فضائيات| مكتبة الدريم بوكس | مركز رفع الصور | فضائيات نيوز
تعليم الفوتوشوب



العودة   الإبداع الفضائي > >

المواضيع الإسلامية قسم يهتم بالدين الإسلامي على منهج أهل السنة والجماعة ويمنع إهانة بقية المذاهب

هل يحتفل المسلم برأس السنة الميلادية , المسلمون والاحتفال بالسنة الميلادية

هل يحتفل المسلم برأس السنة الميلادية , المسلمون والاحتفال بالسنة الميلادية المسلمون والاحتفال بالسنة الميلادية الخطبة الأولى الحمد لله الذي بحمده تتم الصالحات، والحمد لله الذي له الحمد

 
LinkBack أدوات الموضوع
  #1  
مبدع الاقسام العامة

 

افتراضي هل يحتفل المسلم برأس السنة الميلادية , المسلمون والاحتفال بالسنة الميلادية

هل يحتفل المسلم برأس السنة الميلادية , المسلمون والاحتفال بالسنة الميلادية

المسلمون والاحتفال بالسنة الميلادية

الخطبة الأولى

الحمد لله الذي بحمده تتم الصالحات، والحمد لله الذي له الحمد في الأولى والآخرة، هو الله الذي لا إله إلا هو القائل في محكم التنزيل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾، والصلاة والسلام على النبي الصادق الأمين القائل صلى الله عليه وسلم: "من تشبه بقوم فهو منهم".

معاشر عمار بيت الله:
إن المتأمل في أحوال الشعوب، ينكشف له أن الأمة القوية الغالبة القاهرة، تتبعها الأمم الضعيفة المغلوبة المقهورة، وأفرادُ المجتمعات المغلوبة، تعيش التبعية والتقليد، للمجتمعات الغالبة ومحاكاتهم في شعائرهم وعاداتهم، وتلك سنة تظهر لمن قرأ التاريخ، أن النفس أبدًا تعيش التبعية وتنقاد لمن غلبها.

وإن المتأمل في واقع المسلمين اليوم، تنكشف له هذه الحقيقة، ويلاحظ أن كثيرا من المسلمين اليوم، أصبحوا يعيشون التبعيةَ والتقليد للغرب ومن هو على شاكلتهم، يعيشون ذلك إما عن قصد ووعي، وإما عن جهالة وضلال، فقلدوهم في كل شيء حتى في ما هو سافلٌ منحط من الأقوال والأفعال، ويا حبذا لو قلدوهم في نافعٍ أو صالحٍ من العلم والاختراع والصناعة والابتكار والانضباط والجد.

ومن جملة ما قلد فيه المسلمون الغرب، الاحتفال برأس السنة الميلادية فانشغلوا بهذا الاحتفال انشغالاً كبيرًا، واتخذوا اليومَ الأولَ من السنة الميلادية عطلة وعيدًا!! وجعلوه معيارًا يسير عليه التاريخ، بدل اعتمادِ التاريخ الهجري الذي يجعل المسلمين مرتبطين بأصولهم، ومطلعين على تاريخهم المملوء بالأمجاد والبطولات والمفاخر.

وما طُمست تلك الأمجاد والبطولات والمفاخر إلا يوم تنكر لها أهلها.

فترى القوم كلما اقترب رأس السنة الميلادية الجديدة إلا وانشغلوا بها وتهيؤوا لها أفرادا وأسرا وجماعات، بما لا يتهيؤون به لأعيادهم الدينية، عيد الفطر وعيد الأضحى، فيقتنون كل ما يلزم ليلة الاحتفال، ومنهم من يحجز مكانه في الفنادق، فتخرج الأسرة بكل أفرادها: الأب والأم والأبناء والبنات، متلهفين لإحياء تلك الليلة ومشاركة النصارى لحظة الصفر، التي تنطفئ فيها الأضواء على إيقاع الخمور، والرقص المختلط، والغناء الماجن والاختلاط وهتك الأعراض..

وسبب هذه التبعية، ضعف الإيمان في قلوب من ينتسبون للإسلام، سبب ذلك، التقليد الأعمى للغرب واتِّباع سيرتهم ونهجهم في كل ما يفعلونه وما يعيشون عليه.

سبب هذه التبعية، أن القوم ضيقوا مفهوم الدين وحصروه واختزلوه في عبادات وشعائرٍ سطحية ليس إلاًّ تؤدى أداءً شكلياً، فطُمست حقيقته وأصالته وشموليته، بل تناسى القوم أبعاد الدين التي تُغطِّي كل جوانب الحياة، فأصبحوا مستعدين لقبول أي شيء يأتيهم بعيداً ولو كان على حساب الدين.

ولعلَّ أخطر ما في هذه القضية، إضافةً إلى اقتراف ما نهى الله تعالى عنه، التأثيراتُ النفسية على قومٍ فعل فيهم الغزوُ الفكري فعلَه، فهانتْ عليهم شخصيتُهم وانتماؤُهم، وفرّطوا في تميُّزهم العَقدي، فما عادوا يعتزون بالإسلام، بل صاروا يبتغون العزة في ملل منحرفة وفلسفات هدامة، رغم ما يرون بأعينهم ويلمسون بأيديهم ما نقلهم إليه هذا التحول إلى غير ظل الإسلام من ذل ومهانة وانفصام.

لقد أصبحنا نعيش في زمن عمت فيه المصائب، وصار الاحتفال بالأعياد الوثنية النصرانية اليهودية الوثنية ظاهرا معلنا، وتساهل كثير من المسلمين في حضورها والمشاركة فيها والإعانةِ عليها، والتهادي بمناسبتها والتهاني بها، باسم التسامح والحرية والانفتاح.

والذي زاد الأمر سوءا، الانفتاح الإعلامي بين كافة الشعوب، حتى غدت شعائر النصارى واليهودِ والوثنيينَ وعاداتُهم وفضائحُهم، تُنقل مزخرفة مزينة بالصوت والصورة الحية من بلادهم إلى بلاد المسلمين عبر الفضائيات ووسائل الاتصال المتطورة، فاغتر بزخرفها وزينتها كثير من المسلمين وخاصة الشباب.

وهذا الذي يحصل، وهذا الذي تعيشه الأمة الإسلامية من التبعية والتقليد، أخبر عنه الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم بأنه سيقع وواقع لا محالة في الأمة.

روى البخاري ومسلم، عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(لَتَتَّبِعُن سنن الذين من قبلكم شبرا بِشبر وذراعا بِذراع حتى لو سلكوا جُحر ضَب لسلكتموه، قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى قال فَمَنْ.؟) أي: (فمن)؟‏هو استفهام إِنكارٍ، والتقدير: فمَن هم غيرُ أُولئك.

وقد وقع ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، وانتشر واستشرى وتفاقم وتعاظم في كثير من البلاد الإسلامية هذا الإتباع، إذِ اتبع كثير من المسلمين غيرَهم في كثير من عاداتهم وسلوكياتهم وقلدوهم في شعائرهم واحتفلوا بأعيادهم التي لا تمت للأمة الإسلامية بأية صلة لا من منطلقاته العقائدية ولا من أنماطه السلوكية الأخلاقية، لقد لعبت الأهواء بهؤلاء القوم وساقتهم حيث تشاء، فزاغوا عن طريق الحق، وانحرفوا عن أخلاق دينهم السامية وفرطوا في قيمهم، وسلكوا طرق أهل الضلال والإغواء، فحلت بهم المصائب وتسلط عليهم الخصوم والأعداء.

وكان المصير، النتيجة التي لا يُنكرها إلا مكابر، التأخر والهامشية والإقصاء، والسير في ركاب الغالبين الأقوياء..

وإن المتأمل في واقع المسلمين اليوم يرى ذلك تماما، وتظهر له هذه الحقائق جلية.

فأين عزة الإسلام؟ أين الهوية الإسلامية؟ أين ما ينبغي أن يتربى عليه أطفال المسلمين وشبابُهم؟
إن عزة هذه الأمة، كرامة هذه الأمة، رفعة هذه الأمةِ بدينها وفي دينها، فلا عزة ولا كرامة ولا رفعة إلا بالدين وفي الدين الذي ارتضاه الله لعباده الصالحين، وصدق رب العزة جل جلاله إذ قال:(ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون). صدق رب العزة جل جلاله إذ قال:(فلا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مومنين)، فَنحنُ قومٌ أعزنا الله بهذا الدينِ، أنعمَ علينا بدين الإسلامِ وأَعزّنا بهِ، وأكرمَنا من أجلِه، يقولُ تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً ﴾ وفي مقابل ذلك يقول سبحانه: ﴿ وَمَن يُهِنِ اللهُ فَمَا لَهُ مِن مُكرِمٍ ﴾.

وصدق الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه لما قال:كنا أذلة فأعزنا الله بالإسلام، فإذا ابتغينا العزة بغير الإسلام أذلنا الله.

الخطبة الثانية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.

يقول ربنا جل جلاله: (إن الدين عند الله الإسلام) ويقول تقدس عدله: (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه، وهو في الآخرة من الخاسرين)، ويقول عز فضله:(أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه، فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله، أولئك في ضلال مبين).

فالإسلام الذي شرفنا الله به وجعلنا بالانتساب إليه خير أمة أخرجت للناس، هو دين يدعو إلى الحياة التي لا تموت، ويدعو إلى العزة التي لا تستعبد ولا تذل، وإلى العمل النافع الصالح الذي لا ينقطع.

شعاره: "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا". الإسلام بهذا حياة لأنه روح، وقوة لأنه عقيدة، ودستور لأنه شريعة، وإنسانية لأنه أخلاق، وجمال لأنه حضارة، وسِلم لأنه محبة.

هو دين فرد ودين جماعة، ما ترك من شيء تنصلح به شئون هذه الحياة الدنيا، أو يَكفل للناس سعادة الحياة الأخرى، إلا وبينه أوضح البيان، ودعا إليه أشد الدعوة وأبلغها.

فما بال أقوام يتركون ما فيه عزّهم ورفعتهم وشرفهم ويولون وجوههم شطر الذين ضلوا وأضلوا عن الصراط المستقيم ينشدون لديهم أسباب الراحة، والسرور والنعيم، ورغد العيش في الدنيا والآخرة؟ مع أنهم يزعمون أنهم يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.

الذين ولوا وجوههم شطر هؤلاء يقلدونهم، ويتشبهون بهم، أنهم ما نظروا إلى الإسلام ولا إلى نبي الإسلام، ولا إلى القرآن الكريم إلا نظرة تنقيص، بل نظرة سوداء قاتمة، من كثرة ما غشيها من الجهل والهوى والشهوات، فتراءى لهم الإسلام من وراء هذه النظرة على غير حقيقته وفي غير صورته ونظروا إلى أولئك الذين انحرفوا وزاغوا نظر الرضا والسرور والإجلال والتعظيم لما بأيديهم وما عندهم من ملاذ، فوقع من نفوسهم موقع الإعجاب والاستحسان، فبعثهم على التقليد والتشبيه، ثم أخذوا يعللون أنفسهم بالمعاذير الباطلة والأوهام الفاسدة، وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون.

وتأكيدا لما سبق، أقول ناصحا: إن من الواجب على كل مسلم أن يعتز بدينه وعقيدته، وأن ينأى بنفسه عن مشاركة النصارى واليهود والوثنيين، في الاحتفال بهذه الأيام، وخاصة ليلةَ رأس السنة الميلادية. وعليه أن لا يكون إمّعة، لا رأي له ولا عزم، يقلد غيره تقليدا أعمى، ويقول أنا مع الناس، بل عليه أن يستخدم عقله، ويوطن نفسه، بحيث إن أحسن الناس أحسن، وإن أساؤوا اجتنب إساءاتهم، وعليه قبل ذلك وبعده أن يسترشد بتعاليم دينه الحنيف، ويحرصَ على الاستقامة عليها، ولا يجاري المنحرفين في انحرافهم ولا الضالين في ضلالهم... ثم عليه أن يدرك ويستيقن أن ما يُرتكب في تلكم الليلة من المنكرات والموبقات يتبرأ منها ومن مقترفيها عيسى بن مريم عليه السلام الذي تتم باسم ميلاده تلكم الاحتفالات الصاخبة التي تغضب الرحمن وترضي الشيطان.


هل يحتفل المسلم برأس السنة الميلادية , المسلمون والاحتفال بالسنة الميلادية

هل يحتفل المسلم برأس السنة الميلادية؟

المقدمة:
الحمد لله وحده، والصَّلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد اعتاد كثير من أبناء المسلمين تقليدَ أهل الكفر المشركين في الاحتفال بيوم رأس السَّنة الميلادية، وكأنه عيد للمسلمين، بل يحتفلون به أكثر مما يحتفلون بعيدَي الإسلام، الفِطر والأضحى، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وهذا الاحتفال فيه مُشابهة لأهل الكفر في الاحتفال بما يحتفلون به، وقد نُهينا عن مُشابهتهم والتشبُّه بهم فيما هو من خصائصهم؛ والأعياد من أخصِّ الشرائع.

وهذا الاحتفال فيه تشريع عيد لم يأذَن به الله؛ فالله شرَع لنا عيدين - الفِطر والأضحى- وأبْدَلنا بأعياد الجاهلية عِيدين، فكيف نشرع عيدًا زائدًا من عند أنفسنا؟!


والبعض يدَّعي أن الاحتفال برأس السنة احتفالٌ وليس عيدًا، والبعض يدَّعي أن الأعياد من قبيل العادات، والأصل في العادات الإباحة، والبعض يدَّعي أن الاحتفال برأس السنة وإن كان النصارى هم الذين سَنُّوه، فلم يعُد هذا العيد من خصائصهم، فلا بأس بالاحتِفال به؛ ولذلك أردتُ بهذه الكلمة التنبيه على حُرْمة مِثل هذا الاحتفال، والرد على مَن أجازَه، والله المستعان.

مفهوم العيد:
العيد: كل يوم فيه جَمْع، واشتِقاقه من عاد يعود، كأنهم عادوا إليه؛ وقيل: اشتِقاقه من العادة؛ لأنهم اعتادوه، والجمع أعياد لزِم البَدَل، ولو لم يَلزَم لقيل: أعواد؛ كريح وأرواح؛ لأنه من عاد يعود، وعيَّد المسلمون: شهِدوا عيدهم؛ قال العَجَّاج يصِف الثور الوحشي:
واعتاد أرباضًا لها آريُّ هل يحتفل المسلم برأس السنة الميلادية , المسلمون والاحتفال بالسنة الميلادية

كما يعود العيدَ نصرانيُّ هل يحتفل المسلم برأس السنة الميلادية , المسلمون والاحتفال بالسنة الميلادية

فجعل العيد من عاد يعود؛ قال: وتَحوَّلت الواو في العيد ياء لكسرة العين، وتصغير عيد عُيَيْد، ترَكوه على التغيير، كما أنهم جمَعوه أعيادًا، ولم يقولوا: أعوادًا؛ قال الأزهري: والعيد عند العرب: الوقت الذي يعود فيه الفرح والحزن، وكان في الأصل العِوْد، فلما سكنت الواو وانكسَر ما قبلها صارت ياء، وقيل: قُلبت الواو ياء ليفرِّقوا بين الاسم الحقيقي وبين المصدري.

قال الجوهري: إنما جمِع أعياد بالياء للزومها في الواحد، ويقال للفَرْق بينه وبين أعواد الخشب، ابن الأعرابي: سُمِّي العيد عيدًا؛ لأنه يعود كل سنة بفرَحٍ مُجدَّد[1].

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "العيد اسم لِما يَعود من الاجتِماع العام على وجه مُعتاد، عائد: إما بعَوْد السنة، أو بعَود الأسبوع، أو الشهر، أو نحو ذلك"[2].

سبب تسمية العيد بهذا الاسم:
قال أبو الفضل بن عياض: "سمِّي العيد عيدًا؛ لأنه يعود ويتكرَّر لأوقاته، وقيل: يعود به الفَرح على الناس، وكلاهما مُتقارِب المعنى، وقيل: تفاؤلاً؛ لأنه يعود ثانية على الإنسان"[3].

وقال ابن عابدين: "سمِّي العيد بهذا الاسم؛ لأن لله - تعالى - فيه عوائد الإحسان، أي: أنواع الإحسان، العائدةَ على عباده في كل عام، منها: الفِطر بعد المنع عن الطعام، وصَدقة الفطر، وإتمام الحج بطواف الزيارة، ولحوم الأضاحي وغير ذلك، ولأن العادة فيه الفرح والسرور والنشاط والحُبور غالبًا بسبب ذلك"[4].

وقال علي القاري:"قيل: إنما سمِّي العيد عيدًا؛ لأنه يعود كل سنة، وهو مُشتقٌّ من العِوْد، فقلبت الواو ياءً؛ لسكونها وانكسِار ما قبلها، وفي الأزهار: كل اجتماع للسرور، فهو عند العرب عيدٌ؛ لعَود السرور بعَوده، وقيل: لأن الله - تعالى - يعود على العباد بالمغفرة والرحمة؛ ولذا قيل: ليس العيد لمَن لبِس الجديد، إنما العيد لمن أمِن الوعيد، وجمْعه أعياد، وإن كان أصله الواو لا الياء؛ للزُومها في الواحد، أو للفَرق بينه وبين أعواد الخشب"[5].

رأس السنة عيد والعبرة بالحقائق:
بعض الناس يتوهَّم أن رأس السنة ما هو إلا مجرد احتفال كل عام بمناسبة انتهاء السنة الميلادية، وأن هذا مُباح؛ كالاحتفال بالعُرس وبالتخرُّج وبالنجاح وبقدوم الغائب، وهذا غير مُسلَّم؛ إذ فرْق بين الاحتفال لحَِدَث عارِض وبين تَكرُّر الاحتفال لِحَدَث متكرر؛ فتكرُّر الاحتفال بحدَثٍ داخلٌ في مسمَّى العيد؛ لأن تكرُّر الاحتفال بحَدث يتكرَّر كل سنة بفرح مجدَّد، ويعود كل سنة بفرح مجدَّد، فكيف لا يُسمَّى الاحتفال برأس السنة عيدًا؟!


أعياد المسلمين اثنان لا ثالث لهما، ولا يجوز إحداث عيد آخر.

أعياد المسلمين عِيدان لا ثالث لهما، ألا وهما: عيد الفطر وعيد الأضحى، والدليل على ذلك عن أنس بن مالك قال: "كان لأهل الجاهلية يومانِ في كل سنة يلعبون فيهما، فلما قدِم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة قال: ((كان لكم يومان تلعبون فيهما، قد أبدَلكم الله بهما خيرًا منهما؛ يوم الفطر ويوم الأضحى))[6].

وهذا الحديث يدُلُّ على أن اللهَ أبدَلنا بأعياد الجاهلية عيدين لا ثالث لهما؛ عيدَي الفطر والأضحى، فكيف نجمع بين عيدَي الإسلام وأعياد الجاهلية؟! والإبدال من الشيء يقتضي ترْكَ المبدَل منه؛ إذ لا يُجمَع بين البدل والمُبدَل منه؛ ولهذا لا تُستعمَل هذه العبارة إلا فيما تُرِك اجتماعهما[7].

ومن الأمثلة على عدم جواز اجتماع البدل والمُبدَل منه قوله - سبحانه -: ﴿ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ ﴾ [النساء: 2]، فهل يجوز الجمع بين الخبيث والطيب؟!





ومِن الأمثلة على عدم جواز اجتِماع البَدَل والمُبدَل منه؛ ما جاء في أن المؤمنَ تقول له الملائكة في قبره: ((انظر إلى مقعدك في النار قد أبدَلَك اللهُ مقعدًا في الجنة، فيراهما جميعًا))[8]، فهل يجتمع رؤية مقعد المؤمن في الجنة، ومقعده في النار إلى يوم القيامة، أم سيرى مقعده في الجنة إلى يوم القيامة بعد أن يرى مقعده من النار ليزداد شكرًا لله؟!

ولا يتوقف الأمر على مسألة عدم جواز اجتماع العيد البدل والعيد المبدَل منه، بل في اجتماع عيدَي الإسلام وأعياد الجاهلية، اجتماع الذي هو شرٌّ بالذي هو خير، وكيف يَسوغ للإنسان الجمعُ بين ما هو خير وما هو شر؟!


ولا يُقال: قول النبي - صلى الله عليه وسلم -:((خيرًا منهما)) يدلُّ على اشتراك عيدَي الإسلام وعيدَي الجاهلية في الخير؛ إذ لفظة "خير" - وإن كانت صيغةَ تفضيل بمعنى أَخْيَر - فلا مُشاركة بين عيدَي الإسلام وعيدَي الجاهلية في الخير، بدليل أن اليومين الجاهليين لم يُقِرَّهما النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا ترَكهم يلعبون فيهما على العادة، بل قال: إن الله قد أبدَلَكم بهما يومين آخرين، وإنما جاز ذلك؛ لِما في لفظة (خير) من الشياع وتشعُّب الوجوه.

ومن الأمثلة على ذلك: قوله - سبحانه -: ﴿ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [آل عمران: 110]، والمعنى: لكان خيرًا لهم مما هم عليه؛ لأنهم إنما آثَروا دينَهم على دين الإسلام؛ حبًّا في الرئاسة واستِتباع العوام، فلهم في هذا حظ دُنيوي، وإيمانهم يحصُل به الحظ الدنيوي من كونهم يَصيرون رؤساءَ في الإسلام، والحظ الأخروي الجزيل بما وُعِدوه على الإيمان من إيتائهم أجرَهم مرتين.

وقال ابن عطية: ولفظة خير صيغة تفضيل، ولا مشاركة بين كُفْرهم وإيمانهم في الخير، وإنما جاز ذلك لِما في لفظة خير من الشياع وتَشعُّب الوجوه، وكذلك هي لفظةُ أفضل وأحب وما جرى مَجراها [9]، والمراد بالخيرية في زعْمهم[10] - أي على فرْض - أن ما زعَموه خيرٌ.

وقوله - تعالى - في قصة شعيب مع قومه: ﴿ وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [الأعراف: 85].

و(خير) أفعل التفضيل، أي: الإيفاء بالكَيل والمِيزان خيرٌ لكم من التطفيف والبَخس والإفساد على زعْمكم أن في ذلك خيرًا؛ لأن (خيرية) ذلك لكم عاجِلة جدًّا، مُنقضية عن قريب منكم؛ إذ يقطَع الناسُ معاملتَكم ويَحذَرونكم، فإذا أوفيتُم وتركتُم البَخس والإفساد، حسُنت سيرتكم، وقصَدَكم الناس بالتِّجارات، فيكون ذلك أخير مما كنتم تفعلون؛ لديمومة التعامل بالعدل في المعاملات.

وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لهم: ((وقد أبدَلَكم اللهُ بهما خيرًا منهما)) لَمَّا سألهم عن اليومين، فأجابوه: إنهما يومانِ كانوا يلعبون فيهما في الجاهلية؛ دليل على أنه نَهاهم عنهما؛ اعتياضًا بيومي الإسلام؛ إذ لولم يقصِد النهيَ لم يكن لذِكر هذا الإبدال مناسبة.

وهذا الحديث يُبيِّن أن الواجب على المسلمين أن يَستغنوا في الأعياد بما أغناهم الله به، ويَكتفوا بهذه الأعياد التي شرَعها الله لهم عن أعياد الأمم الأخرى.

وإذا كان النهي عن الفرحة بعيدًا كان موجودًا عندهم، فمن باب أَولى أو من قياس المساواة يجب عدم إحداث عيدٍ لم يكن موجودًا.

وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لهم: ((وقد أبدَلَكم الله بهما خيرًا منهما))، تنبيهٌ أن الله هو الذي يشرع الاحتفال بالأعياد، فهو الذي يُبدِّل ويشرع ويُحرِّم ويُحِل، وليس أمر الأعياد متروكًا للناس يحتفِلون بأي عيد حسَب رغبتهم.

الأعياد من جملة الشرائع فلا يُشرَع عيدٌ إلا بدليل:
يتوهَّم البعض أن الأعياد من جُملة العادات، وتَخضع لأعراف الناس، وهذا خطأ؛ فالأعياد من جملة الشرائع، والعيد علامة على الدِّين، وشعيرة من شعائره، بل من أظهَر شعائره، ولكل دين أعياده، ولكل أمة أعيادُها؛ كما في قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لهم: ((وقد أبدَلَكم الله بهما خيرًا منهما))، فالله أبدَلَنا نحن أهل الإسلام بعِيدَيْنِ، والكلام موجَّه لنا لا لغيرنا؛ ليدل أن هذين العيدين خاصان بنا.

وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: دخل أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تُغنِّيَان بما تَقاوَلت الأنصار يوم بُعاث، قالت: وليستا بمغنِّيتين، فقال أبو بكر: أمزامير الشيطان في بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذلك في يوم عيد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يا أبا بكر، إنَّ لكل قوم عيدًا وهذا عيدنا))[11].


وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إن لكل قوم عيدًا وهذا عيدنا))، يدلُّ على اختصاص كل قومٍ بعيدهم؛ فكل مِلة وكل قوم لهم أعياد يختصُّون بها عن سواهم، وإلا كانت الأيام مشترَكة والأعياد مشتركة، وهذا مِصداقًا لقوله - تعالى -: ﴿ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ﴾ [المائدة: 48]، فشريعتنا غير شريعتهم، وقِبلتنا غير قِبلتهم، وعبادتنا غير عبادتهم، وصلاتنا غير صلاتهم، وصيامنا غير صيامهم، فكذلك عيدُنا غير عيدهم، فلا يُشارِكوننا فيه، ولا نحن نشارِكهم في أعيادهم.

وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إن لكل قوم عيدًا وهذا عيدنا))، يدل أن العيد قضية دينية عَقديَّة، وليس عادة مدنيَّة يشترك الناس فيها، بل من الخصوصيات الشعائرية الدينية التي تتمايَز فيها الأمم.

وإضافة النبي - صلى الله عليه وسلم - العيدَ إلى ضمير المتكلمين تدل على التعيين والاختصاص؛ فعيدنا خاص بنا لا يُشاركوننا فيه، وعيدهم خاص بهم لا نُشارِكهم فيه، وإذا لم يَجُز لنا أن نشارِك غيرَنا في أعيادهم فلا يجوز لنا الاحتفال بعيدٍ ليس من أعيادنا.


ولو أردنا أن نجعل لنا عيدًا غيرَ عيدَي الإسلام، أو أي عيد نجعله لنا ولا نُشابِه فيه أحدًا من الكفار، لَمَا جاز لنا ذلك؛ لأن الأعياد من جملة الشرائع، بل من أعظم شعائر الشرائع، فلا يجوز إحداث عيدٍ بلا نصٍّ شرعي؛ لأن الأعياد من شعائر الدين، وشعائر الدين تُتلقَّى من الشرع لا من الناس، وإحداث عيدٍ لم يأذَن به الله فيه مُضاهاة للشريعة، وسوء أدب مع الشريعة، فلمْ يكتفِ المُحدِث لهذه الأعياد بما أَذنَت به الشريعة، بل زاد عليها، وفي هذا اتهام للشريعة بالنَّقص.

وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن أحدَث في أمرنا ما ليس منه فهو ردٌّ))[12]، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((عليكم بسنَّتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدِيِّين من بعدي، وإياكم ومُحدَثاتِ الأمور؛ فإن كل مُحدَثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار))[13].

وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((يا أبا بكر، إن لكل قوم عيدًا، وهذا عيدنا))؛ تعليلُ الإباحة للجواري باللعب والغناء بأن ذلك في يوم عيدنا، فيه دلالة على أن الإذن باللعب والغناء المُباح؛ لأن هذا العيد خاص بنا؛ فدلَّ هذا على عدم جواز اللَّعِب في غير عيدنا من أعياد الكفار، وأعياد المسلمين التي سنُّوها لأنفسهم مما لم يَرِدْ به نصٌّ شرعي، فهي كأعياد الكافرين في الحكم، لا يجوز لنا الاحتفال بها؛ لأنها لم يشرعها دينُنا؛ فديننا شرَع لنا عيدين لا ثالث لهما.

ولو أن الأعياد من العادات لأحدث الناس لكل حدَثٍ عيدًا، ولم يكن للأعياد الشرعية مَيزة وفضل، ولما كان لإبدال الله بأعياد غير المسلمين عيدَي الفطر والأضحى معنى.

عيد رأس السنة من أعياد الكفار؛ فلا يجوز التشبُّه بهم أو مُشابهتهم في الاحتفال به:
رُغم أن عيد رأس السنة ليس مما شرَع الله لنا من الأعياد، فلا يجوز الاحتفال به؛ فعيد رأس السنة أيضًا من أعياد الكفار، فلا يجوز التشبُّه بهم أو مُشابهتهم في الاحتفال به؛ لورود النصوص الشرعية بذلك؛ فعن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((خالِفوا المشركين؛ وفِّروا اللِّحى، وأحْفُوا الشوارب))[14]، ومخالَفة المشركين تَستلزِم عدم موافقتهم فيما هو من خصائصهم، وفيما هو من عاداتهم، وفيما هو من عباداتهم، وعيد رأس السنة الميلادية وسَنُّ أعياد لم يأذَن بها اللهُ من خصائص الكفار المشركين.

وعن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من تَشبَّه بقوم فهو منهم))[15]، والشرع قد أمَر بمخالفة المشركين، ونهى عن التشبُّه بهم ومشابهتهم؛ ليَظهر التباين بين المؤمنين والكافرين في الظاهر، كما هو حاصل في الباطن؛ فإن الموافقة والتشبُّه في الظاهر ربما تَجرُّ إلى محبَّتهم وتعظيمهم والشعور بأنه لا فَرْق بينهم وبين المؤمنين، ويقود المُتشبِّه إلى أن يتخلَّق بأخلاق مَن تَشبَّه به، وأن يعمل مِثل أعماله.

قال الذهبي: "فإذا كان للنصارى عيد، ولليهود عيد، مُختصين بذلك، فلا يُشارِكهم فيه مسلم، كما لا يُشارِكهم في شِرْعتهم ولا في قِبلتهم"[16].

والمشابهة للكفار أعمُّ من التشبُّه بهم؛ فالمشابهة تكون بقصدٍ وبغير قصد، والتشبُّه يكون بقصد، والنصوص الشرعية أتت بمُطلَق النهي عن موافقة المشركين، سواء بقصد أو غير قصْد، وأتت بالأمر بمخالفتهم، والأمر بالمخالَفة نهي عن التشبُّه بهم، ونَهيٌ عن مشابهتهم.

والتي ترتدي لبس الرجال فهي مُتشبِّهة بالرجال قصَدت أو لم تقصِد، والذي يرتدي لبس النساء فهو مُتشبِّه بالنساء قصَد أو لم يقصِد، والذي يصنع التماثيل لذوات الأرواح قد ضاهى خلْق الله قصد أولم يقصِد، والذي يَستغيث بالأموات فقد أشرَك قصد أو لم يقصِد، والذي يَبصُق على المصحف وهو يعلم أنه مصحف كفر قصد أو لم يقصد.

ولا يليق بالمسلم، ولا يجوز لمسلم تقليدُ الكافر، والتشبُّه به في عباداته وعاداته ولبْسه وأعياده، فالتقليد من شِيَم المغلوبين، والمغلوب غالبًا يُقلِّد الغالب، وكثير من النفوس تعتقِد الكمال فيمَن غلَبها فتُقلِّده؛ لأنها رأت أن من قلَّدته أفضلُ منها وأرفع منها قدرًا؛ لذلك تحاوِل أن تتشبَّه به، وأن المقلِّد شعَر بالنقص واحتقار نفسه أمام الكافر.

وإن قيل: إن كان النصارى هم الذين سَنُّوا عيد رأس السنة الميلادية فلمْ يَعد هذا العيد من خصائصهم، فالكل يحتفل به؛ لذا لا بأس بالاحتفال به، والجواب: هذا كذب؛ فليس كل الناس يحتفلون به، فهناك الكثير ممن يتمسَّك بالسنَّة، وهؤلاء لا يحتفلون بهذه الأعياد.

وعلينا بطريق الهدى، وإن قلَّ السالكون، وعلينا اجتناب طريق الردى وإن كَثُر الهالكون، وليست العِلَّة الوحيدة في عدم الاحتفال برأس السنة هي أنه من أعياد الكفار فقط، أو لمخالَفة المشركين فقط، بل هناك عِلل أخرى؛ مِثل: عدم إحداث شعيرة بغير دليل، وعدم جواز اجتماع عيدَي الإسلام مع أعياد أخرى، وعدم جواز الاحتفال بأعياد غير أعياد الإسلام، وعدم جواز تعظيم يوم من الأيام بغير دليل.

لا يجوز تهنئة النصارى بأعيادهم حتى وإن هنَّؤونا بأعيادنا:
لا يجوز تهنئة الكفار بأعيادهم؛ فهذا فيه مُوالاة لهم وإقرار لهم على ما هم عليه من الباطل، وتأييد لهم على ما هم عليه من الباطل، ويُعتبَر من جنس تهنئتهم على كفْرهم.

وإن هنَّأنا الكفارُ بأعيادنا فلا يجوز لنا أن نُهنِّئهم بأعيادهم؛ لوجود الفارق بين أعيادنا وأعيادهم، فأعيادنا حقٌّ من ديننا الحق، بخلاف أعيادهم الباطلة التي هي من دينهم الباطل، وعلى أقل تقدير فهي منسوخة بديننا، فإن هنَّؤونا على الحق، فلن نُهنِّئهم على الباطل.

ومعنى قوله - تعالى -: ﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ [الممتحنة: 8]، أن نبرَّهم فيما هو مشروع في ديننا؛ كعيادة مريضهم، وإعانة مُحتاجهم، وليس في الآية إذنٌ بمشاركتهم في باطِلهم أو تهنئتهم على كفْرهم.

الآثار المترتبة على الأعياد البِدعية:
كثُرتِ الأعياد في زماننا هذا حتى بلَغت العشرات، وما ننتهي من عيدٍ حتى ندخل في عيد، وكأن السَّنَة كلها أعياد، فضاعت لذَّة عيدَي الإسلام - الفطر والأضحى - وهذا شأن المعاصي؛ فالمعاصي تحبِس الطاعات، وتُفقِدنا لذَّة القُربات، وإحياء البدع يُميت السنن، وجزاء السيئة سيئة مِثلها.

ومن آثار هذه الأعياد البدعيَّة التشبُّه بالكفار فيما هو من خصائصهم، وتقليد الكفار فيما هو من خصائصهم، وفي هذا إشعار بذُلِّ المسلمين وإهانتهم وعِزَّة الكافرين، وهذا لا يُرضي الله ولا رسوله - صلى الله عليه وسلم - وفي موافقة الكفار تعزيزٌ لِما هم عليه، ووسيلة لافتخارهم وعُلوهم على المسلمين؛ حيث يرون المسلمين أتباعًا لهم، مقلِّدين لهم؛ ولهذا كان من المقرَّر عند أهل الخبرة في التاريخ أنَّ الأضعف دائمًا يقلِّد الأقوى، والمغلوب يُقلِّد الغالب.

ومن آثار كثرة هذه الأعياد البدعيَّة أنها تؤدي إلى كثرة العطل الرسمية، ولا تكاد تخرج من عطلة رسمية إلا وتقع في أخرى، وكثرة العطل الرسميَّة تُقلِّل الإنتاج.

ومن آثار كثرة الأعياد أنها تؤدي إلى إهدار الوقت وقِلة الإنتاج، واستغلال الوقت من عوامل النهضة ومن شروط التقدم.

انتَبِه يا مَن تحتفِل برأس السنة الميلادية:
يا من تحتفل برأس السنة، انتَبِه فعمرك في تَناقُص، وأجلك يقترِب، فبدلاً من أن تَقضي ما بقي من عمرك في الطاعة تَقضيه في معصية!

يا من تحتفل برأس السنة، كيف لك أن تحتفِل بقُرْب أجلك واقترِاب موتك ونقْص عمرك؟!

يا من تحتفل برأس السنة، قد عظَّمت ما لم يأمُر الشرع بتعظيمه، وابتدَعت ما لم يأذَن به الله، فتُبْ إلى الله قبل أن يأتيَك الموتُ بغتة.

يا من تحتفل برأس السنة، قد ضَاهيتَ شرْع ربك، وأحدَثتْ شعيرة استدرَكتَ بها على ربك وأنت لا تدري، فأَفِق قبل فوات الأوان.

يا مَن تحتفل برأس السنة، قد شَابَهتَ الكفار الضالين في أعيادهم، وقد أُمِرتَ بمخالفتهم، فاحذَر أن يُصيبَك فتنةٌ أو عذاب أليم.

يا من تحتفل برأس السنة قد أشعَرت الكفارَ بالولاء لهم لموافَقتِك لهم في أعيادهم، وأشعَرتَهم بالعِزة، والعزةُ لله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وللمؤمنين.


اللهم اهدِ شباب المسلمين.
اللهم رُدَّ المسلمين إلى دينك ردًّا جميلاً.
اللهم وحِّد صفَّنا.
اللهم وحِّد كلمتنا.

هذا والحمد لله الذي بنعمته تتمُّ الصالحات، وكتَبه ربيع أحمد حامدًا لله ومُصلِّيًا على نبيه - صلى الله عليه وسلم -.

[1] لسان العرب؛ لابن منظور (3/319)، فصل العين المُهمَلة.

[2] اقتِضاء الصراط المستقيم لمخالَفة أصحاب الجحيم؛ لابن تيمية (1/496).

[3]مشارق الأنوار على صِحاح الآثار (2/105).

[4] حاشية ابن عابدين (2/165).

[5] مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (3/1060).

[6] حديث صحَّحه الألباني في صحيح وضعيف سُنن النَّسائي، رقم (1556).

[7] اقتِضاء الصراط المستقيم لمخالَفة أصحاب الجحيم (1/487).

[8] رواه البخاري في صحيحه، كتاب الجنائز؛ باب ما جاء في عذاب القبر، حديث رقْم (1374).

[9] البحر المحيط في التفسير (3/302).

[10] الدُّر المصون في علوم الكتاب المكنون (3/351).

[11] - رواه البخاري في صحيحه، حديث رقْم (952)، باب سنة العيدين لأهل الإسلام، ورواه مسلم في صحيحه، حديث رقْم (892) باب الرُّخصة في اللَّعِب الذي لا معصية فيه في أيام العيد.

[12] رواه البخاري ومسلم في صحيحهما.

[13] صحيح الترغيب والترهيب رقم (37).

[14] رواه البخاري في صحيحه، حديث رقْم (5892)؛ باب تقليم الأظفار، ورواه مسلم في صحيحه، حديث رقم (259) باب خِصال الفِطرة

[15] - رواه أبو داود في سُننه حديث رقم (4031).

[16] - تشبُّه الخسيس بأهل الخميس للذَّهبي ص (27).




مقالات ممكن أن تعجبك :




من مواضيعى في فضائيات رسائل تهديد للخائن قوية بعد تعرضك للخيانة
تهنئة عيد الفطر رسمية تهنئة عيد الفطر لزوجي عيدًا سعيدًا ومباركًا
تصبحين على خير حبيبتى رومنسيات تصبحين على خير يا غالية
مبروك المولود الف مبروك المولود ويتربي بعزكم
بوستات عن أصدقاء المصلحة امثال وحكم عن نفاق وخداع الأصدقاء
دعاء يشرح القلب دعاء يزيل الهم والخوف يجلب الرزق

هل يحتفل المسلم برأس السنة الميلادية , المسلمون والاحتفال بالسنة الميلادية




الساعة معتمدة بتوقيت جرينتش +3 . الساعة الآن » 10:30.
Powered by vBulletin
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

تابعنا على الفيس بوك جديد مواضيع المنتدى تابعنا على تويتر
DMCA.com Protection Status