غدا اول يوم من السنة الهجرية الجديدة ان شاء الله تكون سنة خير عليكم اليكم مقال عن الهجرة مغادرة أرض الوطن بسبب الألم والضيق والإيذاء والظلم.. لإيجاد البديل الأفضل من
غدا اول يوم من السنة الهجرية الجديدة ان شاء الله تكون سنة خير عليكم اليكم مقال عن الهجرة مغادرة أرض الوطن بسبب الألم والضيق والإيذاء والظلم.. لإيجاد البديل الأفضل من المحبة والسلام وإحياء دين الله في أرض الله الواسعة.. ففي بعض المواقف الصعبة لابد من ذلك.. والرسول الكريم محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه قام بذلك الحدث الخطير والعظيم.. وقالها كلمات مؤثرة وهو يقطر وجداً وهياماً بأرض الوطن ومسقط رأسه أثناء خروجه مهاجراً من مكة إلى يثرب المدينة المنورة: ((ما أطيبك من بلد ، وأحبّك إليّ ولولا أن قومك أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيرك )) أخرجه الترمذي.
هذه الهجرة.. كان فيها إشراق نور الأمل من قلب الظلام، وخروج الخير من الشر، وانبثاق الفرج من أعماق الأزمات.. إنه الثبات والتضحية والمحبة لله ودينه الإسلام.
وفي الهجرة.. كان الله الرحيم السميع العليم مع رسوله: (( وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ )) [سورة يس آية9 صدق الله العظيم.
ومعجزات الهجرة عديدة.. منها هذا العماء الذي أصاب المتآمرين المحيطين بمنزل الرسول ليلة خروجه من أمامهم وهم أشبه بالنيام بإذن الله. ثم عماء الباحثين عنه وعن رفيقه أبي بكر عند مدخل غار ثور, فلم يشكوا في أنهما في هذا الغار الذي كان على مدخله خيوط عنكبوت وعش حمام.
هجرة المؤاخاة.. بين المهاجرين والأنصار، وما بين الأوس والخزرج فجعلهم الإسلام أمة واحدة بعد وصول الرسول صلى الله عليه وسلم إلى دار السلام المدينة المنورة. والهجرة تقول.. إن النجاح مع الصبر.. وإن العسر يأتي بعده اليسر، وإن الفرج يأتي بعد الألم.. وإن للشر في هذا العالم نهاية.. فلا يأس ولا قنوط من رحمة الله.
مؤامرة فاشلة
بعد مرور (13) سنة على دعوة النبي وما لحقه من الرفض والإيذاء له ولأصحابه القلائل الذين آمنوا بدعوته للإسلام, وبعد أن بايعه أهل المدينة المنورة ورحبوا بقدومه وقدوم أنصاره إلى المدينة المنورة.. خاف زعماء الكفار من أهل مكة أن تقوى شوكة المسلمين ويزداد عددهم ويشكلون خطراً عليهم في المستقبل فقد قرروا الاجتماع في دار الندوة في مكة للتشاور فيما يتخذونه من وسائل القضاء على محمد وصحبه.. واتفقوا في نهاية الأمر على أن يشترك في قتله من كل قبيلة شاب قوي مدرب ليراقبه هؤلاء أمام داره.. حتى إذا خرج النبي من داره صباحاً ضربوه ضربة رجل واحد!! فيتفرق دمه بين القبائل!! فلا يقدر (بنو عبد مناف) على حرب قريش كلها, ويذهب محمد بالدية فقط.
لكن الله سبحانه وتعالى أطلع رسوله على ما بيّتوه له من شر.. فخرج النبي مهاجراً إلى المدينة ليلاً سراً .. وفي صحبته أبو بكر الصديق الذي كان يريد الهجرة قبل الرسول.. ولكن الرسول كان يستبقيه قائلاً: ((لعل الله يجعل لك صاحباً)).
وعندما خرج الرسول محمد وسيدنا أبو بكر الصديق توجها جنوباً للتمويه على كفار قريش ، واتخذوا غار ثور مكاناً للإيواء لبضعة أيام ، وكان أبناء أبي بكر الصديق وراعياً له يرعى الأغنام يأتون إليهم سراً في الليل لتوصيل الطعام والشراب والمعلومات.
وفي طريق الهجرة إلى المدينة حدث أن لحق بهم « سراقة « يريد جائزة إذا ما ألقى القبض على الرسول.. لكنه عرف أن هذا الرجل ما هو إلا نبي معصوم مرسل من الله، لأنه لم يستطع اللحاق به ولا إيذائه لا عن قرب ولا عن بعد، فقد كانت قوائم حصانه تغرس في الرمل بإرادة الله سبحانه وتعالى.
وفي يوم الجمعة من 12 ربيع الأول سنة (53) من مولده صلى الله عليه وسلم أي سنة 622 ميلادية وصل الاثنان إلى المدينة المنورة وكان ينتظره الأنصار والمهاجرون لعدة أيام سابقة.. وحين بان أخيراً وصاحبه من بعيد حتى تتالت الأهازيج والأناشيد والترحيب ، ودقات الطبول والزغاريد ، تعلن الفرح العظيم بقدوم الرسول ، بصحة وسلامة إلى موطنه الجديد المدينة المنورة :
طلع البدر علينا
من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا
ما دعا لله داع
أيها المبعوث فينا
جئت بالأمر المطاع
جئت شرفت المدينة
مرحباً يا خير داعٍ.
حدث تاريخي عظيم
وكانت الهجرة النبوية حدثاً تاريخياً خطيراً.. فهي لم تكن مجرد هجرة من بلد إلى بلد.. وإنما عظمتها ومواضع العبرة والتقدير فيها كثيرة مثل:
إن الظروف والملابسات التي أحاطت بهذه الهجرة قد تمت على غير إرادة قريش، وعلى غير رغبتها.. لأنها كانت تريد بالإسلام شراً، وبمحمد فتكاً, فحالت الهجرة بينها وبين ما تريد قريش.
وقد تمت الهجرة في الليلة نفسها التي عقد فيها المشركون العزم على قتل الرسول محمد والخلاص منه إلى الأبد.. كما تمت والمشركون حول داره يترقبوه ليقتلوه.
وإن الذين خرجوا يجرون وراء محمد ليعودا به إلى مكة كي ينفذوا فيه ما اتفقوا عليه من إزهاق روحه, لحقوا به فعلاً، ورآهم وهم لم يروه.. ثم عادوا خائبين.
وكانت الهجرة هي المرحلة الفاصلة للجولة الأولى بين الإسلام وخصومه، والنصر الذي أحرزه في معركة الصراع الأول العنيف, بينه وبين قريش، الذي دام ثلاثة عشر عاماً، بين قوتين غير متكافئتين على الإطلاق، قوة قريش بإمكاناتها الهائلة من إمكانات مادية وعددية، وإمكاناتهم الهائلة من السلطان والبطش والقوة والنفوذ.. مع قوة المسلمين الذين لم يكن لديهم من سلاح يجابهون به كل هذا.. سوى الإيمان العميق بالدعوة الجديدة ورسالتها الربانية، والعزيمة الصادقة لتحديد أهدافها.
واستأنف الإسلام بعد الهجرة مرحلة جديدة من مراحل الدعوة.. في جو من الطمأنينة بين أنصار مخلصين أحفظ للدعوة .. وأكثر غيرة عليها .. ممن نزلت بينهم في بادئ الأمر في موطنها الأصلي مكة.
وكانت الهجرة فيصلاً بين عهدين: عهد ظلم واضطهاد وعدوان، وعهد جديد في حياة الإسلام. فقبلها كان المسلمون لا يقدرون على رد أي عدوان تنزله بهم قريش.
لأنه لم يكن لديهم من الإمكانيات ما يؤهلهم للوقوف أمامها موقف الخصم للخصم والند للند, فتحملوا إيذائها صابرين.
أما بعد الهجرة فقد استقر بهم المقام، وبدأوا يكوّنون جيشهم ويقيمون دولتهم, ويضعون اللبنة الأولى في الدولة الإسلامية الكبرى، التي امتدت في أقل من قرن من الخليج العربي إلى المحيط الأطلسي.
لذا ومن أجل ذلك كانت الهجرة وستظل أثيرة عند المسلمين عزيزة عليهم ومن أجل ذلك فعندما تشاور المسلمون السابقون مع الخليفة الثاني عمر بن الخطاب لتحقيق رغبته في اختيار حدث هام في حياة الإسلام وفي حياة المسلمين (للتأريخ) الإسلامي، فلم يختاروا غير حادث الهجرة، من عدة أحداث إسلامية هامة أخرى مثل:
غزوة بدر
فتح مكة
ميلاد الرسول
بعثة الرسول
وكان اختيار الهجرة لبدء التاريخ الإسلامي المفصل الأهم في السيرة النبوية ومسيرة الإسلام ، فهي أي الهجرة نقلة نوعية ومنعطف كبير في تاريخ المسلمين.
لا تحزن إنّ الله معنا
وقول الله عز وجل مخاطباً المؤمنين (( وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )) [سورة الأنفال آية26 وهذا يشير إلى أسباب الهجرة ويبين نتائجها.
كذلك أشار الله سبحانه وتعالى حادث الهجرة في آيات أخرى منها:
(( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ )) [سورة الأنفال آية 30 .
وقال تعالى: (( إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ))[سورة التوبة آية 40.
إضافة رد
معلومات عن الهجرة النبوية 
إقتباس
