الشوفان غذاء فعال للوقاية من الكوليسترول
يقوم الجسم طبيعيا بتكسير كمية من الكوليسترول الموجود في الكبد ليشكل منه أحماض الصفراء الضرورية لهضم الدهون في المعدة والأمعاء الدقيقة، ثم تقوم الأمعاء الدقيقة بامتصاص هذه الأحماض لإعادة استخدامها.
ولكن عند تناول الألياف الغذائية القابلة للذوبان في الماء كالشوفان، فإن مادة البكتين المكونة لأليافها تمتص أحماض الصفراء بقوة, مما يدفع الكبد لتكسير كمية أكبر من الكوليسترول لتعويض ما يمتصه بكتين الألياف, فينخفض الكوليسترول الضار في الجسم .
https://www.fadaeyat.co/up/images/668...3994369389.jpg

أظهرت الدراسات والبحوث العلمية الكثير من الفوائد الهامة لنبات الشوفان, فهو يقي من الكوليسترول الضار في الدم, ويحتوي على سكريات وألياف قابلة للذوبان تعمل على تقليل امتصاص الدهون مما يؤدي إلى تقليل نسبة الكولسترول الضار.
وتنصح اختصاصية التغذية لارا أبو زينة بتناول الشوفان لأنه من الأغذية الفعالة، فهو يزود بالطاقة وله الكثير من الفوائد الصحية, ويمتاز بأنه يتمدد حال اختلاطه بالماء بمعنى ان شريحة من خبز الشوفان تشعر الفرد بالامتلاء بسرعة لفترة من الوقت, ويحتوي الشوفان على نسبة عالية من الألياف تساعد في المحافظة على صحة الجهاز الهضمي وتنظيفه, وهو مصدر غني بالكاربوهيدرات المركبة لذا فهو يزود الجسم بطاقة بطيئة، ويقلل من الشعور بالجوع, مما يساعد السمينين من مرضى السكري على إنقاص وزنهم والالتزام بحميتهم، وعدم الإضرار بالجسم.
وتبين أبو زينة المحتويات الكيميائية للشوفان:يحتوي الشوفان على قلويدات (ALKaloids) وسيترولز (Sterols) وفلافونيدات
(Flavonoids) وحمض السليسيك (Silicic acid) ونشا (starch) وبروتين (Proteins) والذي يشمل الجلوتين (Gluten) وفيتامينات وبالأخص مجموعة فيتامين ب ومعادن مثل البوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم والفوسفور والحديد والصوديم وهيدرات الكربون، كما يحتوي على دهن وهرمون قريب من الجريبين(الهرمون المبيضي) وعلى الكاروتين بالاضافة الى فيتامين ب ب (PP)وفيتامين د.
وتتفاوت المحتويات الكيميائية بين أنواع الشوفان العادي والتركي والأحمر والقصير والنبوي لكن المواد الأساسية والجوهرية توجد في جميع الأنواع. كما أكدت الأبحاث العلمية أن نخالة الشوفان من المواد التي تؤدي إلى تخليص الجسم من المعادن الثقيلة الضارة به كالرصاص والاسترونشيوم المشع في الدم فقامت بعض الشركات بإنتاج أقراص جديدة مصنوعة من مستخرج عالي التركيز من ألياف نخالة الشوفان.
وتوضح أبو زينة أن الأطعمة التي تحتوي على كمية عالية من الألياف كالشوفان، تحتوي كذلك على كمية عالية من الفيتامينات والأملاح المعدنية، وكميات قليلة من الدهون والدهون المشبعة, فعند تناول إفطار مكون من حليب قليل الدسم مع الشوفان وقطعة من الفاكهة وزبادي أو جبن قليل الدسم مع قطعة من الخبز، يحصل الانسان على كمية كافية من الألياف بالإضافة إلى الأملاح المعدنية والفيتامينات التي يحتاجها لبناء الجسم ونموه.
وتضيف: الشوفان نبات عشبي حولي يشبه الحنطة والشعير في الشكل وهو ينبت عادة بينهما، وبذوره متوسطة بين حب الحنطة والشعير ويعرف عادة بالزُّوان والعامة عادة تقول الزوان والزيوان, مشيرة إلى أنه لم يرد اسم الشوفان في المعاجم العربية القديمة ولا في المفردات وقد عرف في الماضي بأسماء مختلفة مثل هُرطُمان وهي كلمة فارسية وخافور وقرطمان والنوع الذي يزرع يسمى خرطان زراعي أو خرطان معرف, والموطن الأصلي للشوفان هو شمال أوروبا، ويزرع حالياً في جميع أنحاء العالم ويزرع كمحصول غذائي وطبي، ويحصد الشوفان عادة في نهاية الصيف.
ويتم تناوله مع الحليب أو على شكل هريسة أو مع الطعام مباشرة ، حيث يحتوي الشوفان على مادة البيتاجلوكان التي تعمل على خفض نسبة الكولسترول الضار في الدم، وتقوم بطرده إلى الخارج عن طريق الأمعاء.
واستشهدت أبو زينة بإحدى الدراسات الأولية التي تهدف الى استخدام الأساليب الغذائية للتغلب على ضغط الدم الشرياني المرتفع, مشيرة الى أن 73 بالمائة من المشاركين الذي تناولوا رقائق الشوفان يوميا لمدة 12 أسبوعا، تمكنوا من تقليل حاجتهم لعلاجات ضغط الدم أو الاستغناء عنها كليا مع متوسط توفير سنوي بلغ 19763 دولارا لكل مريض، مقابل 42 بالمائة فقط من الأفراد في المجموعة التي لم تتناول الشوفان، وإنما تناولت رقائق قليلة من الألياف، ولكنها تحتوي على الحد الأدنى من ألياف بيتا جلوكان الذائبة الموجودة في الشوفان.
ويعتقد الاطباء أن الألياف الذائبة في الشوفان ومحتواه من المعادن والمواد المضادة للأكسدة، تساهم في تحسين قراءات ضغط الدم، من خلال تأثيرها في حساسية الجسم للأنسولين، مشيرين إلى أن استهلاك الرقائق والحبوب الكاملة الغنية بالألياف تمثل طريقة سهلة وبسيطة لزيادة الاستهلاك الكلي من الألياف الذائبة، مما يساعد على الحصول على الكمية الموصى بها منها التي تبلغ 25 – 30 جراما يوميا.