الإبداع الفضائي

الإبداع الفضائي (https://www.fadaeyat.co/)
-   معلومات عامة ، حدث في مثل هذا اليوم (https://www.fadaeyat.co/f4/)
-   -   المعلم الذي كاد أن يكون رسولاً (https://www.fadaeyat.co/fadaeyat98751/)

فضائيات سات 26 محرم 1437هـ / 8-11-2015م 17:23

المعلم الذي كاد أن يكون رسولاً
 
المعلم الذي كاد أن يكون رسولاً
فضائيات - نجاح العملية التعليمية يتوقف على إيمان المعلم بدوره ومدى استعداده للتدريس بكفاءة واقتدار .إن عملية إعداد المعلم عملية مستمرة لا تنتهي وتتوقف بمجرد انخراط المعلم في مهنة التعليم وتلك نتيجة حتمية لسرعة التطور المعرفي الهائل ،لذا أصبح النمو المهني والتدريب المستمر أثناء الخدمة أمراً لازماً لتجديد مهارة المعلم وزيادة فعاليته في التعليم ،ولأن المناهج الحديثة متطورة ومتجددة فإنه يلزمها معلم متطور ومتجدد.

https://www.fadaeyat.co/up/images/717...1808172413.jpg

بعض المهارات اللازمة للتدريس
تعد غزارة المادة التعليمية في ميدان التخصص أمراً ضرورياً ولكنها لا تكفي لأن يكون المعلم ماهراً. فالتعليم الجيد يتطلب معرفة دقيقة بما يحدث عندما يلتقي الطلبة بمعلمهم في موقف تعليمي ،والتفاعل السيكولوجي بين الطرفين هو الذي يقرر نوع التعليم والتعلم .ومن المهم أن يدرك المعلم قدراته ويستغلها ويساعد طلبته على استغلال هذه القدرات والإمكانات ،ومن المهارات التي يتطلبها التدريس:

فهم سيكولوجية التعلم
يتطلب التعلم الجيد فهم طبيعة النمو والتطور عند الأطفال ،ولا يقتصر هذا الفهم على مجرد دراسة علم النفس التربوي أو سيكولوجية التعلم بل يتعداها إلى الإدراك الواسع العميق لديناميكية النمو والتغير ،وأصبح لزاماً على المعلم أن يستخدم معرفته بالصحة النفسية لفهم كل طالب ومعرفة حاجاته وقدراته ،ودراسة الاختبارات والوسائل التي تساعد على هذه المعرفة أثناء العمل والتدرب عليها ،ومعرفة كيفية استثارة دوافع الطلبة وتحدي قدراتهم لتشجيعهم على الإقبال على التعلم .

فهم الفلسفة التربوية
إن تفهم المعلم للفلسفة التربوية الديمقراطية يعد أمراً أساسياً ،ومن أهم مبادئها :الاهتمام بالفرد واحترام شخصيته ،والإيمان بمبدأ الفروق الفردية في الحاجات والقدرات والميول ،والتأكيد على التفكير التأملي البنّاء ،والمسؤولية الفردية والجماعية.

مساعدة الطلبة وعدم استغلالهم
كل معلم يود أن يكون محبوباً ومقبولاً ،ولكن بعض المعلمين الذين لا يشعرون بالاطمئنان يلجأون إلى السيطرة والتحكم بدلاً من تدعيم شخصياتهم وذلك عن طريق إقامة علاقات طيبة مع زملائهم وطلبتهم .فالنزوع إلى السلطة يقي الإنسان من الاعتراف بالفشل في ضبط نفسه. والمعلم بحكم طبيعة عمله يشغل وظيفة تحمل بين طياتها السلطة وإغرائها ومما يزيد هذا الإغراء قوة الفارق الزمني بين عمر المعلم والطلبة ، كما أن المعلم واثق من النصر إذا تصارعت إرادته مع إرادة ورغبة الطلبة ،لذا عليه أن يقدم خبراته المهنية بطريقة سلسة تتضمن الصداقة والفهم المشوب بالعطف والاهتمام الحقيقي بمشاكل الطلبة.

تفهم الطلبة وليس الحكم عليهم
تًفهم الطلبة يتضمن تقبل الفروق التي تظهر بينهم وإتاحة الحرية للتعبير عن مشاعرهم الحقيقية ، والصعاب الفعلية التي يواجهونها فلا يشعرون بالخجل والذنب ،ويشعر الطلبة بهذه الحرية إذا تقبل معلموهم اختلافاتهم ،وإذا كان الجو العام في الصف يشجع على ذلك فلا يجد الطلبة سخريةً أو تحقيراً أو تعريضاً بهم .
وكلما كان الطلبة أكثر جراءةً في التعبير عن أحاسيسهم الصادقة تجاه المادة الدراسية كلما توفرت لديهم فرص أوسع للنمو الحقيقي ،وتعديل الاتجاهات أو إعادة بنائها ،فلا بد أن يكتسب الطلبة المثل الصالحة التي تساعدهم على تكوين الضمير حينما يجدون في معلميهم سعة الصدر والثقة والهدوء والتفهم ،وعندها فقط تظهر الاستجابات الطيبة التي تختلف عن تلك الاستجابات التي تستفز المعلمين وتثير حفيظتهم نحو العنف والتهديد والوعيد .
وبعد؛ إن النمط التقليدي للتعليم لا يهيئ الفرص ولا يثير التحدي ليقوم الطلبة ببذل مجهوداتهم الإيجابية المبتكرة ،كما أنه لا يلقي بالاً إلى النمو العاطفي للطلبة وفي هذا النمط تنحصر مهمة المتعلم في قراءة الكتب المقررة وفي استظهار المادة الدراسية للامتحان. ولكن في عملية التعليم الحديث يجب أن يكتشف المتعلم لنفسه ما يحتاجه فعلاً وبذلك يحقق لنفسه النمو المتكامل والمتوازن .


الساعة الآن » 23:47.

Powered by vBulletin
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd