الإبداع الفضائي

الإبداع الفضائي (https://www.fadaeyat.co/)
-   المواضيع الإسلامية (https://www.fadaeyat.co/f5/)
-   -   سبب نزول الاية وما نتنزل الا بامر ربك له ما بين ايدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا (https://www.fadaeyat.co/fadaeyat101280/)

فتحى عطا 23 صفر 1437هـ / 5-12-2015م 18:31

سبب نزول الاية وما نتنزل الا بامر ربك له ما بين ايدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا
 
تفسير و سبب نزول الاية وما نتنزل الا بامر ربك له ما بين ايدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا
سبب نزول قوله تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ ۖ لَهُ مَا بَيْنَ
أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَٰلِكَ ۚ
وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا.

[مريم:64]


قال العلامة السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره
استبطأ النبي ﷺ جبريل عليه السلام مرة في نزوله إليه فقال له:
" لو تأتينا أكثر مما تأتينا "
-تشوقا إليه، وتوحشا لفراقه، وليطمئن قلبه بنزوله-
فأنزل الله تعالى على لسان جبريل:
{ وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ **
أي: ليس لنا من الأمر شيء، إن أمرنا، ابتدرنا أمره،
ولم نعص له أمرا، كما قال عنهم:
{ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ** .
فنحن عبيد مأمورون،
{ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ ** أي:
له الأمور الماضية والمستقبلة والحاضرة، في الزمان والمكان،
فإذا تبين أن الأمر كله لله، وأننا عبيد مدبرون،
فيبقى الأمر دائرا بين:
" هل تقتضيه الحكمة الإلهية فينفذه؟ أم لا تقتضيه فيؤخره " ؟
ولهذا قال:
{ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ** أي:
لم يكن لينساك ويهملك، كما قال تعالى:
{ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى **
بل لم يزل معتنيا بأمورك، مجريا لك على
أحسن عوائده الجميلة، وتدابيره الجميلة.
أي:
فإذا تأخر نزولنا عن الوقت المعتاد، فلا يحزنك ذلك ولا يهمك،
واعلم أن الله هو الذي أراد ذلك، لما له من الحكمة فيه.
عن عبد الله بن مسعود قال:
قلت يا رسول الله أي الذنب أعظم؟ قال ﷺ:
أن تجعل لله ندا وهو خلقك.
[صحيح البخاري]

وجاء في تفسير ابن كثير
رحمه الله تعالى:

