فضائيات| مكتبة الدريم بوكس | مركز رفع الصور | فضائيات نيوز
تعليم الفوتوشوب



العودة   الإبداع الفضائي > >

المواضيع الإسلامية قسم يهتم بالدين الإسلامي على منهج أهل السنة والجماعة ويمنع إهانة بقية المذاهب

أسباب هلاك الأمم 1

الطاعة سبب للسعادة ، والمعصية سبب للمصائب. 2- عقوبات الأمم السابقة متنوعة. 3- من أسباب هلاك الأمم كثرة الخبث وقلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. اللهم إنا نسألك العافية

 
LinkBack أدوات الموضوع
  #1  
الصورة الرمزية مختار شاهين
عضو جديد

 


افتراضي أسباب هلاك الأمم 1

الطاعة سبب للسعادة ، والمعصية سبب للمصائب. 2- عقوبات الأمم السابقة متنوعة. 3- من أسباب هلاك الأمم كثرة الخبث وقلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
اللهم إنا نسألك العافية في ديننا ودنيانا وأهلينا وأموالنا... اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا... اللهم احفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا وعن أيماننا وعن شمائلنا ومن فوقنا ونعوذ بك اللهم من أن نغتال من تحتنا. اللهم أحينا مسلمين وأمتنا على الإسلام يا رب العالمين... اللهم إن أردت بعبادك فتنة فاقبضنا إليك غير ضالين ولا مضلين- اما بعد
فكلنا يعلم بأن الله رؤوف رحيم بعباده ،وأن الله أرحم بنا من أنفسنا على أنفسنا، أرأيتم عطف الوالد الحنون على ولده الصغير إذا مرض ،فإن رحمة الله عز وجل وحلمه بنا أكبر من عطف الوالد بولده.
لكن أيها الأخوة : هناك سنن كونية ثابتة في هذا الكون ،والذي جعل هذه السنن ثابتة هو الله العزيز الحكيم.
فهذه السنن لن تتبدل ،ولن تجد لسنة الله تحويلا.
فمن ذلك يا عباد الله ،بعض الأمور التي لو وقعت من العباد وفعلوها كانت سبباً في إنزال الهلاك والدمار بهم ،فالله عز وجل ،كما قلنا أنه غفور رحيم ،لكنه عز وجل أيضاً شديد العقاب.
فالله يغار على دينه ،والله يغار على أوامره أن تنتهك ،وهو عز وجل يمهل ولا يهمل.
يرشد العباد إلى توحيده وإتباع أوامره، فإن أطاعوا كان لهم السعادة في الدنيا والآخرة ،وإن هم خالفوا وعصوا وأتوا بأسباب العذاب سلط الله عليهم بأسه وغضبه ،وعندها لا يلوم الناس إلا أنفسهم.
أيها المسلمون: إن لهلاك الأمم وخراب الدول وشقاء المجتمع أسباب.
وسوف نحاول بعد توفيق الله عز وجل أن نتعرف على هذه الأسباب ،لكي نحذرها ولا نغفل عنها إن لم تكن موجودة فينا ،وأن نتوب منها ونجتنبها ،إن كنا واقعين فيها.
فإن الله سبحانه وتعالى عندما أهلك بعض الأقوام والأمم قبلنا ،لم يهلكهم إلا لأسباب وأمور فعلوها ،كانوا قد حُذّروا منها ،فبعد أن تمادوا كان لابد من هلاكهم. عباد الله:
وقبل أن أسرد عليكم أسباب هلاك الأمم أقول بأن عذاب الله وعقابه للأمم ليس بنوع واحد ولا لون معين ،بل جرت سنة الله تعالى في تنويعه على ألوان مختلفة متنوعة ،فقد يكون الهلاك بصاعقة أو بغرق ،أو يكون فيضاناً أو ريحاً أو خسفاً أو قحطاً ومجاعة ،أو ارتفاعاً بالأسعار أو أمراضاً ،أو ظلماً وجوراً ،وذلك بأن يسلط على بعض عباده حكام ظلمة ،يسومون الناس سوء العذاب ،أو يكون فتناً بين الناس واختلافاً أو مسخاً في الصور، كما فعل ببني إسرائيل فمسخهم قردة وخنازير أو مطراً بالحجارة ،أو رجفة ،فالكل عقاب من الله تعالى وعذاب يرسله على من يشاء من عباده تأديباً لهم وردعاً لغيرهم.
وقد جاءت كل هذه الأنواع في القرآن الكريم والسنة المطهرة ،فاقرأوا مثلاً قول الله عز وجل في الصاعقة: فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنظُرُونَ} (44) سورة الذاريات ويقول في الغرق: فأغرقناهم في أليم . ويقول في الفيضان والطوفان:{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ} (14) سورة العنكبوت ويقول في الريح: الأسعار وانتشار الأمراض وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (168) سورة الأعراف ويقول: فأخذناهم بالبأساء والضراء فالسيئات تعم كل ما يسوء الإنسان: والبأساء ،الفقر. والشدة والجوع والقحط ،والضراء هي الآفات ومنها الأمراض ،ويقول عز وجل في الظلم والجور: َ وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ} (59) سورة القصص ويقول سبحانه: وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} (16) سورة الإسراء ويقول في الفتن بين الناس والاختلاف والتحزّب والعذاب العام: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ} (65) سورة الأنعام وقال تعالى في مسخ اليهود قردة وخنازير: {فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ } (166) سورة الأعراف ويقول: وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ} (65) سورة البقرة ويقول تعالى في المطر بالحجارة: {فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ} (82) سورة هود ) ويقول في الرجفة: فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين .
فاتقوا الله عباد الله: هذا بعض عذاب الله وعقابه للأمم والدول قبلنا في الدنيا ، ولعذاب الآخرة أشد وأبقى .
فاتقوا الله أيها المسلمون: إن هؤلاء الأقوام أتوا بأسباب العذاب فأهلكهم الله بأفعالهم وأعمالهم.
وليس بين الله وبين أحد من عباده نسب ولا واسطة، فنحن أيضاً لو أتينا بأسباب عذاب الله لعذبنا. ووالله لقد أتينا الكثير والكثير منها ،فإن الله يهلكنا كما أهلك غيرنا ،ويسلط علينا عقوباته في الدنيا قبل الآخرة ،كما سلطه على غيرنا.
فلنتق الله أيها المسلمون ،ولنأخذ بأسباب النجاة ،فإن هلاك الإنسان ونجاته بيده.
أيها المؤمنون: لأنتقل بكم إلى سرد أسباب هلاك الأمم فأولى هذه الأسباب ،ما ورد في حديث زينب بنت جحش رضي الله عنها ،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوماً فزعاً يقول: ((لا إله إلا الله ،ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه ،وحلق بأصبعيه الإبهام والتي تليها ،قالت زينب ،فقلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟قال: نعم إذا كثر الخبث)) رواه البخاري ومسلم.
الشاهد من الحديث: ((أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث)).
إذا كثر الخبث فإن الله يهلك القوم جميعاً. والخبث هو الفسوق والفجور ، إذاً من أسباب هلاك الأمم ،كثرة الخبث.
أيها المسلمون: الرسول صلى الله عليه وسلم يرسم لنا في هذا الحديث سنة إلهية في هلاك الأمم وخراب البلدان والدول والحضارات ،هذه السنة هي إذا كثر الخبث فإنه مؤذن بخراب الأمم.
وهذه السنة يا عباد الله لا يمكن أن تتخلف ،لأن الذي أخبر بها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تأملوا رحمكم الله في واقعنا ،وانظروا إلى أحوال مجتمعاتنا ،هل كثر فينا الخبث أم لا.بل إن واقعنا خبث كله - نسأل الله العافية - إلا من رحم الله عز وجل.
والخبث والله قد كثر، وطفح على السطح، ولم يعد الخبث مستوراً، بل أصبح ظاهراً ويعلن عنه، دخل الخبث معظم البيوت، أصبحت ترى الخبث في شوارع المسلمين وأسواقهم، بل لقد تخلل الخبث إلى سلوكيات الأمة وأخلاقها، كان في الماضي يستحي الناس من ظهور وبروز شيء من خبثهم وفجورهم ومعاصيهم، أما اليوم وصل الأمر إلى المجاهرة بالخبث.
أصبح الرجل الصالح الذي لا يريد أن يتلوث بخبث المجتمع غريباً، بل حتى عوام الناس صاروا يطلقون عليه بقولهم – فلان ملتزم – إذا كان هو ملتزماً فأنت ماذا تكون؟ هذا اعتراف منك بأنك غير ملتزم، أي غير ملتزم بأوامر الله ورسوله، غير ملتزم بأحكام الشرعو لا بسنة رسولنا صلي اللله عليه وسلم ، وهذه هي الإنتكاسة أيها الأحبة.
أرجع إلى الخبث، ((أنهلك وفينا الصالحون؟ قال نعم إذا كثر الخبث)).
إن كثرة الخبث في المجتمع، سبب لذهاب النعم، وحلول النقم، الخبث يسلاب للنعم يجلاّب للنقم، خبث الناس وفجورهم ومعاصيهم يسبب تسلط الخصوم، وتسيطر الأشرار والفجار، وارتفاع الأسعار، وشح الوظائف، وكثرة الجرائم ، وانتشار الأوبئة
واسمع الة قوله تعالي {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} (40) سورة العنكبوت .
ما نزل بالأمة من ذل وهوان وآلام، وعقوبات ومحن وفتن إلا بسبب كثرة الخبث وقلة الصالحين، فحرمت الأمة من خيرهم وبركتهم ودعوتهم، وما يصيب الأمة في واقعها ما هي إلا انذار لكي يعودوا ويرجعوا ويكفوا من نشر الخبث وتقليص تمدد الصالحين. وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ} (59) سورة القصص وقال جل شأنه: {فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ} (49) سورة المائدة . ولعلك تسألني وتقول ما هو الخبث؟ وماذا تعني بالخبث؟ الخبث هو الفسوق والفجور وأقول لك إن الخبث صوره لا تعد ولا تحصى لكن خذ بعض النماذج:
إن من الخبث، إقامة الربا، وانتشار الفواحش، وكثرة الزنا ومن الخبث: إكرام الكفار والفجار، وإهانة الصالحين والأخيار، ونبذ أحكام شريعة الجبار، ومن الخبث: تضيع الصلوات ومنع الزكوات، واتباع الشهوات، وارتكاب المنكرات، ومعاداة أولياء من بيده الأرض والسماوات.
من الخبث: انتشار الغش والظلم، كثرة أكل الحرام، ارتفاع أصوات المعازف، تساهل الناس في سماع الغناء، من الخبث الإكثر من شاهدات التبرج والسفور بين النساء والبنات .
من الخبث: تفاشي رذائل الأخلاق، ومستقبح العادات في البنين والبنات، وتسكع النساء في الأسواق، وكثرة مشاكل المغازلات والمعاكسات، هذه نماذج وغيرها أضعاف مضاعفة .. ولعله ثار في ذهنك، لماذا لم يذكر الخطيب خبث الإعلام وما يبثه من سموم، والخبث الموجود في التلفاز؟
الجواب: فإن هذا لا يكفيه إشارة عابرة، وإنما يحتاج إلى كلام مفصل، وسيكون بإذن الله تعالى، فى لقاء قادم انشاء الله اذا كتب لنا البقاء فى هذه الدنيا
إن وجود الخبث أمر طبيعي في كل مجتمع ،حتى مجتمع الصحابة كان فيه بعض المخالفات وبعض الأخطاء أحياناً، أما أن يكثر ،فإذا كثر الخبث ،كان إيذاناً بهلاك القوم.
المشكلة أن الناس نيام، والمجتمع غافلٌ لاه، لا يعلم بأن الخبث، يهدم الأركان، ويقوض الأساس، ويزيل النعم، وينقص المال، وترتفع الأسعار، وتغلو المعيشة، وتحل الهزائم الحربية والمعنوية{قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ}سورة الانعام (65)
قال الله تعالى: {أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ} (97) {أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ} (98) {أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} (99) أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ
يَرِثُونَ الأَرْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَا أَن لَّوْ نَشَاء أَصَبْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ (100)سورة الأعراف
نسأل الله جل وتعالى أن يرحمنا برحمته. وأن لا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا. نفعني الله وإياكم بهدي كتابه. . .
لخطبة الثانية
أيها المسلمون: إن هناك علاقة بين كثرة الخبث ،وبين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فالخبث لا يكثر إلا إذا ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو. . أو حُد من عمله أو ضيق عليه.
والرسول صلى الله عليه وسلم أخبر في غير ما حديث بذلك ،وأن كثرة الخبث يكون بترك الأمر والنهي. فقال: ((ما من رجل يكون في قوم يعمل فيهم بالمعاصي وهم يقدرون أن يغيروا فلا يغيروا إلا عمهم الله بعقاب)) وقال (ص) في حديث حذيفة: ((والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ،أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً ثم تدعونه فلا يستجاب لكم)). وهذا العقاب هو ((أنهلك وفينا الصالحون)).
إن الخبث يا عباد الله ،إذا انتشر وإن كان الذي يعمل به القليل ،لكن انتشاره يضر الخاص والعام.
أيها الأخوة: إذا تأملنا هذا الحديث ،وإذا وقفنا مع ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم. فإنه يجب أن يصيبنا الخوف ،والله لابد أن نخاف ،لأن سنة الله تمضي على الجميع ،والمتأمل حال العالم الإسلامي كله ،يرى من أصيب بأرضه ،ومن أصيب بأهله ،ومن أصيب بماله.
بعض الناس ،قد يفسر هذه المصائب في العالم الإسلامي بتفسيرات قريبة ،وهو تسلط الأعداء ،وتسلط الغرب علينا.
وهذا صحيح ،لا يمكن أن نغفله ،لكن لابد أن ننتبه للسبب الشرعي أيضاً ،وهو كثرة الخبث ،وأن خراب البلدان ،وسقوط الدول ،يكون بكثرة الخبث، ((أنهلك وفينا الصالحون ،قال نعم إذا كثر الخبث)).
فاتقوا الله أيها المسلمون: اتقوا الله تعالى: إن الخبث والمنكرات قد فشت وعمت وطمت في بلادنا، والمصيبة أن القلة القليلة هي التي تتضايق وتحاول الإنكار ،والغالب لا يرفع رأساً للتغيير.
فاتق الله في نفسك يا عبد الله ،وانظر إلى أي مدى بذلت في تغيير الخبث في بيتك ،وفي شارعك، هل ننتظر حتى يأتي غيرنا من الخارج ويغير الخبث في بيوتنا.
لا تكن يا عبد الله سبباً في هلاك الناس ،بسبب الخبث الذي تحدثه والخبث الذي تسكت عنه. لا يكفي يا قوم هز الرأس أو زم الشفتين ،أو ترديد قول: لا حول ولا قوة إلا بالله ،إذا سمعنا أو رأينا الخبث ،فإن هز الرؤوس لا يرفع غضب الله ،إن هز الرؤوس لا ينجي المجتمع من الهلاك ،ولن ينجي السفينة من الغرق.
بعض الناس ،إذا أُمر أو نُهي ،قال: ما شأنك بي؟ أنا حر ،أفعل ما أشاء ،بيتي وأنا حر فيه ،زوجتي وأنا حر فيها.
هذه نعرة دخلت علينا من حرية الغرب ،ولا أصل لها في دين الإسلام.فليس هناك حرية مطلقة في الإسلام.
لا يمكن أن نتركك وشأنك ،لا يمكن أن ندعك، قضية أنا حر ،هذه ليست في بلاد المسلمين ،إذا أردت الحرية المطلقة ،فابحث لك عن أرض غير إسلامية ،وافعل فيها ما تشاء ،أما في شرع الله عز وجل ،حتى الذي يلي أمر المسلمين ،حتى السلطان. لو أراد أن ينشر خبثه ،أوقف عند حده ،كما قال ذلك الرجل لعمر ،لو رأينا فيك اعوجاجاً لقومناه بالسيف. وقال الآخر: لا سمع لك ولا طاعة حتى تخبرنا من أين لك هذا الرداء الذي تلبسه. وبغير هذا فالهلاك والدمار على الجميع
فإن أسباب هلاك الأمم كثيرة ،وما ذكرناه ما هو إلا سبب واحد ،ولعلنا نذكر الأسباب الأخرى في مناسبات قادمة إن شاء الله تعالى.
إن واقع كثير من البلاد اليوم أيها الأخوة ،والله إنه لينذر بهلاكها ،فالتهور الخلقي قد بلغ منتهاه إضافة إلى انحرافات خطيرة في العقيدة ،مما ترتب عليه انحرافات كذلك في السلوك ،إلى مظاهر خليعة ووقاحة بالغة ،إلى انتشار الربا ومحاربة الله عز وجل علناً ،إلى فشو الزنا ،الزنا الذي أصبح من الأمور العادية السهلة جداً ،وكأن شيئاً لم يحصل ،إلى تفكك كامل من العفة والصيانة إلى كثرة الفتن بكل ألوانها وأوصافها ،إلى مصائب وويلات تهددنا وتهدد العالم أجمع بالخراب والدمار.
فحالتنا اليوم بحق تستحق العويل ،لأن مجتمعنا المسلم الظاهر أصبح في جاهلية جهلاء ،فكل أنواع المعاصي والجرائم والفسوق والفجور ،بل والإلحاد والكفرعلى اختلاف أشكالها وألوانه بادية بأحلى مظهر عرفته البشرية ،وذلك لاستيلاء سلطان الهوى على النفوس ،وتوغل الناس في الإنهماك في شهوات بطونهم وفروجهم ،
وما أقوله من كلام وأضرب لكم به هذه الأمثلة ليس تيئيساً وتخذيلاً ،بل إنه مع هذا الشر والخبث فإن الخير ولله الحمد موجود والصالحون غيورون ،لكنهم قليل في مقابل الشر القائم، فنقول مثل هذا الكلام لينتبه الناس وإلا ،فإنه لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله.





مقالات ممكن أن تعجبك :




من مواضيعى في فضائيات فضيحة الزنا في الدنيا وعقوبته في الآخرة
أسباب هلاك الأمم 2
أسباب هلاك الأمم 1
التحذير من آفات اللسان
العبودية لله
الضوابط الشرعية لموقف المسلم في الفتن

أسباب هلاك الأمم 1


أدوات الموضوع


الساعة معتمدة بتوقيت جرينتش +3 . الساعة الآن » 03:10.
Powered by vBulletin
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

تابعنا على الفيس بوك جديد مواضيع المنتدى تابعنا على تويتر
DMCA.com Protection Status