فضائيات| مكتبة الدريم بوكس | مركز رفع الصور | فضائيات نيوز
تعليم الفوتوشوب



العودة   الإبداع الفضائي > >

المواضيع الإسلامية قسم يهتم بالدين الإسلامي على منهج أهل السنة والجماعة ويمنع إهانة بقية المذاهب

تاج الأخلاق

خُلُقٌ يبعث على اجتناب القبيح، ويمنع من التقصير في حق كل ذي حق، وصاحبه- من البشر- يعتريه تغير وانكسار؛ خوفًا من أن يُعاب عليه بشيء، من الله أو من النـاس،

 
LinkBack أدوات الموضوع
  #1  
عضو نشيط

 

افتراضي تاج الأخلاق

خُلُقٌ يبعث على اجتناب القبيح، ويمنع من التقصير في حق كل ذي حق، وصاحبه- من البشر- يعتريه تغير وانكسار؛ خوفًا من أن يُعاب عليه بشيء، من الله أو من النـاس، فهو عاطفة حية تترفع بها نفس الإنسان عن الخطايا، وتستشعر بها الغضاضة من سفاسف الأمور، ويُولَدُ هذا الخلق في الإنسان إذا عَلِمَ أن الله تعالى ينظر إليه؛ لأنه من الإيمان، إنه خلق الحياء الذي هو تاج للأخلاق كلها.

الحياء شعبة من الإيمان:

للإيمان شُعَبٌ كثيرة، ذكر عددها رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، لكنه- صلى الله عليه وسلم- خصَّ الحياء منها بالذِّكر، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ- صلى الله عليه وسلم- قَالَ: “الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ”. (أخرجه مسلم)، وفي رواية أخرى قال- صلى الله عليه وسلم-: “الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، وَالحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ”. (أخرجه البُخَارِي).

الحياء خُلُقُ الإسلام:

قد يكون تخصيص الحياء بالذكر دون غيره من شعب الإيمان؛ لأنه أهم أخلاق الإسلام، فقد رُوِي عن النَّبِيِّ- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “لِكُلِّ دِينٍ خُلُقٌ، وَخُلُقُ الإِسْلامِ الحَيَاءُ” (أخرجه مالك).
والحياء خُلُقُ استرعى نـظر الصحابة من أخلاقه- صلى الله عليه وسلم-، فقد كان حياؤه- صلى الله عليه وسلم- شديدًا، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ- صلى الله عليه وسلم- أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا".( الخِدر: سِتر يجعل للبكر في جانب من البيت) أخرجه البُخَارِي.

الحياء ميزان الأعمال:

الحياء ميزان، وأصحاب الفِطَر السليمة يعرفون صحة الأفعال بعدة موازين، منها ميزان الحياء، فتراهم لا يُقْبِلُون إلا على الأعمال التي لا تنال من حيائهم ويَقْبَلونها، إنهم إن شاءوا أن يعملوا عملاً عرضوه على نفوسهم، فإن هم استحيوا منه لم يفعلوه، وإن لم يجدوا ما يستدعي الحياء منه فعلوه، أما مَنْ فَقَدَ الحياء فهو يفعل ما يشاء ولا يبالي، فعن أَبي مَسْعُودٍ عُقْبَة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ- صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلامِ النُّبُوَّةِ: إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَافْعَلْ مَا شِئْتَ". (أخرجه البُخَارِيُّ).

الحياء خير كله:

وإذا كان هناك خُلُق هو خير كله، أو كله خير، فإنه الحياء، فعن عِمْرَانُ بن حُصَيْنٍ قَالَ: قال رَسُولُ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم-: “الحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ” أَوْ قَالَ: “الحَيَاءُ كُلُّهُ خَيْرٌ”. (أخرجه مُسْلِم).

والتخوف الملازم للحياء ليس جُبْنًا، فالحييُّ قد يُفَضِّلُ أن يُراق دمه على أن يريق ماء وجهه، وهذه هي الشجاعة في قمة صورها، والخوف في هذه الحال ليس بنقيصة؛ لأنه خوف فقط على مكارم النفس ومحامدها أن تذهب ببهائها ووقارها الأوضاع المحرجة، إنه تخوُّف يُسامي الجراءة في مواطنها المحمودة أو يساويها.

الحياء زينة:

هناك أمور تضفي على الأشياء زينة إن هي اقترنت بها، ومن هذه الأمور الحياء، إنه يُزَيِّن كل شيء كان فيه، فعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم-: “مَا كَانَ الْفُحْشُ فِي شَيْءٍ إِلا شَانَهُ، وَمَا كَانَ الْحَيَـاءُ فِي شَيْءٍ إِلا زَانَهُ" (أخرجه الترمذي).

التفريط في الحياء من أسباب الهلاك:

كان خوف سلفنا الصالح من التفريط في الحياء عظيمًا، وشاع بينهم أن التفريط في الحياء سبب من أسباب الهلاك، إنه حلقة من سلسلة طويلة تجر حلقاتها بعضها بعضًا، في أولها نزعُ الحياء وفي آخرها التفريط في عهد الإسلام وتعاليمه، فقد رُوِي عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “إن الله تعالى إِذَا أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ عَبْدًا نـزعَ مِنْهُ الحَيَاء، فَإِذَا نـزعَ مِنْهُ الْحَيَاء لَمْ تَلْقَهُ إِلا مَقِيتًا مُمَقَّتًا (المقت: أشد البغض)، فَإِذَا لَمْ تَلْقَهُ إِلا مَقِيتًا مُمَقَّتًا نـزعَتْ مِنْهُ الأَمَانَةُ، فَإِذَا نـزعَتْ مِنْهُ الأَمَانَةُ لَمْ تَلْقَهُ إِلا خَائِنًا مُخَوَّنًا، فَإِذَا لَمْ تَلْقَهُ إِلا خَائِنًا مُخَوَّنًا نـزعَتْ مِنْهُ الرَّحْمَةُ، فَإِذَا نـزعَتْ مِنْهُ الرَّحْمَةُ لَمْ تَلْقَهُ إِلا رَجِيمًا مُلَعَّنًا (رجيمًا ملعنًا: مطرودًا) فَإِذَا لَمْ تَلْقَهُ إِلا رَجِيمًا مُلَعَّنًا نـزعَتْ مِنْهُ رِبْقَةُ الإِسْلامِ" (الربقة: الطوق، والمراد هنا العهد). (أخرجه ابن ماجة بإسناد ضعيف).

حياء الرجل وحياء المرأة:

الحياء مطلوب للرجل ومطلوب للمرأة، فقد رُوِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم- مَرَّ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ وَهُوَ يَعِظُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم- “دَعهُ، فَإِنَّ الحَيَاء مِنَ الإِيمَانِ”. (أخرجه البُخَارِي).

لكن فطرة المرأة تجعل حياءها أشد؛ لذلك قد يخدشه ما هو أدق وأخف مما يخدش حياء الرجل، وإذا كان حياء الرجل يظهر عمليًّا في تجنبه المواقف التي قد تجر عليه العيب، فإن حياء المرأة أيضًا له مظاهر عملية تضاف إلى ذلك.. إن المرأة الحيية لا تحدق النظر فيمن تحادثه، وإذا ضحكت في حضور الغرباء فإنها تحرص على ألا يتجاوز ضحكها مستوى الابتسام، فلا تقهقه بصوتٍ عالٍ، كان- صلى الله عليه وسلم- يفعل ذلك مع أنه رجل، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن الْحَارِثِ بن جَزْءٍ قَالَ: "مَا كَانَ ضَحِكُ رَسُولِ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم- إِلا تَبَسُّمًا". (أخرجه الترمذي وصححه).
والمرأة إذا أرادت شراء زينتها الخاصة- من ملابس وغيرها- يمنعها حياؤها أن تشتري تلك الأشياء من رجل، وإنما تبحث عن امرأة مثلها تشتري منها.

نحن قوم عمليون:




ما ذكَرنا من مظاهر وأعمال مرتبطة بالحياء يجب أن تكون واجبات عملية شخصية محددة، فلنركز لمدة معينة على متابعتها ومراقبتها في أنفسنا؛ عسى أن نستوثق من تغلغل خلق الحياء في سلوكنا، فنحسب لأنفسنا: كم مرة تنبهْتُ فغضضت بصري؟ وكم مرة سَهَوْت فتماديت؟ ولتعاهد الله كل مسلمة أن لا يتجاوز ضحكها مستوى الابتسام دون صوت، خاصةً في وجود الرجال الغرباء.

ولا تنسى المسلمة مراعاة شراء خصوصيات زينتها، التي لا يطلع عليها إلا زوجها، من البائعات دون البائعين.

ولعل هذه الواجبات العملية تكون تربية وتدريبًا للنفس طوال هذه الفترة، عسى أن نصل في وقت احق إلى أن يكون الحياء خُلُقًا دائمًا فينا، ولنحفظ من الأحاديث الشريفة التي أوردناها ما استطعنا، ففي ذلك عون لنا في تأكيد هذه المعاني في نفوسنا، وسَنَدٌ لنا حين نريد تبليغ هذا الأمر للناس، وعلينا عندما ندعو غيرنا إلى هذا الخلق ألا نقتصر على أناس دون أناس، فلنؤدِّ عن أنفسنا زكاةَ العلم وزكاةَ الخُلُق؛ بأن نهدي هذا المعنى لكل المسلمين والمسلمات.

مقالات ممكن أن تعجبك :




من مواضيعى في فضائيات سبب نزول قوله تعالى: { أُذن للذين يُقاتلون بأنهم ظلموا }
شبهة لغوية حول قوله تعالى: { حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم...}
المناسبة في قوله تعالى: { وإذا ضربتم في الأرض...}
شبهة لغوية حول قوله تعالى: { إن رحمت الله قريبٌ من المحسنين }
التوفيق بين آيتين: الحسنة من الله، والسيئة من نفسك
من أوجه المناسبة بين سورتي آل عمران وسورة النساء

تاج الأخلاق


أدوات الموضوع


الساعة معتمدة بتوقيت جرينتش +3 . الساعة الآن » 13:42.
Powered by vBulletin
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

تابعنا على الفيس بوك جديد مواضيع المنتدى تابعنا على تويتر
DMCA.com Protection Status