قال الإمام أحمد : حدثنا يعلى ووكيع قالا :
حدثنا عمر بن ذر ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ،
عن ابن عباس قال : قال رسول الله ﷺ لجبريل :
" ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا ؟ " قال :
فنزلت ( وما نتنزل إلا بأمر ربك ). إلى آخر الآية .
انفرد بإخراجه البخاري ،
فرواه عند تفسير هذه الآية عن أبي نعيم ،
عن عمر بن ذر به . ورواه ابن أبي حاتم وابن جرير ،
من حديث عمر بن ذر به وعندهما زيادة في آخر الحديث ،
فكان ذلك الجواب لمحمد ﷺ .
وقال العوفي عن ابن عباس :
احتبس جبريل عن رسول الله ﷺ ،
فوجد رسول الله ﷺ من ذلك وحزن ،
فأتاه جبريل وقال : يا محمد ،
( وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا
وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا ).
وقال مجاهد : لبث جبريل عن محمد ﷺ
اثنتي عشرة ليلة ، ويقولون قلي فلما جاءه قال :
يا جبريل لقد رثت علي حتى ظن المشركون كل ظن .
فنزلت :
( وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا
وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا ).
قال : وهذه الآية كالتي في الضحى .
وكذلك قال الضحاك بن مزاحم ، وقتادة ،
والسدي ، وغير واحد :
إنها نزلت في احتباس جبريل .
وقال الحكم بن أبان ، عن عكرمة قال :
أبطأ جبريل النزول على رسول الله ﷺ أربعين يوما ،
ثم نزل ، فقال له النبي ﷺ :
" ما نزلت حتى اشتقت إليك " فقال له جبريل :
بل أنا كنت إليك أشوق ، ولكني مأمور ،
فأوحي إلى جبريل أن قل له :
( وما نتنزل إلا بأمر ربك ). الآية .
رواه ابن أبي حاتم ، رحمه الله ، وهو غريب .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أحمد بن سنان ،
حدثنا أبو معاوية ، حدثنا الأعمش ، عن مجاهد قال :
أبطأت الرسل على النبي ﷺ ، ثم أتاه جبريل فقال له :
ما حبسك يا جبريل ؟ فقال له جبريل :
وكيف نأتيكم وأنتم لا تقصون أظفاركم ،
ولا تنقون براجمكم ، ولا تأخذون شواربكم ،
ولا تستاكون ؟ ثم قرأ :
( وما نتنزل إلا بأمر ربك ). إلى آخر الآية .
وقد قال الطبراني : حدثنا أبو عامر النحوي ،
حدثنا محمد بن إبراهيم الصوري ، حدثنا سليمان
بن عبد الرحمن الدمشقي حدثنا إسماعيل بن عياش ،
أخبرني ثعلبة بن مسلم ، عن أبي كعب مولى ابن عباس
، عن ابن عباس عن النبي ﷺ :
أن جبريل أبطأ عليه ، فذكر ذلك له فقال :
وكيف وأنتم لا تستنون ، ولا تقلمون أظفاركم ،
ولا تقصون شواربكم ، ولا تنقون رواجبكم .
وهكذا رواه الإمام أحمد ، عن أبي اليمان ،
عن إسماعيل بن عياش ، به نحوه .
وقال الإمام أحمد : حدثنا سيار ،
حدثنا جعفر بن سليمان ،
حدثنا المغيرة بن حبيب - ختن مالك بن دينار -
حدثني شيخ من أهل المدينة ، عن أم سلمة قالت :
قال لي رسول الله ﷺ :
" أصلحي لنا المجلس ، فإنه ينزل ملك إلى الأرض ،
لم ينزل إليها قط "
وقوله : ( له ما بين أيدينا وما خلفنا ). قيل :
المراد ما بين أيدينا : أمر الدنيا ، وما خلفنا :
أمر الآخرة ، ( وما بين ذلك ) ما بين النفختين .
هذا قول أبي العالية ، وعكرمة ، ومجاهد ،
وسعيد بن جبير . وقتادة ، في رواية عنهما ،
والسدي ، والربيع بن أنس .
وقيل :
( ما بين أيدينا ) ما نستقبل من أمر الآخرة ،
( وما خلفنا ) أي : ما مضى من الدنيا ،
( وما بين ذلك ) أي : ما بين الدنيا والآخرة .
يروى نحوه عن ابن عباس ، وسعيد بن جبير ،
والضحاك ، وقتادة ، وابن جريج ، والثوري .
واختاره ابن جرير أيضا ، والله أعلم .
وقوله :
( وما كان ربك نسيا ) قال مجاهد والسدي معناه :
ما نسيك ربك .
وقد تقدم عنه أن هذه الآية كقوله :
( والضحى والليل إذا سجى
ما ودعك ربك وما قلى ).
[ الضحى : 1 - 3 ]
وقال ابن أبي حاتم :
حدثنا يزيد بن محمد بن عبد الصمد الدمشقي ،
حدثنا محمد بن عثمان - يعني أبا الجماهر -
حدثنا إسماعيل بن عياش ،
حدثنا عاصم بن رجاء بن حيوة ، عن أبيه ،
عن أبي الدرداء يرفعه قال :
" ما أحل الله في كتابه فهو حلال وما حرم فهو حرام
وما سكت عنه فهو عافية ،
فاقبلوا من الله عافيته ، فإن الله لم يكن لينسى شيئا "
ثم تلا هذه الآية :
( وما كان ربك نسيا ).
________
فتحــــــــى عطــــــــــا
fathy - atta


الساعة الآن » 01:17.

Powered by vBulletin
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd