فضائيات| مكتبة الدريم بوكس | مركز رفع الصور | فضائيات نيوز
تعليم الفوتوشوب



العودة   الإبداع الفضائي > >

المواضيع الإسلامية قسم يهتم بالدين الإسلامي على منهج أهل السنة والجماعة ويمنع إهانة بقية المذاهب

مخاطر الكبر والاجتهاد في علاجه

ذمَّ الله تعالى الكبر في مواضع كثيرة من كتابه الكريم: (كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ) (غافر: من الآية 35)، (إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ) (النحل: من الآية 23)،

 
LinkBack أدوات الموضوع
  #1  
عضو نشيط

 

افتراضي مخاطر الكبر والاجتهاد في علاجه

ذمَّ الله تعالى الكبر في مواضع كثيرة من كتابه الكريم: (كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ) (غافر: من الآية 35)، (إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ) (النحل: من الآية 23)، (إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) (غافر: من الآية 60)، (سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ) (الأعراف: من الآية 146).



وورد في صحيح مسلم: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كِبْرٍ، ولا يدخل النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان" عن ابن مسعود، وفي حديث آخر أخرجه أحمد والبيهقي عن عبد الله بن عمرو: "من كان في قلبه مثقال حبة من كِبْرٍ أكبَّه الله في النار على وجهه"، وحديث: "تحاجت الجنة والنار، فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين" (متفق عليه من حديث أبي هريرة).



وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: "لا يحقرن أحدٌ أحدًا من المسلمين؛ فإن صغير المسلمين عند الله كبير".






وقال محمد بن الحسين بن علي: ما دخل قلب امرئ شيءٌ من الكبر قط إلا نقص من عقله بقدر ما دخل من ذلك؛ قلَّ أو كثر.



واعلم أن الكبر يتسرَّب إلى النفس إنْ توهَّمتْ تميُّزَها عن غيرها، وظنَّ صاحبها أنها على شيء يفتقده غيره؛ فيتعالى بهذا الوهم، غافلاً أن الله خالقه وأنه واهب النعم، وأنه تعالى كما منحها إياه قادرٌ على منحها غيرَه، بل وأكثر، وقادر سبحانه على سلبها منه وقتما يشاء.



ولا تَنْسَ ما حدث لقارون حينما قال: ?إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي? (القصص: من الآية 78)، نسب النعم لتحصيله هو واجتهاده ولم ينسبها لله، واقرأ المحاورة التي دارت بينه وبين قومه تَرَ أنه لم يذكر الله أبدًا، وأصبح فتنة للناس؛ إذ انقسموا إلى قسمين ?الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا? (القصص: من الآية 79) و?الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ? (القصص: من الآية 80)، وكان لكلا الفريقين منطقه وأسلوبه الذي يعبِّر عن فكره ومعتقده، قسم المجتمع وخرَّب الأفكار، فجعله الله عبرة ?فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ? (القصص: من الآية 81).



كذلك صاحب الجنتين (سورة الكهف)؛ إذ دخل جنته وهو ظالم لنفسه، وتعالى على الناس، وافتخر قبل ذلك بأنه أكثر مالاً وولدًا، فكانت نهايته بعدما تكبِّر على أقرب الناس إليه ?فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ? (الكهف: من الآية 34) وعاقبته ?وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا? (الكهف: من الآية 42).



والاستكبار أن يحاول الإنسان أن يكون كبيرًا بالتخلق بصفات ومظاهر يظن أنه بالتزامها والاتصاف بها يكون من الكبراء؛ لذلك قال الإمام الغزالي في الإحياء: "واسم الكِبْر بالخُلُق الباطن أحق، وأما الأعمال فإنها ثمرات لذلك الخلق".



وخطورة هذا المرض أنه لا يكفي المتكبرَ كبرُه داخل نفسه والتمظهرُ بمظاهر السوء، لكنه لا يبرأ قيح ميكروب الكبر إلا بالتعالي على الآخرين واحتقارهم، وإشعارهم بالإخفاق دائمًا، وهو فقط الذي يحقق النجاح دائمًا، وهو صاحب التميز وغيره دائمًا صاحب الهبوط.



وهي نفخة شيطانية كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يستعيذ منها: "أعوذ بك من نفخة الكبرياء"، وقد فسَّر ابن عباس قوله تعالى (إن في صدروهم إلا كبر ما هم ببالغيه) (غافر: من الآية 56) قال: "عظمة لم يبلغوها".



والكبر يقطع التواصل الاجتماعي مع الآخرين؛ حيث إن المتكبر يزدري غيره ويحقرهم فيقصيهم عنه، فينعزل مع الأيام؛ إذ لا يرى أن الناس من درجته أو طبقته، ويضخِّم له الشيطانُ نفسَه حتى تتجاوز الثُريَّا، وهو دائم التسويغ لانقطاع الناس عنه وإقصائه نفسه عنهم، فيوهمه شيطانه أنهم حَقَدةٌ عليه حَسَدةٌ لنجاحاته المتوهمة.



ولو عاد له صوابه ووُفِّق للهداية لأدرك أنه في النجاح حاطب ليل، وأن من كان يحتقرهم تفوَّقوا عليه وتجاوزوه من سنين؛ فالمتكبر لا يرى نقائص في ذاته، فلا يقبل النصح ولا التوجيه؛ لأنه يرى نفسه الأكمل والأصوب؛ لذلك فهو لا يبارح مكانه؛ لا يرتقي ولا يسمو ذاتيًّا ولا علميًّا ولا اجتماعيًّا.



فالكبر خلق شيطاني (أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ) (ص: من الآية 76)، والتسويغ منهج شيطاني؛ حيث يلتمس به عللاً لما هو عليه من كبر وسوء (خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) (ص: من الآية 76) ونسي أنه في كلامه أقرَّ بأن الخالق واحد (خَلَقْتَنِي، َخَلَقْتَهُ).



إذن.. فاختلاف الطبيعة المخلوقة اقتضته حكمة الخالق، فعليك أن تُقرَّ كذلك أن القدرات تتباين، والطاقات تُوجَّه.






من صفات العابدين: شمولية العبادة والاختلاط بالناس

من صفات العابدين

من صفات العابدين.. الصدق والصبر

من صفات العابدين.. العزة وعلو النفس

من صفات العابدين.. الكرم والجود

مقالات ممكن أن تعجبك :




من مواضيعى في فضائيات سبب نزول قوله تعالى: { أُذن للذين يُقاتلون بأنهم ظلموا }
شبهة لغوية حول قوله تعالى: { حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم...}
المناسبة في قوله تعالى: { وإذا ضربتم في الأرض...}
شبهة لغوية حول قوله تعالى: { إن رحمت الله قريبٌ من المحسنين }
التوفيق بين آيتين: الحسنة من الله، والسيئة من نفسك
من أوجه المناسبة بين سورتي آل عمران وسورة النساء

الكلمات الدلالية

مخاطر الكبر والاجتهاد في علاجه




الساعة معتمدة بتوقيت جرينتش +3 . الساعة الآن » 23:15.
Powered by vBulletin
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

تابعنا على الفيس بوك جديد مواضيع المنتدى تابعنا على تويتر
DMCA.com Protection Status