا عبد الجبار؟ يا عبد القادر؟اذا ارادوا ان ينادوا انسانا؟ و تراهُ يَتَحَدَّثُ بِبُطْىءٍ وَانْسِجَامٍ شديد ودونَ اختصارٍ للحديثِ اَبَدَاً اِذَا اَرَادَ اَنْ يَجْلِسَ مع النَّاسِ و لساعاتٍ طويلةٍ من اللَّعِي و الثَّرْثَرَةِ والاَحَاديثِ التافهة؟ والاَوْقَحُ من هؤلاءِ جميعاً مَنْ يَاْتِي الى انسانٍ اسْمُهُ عبدُ القادر ثمَّ يناديهِ بيَا عبدَ الآدِرْ والعياذُ بالله؟ لِاَنَّ الآدرَ هوالمصابُ بمرضٍ معروف في اعضائهِ التَّنَاسُلِيَّة؟ والاوقحُ من هؤلاءِ جميعاً ايضاً؟ وهو الاوقحُ بامتياز؟ هو الذي ياتي الى شخصٍ اسمُهُ مُحْيِي الدِّين ثمَّ يناديهِ باللَّهْجَةِ الشامِيَّةِ الوقحةِ مِثْلَهُ (مْحِدِّين؟اِمْحِ الدِّين) بمعنى اَنَّهُ يَاْمُرُهُ اَنْ يَمْحُوَ الدِّين؟ واقولُ لهذا مَحَاكَ اللهُ من الوجودِ ايُّها التَّافِهُ اِنْ لَمْ تَتُبْ الى اللهِ توبةً نصوحاً؟ وقد حدثَتْ هذهِ القِصَّةُ فِعْلاً معَ طالبٍ سفيهٍ من طلابِ الشريعةِ وهو يناقشُ رسالةَ الدُّكتوراه؟ فقالَ لهُ شيخُ الازهر ما اسمُكَ يا بُنَيّ؟ فقالَ مْحِدِّين؟ فقالَ لهُ الشيخ اِطْلَعْ بَرَّه(طَرَدَهُ مِنَ القاعة) واللهِ الذي لا الهَ غيرُه انتَ لا تستحقُّ الماجستير الذي تحملُه ولَنْ اُعْطِيَ الدكتوراه لحميرِ اللغةِ العربيةِ اَبداً)؟؟ قد يقولُ قائل؟ هل يُؤَثِّرُ ذلكَ على صِحَّةِ اِيمانِهِ اِذَا نَوَى ذلكَ النِّدَاءَ مِنْ قَلْبِه؟ والجوابُ على ذلكَ نحنُ لا نحبُّ اَنْ نُكَفِّرَ اَحداً؟ ولكنَّهُ مع الاسفِ اِذَا نَوَى ذلكَ من قلبهِ موقناً وَمُصَدِّقاً بهِ فقد كَفَرَ وَارْتَدَّ عَنْ دينِ الاسلام؟ وخاصةً اِذَا نَوَى اَنْ يكونَ هُوَ اَوْ مَنْ يُنَادِيهِ عبداً للمسيحِ اَوْ لِشَهْرِ شعبان؟ فهذِهِ لم تَعُدْ معصية وَاِنَّمَا اَصْبَحَتْ كفراً بَوَاحاً بدليلِ قولهِ تعالى{وإِذَا ذُكِرَ اللهُ وَحْدَهُ اشْمَأزَّتْ قُلُوبُ الذينَ لايؤمنونَ بالآخرة؟ وَإِذَا ذُكِرَ الذِينَ مِنْ دونهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُون}قد يقولُ قائل هناكَ مِنْ غيرِ المسلمين مَنْ يُسَمِّي ابْنَهُ عبدَ المسيح ويحلفُ بالمسيحِ والعَذْرَاء فهلْ يجوزُ لنا ذلك؟ والجوابُ على ذلكَ اِيَّاكَ ثُمَّ اياك ثم اياك اَنْ تفعلَ فِعلَ المشركين غيرِ المؤمنينَ واَنْتَ مُؤْمِن؟ واحْذَرْقولَهُ تعالى{وَمَا يُؤْمِنُ أكْثَرُهُمْ باللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُون} واحْذَرْ قولَهُ عليهِ الصلاةُ والسلام[من تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فهو مِنْهُمْ] وقولَهُ اَيضاً [مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللهِ فَقَدْ أشْرَك] ولا يجوزُ لكَ اَنْ تَحْلِفَ حتَّى بِمُحَمَّد؟ ثُمَّ هناكَ ناحيةٌ اُخْرَى مُهِمَّةٌ اَيْضاً؟ حينما نُسَمِّي هذهِ الاسماءَ الحُسْنَى نُسَمِّيهَا لِلتَّبَرُّكِ بِهَا؟ لا مِنْ اَجْلِ اِلْغَائِهَا اَوِ السكوتِ عنها وعدمِ نُطْقِهَا؟ لِاَنَّ التَبَرُّكَ بِهَا لا يكونُ اِلَّا بِذِكْرهَا والْجَهْرِ بِهَا؟ لِاَنَّ خيرَ الاَسْمَاءِ عبدُ اللهِ وعبدُ الرَّحْمَن الى غيرِ ذلك؟؟ فَهَذِهِ هِيَ اِذاً الشيماء بنت الحارث بن عبد العزى؟ ثمَّ بعدَ ذلكَ نُسَلّطُ الاَضْوَاءَ على بعضِ الشَّخْصِيَّاتِ التي مَرَّتْ معنا ومنهم حَكِيمُ بْنُ حِزَام؟ وكانَ مِنَ المُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُم؟ وَهُوَ الذي اَعْطَاهُ رسولُ اللهِ مِائَةً مِنَ الِابِل (ومِائَة مُفْرَدٌ جَمْعُهُ مِئِين؟ وحرفُ الاَلِف في الوسَط يُكْتَب ولا يُلفَظُ وليسَ كما نسمعُهُ من بعضِ مُذِيعِي الاخبار السفهاء بقولِهم مَائَة؟ وحينما نقولُ عَنْ حكيم اَنَّهُ مِنْ اَصْحَابِ المِئِين؟ فمعنى ذلكَ مِنَ الناحيةِ اللُغَوِيَّةِ اَنَّ رسولَ اللهِ اَعْطَاهُ مِائَةً اَوْ اَكْثَر)فَانْظُرْ اخي الى هذا الانسانِ كيفَ كانَ قبلَ الايمانِ والتقوى؟ وكيفَ اَصْبَحَ بعدَ اَنْ تَخَلَّقَ بِاَخْلَاقِ الاسلام( وطبعاً هناكَ اُنَاسٌ دَخَلُوا الاسلامَ وَعِندَهُمْ مَوْرُوثَاتٌ جَاهِلِيَّةٌ مُسْتَقِرَّةٌ في عقولِهِمْ وَبُؤْرَةِ شُعُورِهِمْ الى غيرِ ذلك(بُؤْرَة مُفْرَدٌ جَمْعُهَا بُؤَر) ولم تَتَخَلَّصْ مِنَ المَوْرُوثَاتِ فوراً؟ بلِ احْتَاجَتْ الى فَتْرةٍ زَمَنِيَّةٍ لِتَتَرَبَّى على اَخْلَاقِ الاسلام) اَعْطَاهُ الرسولُ مِائَة؟ فقالَ يارسولَ اللهِ اُرِيدُ اَكْثَر؟ فَاَعْطَاهُ مِائَةً اُخْرَى؟ فقالَ زِدْنِي يا رسولَ الله؟ فَاَعْطَاهُ مِائَةً ثالثة؟ وما زالَ يطلبُ الزِّيَادَة؟ فماذا قالَ حَكِيمُ بْنُ حِزَام وهوَ يَتَحَدَّثُ عَنْ نَفْسِه(وماهيَ صِلَةَ القَرَابَةِ بينَهُ وبينَ خَدِيجَةَ بنتِ خُوَيْلِدْ اُمِّ المؤمنين الاُولَى؟اِنَّهُ ابْنُ اَخِيهَا وخديجةُ هيَ عَمَّتُهُ رضيَ اللهُ عنهما) يقول سَاَلْتُ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ فَاَعْطَانِي؟ ثُمَّ سَاَلْتُهُ فَاَعْطَانِي؟ ثم سالته فاعطاني؟ ثُمَّ قالَ يا حكيم اِنَّ هذا المالَ خَضِرَةٌ حُلْوَة؟ فَمَنْ اَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيه؟ وَمَنْ اَخَذَهُ بِاِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيه؟ وكانَ كالذي يَاْكُلُ وَلَا يَشْبَع؟ وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى؟ وَابْدَاْ بِمَنْ تَعُول(حديثٌ صحيح رَوَاهُ البُخَارِي وَغَيْرُه؟ الاِعْرَاب؟ سَاَلْتُ رسولَ الله؟ وكلمة سَاَلْتُ فعل ماضي مبني على السكون لاتِّصالهِ بتاءِ الفاعلِ المتحرِّكة؟ والتَّاء ضمير متصل مبني على الضَّمّ في محل رفع فاعل؟ وكلمة سَألْتُ تتعدَّى الى مَفْعُولَيْن؟ وكلمة رسولَ هيَ المفعولُ الاَوَّل؟ وأمَّا المفعولُ به الثاني فهوَ محذوف؟ وتقديرُ الكلام سَاَلْتُ رسولَ اللهِ مَالاً؟ نَعَمْ سَاَلْتُ رسولَ اللهِ فَاَعْطَانِي في المَرَّةِ الاولى؟ والثانية؟ والثالثة ايضاً سَاَلْتُهُ فَاَعْطَانِي؟ وهنا اَصْبَحَتْ مَسْاَلَةُ حكيم كبيرةً جِدّاً؟ فَاَرَادَ رسولُ اللهِ اَنْ يُوَجِّهَهُ الوُجْهَةَ الحَسَنَة؟وطبعاً كانَ هؤلاءِ يفهمونَ اللغةَ العربيَّةَ وبَلَاغَتَهَا بِالسَّلِيقَة؟ ولم يكونُوا مُتَخَرِّجِينَ مِنْ جامعةِ الاَزْهَرْ؟ ولا مِنْ كُلِيَّةِ الشريعةِ بِالشَّام؟ وَلَا يَحْمِلُونَ اِجَازَةً في اللغةِ او الادبِ العربي؟ وَاِنَّمَا بِالسَّلِيقَةِ وَالْفِطْرَةِ وَالتَّذَوُّق؟ ولذلكَ كانُوا يفهمونَ الكلامَ جَيِّداً وَيُؤَثِّرُ فِيهِم(وكما يقولُ المَثَلُ الشَّعبيّ؟ اَللهْ يِبْلِيكْ بِدَرْوِيش غَشِيم؟ ولَا يِبْلِيكْ بِظَالِمْ غَشِيم كالحَجَّاجِ بْنِ يُوسُف الثَّقَفِي مَثَلاً؟ وكانَ على الرَّغْمِ مِنْ ظُلْمِهِ وَغُشْمِه؟ اِذَا كَلَّمَهُ اَحَدٌ بِلُغَةٍ عَرَبِيَّةٍ مَوْزُونَةٍ مَفْهُومَةٍ لَدَيْه؟ وَلَوْ بِعِبَارَةٍ بَلِيغَةٍ وَاحِدَة؟ فَاِنَّهَا تُؤَثِّرُ فيهِ تَاْثِيراً عظيماً؟ الى درجةِ اَنَّهُ يُطْلِقُ سَرَاحَ قَائِلِهَا؟ وَاَمَّا اِذَا لَمْ يَفْهَمْهَا مِنْ غُشْمِه؟ فَاِنَّهُ يَزِيدُ قَائِلَهَا شِدَّةً على شِدَّة وَقَسْوَةً على قَسْوَة) فقالَ الرسولُ الكريم يا حكيم؟ بِاَدَاةِ النِّدَاء (يا(عندما تكونُ قريباً مِنِّي اخي فَمِنَ الْمُمْكِنِ اَنْ اُنَادِيَكَ باسمِكَ خالد مَثَلاً اَوْ عُمَر اَوْ علي الى غيرِ ذلك وبدونِ اَدَاةِ النِّدَاء ولَسْتُ بحاجةٍ اليها في اللغةِ العربيَّة؟ وَاَمَّا اِذَا كُنْتَ بعيداً عَنِّي فَاِنِّي اُنَادِيكَ بِ(يا) خالد يا عمر يا علي مَعَ اَدَاةِ النِّدَاء؟ ولقد كانَ حكيمُ قريباً مِنَ الرسولِ الاَكْرَم؟ فلماذا نَادَاهُ (يا) حكيم وَلَمْ يَكنْ بعيداً عنهُ على غيرِ المُعْتَادِ في خِطَابِ العَرَبِ باللغةِ العربيَّةِ التي يفهمونَهَا؟ والجوابُ على ذلكَ اَنَّ الرسولَ الكريمَ اَرادَ اَنْ يُخَاطِبَ حكيم بقولهِ اِنَّكَ يا حكيم بعيدٌ عَنْ اَخْلَاقِ الاسلام فَاقْتَرِبْ مِنْهَا؟ ثُمَّ يتابعُ الرسولُ الكريمُ بقولِه[إِنَّ هذا المالَ خَضِرَةٌ حُلْوَة] بمعنى اَنَّهُ عليهِ الصلاةُ والسلام شَبَّهَ المالَ بالفاكهةِ الطازَجةِ الحُلْوَةِ الطَيِّبَةِ ذَاتِ الشَّكْلِ و اللَّونِ الجميل والمَذَاقِ الطَّيِّب(والذينَ يُحِبُّونَ الفاكهةَ كُلَّمَا اَكَلُوا منها طَلَبُوا مَزيداً عليها) [فَمَنْ اَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْس] أيْ اَخَذَهُ بِحَقِّهِ مِنْ دونِ جَشَعٍ اَوْ طَمَع[بُورِكَ لَهُ فيه] أي باركَ اللهُ لهُ في هذا المال؟ وما معنى البَرَكَة؟هِيَ اَنَّ الشيءَ القليل يُعْطِي الفائدةَ الكبرى العظيمة؟ ودائماً نقول ايها الاخوة الكرام عَنِ الذين يكسبونَ من الحلال اَنَّ اللهَ يباركُ لهم فيه؟ تَرَى أناساً دَخْلُهُمْ على قَدِّهِم(يا دُوبْ يَكْفِيهِمْ؟ ومَاشِي الحال والحمدُ لله؟ وعَايْشِينْ مَبْسُوطين؟ ولا يُسْرِفُون؟ ولا يُبَذِّرُون؟ ولا تَمْتَدُّ اَعْينُهُم الى ما متَّعَ اللهُ بهِ غيرَهُمْ من متاعِ الحياةِ الدنيا وَزِينَتِهَا؟ لِأنَّهَا رُبَّمَا كانَتْ اَمْوَالاً حصلُوا عليها مِنْ طريقٍ غيرِ مشروع؟ وبالعكس فَاِنَّكَ اخي ترى انساناً آخر دخلُهُ كبيرٌ جدّاً من الاموالِ الكُوكْتِيل(شِي حلال وشِي حرام) ولكنَّكَ تراهُ اَيضاً مَمْحُوقَ البَرَكَة وَالعَيَاذُ بالله؟ فَاِذَا بِالمُنْتَقِمِ الْجَبَّارِ يُصِيبُهُ بِمُصِيبَةٍ كبيرةٍ قد تقضِي على مالهِ وَمَنْ مَعَهُ وَيُعْلِنُ اِفْلَاسَه) وَلذلكَ[ مَنْ اَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ بُورِكَ لهُ فيه] وَرَبُّنَا سبحانه وتعالى نَبَّهَنَا الى البركةِ في حَبَّةِ القمحِ الصَّغِيرَة؟و نَبَّهَنَا اَيْضاً الى مَحْقِ الْبَرَكَةِ في نَاطِحَاتِ السَّحَابِ الكبيرة؟ وَكَمْ مِنْ اَرْزَاقٍ للهِ تَجِدُ فيها البَرَكَة؟ حينما تاْتِي بِحَبَّةِ الْقَمْحِ مَثَلاً؟ وتزرعُها في الارض؟ فَتُصْبِحُ بِاِذْنِ اللهِ سُنْبُلَة؟ وَرُبَّمَا عِدَّةَ سَنَابِل؟ وربما سَبْعَ سَنَابل و{في كلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّة} وهل تنتهي البركةُ عندَ هذا الحدّ؟مَعَاذَ الله بدليلِ قولهِ سبحانَه{واللهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاء}وهل تنتهي عندَ هذا الحدِّ ايضاً؟ لا بدليلِ قولهِ تعالى{واللهُ واسعٌ عليم} فَمَنْ اَخَذَ هذا المالَ دونَ تَطَلُّعٍ الى اَكْثَرَ مِنْ حَقِّه وحاجتِه؟ ودونَ طَمَع؟ ودونَ جَشَع؟ وبشرطِ اَنْ يكونَ هذا المالُ اَيضاً حقّاً لَه بُورِكَ لَهُ فيه[وَمَنْ اَخَذَهُ بِاِشْرَافِ نَفْس] أي بِنَهَم؟ وَرُبَّمَا كانَ ليسَ لهُ حقٌّ في هذا المال[كانَ كالذي يَاْكُلُ ولا يَشْبَع] وَاِنْ لم اَكُنْ مُخْطِئَة فقد سَمِعْتُ عَنْ مَرَضٍ يُسَمُّونَهُ بالجوعِ الكاذبِ الذي يَجْعَلُ صاحبَهُ يَاْكُلُ وياكل وياكل دونَ اَنْ يَشْبَع؟ واللهُ اَعْلَمُ فقد يكونُ الغَرَضُ من هذا الحديثِ هو التشبيهُ المُرَادُ منهُ التَّقْبِيحُ لهذهِ النَّفْسِ صاحبةِ الشَّرَاهَةِ وَالنَّهَمِ والْجَشَعِ و الطَّمَع؟ نعم تشبيهُهَا بالبهيمةِ التي تَاْخُذُهَا اخي الى الحقلِ اَوِ البُسْتَان؟ وَتَرْعَى مِنَ الصَّبَاحِ الى المَسَاء؟ ثم تعودُ الى الحظيرةِ لِتَجْتَرَّ الطعامَ الذي خَبَّأتْهُ في مَعِدَتِهَا؟ فَتَقْضِي اَكْثَرَ اَوْقَاتِهَا في ابْتِلَاعِ الطعامِ بسرعة ثُمَّ اِعَادَتِهِ الى فَمِهَا لاحِقاً لِتَمْضَغَهُ جَيِّداً دونَ اَنْ تَشْبَع؟ وحالُها كحالِ هذا الانسانِ الذي ياْكُلُ ولا يشبع؟ ثمَّ بعدَ ذلك[ واليدُ العُلْيَا خيرٌ مِنَ اليدِ السُّفْلَى] واليدُ العليا هي اليدُ التي تعملُ و تُنْتِجُ وتُعْطِي؟ وهيَ خيرٌ عندَ اللهِ من اليدِ السُّفْلَى المُسْتَهْلِكَةِ التي تَسْاَلُ و تَاْخُذ؟ لِاَنَّ السُّؤَالَ كما تقولُ العربُ فيهِ مَذَلَّةٌ ولوكانَ في قولِكَ مِنْ اَيْنَ الطَّرِيق؟ لِاَنَّكَ اخي لاتَاْتِي لِتُوَاجِهَهُ فَوْراً؟ بَلْ اَنْتَ مُضْطَرّ اَنْ تُلَاطِفَ هذا الانسان؟ حتَّى يدلَّكَ على الطريق؟ وانتَ عابرُ سبيل؟ في بلدٍ انتَ غريبٌ عنها (والغَشِيمُ غَشِيمُ بَلَدٍ كَمَا يُقَال؟ حتى اِنَّهُم يقولونَ في المثل الشعبي أكْثِرْ من ذُلِّ المَسْاَلَة؟ وقلِّلْ من الدُّوَارَة أي التَّجْوَال حتى تَصِلَ الى مُبْتَغَاكَ مِنَ الاَمْكِنَة) وَلكنَّكَ اخي تحتاجُ الى اُنَاسٍ اَصحابِ نَخْوَة؟ لا يبخلونَ حتَّى بالاجابةِ على سؤالٍ لا يُكَلِّفُهُمْ اَنْ يدفعوا شيئاً مِنْ جيوبِهِم؟ وَلَكِنْ ماذا اقولُ لِمَنْ يريدُ اَنْ يُلَوِّعَ اَخَاهُ بالبحثِ والسؤال دونَ جدوى؟ واللهِ الذي لا الهَ غيرُه اِذَا كانَتْ نِيَّتُهُ هكذا فِعْلاً؟ فَاِنَّ اللهَ تعالى سَيُلَوِّعُهُ بعذابِهِ يومَ القيامةِ لوعةً لا مثيلَ لها؟ بل مِنْ اَوَّلِ يومٍ يَرْقُدُ فيهِ في القبر؟ فاسْتَمِعْ اخي إِذاً الى ما يقولُهُ عليهِ الصلاةُ والسلام لحكيم عَنِ اليدِ العليا وَاَنَّهَا خيرٌ مِنَ اليدِ السُّفْلَى؟ وَافْهَمْ مِنْهُ عُلُوّاً حسِّيّاً وعُلُوّاً معنويّاً لليدِ العليا التي تعطي فَتَشْعُرُ بِأنَّها عزيزة؟ وأمَّا اليدُ السُّفْلَى فَمَهْمَا يَكُنْ مِنْ اَمْرِهَا؟ وحتى ولو كانَتْ بحاجةٍ فِعْلاً؟ فَاِنَّهَا تَشْعُرُ بشيءٍ مِنَ (الضَّعْف) ولا نريدُ اَنْ نقولَ (المَذَلَّة) وأمَّا العُلُوُّ الحِسِّيُّ المَحْسُوس؟ فَاِنَّكَ اخي تُحِسُّ وتلاحظُ وتَرَى بِاُمِّ عَيْنِكَ اَنَّ الذي يُعْطِي تكونُ يَدُهُ فَوْقَ يَدِ الذي يَاْخُذ؟ وتكونُ يَدُ الذي يَاْخُذُ مِنْ تَحْت؟ ثمَّ بعدَ ذلك[وَابْدَاْ بِمَنْ تَعُول] بمعنى اِبْدَاْ بِالاِنْفَاقِ على مَنْ اَنْتَ مُكَلَّفٌ وَمُلْزَمٌ بِالنَّفَقَةِ عليهم؟ ثُمَّ بعدَ ذلكَ اِذَا بَقِيَ شَيْءٌ تُنْفِقُهُ فَعَلَى مَنْ بَقِيَ مِنَ الاَقْرَبِ فَالْاَقْرَب من الاَرْحَامِ اَوّلاً ثُمَّ غيرِهِم؟ مَعَ مُرَاعَاةِ الْاَحْوَجِ فَالْاَحْوَج؟ نعم اخي اِنَّهُ تَوْجِيهٌ نَبَوِيٌّ رائِع؟ فَهَلْ اَثَّرَ هذا التَّوْجِيهُ في حكيم؟ اَمْ اَنَّهُ مَرَّ عليهِ كمَا يُقَال مُرُورَ الكِرَام؟ لا يا اخي بل لقد اَثَّرَ فِيهِ تَاْثِيراً عظيماً؟ كيفَ ذلك؟ ولا نريدُ كلاماً بلا دليل؟ فما هو الدَّليلُ على أنَّ حكيماً أثَّرَ فيهِ هذا التوجيهُ النبوي؟ لقد كانَ رضيَ اللهُ عنهُ يَتَخَلَّى عَنْ حَقِّهِ في المال مِنْ قُوَّةِ هذا التَّاْثِيرِ النَّبَوِيِّ التَّرْبَوِيِّ التَّوْجِيهِيِّ الاسلاميّ حينما كانَ ابو بكر وعمرُ رضي الله عنهما في عَهْدَيْهِمَا يُوَزِّعَانِ المال؟ وكانَ حكيمُ بْنُ حزام يرفضُ اَنْ يَاْخُذَه؟ فكانَ ابو بكرٍالصديق رضي الله عنه يقول اَيُّها الناس اُشْهِدُكُمْ اَنِّي اُعْطِي حكيمَ بنَ حِزَام حَقَّهُ وَلَكِنَّهُ لا يَاْخُذُهُ بل يقولُ لِي اِجْعَلْهُ في بيتِ مالِ المسلمين(وكانَ الناسُ جميعاً يَثِقُونَ في اَمَانَةِ القائمينَ على بيتِ مالِ المسلمين ويشهدونَ على ذلك) بل اَكْثَرُ مِنْ ذلكَ تَاْثِيراً حينما اَصْبَحَ حكيمُ مِنْ اَجْوَدِ النَّاسِ وَاَكْرَمِهِمْ؟ وكانَ رجلاً مشهوراً بِالكَرَمِ في الجاهليَّةِ والاسلام؟ وَلكنَّه قبلَ اَنْ يَتَمَكَّنَ الايمانُ مِنْ قلبهِ كانَ رجلاً عِنْدَهُ طَمَع؟ قَالُوا فَجَاءَ حَاجّاً وربُّنا سبحانهُ وتعالى قد فتحَ عليهِ من البركةِ و العطاءِ الكثير؟ وما شاءَ اللهُ لا قوةَ اِلَّا بالله حينَمَا ذَبَحَ حكيمُ اَلْفَ شاة؟ ومِائَةَ بَدَنَة؟ وَوَزَّعَ اَمْوَالاً كثيرةً على الفقراءِ والمساكين وقالَ لعلَّ هذا يساوي ما اَخَذْتُه(اَوْ يكونُ عِوَضاً عَمَّا اَخَذْتُهُ مِنْ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم وأنا جَشِعٌ طَمِع؟ نعم ايُّها الاُخوة نحنُ بحاجةٍ الى تلكَ التربية الاسلامية؟ وليسَتِ التَّرْبِيَةُ مَقْصُورةً على الاطفالِ فقط؟ وَاِنَّمَا هِيَ للكبارِ اَيضاً؟ لِاَنَّ حكيمَ بْنَ حزام كانَ كبيراً حينما تَرَبَّى على يدِ اُسْتَاذِ الانسانيةِ نَبِيِّنَا محمدٍ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم؟ بل اِنَّ التربيةَ الاسلاميةَ لا ترضى اِلَّا اَنْ تبقى مُلَازِمَةً تَمْشِي مَعَنَا حتَّى الموت؟ وَلَكِنْ لكلِّ سِنٍّ تربيتُهُ المناسبةُ المُلَائِمَة؟عاشَ حكيمُ بنُ حِزَام 120 سنة؟ 60 في الجاهلية؟ و60 في الاسلام؟ ولذلكَ كانَ يُقَالُ عنهُ اَنَّهُ مِنَ المُخَضْرَمِين؟ وبَقِيَ حَيّاً حتى ماتَ في خلافةِ معاويةَ رضيَ اللهُ عنهما؟ قيل في سنة 54؟ وقيل في سنة 58 للهجرة؟ وكانَ مِمَّا عاهدَ اللهَ عليه أنَّ أيَّةَ خَصْلَةٍ مِنْ خِصَالِ الخير كانَ يفعلُها اَيَّامَ الجاهليَّةِ سَيَفْعَلُها اَيَّامَ الاسلامِ اَيْضاً؟ وطبعاً هناكَ خصالٌ حَيَّةٌ مِنَ الخيرِ كانَتْ معروفةً عندَ العربِ اَيَّامَ الجَاهِليَّة(وَنَحْنُ مع الاسف في اَيَّامِنا لَسْنَا معروفين هل نحنُ عربٌ اَوْ اجانب) لقد كانَ للكلمةِ عِنْدَهُمْ قيمةٌ في الجاهلية؟ والوفاءِ بالعَهْد؟ وَاِغَاثَةِ المُسْتَغِيثِ المَلْهُوف؟ وَاِجَارَةِ المُسْتَجِيرِ بِهِمْ؟ الى غَيْرِ ذلكَ من الصِّفَاتِ الْحَسَنَةِ التي كانَ يَتَّصِفُ بها العربُ قبلَ الاسلام؟ فَلَمَّا جاءَ الاسلام هَلْ نَهَاهُمْ عَنْ هَذِهِ الصِّفَات؟لا يا اخي؟ وَلَكِنْ غَيَّرَ وِجْهَتَهَا؟ فَبَدَلَ اَنْ كَانَتْ لِلْفَخْرِ وَالسُّمْعَةِ وَالشُّهْرَة؟ وَمِنْ اَجْلِ اَنْ يَمْدَحَهُمُ الشُّعَرَاء؟ وَاَنْ يُثْنِيَ عَلَيهِمُ الخُطَبَاء؟ اَصْبَحَتْ بَعْدَ مَجِيءِ الاسلام قائلاً لهمُ اسْتَمِرُّوا على حالِكُمْ مِنَ الاَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ كَمَا اَنْتُم؟ وَلَكِنِ اجْعَلُوهَا لِوَجْهِ الله تعالى وَحْدَهُ دونَ اعْتِبَارٍ لِاَيِّ رياءٍ يشملُ فخراً؟ اَوْ سُمْعَةً؟ اَوْ شُهْرَةً؟ اَوْ مَدْحاً؟ اَوْ ثَنَاءً؟ فَاَفْعَالُهُمْ اِذاً بَقِيَتْ؟ ولكنَّ الوُجْهَةَ تَغَيَّرَتْ؟ وَاَصْبَحَتْ اِرَادَةُ الاسلامِ منهم هِيَ وَجْهُ اللهِ سبحانه وتعالى؟ حتى بالنِّسبَةِ الى اطعامِ الفقيرِ اَوِ الضيفِ واِكْرَامِهِ اَوِ الاَسِيرِ العَدُوّ؟ لم يَرْضَ الاسلامُ اِلَّا اَنْ يكونَ لِوَجْهِ اللهِ تعالى؟ بدليلِ قولهِ تعالى{اِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورَا؟ اِنَّا نخافُ مِنْ رَبِّنَا يوماً عَبُوساً قَمْطَرِيرَا؟ فَوَقَاهُمُ اللهُ شَرَّ ذلكَ اليومِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورَا؟ وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرَا؟ الى آخر الآيات}حتَّى وَلَوْ كانَ الطعامُ مِنْ اَجْلِ اَسْرَى الاَعْدَاءِ الذينَ لا نَتَوَقَّعُ منهم اِلَّا غَيْظاً ولا نَنْتَظِرُ مِنْهُمْ رِيَاءً ولاسُمْعَةً وَلَا ثَنَاءً وَلَا مَدْحاً لَنَا في بلادِهِمْ اِذَا اَطْلَقْنَا سَرَاحَهُمْ على هذا الاَسَاسِ الشيطانيّ اِلَّا قليلاً منهم؟فهذا هو حكيمُ بنُ حِزَام الذي كانَ مِنَ المُؤَلَّفَةِ قلوبُهم؟ وَلَكِنْ حَسُنَ اِسْلَامُهُ بعدَ ذلك؟ بسببِ شفائِهِ مِنْ داءِ الطَّمَعِ الذي لايَشْبَع؟ والذي لايحتاجُ لِغَنِيٍّ اَوْ فَقِيرٍ حتى يَعْمَلَ عَمَلَه؟ بل يَشْمَلُ الْغَنِيَّ وَالْفَقِيرَ معاً؟ويا ليتَ الطَّمَعَ عِنْدَ هؤلاءِ يكونُ بِالتَّفَقُّهِ في الدِّينِ ودروسِ العلم؟ فَاِنَّ طالبَ العِلْمِ اَيضاً اِنْسَانٌ نَهِمٌ شَرِهٌ لايَشْبَعُ مِنْ طَلَبِ الْعِلْمِ اَبَداً؟ كمَا كانَ رسولُ اللهِ يَدْعُو على اليومِ الذي يَسْلُبُهُ الطَّمَعَ في دروسِ العِلْمِ بقولِه [لاباركَ اللهُ في يومٍ لَمْ اَزْدَدْ فيهِ عِلْمَا] وسبحانَ اللهِ تَرَى اِنْسَاناً يَمْلِكُ مِنَ الملايين والاُلُوفِ الْمُؤَلَّفَة؟ ولايَشْبَعُ مِنْ طَمَعِهِ اَبَداً؟ ومازالَ يريدُ مِنَ الاَمْوَالِ اَكْثَرَ واكثر؟ وسبحانَ الله تَرَى اِنْسَاناً آخَرَ رَزَقَهُ اللهُ الْكَفَاف(كِفَايَتَه) وهو يَزْهَدُ بِمَا في اَيْدِي النَّاسِ وَعَنْ عَطَائِهِمْ؟ ولايَبْحَثُ عَنْ أيِّ شيءٍ مِمَّا يُسَمَّى بِالْكَمَالِيَّات؟ بل يكتفِي بالضَّرُوريَّات؟ ويحمدُ اللهَ كثيراً عليها؟ وصدقَ الرسولُ الاَعْظَمُ في قولِه [ليسَ الغِنَى عن كَثْرَةِ العَرَض ولَكِنَّ الغِنَى غِنَى النَّفس] ومعنى الحديث ليسَ كلُّ واحدٍ مِنَ النَّاسِ غَنِيّاً لِمُجَرَّدِ اَنْ صَارَعندَهُ مالٌ ؟ نعم هُوَ غنيٌّ بِالْمَال؟ وَلَكِنْ هَلْ نفسُهُ غنيَّةٌ بِعَقِيدَةِ التَّوْحِيدِ والاَخْلَاقِ والقِيَمِ وَالمُثُلِ العُلْيَا اَمْ هُوَ العَطَشُ الشَّدِيدُ اِلَيْهَا وَاللَّهْفَةُ والْجُوعُ الذي يَجْعَلُهُ يَبِيعُ نَفْسَهُ للشيطان وَقَدْ يَقْتُلُ نَفْسَهُ منتحراً يَائِساً مِنْ رَحْمَةِ الله؟وما اَجْمَلَ تصويرَ القرآنِ لحالةِ هذا الانسانِ المُشْرِكِ الذي اَصَابَهُ مَا اَصَابَهُ مِنَ الضَّيَاعِ وَالتَّوَهَان في قوله تعالى{وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَاَنَّمَا خَرَّ(سَقَطَ) مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ اَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ في مكانٍ سَحِيق} لِاَنَّ جميعَ المخلوقاتِ تُوَحِّدُ اللهَ وَتُسَبِّحُ بِحَمْدِه(وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ)اِلَّا هذا الانسانُ النَّغْمَةُ الشَّاذَّةُ عَنِ المَخْلُوقَاتِ جَمِيعاً في عَقِيدَتِه؟وحاشَ لله واُقسِمُ باللهِ العظيم اَنَّ الشُّذُوذَ الجنسِيَّ اَخَفُّ جُرْماً بكثيرفي ميزان الله بالمقارنةِ مَعَ الشُّذُوذِ في العقيدة على شرط اَلَّا يكونَ صَاحبُهُ اِبَاحِيّاً(يعتقدُ اَنَّهُ حلال وَيُكَذّبُ اللهَ الذي حَرَّمَه؟ واِلَّا فَاِنَّهُ يَكْفُرُ بسببِ اِبَاحِيَّتِهِ لِمَا حَرَّمَ اللهُ مِنْ هذا الشُّذُوذِ وغيرهِ وَتَكْذِيبِهِ لَهُ سبحانه؟ وفي هذهِ الحالةِ لافَرْقَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ المُشْرِكِ في العذابِ الاَبَدِيّ) وَلَكِنَّ شُذُوذَ العقيدةِ هو الاَخْطَرُعلى الاِطْلَاق وَلَا شَيْءَ اَخْطَرُ مِنْهُ اَبَداً اِذَا ماتَ الانسانُ عليهِ مِنْ دونِ اِسْلَامٍ و تَصْحِيحٍ لعقيدتِهِ و توحيدٍ وتوبةٍ نَصُوح فَاِنَّ مصيرَهُ الى جَهَنَّمَ الاَبَدِيَّة؟ وَاَمَّا الشَّاذُّ جِنْسِيّاً فَاِنَّهُ وَلَوْ مَاتَ مِنْ غَيْرِ توبةٍ فَاِنَّهُ ينجو مِنَ العذابِ الاَبَدِيّ اِذَا كانَتْ عقيدتُهُ اسلامِيَّةً صحيحةً على مَذْهَبِ اهلِ السنة والجماعة ولو كانَ حالُهُ كَحَالِ المشرك اَيضاً في قولهِ تعالى{وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ(ذَكَر واُنْثَى) لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون}وَنَفْهَمُ مِنْ هذهِ الآيةِ اَنَّ الشاذَّ جنسيّاً هو نغمةٌ شاذَّةٌ اَيضاً عَنْ كلِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ الله؟ وَلَكِنَّهُ يَنْجُو كَمَا ذَكَرْنَا بالشروطِ السَّابِقَةِ بِفَضْلِ لا اله الا الله محمد رسول الله؟ نَعَمْ اَخِي اَلْغِنَى ليسَ عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَض وهو المالُ والعِمَاراتُ والفيلَّات والسيَّارات والبواخر وكرومُ الزَّيتونِ وغيرُ ذلك؟ وسُمِّيَ متاعُ الحياةِ الدنيا عَرَض؟ بمعنى اَنَّهُ يَمُرُّ ثُمَّ ينتهي بسرعةٍ وَكَاَنَّهُ لم يَكُ شيئا؟ ومهما يَكُنْ هذا العَرَضُ المَسْرَحِيُّ الهزيلُ في هذهِ الحياةِ الدنيا وَزِينَتِهَا الفَاتِنَةِ الخَادِعَة؟ فَاِمَّا اَنْ تَنْتَهيَ اَنْتَ اَيُّها الانسان وَتَتْرُكَ جميعَ متاعِ الدنيا وَتُخْلِفَهُ لغيرِك؟ وَاِمَّا اَنْ يَتْرُكَكَ هُوَ قبلَ اَنْ تَتْرُكَه{وَإنَّ الدَّارَ الآخرةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ(الحياةُ الحقيقيَّةُ بِنَعِيمِهَا وَجَحِيمِهَا) لَوْ كانُوا يَعْلَمُون}( لماذا نحنُ نبتعدُ الى مجتمعاتِ غيرِنَا في الحاضرِ والماضي وَاَيَّام زمَان؟ ولا نقتربُ الى مجتمعاتِنَا في عَصْرِنَا كذلكَ وفي كلِّ العُصُور؟ هناكَ مَعَ الاَسَفِ اُنَاسٌ كثيرونَ اَغْنِيَاءُ وتَرَاهُمْ بُخَلَاءَ ويريدونَ المزيدَ والمزيد (وكمَا يقولونَ في الامثال يا طالبِ الدِّبِسْ مِنْ طِيزِ النِّمِس) ثُمَّ بعدَ ذلكَ نُسَلّطُ الضوءَ قليلاً على عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْن؟ وكانَ مِنْ اَجْلَافِ الاَعْرَاب(اَصْحَابِ الْقَسْوَةِ في المعاملةِ والتَّعَامُلِ مَعَ النَّاس) وكانَ مِنَ الْمُؤَلَّفَةِ قلوبُهُم كذلك؟ هذا الانسانُ سُمِّيَ عيينة بِاللَّقَبِ لا بِالاسْمِ الحقيقيّ؟ قِيلَ لِأنَّ عَيْنَيهِ كانَتَا صَغِيرَتَيْن؟ هذا الانسانُ اَعْطَاهُ الرسولُ الاَكْرَمُ كذلكَ مِنَ الغنائم؟ وكانَ يقيمُ بالبادية؟ فنزلَ في عَهْدِ الخليفةِ اميرِ المؤمنين عُمَرَ رضي الله عنه الى المدينة؟ ودخلَ على ابْنِ اَخِيهِ وَاسْمُهُ الْحُرُّ بْنُ قَيْس؟ وكانَ الْحُرُّ هذا بعكسِ عَمِّهِ عُيَيْنَةَ تماماً؟ كانَ انساناً خَلُوقاً لَطِيفاً طَيِّبَ السُّمْعَة؟ وكانَ شابّاً تَقِيّاً؟ وكانَ مِنَ الذِينَ يُدْنِيهِمُ الفاروقُ عمر رضي الله عنه وَيُقرِّبُهُمْ في مَجَالِسِهِ الفَاضِلَة؟ وكانَ العلماءُ يَحْضُرُونَ مَجَالِسَ عُمَرَ اَيضاً؟ وَيُسَمِّيهِمْ علماءُ السِّيرَةِ في كُتُبِهِمْ(القُرَّاء) وطبعاً هذهِ اصْطِلَاحَاتٌ عُرْفِيَّةٌ كانُوا يتعَارَفُونَ عليها في زمنِ عمر رضيَ اللهُ عنه أنَّ القارىءَ هو العَالِم( ولَكِنَّهَا اَصْبَحَتْ في اَيَّامِنَا اَنَّ القَارِىءَ هو الذي يَقْرَاُ القرآن؟ وَالْمُقْرِىءُ هو الذي يُعَلِّمُ النَّاسَ العلومَ الى غيرِ ذلك) وفي يومٍ من الايام قال عيينة لابن اخيه الحر؟ يا بْنَ اخي أعلمُ مَنْزِلَتَكَ وَقُرْبَكَ مِنْ هذَا الرجلِ صاحبِكم(ويقصدُ عُمَر) فَاجْعَلْ لِي وَاسِطَةً اَوْ سَبَباً حتَّى اَدْخُلَ عليه؟ وكانَ جميعُ مَنْ يَحْضُرُ في مجلسِ عُمَرَ بنِ الخَطَّاب مِنَ العلماء سواءٌ كانُوا من الصغار اَوْ من الكبار؟ وكانَ الكبارُ منهم لديهم نَخْرَةٌ في عقولِهِمْ معَ الاَسَف؟ ما هِيَ هذه النَّخْرة؟ اَنَّهُمْ كبيرونَ في السِّنّ؟ وَاَعْمَارُهُمْ 60 او 70 سنة؟ وكانُوا يَتَضَايَقُونَ من عُمَرَ حينَما يَاْتِي بولدٍ او غلامٍ ويَضَعُهُ مَعَهُمْ في المجلسِ جَنْباً الى جَنْب؟ ومِنْ هؤلاءِ الغِلْمَان عبدُ اللهِ بنُ عبَّاس رضي الله عنهما؟ وكانَ صغيرَ السِّنّ؟ وكانَ الفاروق عُمَرُ يُدْنِيهِ ويُقَرِّبُهُ الى مجلسِهِ اَكْثَرَ فَاَكْثَر؟ فنظرُوا اِلَيهِ نَظْرَةَ اِنْكَار؟ فقالَ عُمَرُ كَفَى؟ وَقَدْ بَلَغَ السَّيْلُ الزُّبَى؟ تَعَالَوُا الْآنَ وفي هذهِ اللحظة سوفَ اَمْتَحِنُكُمْ وَاَمْتَحِنُ ابْنَ عَبَّاسٍ معكم؟ لتعلموا اِذَا كانَ جديراً حقّاً بِقُرْبِهِ من مجلسي؟ ما تقولونَ في قولِ اللهِ سبحانَهُ وتعالى{إِذَا جَاءَ نَصْرُاللهِ وَالْفَتْح؟ وَرَأيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أفْوَاجَا؟ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابَا}فقالُوا هذهِ الآيةُ واضحةٌ لا تحتاجُ الى تفسير؟ واللهُ تعالى يقولُ لرسولِهِ سَاُحَقِّقُ لكَ النَّصْرَوَالْفَتْح؟ فَاِذَا انْتصرْتَ وفُتِحَتْ عليكَ مكة؟ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِره؟ فقالَ عمرُ نَعَمْ الآيةُ ظَاهِرُهَا هَكَذَا؟ فماذَا تقولُ يَابْنَ عَبَّاس؟ فقالَ اَنَا اَقُولُ غيرَ ذلك؟ اِنَّها تَنْعِي اَوْ تَنْعَى رسولَ اللهِ نَعْوَةً تَدُلُّ على اقْتِرَابِ اَجَلِه؟ وَكَأنَّ اللهَ يقولُ لَهُ لَقَدِ انْتَهَتْ مُهِمَّتُكَ على هذهِ الارض؟ وفُتِحَتْ عليكَ مكة؟ وانتشرَ الاسلام؟ وجَاؤُوكَ يدخلونَ في دينِ اللهِ اَفْوَاجَا؟ فَازْدَدْ قُرْباً مِنَ الله؟ ولذلكَ تقولُ السيدةُ الصِّدِّيقَةُ بنتُ الصِّدِّيق عائشةُ رضيَ اللهُ عنها وعن ابيها كانَ رسولُ اللهِ بعدَ اَنْ نَزَلَتْ هذهِ السُّورةُ يُكْثِرُ مِنْ تسبيحِ اللهِ وَاسْتِغْفَارِه؟ لِاَنَّهُ عَلِمَ بِدُنُوِّ اَجَلِه؟ ولقد فهمَ ابْنُ عَبَّاسٍ هذا المعنى الصحيح الذي لم يَفْهَمْهُ غَيْرُه؟ ولذلكَ قالَ عُمَرُ لهؤلاءِ الكبارِ والشيوخ؟ هلْ فَهِمْتُمْ مِثْلَ مَا فَهِمَ هذا الفتى؟ فَقَالُوا لا؟ فقالَ عُمَرُ فَمَا رَاْيُكُمْ في مُجَالَسَتِه؟ فقالُوا حَبَّذَا لَوْ يكونُ دائماً مَعَنَا في مَجْلِسِنَا؟ وليسَ معنَى ذلكَ وجودُ الْعَبَثِ والفَوْضَى والتَّهْرِيجِ في المجلس؟ بل على الصَّغِيرِ اَنْ يَتَأدَّبَ ويَحْتَرمَ الكبير؟ وعلى الكبيرِ اَنْ يَرْحَمَ الصغير؟ ولا يُوجَدُ في الاسلامِ اَبَداً ما يُسَمَّى بِالْحَقِّ التَّعَسُّفِيِّ لِطَرَفٍ واحدٍ مُنْفَرِدٍ ويكونُ هذا الحقُّ حِكْراً عليهِ وحدَهُ دونَ سِوَاه ودونَ اَنْ يُلَاحقَهُ اَوْ يُحَاسِبَهُ أحَد؟ وَلَا حَصَانَةَ لِاَحَدٍ اَبَداً في الاسلام اِذَا تَجَاوَزَ حَدَّهُ سواءٌ كانَ كبيراً اَوْ صغيراً سيّداً اَوْ عبداً اَوْ رئيساً اَوْ مَرْؤُوساً اَوْ قَويّاً اَوْ ضعيفاً اَوْ والداً اَوْ ولداً اَوْ زوجاً اَو زوجة؟ بل اِنَّ الحقوقَ في الاسلام تشملُ الجميعَ دونَ اسْتِثْنَاء بمفهومِ التَّبَادُل؟ فهي حقوقٌ مُتَبَادَلَةٌ بينَ النَّاسِ جميعاً مسلمينَ وغيرَ مسلمين كمَا قرَّرَهَا الاسلامُ وِفْقَ ضَوَابطَ شَرْعِيَّة لابُدَّ مِنَ الالْتِزَامِ بِهَا؟ واِلَّا فَاِنَّ الفسَادَ الاَكْبَرَ سَيَعُمُّ الجَمِيع؟ فَلَوْ حَصَلَ خَلَلٌ في توزيعِ الميراثِ مَثَلاً كمَا اَمَرَ اللهُ بالمقاديرِ المعروفةِ في الآية؟ فَاِنَّهُ سَيَحْصَلُ خَلَلٌ اَكِيدٌ اَيْضاً في الايمانِ واليقينِ بِاَنَّ اللهَ قَدْ اَعْطَى كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّه؟ بسببِ عدمِ الرِّضَا بِقِسْمَةِ الله؟؟ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ هذا دخلَ على عمرَ رضيَ اللهُ عنه وَمِنْ دونِ سلام وَبِجَفْوَةٍ لا مثيلَ لهَا مِنْ اَمْثَالِ هؤلاءِ الاَجْلَاف؟ فقالَ لَهُ ايييييييه يابْنَ الْخَطَّاب؟ اِنَّكَ لا تُعْطِينَا الْجَزْل؟ ولا تحكمُ بَيْنَنَا بِالْعَدْل؟ فَانْظُرْ اخي الى قِلَّةِ الاَدَب؟ اَوّلاً في دخولِهِ دونَ اَنْ يُسَلِّمَ على مَجْلِسِ عُمَر؟ ودونَ اَنْ يُخَاطِبَهُ بِيَا اَمِيرَ المؤمنين؟ وحتى دونَ اَنْ يقولَ لَهُ يا عُمَر؟ وَاِنَّمَا قالَ لهُ يا بْنَ فُلَان؟ ثُمَّ لاحِظْ اخي اَيْضاً قِلَّةَ الاَدَبِ وَالْوَقَاحَةِ في قولهِ إِييييييه(والعربُ تَسْتَعْمِلُهَا في خِطَابِهَا وَتُفِيدُ التَّهْدِيدَ وَالتَّوْبِيخ) هِيييييهْ يا بْنَ الْخَطَّاب؟ واللهِ لاتُعْطِينَا الْجَزْل (وَالْجَزْلُ في الاَصْلِ هِيَ الحُزْمَةُ مِنَ الحَطَبِ التي تكفي من يَاْخُذُهَا وَيَحْمِلُهَا) بِمَعْنَى اَنَّكَ يا عمرُ لاتُعْطِينا العَطَاءَ الكَافِي؟ وَلَا تَحْكُمُ بَيْنَنَا بِالْعَدْل؟ يقولُ راوي الحديث فَغَضِبَ عُمَرُ غضباً شديداً؟ وَاَوْشَكَ اَنْ يُوقِعَ بِهِ وَيَضْرِبَهُ بِدَرَّتِه؟ وَهَمَّ اَنْ يَفْتِكَ بِه(بعيينة بن حصن) فقالَ ابْنُ اَخِيهِ الْحُرُّ بْنُ قَيْس يا اَمِيرَ المؤمنين اِنَّ اللهَ تعالى يقول{خُذِ الْعَفْوَ وَاْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِين} وإِنَّ عَمِّي هذا لَمِنَ الجَاهِلِين؟ وكانَ القرآنُ يُؤَثِّرُ في امثالِ هؤلاءِ الصحابةِ الاَتْقِيَاءِ الوَرِعِينَ اَكْثَرَ بكثير جِدّاً مِمَّا تُؤَثّرُ حَبَّةُ الْمُهَدِّىءِ على الغَضْبَان وَتُرِيحُ اَعْصَابَه؟ وَاَمَّا في اَيَّامِنَا وَالعَيَاذُ بالله؟ فَاِنَّكَ اخي اِذَا قَرَاْتَ آيةً مِنَ القرآنِ اَمَامَ اِنسانٍ غَضْبَان؟ فَاِنَّهُ لَعَنَهُ الله(اِنْ لَمْ يَدْخُلِ الاسلامَ مِنْ جديد) يَسُبُّ الدِّينَ واللهَ والقرآنَ الذي اَنْزَلَه؟ فأينَ هؤلاءِ من الحذاءِ الذي كانَ ينتعلُهُ الفاروقُ اميرُ المؤمنين عُمَرُ رضي اللهُ عنه واَرْضَاه؟ ثمَّ يَاْتِي انسانٌ آخرُ وبوقاحةٍ لا مثيلَ لهَا ويعطيهِ سيجارة؟ ويقولُ لهُ هَدِّىءْ مِنْ رَوْعِك؟ والْزَمِ الْعَدَّ من الواحدِ الى العشرة؟ فانْظُرْ اخي الى الفرقِ الكبيرِ بينَ الْوَصْفَتَيْن؟ وَصْفَةٍ للدَّوَاءِ شيطانيَّة؟ ووصفةٍ اُخْرَى ربَّانِيَّة جَعَلَتْ مِنْ عمر وقَّافاً عندَ كتابِ الله(لا يُخَالِفُهُ حتَّى ولو كانَ على غيرِ هَوَاه) كما يقولُ راوي الحديث فَوَاللهِ ما جاوزَ عُمَرُ آيةَ العُرْفِ وما جَاوَزَتْهُ إِلَّا وَقَدْ سَكَنْ غَضَبُه (وَهَدَأتْ اَعصَابُهُ بعد سماع الآيةِ الكريمة) وهكذا ايها الاخوة علينا اَنْ نَتَاَثَّرَ بالقرآنِ وَلَوْ وصلَ بنا الغضبُ الى قِمَّتِه؟ فها هو الفاروقُ عمر وقد جَعَلَتْهُ آيةٌ واحدةٌ صغيرةٌ كلماتُهَا معدودة يَرْجِعُ عَنْ غَضَبِه؟ واِلَّا فَاِنَّ الغضبَ سَيَقْتُلُنَا؟ وهل سَمِعْتُمْ اَيُّهَا الاخوة عن سَكْرَانَ اَنَّهُ قَدْ قَتَلَ نَفْسَه؟ وَلَكِنَّنَا سَمِعْنَا مَعَ الاَسَفِ عَنْ غَضْبَانَ قَدْ قتلَ نفسه؟ مع العلمِ اَنَّ السَّكْرَانَ قد حَجَبَ عَقْلَهُ بِسُكْرِهِ ولم يَعُدْ يستطيعُ عَقْلُهُ اَنْ يَتَحَكَّمَ في تصرُّفاته؟ وَلَكِنَّ الْغَضْبَانَ مَعَ الاَسَف اَعْمَاهُ الغَضَبُ عَنْ كلِّ شيءٍ حتى نَسِيَ نفسَهُ أيضاً وَقَامَ بِقَتْلِهَا مِنْ شِدَّةِ غَيْظِهِ وَغَضَبِهِ كالنَّارِ التي تُحرق نفسَها اِنْ لم تَجِدْ ما تُحْرِقُه؟ ولذلكَ جاءَتِ الوَصِيَّةُ الجامعةُ المَانِعَةُ لرجلٍ جاءَ الى رسولِ الله وهو يقولُ يا رسولَ اللهِ اَوْصِني؟ فقالَ عليه الصلاة والسلام في كلمةٍ واحدةٍ فَقَطْ لا تَغْضَبْ؟ وقد وردَ في حديثٍ صحيح أنَّ الوضوءَ يساعدُ كثيراً في التخفيفِ مِنْ حِدَّةِ الغَضَب؟ ووردَ ايضاً في حديثٍ آخرَ قولُهُ عليه الصلاةُ والسلام [أعوذُ باللهِ من الشيطان] وهي كلمةٌ علاجيَّةٌ بل من أعظمِ علاجِ الغَضَبْ؟؟ وَمَعَ الاَسَفِ الشديد فَاِنَّ عُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ هذا بقيَ على هذهِ الاَخْلَاقِ المُتَعَجْرِفَةِ حتى ماتَ رَحمَهُ الله؟ ونرجو اللهَ سبحانه وتعالى اَنْ يغفرَ لهُ كرامةً لِصُحْبَتِهِ لِرَسُولِ الله؟ وصلى اللهُ على نبيِّنا محمد رسولِ الله وعلى أزواجهِ وذُرِّيتِهِ وآلهِ واصحابِه؟ وسلامُ اللهِ عليكم ورحمتُهُ وبركاتُهُ مِنْ اُخْتِكُمْ في الله أفْنَان؟ وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين




مقالات ممكن أن تعجبك :




من مواضيعى في فضائيات وقولوا للناس حسنا
العلويون والخطر الاكبر القادم اليهم
الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون
ومن لم يستطع منكم طولا ان ينكح المحصنات
اختي افنان تسلم عليكم ؟
اين الله ؟؟؟
  رقم المشاركة : [2]
عضو جديد
 

افتراضي رد: ختام الحديث عن غزوة حنين

بارك الله فيك






من مواضيعى في فضائيات أستحلفك بالله ادخل ثم انشر
احمد ربحي غير متواجد حالياً  

ختام الحديث عن غزوة حنين


أدوات الموضوع


الساعة معتمدة بتوقيت جرينتش +3 . الساعة الآن » 08:24.
Powered by vBulletin
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

تابعنا على الفيس بوك جديد مواضيع المنتدى تابعنا على تويتر
DMCA.com Protection Status