الإبداع الفضائي

الإبداع الفضائي (https://www.fadaeyat.co/)
-   معلومات عامة ، حدث في مثل هذا اليوم (https://www.fadaeyat.co/f4/)
-   -   نظرة المجتمع نحو التدريب المهني تغير إيجابي (https://www.fadaeyat.co/fadaeyat98077/)

*HOB* 16 محرم 1437هـ / 29-10-2015م 16:59

نظرة المجتمع نحو التدريب المهني تغير إيجابي
 
تحت شعار العمل ليس عيباً و تعلم مهنة، خير من أن تكون سلبياً في المجتمع»، بهذه العبارة تحدث احمد (23) عاما الحاصل على شهادة البكالوريس، والذي يعمل سباكا.
يقول أحمد إن «تأمين الدخل والاستقرار الأسري يحتاج إلى مشقة وتعب، ولا يحتاج إلى برستيج خاص».
يعزف كثير من الشباب عن الاقبال على المهن الحرفية، لأسباب نفسية واجتماعية واقتصادية، اذ يرى بعضهم انها دون مستواهم، فيما «القليل» من خريجي الجامعات يقبلون على هذه المهن، دافعهم إلى ذلك التغييرات الكبيرة التي حدثت في النظرة المجتمعية تجاهها.

https://www.fadaeyat.co/up/images/824...6935910499.jpg

ويرى شباب ومختصون أن هناك الكثير من المهن التي يتجنبها قطاع عريض من الشباب من باب الحفاظ علي «البرستيج» أو الوجاهة الاجتماعية، ما يجعل هناك إهمالا واضحا للمهن الحرفية واليدوية بالمجتمع.
وفي المقابل، فإن العزوف عن المهن، أدى إلى ارتفاع نسبة البطالة في المجتمع، والتي تلامس 13 بالمائة.
«نظرة المجتمع» و»البرستيج» التي يتمسك بها البعض في تبرير ابتعادهم عن هذه المهن، لم تعد مقبولة عند شرائح عديدة في المجتمع، وبخاصة أن الكثير من هذه المهن توفر دخلاً أعلى بكثير من الوظائف المكتبية التي قل وجودها بل أصبح نادراً.
ويؤكد احمد أن «العمل الحرفي خيار ممتاز للشباب وهو أفضل من أن يتجهوا لطرق غير سوية للحصول على دخل»، داعيا الجهات المعنية ووسائل الإعلام للقيام بإعداد برامج وندوات تعمل على التوجيه المهني لأفراد المجتمع باختيار المهن التي تتلاءم مع ميولهم واستعداداتهم، وفتح التخصصات التي تلبي حاجة السوق والتوسع فيها لقبول اكبر عدد من الشباب وتوسع مدارك الشباب لهذه المهن.
بدوره يرى محمد السالم أن فئات كثيرة في المجتمع لا تزال تنظر إلى مثل هذه المهن مع الأسف بشيء من الانتقاص، وهذا يتطلب مزيداً من التوعية والتثقيف وإيضاح الفوائد التي سيجنيها المجتمع من السواعد الوطنية النزيهة.
ويقول إن «صناعة السجاد والأخشاب والأحذية والسباكة جميعها مهن حرفية ويدوية غابت عنها الأيدي العاملة، نظراً لاستعلاء الكثير من الشباب على هذه المهن، وهذا ينذر بانقراض الكثير من هذه المهن وهو ما يسبب ركودا اقتصاديا لهذا القطاع».
ورغم ذلك، يقول السالم ‹›أنا شاب متعلم وأتطلع لعمل يناسب مستواي الدراسي، كما أن الحرف التقليدية لا تطعمنا خبزاً وانا افضل العمل بالخارج على ان اعمل بحرفة ما هنا».
اما موسى عبدالله والذي يعمل فني اتصالات، فيفضل الأعمال الفنية التقنية اليدوية وهي «هواية مفضلة لدي لكن هنالك صعوبات بمثل هذا العمل إذ لا توجد رواتب مغرية من قبل القطاع الخاص مقابل العمل اليدوي الذي أمارسه».
من جانبه يقول الناطق الاعلامي لمؤسسة التدريب المهني سلمان القريوتي ان 900 ألف متدرب ومتدربة التحقوا هذه العام بمراكز التدريب المهني.
ويضيف «من تجربتنا بمؤسسة التدريب المهني تبين أن حالة العزوف عن التدريب المهني انتهت ولدينا من الدلائل الكثير حيث ظهر عندنا زيادة ملحوظة على الالتحاق بالبرامج المهنية التي تعقدها المؤسسة من خلال معاهدها في كافة محافظات المملكة والبالغ عددها 44 معهداً. حيث تشهد هذه المعاهد اقبالا منقطع النظير للعام التدريبي 2015-2016 وقد اغلقت الكثير من المشاغل في اوائل ايام التسجيل».
ويشدد على «ان هذه الارقام تعزز من أن نظرة الاردنيين قد تغيرت نحو التدريب المهني حيث ان المؤسسة تعمل سنويا على تخريج ما لايقل عن 10 الاف طالب وطالبة، ضمن مختلف المستويات والذين ينخرطون في سوق العمل وذلك ترجمة لرسالة المؤسسة واهدافها بتزويد سوق العمل الاردني بالأيدي العاملة والمدربة».
ويقول استاذ علم الاجتماع المشارك في جامعة مؤتة تخصص قيم العمل حسين محادين انه من المتعارف عليه تاريخيا ان كلمة المهن قد أخذت من المهانة او الدونية بمنظار الحقب التاريخية القديمة، ويبدو ان هذا الرأي استمر في المجتمعات النامية حتى هذه الاجيال مما حذا بالشباب وجراء انماط التنشئة التي تشربوها من اسرهم وتوارثوها من ثقافات مجتمعهم بأن العمل المهني اليدوي غير محبذ من جهة ومن جهة اخرى اقتران مثل هذه المهن في اذهان الناس ان العاملين بها لم يجيدوا المهارات الاكاديمية او من ذوي التحصيل المتدني في حقل العلم، وبين هذين الحدين حدثت تغييرات اجتماعية وثقافية قادت الى تعديل مثل هذه الاراء بسبب انتقال المجتمع من البادية والريف الى المدينة التي تحتوي على الكثيير من المهن المختصة والتي توفر حرية فردية اكبر للشباب.
ويدعو محادين الى زيادة حملات التوعية للشباب من الجنسين بضرورة تعديل العمل المهني بدءا من الاسرة والمدارس مرورا بالمساجد ووسائل الاعلام ولابد ان تقوم الحكومة باعطاء رواتب افضل مما هي عليه للمدربين والمتدربين تمهيدا لدخولهم سوق العمل.


الساعة الآن » 11:48.

Powered by vBulletin
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd