فضائيات| مكتبة الدريم بوكس | مركز رفع الصور | فضائيات نيوز
تعليم الفوتوشوب



العودة   الإبداع الفضائي > >

معلومات عامة ، حدث في مثل هذا اليوم احداث اليوم , احتفال جوجل , السيرة الذاتية , ويكيبيديا , معلومات عن الطب , الصحة , الطبخ , التداوي بالاعشاب , العناية بالبشرة , ماسك تنيض , شخصيات مهمة

غزوةُ حُنَيْن بشيءٍ من التفصيل

الحمدُ لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ازواجه وذريته و آله وصحبه ومن والاهم واتَّبَعَهُمْ باحسانٍ الى يوم الدين وبعد؟ أبْدَأ بسم الله وما توفيقي إِلَّا بالله بشيءٍ من

 
LinkBack أدوات الموضوع
  #1  
موقوف

 

افتراضي غزوةُ حُنَيْن بشيءٍ من التفصيل

الحمدُ لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ازواجه وذريته و آله وصحبه ومن والاهم واتَّبَعَهُمْ باحسانٍ الى يوم الدين وبعد؟ أبْدَأ بسم الله وما توفيقي إِلَّا بالله بشيءٍ من الشرح وتسليطِ الضوءِ على بعضِ الآياتِ الكريمة وبنظراتٍ سريعةٍ؟ حينَما يقومُ اللهُ سبحانه وتعالى بنا ويَأخذُنَا لِنَرْتَفِعَ بعقولِنا وأحاسيسِنا ومشاعرنا في جولةٍ في أعماقِ هذا الكون وفي أغوار النفس البشرية؟ حينما يتكرَّرُ قولهُ تعالى كثيراً في القرآن الكريم{ وَمِنْ آيَاتِهِ؟؟ ومن آياته؟؟ ومن آياته؟؟}أيْ مِنْ دلائلِ قُدْرَتِه وكلمة{مِنْ} تُفِيدُ التَّبْعِيض؟ بمعنى أنَّ هذه الأمورَ هي بعضُ دلائلِ قدرةِ الله وَلَيْسَتْ كلَّ دلائلِ قدرتهِ سبحانه؟ بل هناكَ أمُورٌ اُخْرَى لا تُعَدُّ ولا تُحْصَى؟ فَمَثَلاً من آياتهِ أنْ خَلَقَ أبَانَا آدمَ من تراب صلى الله عليه وسلم ثُمَّ جَعَلَنَا بشراً نَنْتَشِرُ في الارض{ومن آياتهِ(ودلائلِ قدرتهِ) أنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أنْفُسِكُمْ أزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَة} والإِنسانُ مِنَّا قد يَتَزَوَّجُ أحياناً مِنْ فتاةٍ أوِ امْرَأةٍ لا يَعْرِفُهَا ولا تعرفُه؟ ثمَّ بعدَ ذلكَ تتولَّدُ بينهما المودَّةُ والرحمة؟ وبعضُهم يقولُ لا زواجَ مُوَفَّقٌ إِلَّا بعدَ عشقٍ وَهُيَام؟ وهذا الكلام يكذِّبُهُ الواقع؟ فكم مِن أناسٍ تزوَّجوا بعدَ عشق وهيام وقصةِ غرامٍ طويلة؟ ثمَّ نرى بعدَ فترةٍ زمنيةٍ يحصلُ الخلافُ بينَهُمَا ويلجَآنِ إِلى الطلاق؟ وبالعكس فَإِنَّنَا نرى من آياتِ اللهِ امرأةً ورجلاً لاتعرفُهُ ولا يعرفُهَا؟ ثم يتزوَّجُهَا؟ فَيَتَوَلَّدُ من ذلكَ المودَّةُ والرحمة؟ فإِذا لم يكنْ هناكَ مودَّةٌ أوْ رحمةٌ بينَ الزَّوجين؟ فمعنى ذلكَ أنَّ العلاقةَ الزَّوجيَّةَ فيها خَلَلٌ يجبُ إِصلاحُه؟ وَأمَّا إِذَا لم يكُنْ هناكَ خَلَلٌ فلابدَّ أنْ تَقْوَى المودةُ والرحمة؟ وكذلكَ مِنْ دلائلِ قدرةِ اللهِ عز وجل{خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالاَرْضِ وَاخْتِلَافُ ألْسِنَتِكُمْ وَألْوَانِكُمْ} هذا لُغَتُهُ كَذَا؟ وهذا لهجتهُ كذا؟ إِلى غيرِ ذلك؟ وكذلكَ اخْتِلَافُ ألْوَانِكُمْ؟ فاللهُ تعالى جعلَ اختلافَ الألوانِ أثَراً من آثارِ قدرتهِ عز وجل؟ وأمَّا البشرُ فقد يجعلونَ مِنِ اخْتلافِ الألوانِ سبباً لِمَا يُسَمَّى بالتَّفْرِقَةِ العنصرية؟ فَانْظُرْ أخي إلى القرآنِ؟ ما أرْقَاه؟ وما أجْمَلَه؟ وما أحْسَنَه؟ وَمَا أحْلَاه؟ كذلكَ من دلائلِ قدرةِ اللهِ أنَّ هناكَ أموراً تحصلُ لنا؟ وَلَكِنَّ كثيراً مِنَّا مع الاسف لايشعرُ بِنِعَمِ اللهِ عليه بدليلِ قولهِ تعالى{ وَمِنْ آياتهِ منامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِه إِنَّ في ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِين( بِكَسْرِ اللام و يعني بذلكَ العلماء بالنِّسْبَةِ لاختلافِ الالوان واللهجات؟ وَقَدْ جَعَلَ اللهُ اخْتِلافَ الألسنةِ واللغاتِ واللهجات آيةً مِنْ آياتِه وعلاماتِ قدرتهِ للعالِمينَ بها خاصَّةً وهم اساتذةُ اللغاتِ الاجنبيَّة؟ لا مِنْ أجْلِ أنْ يُتَرْجِمُوا قصصَ ألْفِ ليلةٍ وليلة؟ ولَكِنْ مِنْ أجلِ ترجمةِ الدعوةِ إلى اللهِ وتعاليمِ دينهِ الاسلامي إلى جميعِ لغاتِ العالمِ ولهجاتهِ المشهورةِ على الأقلّ؟ حتى ولو قامَ بهذا العملِ المقدَّسِ عندَ اللهِ كثيراً إِنسانٌ غيرُ مسلم؟ فقد أمْسَكَ بِطَرَفِ خيطٍ قويٍّ جِدّاً من نورِ الاسلام؟ وقد يُوْصِلُهُ اللهُ إلى الطَّرَفِ الآخرِ ويكتبُ لهُ النَّجَاةَ مع النَّعيمِ الأبديِّ المُقِيم في جناتِ النَّعيم ويهديهِ إِلى دينِ الاسلام بدليلِ قولهِ تعالى{هو الذي يصلِّي عليكم وملائكتهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ الى النُّور} قد يقولُ قائل هذه الآيةُ لا تَخُصُّ غيرَ المسلم؟ وأقولُ لكَ بل تخصُّ المسلمَ وغيرَ المسلم بدليلِ قولهِ تعالى عن غير المسلمين{أفَلَا يتوبونَ الى اللهِ ويَسْتَغْفِرُونَهُ واللهُ غفورٌ رحيم}وبدليلِ قولهِ عليه الصلاةُ والسلام في حديثٍ طويلٍ بما معناه[اللهُ أفْرَحُ بتوبةِ عبدهِ من أحدِكم؟ إِذا فقدَ ناقتَهُ في الصحراء؟ ثم كادَ أنْ يموتَ من الجوع والعطش؟ ثمَّ أرادَ أنْ ينامَ ويستريحَ من التعبِ تحتَ ظلِّ شجرة؟ فَاسْتَيْقَظَ وَوَجَدَ نَاقَتَهُ أمَامَه؟ فَنَظَرَ إلى السماءِ قائلاً الحمدُ لله أنتَ عبدي وأنا رَبُّك؟ وقد أخْطَأ مِنْ شِدَّةِ فَرَحِه] والويلُ لِمَنْ يُضَيِّعُ عُمُرَهُ وأوْقَاتَهُ على تفاهاتِ ألفِ ليلةٍ وليلة مُتَجَاهِلاً نورَ اللهِ الاسلاميّ لِأنَّهُ سيعيشُ في ظلامٍ أبديّ وجحيمٍ أسودَ قهريّ) وقُرِئَتْ لِلْعَالَمِين؟ بفتحِ اللاَّم؟ ويعني بذلكَ سبحانَهُ العُقَلَاءَ من الإِنسِ والجِنِّ والملائكةِ بالنسبةِ للسَّعْيِ على الرِّزْقِ والصلاة والذكر والتسبيح ودروس العلم ثم النوم؟ لأنَّ النومَ أيضاً عبادة؟ لأنَّهُ يساعدُ على استعادةِ نشاط ِالمؤمنِ الذِّهنِيِّ والعضليّ حتى تستمرَّ عَجَلَةُ الحياة} كذلكَ{يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعَا} بعضُ النَّاسِ يخافونَ من البرق؟ وبعضُهم يطمعونَ؟ فَالبَحَّارَةُ في البحر يخافونَ مِنَ البرق؟ والفلاحونَ في المزارعِ وغيرِهَا يستبشرونَ خيراً في المَطَر(الغَيْث) وهكذا يجعلُ سبحانَهُ من الشيءِ الواحدِ خوفاً وطمَعَا{اِنَّ في ذلكَ لَآيَاتٍ لقومٍ يَعْقِلُون} لَاحِظْ مَعِي جَيِّداً اخي؟ اَنَّ الاسلامَ يُثِيرُ فينا العقلَ مع العواطفِ في آنٍ واحد{وَمِنْ آياتهِ اَنْ تقومَ السماءُ والارضُ بِاَمْرهِ؟ ثُمَّ اِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنْ الاَرْضِ؟ اِذَا اَنْتُمْ تَخْرُجُون(أيْ تُبْعَثُونَ يَوْمَ القيامة{وَهُوَ الذي يَبْدَؤُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ؟وَهُوَ أهْوَنُ عَلَيْه(أهْوَنُ هُنَا عِنْدَ الله بمعنى هَيِّن؟ وَلَكِنَّهُ جاءَ سبحانَهُ هنا بكلمةِ أهْوَن؟ لِتَكُونَ سَهْلَةً على تَصَوُّرِ البشرِ وَاسْتِيعَابِهِمُ الضَّعِيفِ لقدرتهِ تعالى لِيَفْهَمَ مُنْكِرُو البَعْثِ بَعْدَ الموتِ أنَّ الاِعَادَةَ عندَ الله أسْهَلُ من ابتداءِ الخَلْقِ مِنْ عَدَم وإِلَّا فَإِنَّ اللهَ عز وجل لا يليقُ بجلالهِ؟ ولايوجدُ عندَهُ أبداً شيءٌ أهْوَنُ مِنْ شيء؟ أوْ صَعْبٌ؟ أوْأصْعَبُ مِنْ شيء؟ والكلُّ عندَهُ هَيِّنٌ جِدّاً؟ وعلى درجةٍ واحدة بدليلِ قولهِ تعالى{إِنَّمَا أمْرُهُ إِذَا أرَادَ شَيْئاً أنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فيكون} {وَلَهُ الْمَثَلُ الْأعْلَى في السَّمَوَاتِ وَالْأرْض(أيْ أنَّ اللهَ تعالى لايُمَاثِلُهُ شيء و{ليسَ كَمِثْلِهِ شَيْء} لا في السمواتِ ولا في الارضِ وَهُوَ العزيزُ الحكيم)سبحانَ الله؟ كَمْ يُثِيرُ القُرْآنُ عقولَنَا؟ وكم يثيرُ أشواقَنَا؟ وكم يثيرُعَوَاطِفَنَا؟ وَلَكِنْ وَمَعَ الأسفِ الشديد؟ كَأنَّ هذا القرآنَ لم يَنْزِلْ علينا؟ ولا يَخُصُّنَا؟ بل نَتَّخِذُ منهُ سبيلاً حَصْريّاً لِلتَّبَرُّكِ والقراءةِ على الأمواتِ وَفَكِّ السِّحْرِ؟ إلى غيرِ ذلكَ مِمَّا يَظُنُّ النَّاسُ أنَّ هذا القرآنَ ليسَ لَهُ إِلَّا هذهِ الوظائفُ الحَصْريَّة الثانوية؟ وَأمَّا الوظيفةُ الاَصْلِيَّةُ للقرآن وهي أنَّهُ منهجُ حياةٍ كاملةٍ مِنْ عندِ اللهِ سبحانهُ وتعالى لِيُسْعِدَ النَّاسَ بهِ في الدنيا والآخرة؟ فلا نُلْقِي لها بَالاً مع الأسفِ الشَّدِيد؟ ثُمَّ بَعْدَ ذلكَ جَرَتْ عَادَتِي؟ أنَّهُ بالنسبةِ لمشاركةِ أختي؟ اِذَا كانَ هناكَ بعضُ الامورِ لم تَسْتَوفِهَا فيها؟ فقدْ كَلَّفَتْنِي اَنْ اَتَحَدَّثَ عنها في المشاركاتِ الخاصَّةِ بي؟واللهُ المُوَفِّقُ والهادي الى سواءِ السَّبيل؟ وكما تعلمون فقد كانَ موضوعُ مشاركتِها عن غزوةِ حُنَيْن؟ فَادْعُوا اللهَ لي ايها الاُخْوَة اَنْ يكونَ سبحانَهُ في عونِي حتَّى يُوَفِّقَنِي لِشَرْحِهَا؟ وَسُمِّيَتْ حُنَيْن نسبةً الى وادي يُسَمَّى حنين؟ وسُمِّيَ حنين؟ لِأنَّ رجلاً من العمالقةِ اسمهُ حنين؟ نزلَ في هذا المكان؟ كما اَنَّ غزوةَ بدر؟ نسبةً لماءِ بدر؟ وسميَ المكانُ بدراً؟ لأنَّ رجلاً اسمُهُ بدر نزلَ في هذا المكان فاتَّخَذَ المكانُ هذا الاسْم؟ يقول الله سبحانه وتعالى{وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ في مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ اِذْ اَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئَا}لم تغنِ أي لم تدفَعْ عنكُمْ شيئاً أي لم تنفعْكُم شيئاً؟ وكانَ سببُ هزيمتِهِمْ اَنَّهُمُ اغْتَرُّوا بقوتِهِمُ المادِّيَّةِ فاَعْطاهُمُ اللهُ تعالى الدَّرْسَ فورا ؟ بعضُ النَّاسِ تراهُ عندَهُ شجاعةٌ وعندَهُ اِقْدَامٌ ولَكِنَّهُ يَتَّصِفُ بالحَمَاقَة؟ وَمِنْ هؤلاء مالكُ بنُ عَوْف الذي اخْتَارَتْهُ هَوَازِنُ وَثَقِيف ليكونَ لها قائداً في هذه الغزوة؟ اِنَّهُ مالكُ بنُ عَوْف وهو مِن قبيلةِ هوازن؟ وكانَ في الطائفِ قبيلتانِ عربيَّتانِ هما ثقيف وهوازن؟ كما اَنَّ في المدينةِ الاَوْسُ وَالْخَزْرَج؟ وكانَتْ مَكَّةُ تَسْتَوْطِنُهَا قبيلةُ قريش بدليلِ قولهِ تعالى{لِايلَافِ قُرَيْشٍ اِيلَافِهِم رِحلةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْف}وكانَ مَالِكُ بْنُ عَوْفٍ شجاعاً؟ وكانَ مِقْدَاماً؟ ولكنَّهُ كانَ سيِّءَ التَّدْبيرِ للامور؟ فَاتَّفَقَ اَنْ قالُوا لهُ ضَعْ لنا خُطَّةً نُحَارِبْ بها محمَّداًوالمسلمين؟ فَذَهَبَ لِيَضَعَ الخُطَّة؟ وكانَ من جملةِ الخُطَطِ اَنْ يُخْرِجُوا نساءَهُمْ وذَرَارِيهِمْ(اولادَهم) وَاَنْ يُخْرِجُوا اموالَهُمْ معهم(ومنها حيواناتُهم كالاِبِلِ والشِّيَاهِ وغيرِهَا والذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وغيرِها) لماذا كلُّ هذا يامَالِك؟ فقالَ لِاَنَّهُ حينَ يرى الناسُ اَنَّ اَزْواجَهُمْ وذَرَارِيهِمْ واَمْوَالَهُمْ في هذهِ الاماكنِ فَاِنَّهُمْ يدافعونَ عَنْها ولا يَفِرُّونَ مِنَ المعركة؟ وكانَ في الجيشِ رجلٌ حكيمٌ قَدْ بَلَغَ مِنَ العمر 120(وقيلَ في بعضِ الرِّوَايَات 140 سنة) وهو دُرَيْدُ بْنُ الصِّمَة(بكسرِ الصَّادِ معَ التَّشْدِيد) وكانَ رجلاً حكيماً في تفكيرِه؟ فحملُوهُ مَعَهُمْ مِنْ اَجْلِ اَنْ يستفيدوا مِنْ رأيهِ وخبرتِه؟ فَاَنْزَلُوهُ في مكانٍ يُسَمَّى وادي اَوْطَاس؟ فقالَ لهُمْ في أيِّ مكانٍ نحنُ؟ فقالُوا لهُ في وادي اوطاس؟ فقال لهم نِعْمَ مَا نَزَلْتُمْ هذا مكانٌ حَزْنٌ(سهلٌ ليسَ فيهِ صعوبةٌ في التَنَقُّل) ولا ضِرْسٌ( والضِّرْسُ بمعنى اَنَّكُم في مكانٍ سَهْلٍ ليس فيه حجارة ولا نُتُوءٌ قاسي يُشْبِهُ الاِبَرَ التي تَجْرَحُ الانسانَ كالصُّخُورِ الموجودةِ في البحر) ولا دَهْسٌ( بمعنى ليس فيه رمالٌ متحركةٌ تسيرونَ عليها فتغُوصَ اقدامُكم) فهوَ اِذاً حَزْنٌ لا ضِرْسٌ؟ سهلٌ لا دَهْسٌ؟ ثم سمعَ اصواتَ الحيوانات؟ وسمعَ رُغَاءَ الاِبِل؟ وَثُغَاءَ الشِّيَاه(الغنم)؟ وسمع نُهَاقَ الحمير( والنُّهَاق اَوِالنَّهِيق والرُّغَاءُ والثُّغَاء كلُّهَا اَسْمَاءٌ لِاَصْوَات؟ وَكُلُّ حيوانٍ لهُ صوتٌ وتسميةٌ خاصَّةٌ به؟ كما نقولُ مثلاً نَقِيقُ الضَّفَادِع؟ وكلمة نقيق هِيَ اسْمُ صوتِ الضِّفْدَع) فَسَمِعَ دريدُ بنُ الصِّمَةِ اصواتَ هذهِ الحيوانات؟ ثُمَّ سَمِعَ صوتَ بُكَاءِ الاطفالِ والنِّسَاءِ كذلكَ فقالَ مَا شَاْنُهُمْ؟ فقالُوا هذهِ رَغْبَةُ مالكِ بْنِ عَوْف جاءَ بالاموالِ والحيواناتِ والنِّسَاءِ والذَّرَاري(جمعُ الجَمْعِ لكلمةِ ذُرِّيَّة) الى هذا المكان؟ فقال اِيتُونِي بهِ(ائْتُونِي) فجاؤُوا بهِ اليه؟ فقال دريدُ لمالك ما دَعَاكَ الى هذا؟ فقالَ حتى يَتَشَجَّعَ النَّاسُ على الثَّبَاتِ ولا يَفِرُّوا؟ فقالَ بِئْسَمَا فَعَلْت اِذْهَبْ بنسائِكَ وذرَاريكَ الى عُلَيَّا(اَعْلَى) الامكنةِ المرتفعة؟ فَاِنْ كانَتِ الغَلَبَةُ لكُمْ دَعَوْتُمْ نِسَاءَكُمْ وَكَذَا وشَارَكُوكُمْ في الغنائمِ وغيرِهَا؟ وَاِنْ كانَتِ الْغَلَبَةُ عليكم لَمْ تَفْضَحُوا نساءَكم؟ وَفِعْلاً كانَ هذا كلاماً حكيماً مِنْ دُرَيْد؟ وَلَكِنْ ماذا كانَ الرَّدُّ مِنْ مالك؟ قالَ لَهُ لقد خَرِفْتَ واَصْبَحْتَ كبيراً في السِّنّ؟ فماذا حَدَث؟ بعضُ النَّاسِ مَالَ الى رَاْيِ دريد بن الصمة؟ فماذا قالَ مالكُ بنُ عَوْف؟ اَخَذَ سَيْفَهُ وَوَضَعَهُ على بطنِه؟ وقالَ لقومهِ{مَا اُرِيكُمْ اِلَّا مَا اَرَى وَمَا اَهْدِيكُمْ اِلَّا سَبِيلَ الرَّشَاد} واللهِ اِمَّا اَنْ تُطِيعُونِي او اَتَّكِىءَ على سيفي حتى يَخْرُجَ من ظهري ويَخْرِقَ بطني؟ وَاِيَّاكُمْ اَنْ تستمعُوا الى هذا العجوز الخَرِفِ الاَحمق؟ فقالُوا لهُ قدْ اَطَعْنَاكَ وَالرَّاْيُ مَا تَرَى؟ وَكَانَتْ هذهِ الطاعةُ العَمْيَاء معَ هذا العَنَادِ العُنْجُهِيِّ طاغياً على الموقفِ وحاسماً لَهُ لِحِكْمَةٍ و شَيْءٍ يُدَبِّرُهُ اللهُ سبحانه وتعالى؟ بلْ كانَتْ حكمةُ اللهِ طاغيةً على حكمةِ دريدِ بنِ الصِّمَة رَغْماً عنهُ بدليلِ قولهِ تعالى{واللهُ غالبٌ على اَمْرهِ وَلَكِنَّ اَكْثَرَ النَّاسِ لا يعلمون}وَاُقْسِمُ باللهِ العظيم اَنَّ اللهَ تعالى قادرٌ على اَنْ يَتَحَدَّى البَاطِلَ في عُقْرِ دارهِ وَبِاَضْعَفِ مخلوقاتِه؟ وَبَدَأتِ المَعْرَكَة؟ وَغَنِمَ المسلمون فيها غنائمَ كثيرةً منها 24 الف من الابل و40 اَلْفاً من الغنم؟ ولا تَسْألْ اخي عن الذَّهَبِ والفِضَّة؟ وعن الاسرى مِنَ الرِّجالِ والنِّسَاءِ والذَّرَاري؟ فكانَ رأيُ دريد بن الصمة أصْوَبَ من رأيِ مالك بن عوف بكثير؟ ولَكِنْ سبحانَ مَنْ جَعَلَ{على قلوبٍ اَقْفَالُهَا}فَكانتِ الغَلَبَةُ عليهم ولم تكنْ لهم؟ وهنا بدَأتْ مشكلةُ الغنائم من الذراري والنساءِ والرجالِ والاموال فماذا حدثَ بعدَ ذلك؟ الرسولُ عليه الصلاة والسلام لم يَقْسِمِ الغنائمَ فوراً؟ واِنَّما تركَها لعلَّ هوازن وثقيف تأتيهِ مؤمنةً مسلمةً فَيَرُدُّ إليها أموالَها؟ ولم يكنْ عليه الصلاةُ والسلام يوماً مِنَ الايام مِنْ طُلاَّبِ الدنيا والاموالِ والغنائم؟ ولكنَّهُ كانَ مِنْ طلابِ النجاةِ لهؤلاءِ من نارِ جهنم إذَا أعلنُوا اسلامَهُمْ؟ فقالَ لهُ بعضُ اصحابهِ يا رسولَ الله؟ اُدْعُ على ثقيف؟ فرفعَ النبيُّ صلى اللهُ عليه وسلم يديهِ الى السماءِ وقال اَللَّهُمَّ ائْتِنِي بِثَقِيفٍ هُدَاةً مَهْدِيِّين؟ فَانْظُرْ اخي الى حبيبِكَ عليه الصلاةُ والسلام؟ بَدَلَ أنْ يدعوَعليهم؟ دعا لهم بالهداية؟ وهكذا هي القيادةُ الحكيمةُ الرحيمة التي كانَتْ تَتَمَثَّلُ في شخصِ النبيِّ وشخصِيَّتهِ عليه الصلاةُ والسلام؟ ولقد كانتِ الغنائمُ كما ذَكَرَتْ لكم اختي في مشاركةٍ سابقة من نصيبِ الطلقاء؟ وبَيَّنَتْ لكمُ الحكمةَ من ذلك؟ فأخذَ الطلقاءُ هذا المالَ وَاسْتَأثَرُوا بهِ؟ وجاءَتْ هوازنُ مسلمةً مؤمنةً الى النبيِّ عليهِ الصلاةُ والسلام وَلَكِنْ بعدَ فواتِ الاوان؟ لِأنَّهَا جَاءَتْ مُتَأخِّرَة؟ وكانَ الرسولُ قد وزَّعَ الغنائمَ على أهلِها ولو لم يكونوا من مُسْتَحِقِّيهَا؟ بِحُكْمِ الحاجةِ المَاسَّةِ إلى أنْ يَجْذِبَهُمْ الى الايمان؟ خوفاً عليهم أنْ يجذبَهمُ الشيطانُ الى الاحتراقِ في نار جهنمَ وعذابِها؟ لأنَّهُ عليه الصلاةُ والسلامُ اسْتطاعَ جذبَ بعضِ النَّاسِ الى الايمان من خلالِ مُحَاكَاةِ عقولِهِم ومنطقِهم وِفْقَ ضوابطَ تجعلُها خاضعةً للشرع؟ ولا يمكنُ للشَّرْع الاسلاميِّ أبداً أنْ يخضعَ للعقلِ البشريِّ النَّاقِصِ المحكومِ بالشُّرُودِ وَالتَّوَهَانِ والنِّسيان؟ وأصحابُ هذا العقل مهما بلغُوا مِنَ العلم؟ ولو وصلُوا الى عَنانِ السماء؟ يبقى عِلْمُهُمْ مَحْدُوداً جدّاً{ولا يحيطونَ بشيءٍ من علمهِ(سبحانه) إلَّا بمَا شاء} و مَعَ العلمِ اَنَّ الاسلام يحترمُ العقلَ البشريَّ المُفكِّرَالذي يصلُ الى الحقيقة؟ إِلَّا أنَّهُ لا يخضعُ إِلَّا للعقلِ الالهيِّ الكاملِ الذي يليقُ بجلالهِ سبحانَهُ وعَظَمَتِهِ وعلمِهِ الذي{أحاطَ بِكُلِّ شيءٍ عِلْماً} والذي لايضلُّ ولا ينسى وهوالخالقُ لجميع العقول سبحانه{اَلَا يعلمُ مَنْ خَلَقَ وهو اللطيفُ الخبير}؟؟ ولَكنَّهُ عليه الصلاةُ والسلام لم يستطِعْ جَذْبَ الْبَعْضِ الآخَرِ مِنَ النَّاسِ إلى الايمان إلَّا من خلالِ بُطُونِهِمْ وجُيُوبِهِمْ؟ وانت اخي حينما تَشْرَحُ لانسانٍ ما فكرةً ما وَتُقْنِعُهُ بِهَا فَقَدْ يَسْتَجِيبُ معك؟ ولكنَّكَ قد لا تستطيعُ إقناعَ إنسانٍ آخرَ بجميعِ الأفكارِ المنطقيَّة إلَّا اِذَا اشْتَرَيْتَهُ بالمال؟ وقد يكونُ مقتنعاً؟ ولكنَّهُ يحتاجُ الى مَنْ يُوقِفُ سَيَلانَ لُعَابهِ وخَفَقَانَ قلبهِ على هذا المال؟ كما حدثَ مع حكيمِ بْنِ حِزَام؟ حينما أفلحَ عليه الصلاةُ والسلام في كَبْحِ جِمَاحِ شهوتهِ وجوعِ طَمَعِهِ الذي ما كانَ ليشبعَ أبداً لولا توجيهاتهُ لهُ عليه الصلاة والسلام ألَّا يستوليَ هذا المالُ على شغافِ قلبهِ بدليلِ قولهِ تعالى عنِ الانسانِ بشكلٍ عامّ{وَاِنَّهُ لِحُبِّ الخَيْر(المالِ) لَشَدِيد} وقوله سبحانه ايضا{وتُحِبُّونَ المَالَ حُبّاً جَمّا} وصدقَ مَنْ قالَ عنِ المال أنَّهُ وسيلة وليسَ غاية؟ والاسلامُ ما أنكرَ على من يحبُّ المال؟ ولكنَّهُ أنْكَرَ على من يلهيهِ مالهُ وولدهُ عن ذكرِ الله؟ وعلى مَنْ يَكْنُزُهُ ويَمْنَعُ زكاةَ نصابهِ على المُسْتَحِقِّينَ وفي سبيلِ الدَّعوةِ الى الله؟ وعلى مَنْ يكسبُهُ من حرام أو يصرفهُ في الحرام كما يفعلُ المُبَذِّرونَ اخوانُ الشياطين؟ وكما يفعلُ المسرفون في الطعامِ والشرابِ وغيرِه(والاسلامُ أيضاً ما أنْكَرَ على من يُحِبُّ عيسى وأمَّهُ عليهما الصلاةُ والسلام؟ ولكنَّهُ أنكرَ وبِشِدَّة على مَنْ يُحِبُّهُمَا حبّاً أعمى؟ وبالنتيجة يَعْبُدُهُمَا شريكينِ معَ الله؟ أوإلَهَيْنِ مِنْ دونِ الله؟ أو جعلَ عيسى مِنْ ابناءِ الله وأحِبَّائِه(حُبّاً ابويّاً لابنهِ الوحيد؟ وكيفَ يكونُ وحيداً وقد جعلُوا من جميعِ البشر ابناءَ الله كما يزعمون؟ ولا أدري إنْ كانَ لِلْجِنِّ والملائكةِ والحيوانِ والنَّبَاتِ نَصِيبٌ مِنْ هذهِ البُنُوَّةِ الكاذبةِ التي نسمعُ عنها دائماً مِنْ هَرْطَقَاتِهِمْ وتَجَادِيفِهِم وتَخَاريفِهِمُ اللَّامُتَنَاهِيَة) اَوْ جَعلَ مريمَ صاحبةً لله؟ تعالى اللهُ عمَّا يقولُ الظالمونَ عُلُوّاً كبيرا)؟؟ ولذلكَ فَإنَّ الطلقاءَ كانُوا مِنْ هذا الصِّنْفِ مع الأسف؟ مِمَّنْ يحبُّ المالَ حُبّاً جَمّاً(شديدا) ولذلكَ تَحَزَّبُوا على رسولِ اللهِ وَتَجَمَّعُوا عليه لِيُعْطِيَهُمْ؟ وكانُوا بعكسِ أهلِ المدينةِ تماماً من المهاجرينَ والانصار حينما مَدحَهُمْ رسولُ اللهِ بقولهِ إنَّكُمْ لَتَكْثُرُونَ عندَ الفَزَع(والدفاعِ عنِ الاسلام) وتَقِلُّونَ عندَ الطَّمَع(وَتَقْسِيمِ الغنائمِ وتوزيعِ المَال) وَفِعْلاً لم يَتَمَتَّعِ الأنصارُ بالمناصبِ الدُّنْيَوِيَّة؟ وما كانَ منهم خليفةً للمسلمين؟ بل كانَ الخلفاءُ الأربعةُ من المهاجرين من اهل مكة؟ وطبعاً وبعدَ وفاةِ الرسولِ الاكرم حَدَثَتْ بَلْبَلَةٌ مَفَادُهَا أنَّ الانصار هم أهلُ المدينةِ الأصْليِّين؟ فكيفَ يأتِي ناسٌ غُرَبَاءُ من أجلِ أنْ يَحْكُمُوهُمْ الى غيرِ ذلك؟ ثُمَّ ارتأى رأيُهم على الاستِئْثَارِ بحكمِ المهاجرين عليهم دونَ الانصارإلَّا قليلاً منهم؟ وكانَ مِنَ المُعَارِضِينَ لذلكَ سعدُ بنُ عبادةَ رضيَ اللهُ عنه وعنهم؟ وكانَ يرى أنَّ الخلافةَ يجبُ أنْ تكونَ في الانصار؟ المُهِمُّ أنَّ الأنصارَ لم ينالُوا من حُظُوظِ الدُّنيا في الخلافةِ او الغنائم(ولم يطالبُوا بِمَظْلومِيَّتِهِم منها كما فعلَ الذين يزعمون المَظْلُومِيَّة لآلِ البيت ولايقفونَ مَعَ المظلوم سواءٌ كانَ زيداً أو عَمْراً مِنَ النَّاس أو حَسَناً أو حُسَيْناً من أسْيَادِ النَّاس؟ وَهُمْ يعلمونَ جيِّداً اَنَّ الحُسَينَ المظلوم رضيَ اللهُ عنهُ ما أعْلَنَ ثَوْرَتَهُ وخاطرَ بنفسهِ وماتَ شهيداً إلَّا من أجلِ المظلومين؟ فأينَ وَقْفَتُكُمْ أيُّها المنافقون بِحُبِّ الحسين مع المظلومين؟ هل تقفونَ معَ الظالمينَ ضِدَّ المظلومين؟ اَمَا تعلمونَ اَنَّكُمْ بذلكَ تقفونَ معهُمْ ضِدَّ سَيِّدِ المظلومين الحسين روحي فداه وفِدَى جَدِّهِ عليهما الصلاةُ والسلام ؟ اَمَا تعلمونَ اَنَّ الحسينَ وجدَّهُ رسولَ الله سَيَقِفُ يومَ القيامةِ مع المظلومِ ولو كانَ غيرَ مسلم ضِدَّ المسلمِ الذي ظَلَمَه)؟؟ وكانَ الخلفاءُ الاربعةُ الراشدون رضيَ اللهُ عنهم من السَّابقين الأوائلِ الى الاسلام ولهمُ السَّبْقُ ولهُمُ الاحترام؟ لَكِنَّ الكارثةَ الأخرى كانَتْ بعدَ الخلفاءِ الراشدينَ في انتقالِ الخِلافَةِ الى الطلقاء دونَ أنْ يَأخُذَ الانصارُ حَظّاً منها أيضاً؟ ومعَ ذلكَ فقد كانَ يَكفِيهِمْ دائماً ان يَتَذكَّرُوا دعاءَ الرسولِ الاعظمِ لهم في قولِه[اللهُمَّ ارْحَمِ الأنْصَار وأبناءَ الانصار وأبناءَ أبناءِ الأنصار] وَهُنَا جاءَ بعضُ النَّاسِ المُفَسْفِسِين (أصْحَابُ الوَقِيعَةِ والنَّمِيمَة) الى الانصار؟ لِيُثيرُوهُمْ على اِخْوَانِهِمْ من المهاجرين؟ فقالُوا لهم مَالَكُمْ؟ هل تتركونَ الغُرَبَاءَ لِيَتَحَكَّمُوا بِكُمْ بِهَذِهِ السُّهُولةِ وانتم اهلُ المدينة الشرعيِّين(إيَّاكَ أخي أنْ تَظُنَّ أنَّ هذهِ المُهَاتَرَاتِ لم تكنْ تحصلُ إلَّا في أيَّامِنا؟ لا بلْ كانَتْ تحصلُ مِنْ زمانٍ بعيدٍ أيضاً) فهل تدري اخي ماذا كانَ جوابُ أهلِ المدينة لا فُضَّ فُوهُمْ؟ قالُوا وبكلِّ راحةٍ نفسيَّة اَلْحَمْدُ للهِ الذي وَقَانَا شَرَّهَا(بِمَعْنَى أنَّنَا نحنُ الانصارَ لانريدُ هذهِ المسؤوليةَ ونعتبرُهَا شرّاً علينا؟ بل نفرحُ إذا تَحَمَّلَهَا غيرُنَا عَنَّا؟ فكانُوا بذلكَ رضيَ اللهُ عنهم وأرضَاهُمْ مِنْ أعْقَلِ النَّاسِ دِرَايَةً وحِكْمَةً وَفَهْماً إذَا نَطَقُوا بالكلمةِ مِنْ أجلِ أنْ يَقْضُوا على الفِتْنَةِ بسرعةٍ مذهلة لا مِنْ أجلِ أنْ يُوقِظُوهَا)؟؟ الرسولُ عليهِ الصلاةُ والسلام جاءَتْ اليهِ هوازن؟ فقالَ لهم يا هوازن هل أهلُوكُم وذَرَارِيكُمْ أحَبُّ إليكُمْ أمْ أموالُكُم فقالُوا بل أهلينا وذرارينا(الإِعراب؟ أهلينا مفعول به منصوب لفعلٍ محذوف تقديرهُ نَخُصُّ وعلامة نصبهِ الياء لِأنَّهُ مُلْحَقٌ بجمعِ المُذَكَّرِ السَّالِم؟ ويُسَمِّيهِ علماءُ اللغة جمعَ الجَمْعِ لكلمة (أهل) أي أنَّ كلمةَ أهل هي الجمع؟ وكلمة اهلين هي جمع الجمع لها؟ و(نا) ضمير مُتَّصِل مبني على السكون في محل جَرّ مضاف اليه) أطْلِقْ سراحَهُمْ أحَبُّ إلينا من أموالِنا؟ فما كانَ من رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّمَ إلَّا أنْ أطْلَقَ سراحَ هؤلاءِ الاسرى والذَّرَارِي؟ فقالُوا يا رسولَ الله ما بَالُ المَال(صَدَقَ مَنْ قَال إذا كانَ حبيبُكَ مِنْ عَسَلٍ فلا تَلْحَسْهُ كُلَّه وَلَكِنْ ماذا نقولُ لِجَوْعَى الطَّمَعِ الذي لا يَشْبَع) فقالَ عليه الصلاة والسلام أمَّا المالُ فقد وَزَّعْتُهُ على مُسْتَحِقِّيه؟ واَمَّا ما يَخُصُّنِي وأهلَ بيتي فهو مردودٌ عليكم؟ وكانَ مَا يَخُصُّهُ وأهلَ بيتهِ عليهمُ الصلاةُ والسلام هو الخُمُس بدليلِ قولهِ تعالى{وَاعْلَمُوا أنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأنَّ للهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى(وهم قرابةُ النَّبي عليهِ الصلاةُ والسلام الى آخر الاية}فقالَ لَهُمْ عليهِ الصلاةُ والسلام أنا أتنازلُ عن نصيبي ونصيبِ أهلِ بيتي وهم موافقون على ذلك؟ فَقَالُوا يا رسولَ الله ونحنُ نتنازَلُ عن ذلك؟ فقال الأقرعُ بن حَابِس لا(مَا حَزَرْتُمْ) فَاِنَّ بني تميم لا يتنازلون؟ وقال عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْن اِنَّ بني فِزَارَةَ لا يتنازلون أيضاً؟ وقالَ العَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاس اِنَّهُمْ يتنازلون(لَطَّفَ الجَوَّ قليلاً) فقالَ لهُ قومهُ لا نتنازل؟ فقالَ لهم أنتم أحرار؟ فماذا كانتِ النتيجة؟ تنازلَ الرسولُ الكريمُ عَنْ نَصِيبِهِ وَتَبِعَهُ أكثرُ المسلمين في ذلك(ماعدا الطلقاء ومنهم ابو سفيان واولادُه والاقرعُ بن حابس وصفوانُ بن أُمَيَّة وعيينة بن حصن؟ كُلُّ هؤلاءِ لم يتنازلوا بل أخذُوا أموالَ الغنائمِ وانتهى الامر) وَانْظُرْ بعدَ ذلكَ أخي الى الرسولِ عليهِ الصلاةُ والسلام؟ وكم كانَ يتحمَّلُ من الأذى من هؤلاءِ الناس؟ وخاصَّةً بعضُ الأعراب الجُلَفَاءِ الأجْلَافِ قُسَاةِ القلوبِ والطِّبَاع؟ بسببِ معيشتِهِمْ في الصحراءِ القاحلةِ التي تُشْبِعُهُمْ مِنَ الْجَفْوَةِ القاسية؟ يقولُ أنسٌ رضيَ اللهُ عنه كنتُ أمشي مع رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم؟ فجاءَهُ أعرَابِيٌّ فَجَذَبَهُ مِنْ ردائهِ حتَّى اَثَّرَ حَشْوُ الرِّدَاءِ على رقبةِ النبيِّ عليه الصلاة والسلام(تَصَوَّرْ مَعِي اخي أفضلَ الْخَلْقِ؟ يأتِي أعرابيٌّ لِيَهُزَّهُ حتى كادَ أن يَخْنُقَه)فقالَ يا مُحَمَّدُ أعْطِنِي فَإِنَّكَ لا تُعْطِينِي مِنْ مالِكَ أو مِنْ مالِ أبيك؟ فقالَ رسول الله أعطُوه وَفِعْلاً وَحَقّاً لا أعْطِيهِ مِنْ مَالِي وَلَا مِنْ مالِ أبي وإنَّمَا أُعْطِيهِ مِنْ مَالِ الله(لَاحِظْ معي جيّداً أخي مُقَابَلَتُهُ عليه الصلاةُ والسلام للسيِّئَةِ بِالْحَسَنَة ومُقَابَلتُهُ الجفوةَ بالعفوِ والصَّفْح) ولذلكَ يجبُ أنْ يكونَ ذلكَ درساً كبيراً لِلدُّعَاةِ الى الله؟ مهما رأوْا مِنْ جَفْوَة فعليهم أنْ يَصْبِرُوا؟ وَقُدْوَتُهُمْ في ذلكَ رُسُلُ الله؟ وقدوتُهم أوّلاً وأخيراً نبيُّنَا محمد رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم؟ ثم جاءَ صفوانُ بنُ أمية؟ فأرادَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ أنْ يَسْتَلْطِفَه؟ وَأنْ يُقِيمَ العلاقةَ بينَهُمَا على التعاملِ بِالثّقَةِ المُتَبَادَلَةِ وَالمَوَدَّة؟ لِأنَّ رسولَ اللهِ شَعَرَ مِنْ صفوان أنَّهُ ما زالَ في قلبهِ شيءٌ من رواسبِ الجاهليَّةِ المَقِيتَةِ وَالْعَدَاءِ لِرَسُولِ الله؟ فقالَ لَهُ يا صفوان ألَا تُعِيرُنِي الأذْرُعَ التي عِنْدَك؟ فقالَ يا محمد أغَصْباً(بمعنى هل تريدُ أن تَسْتَعِيرَهَا مِنِّي بِالغَصْبِ وَالاكْرَاهِ وَالْقَهْر)فقالَ عليهِ الصلاةُ والسلام لا بَلْ هيَ عَارِيَةٌ مَرْدُودَةٌ مَضْمُونَة(بمعنى أنَّهَا إذا هَلَكَتْ أو تَلَفَتْ فَإِنِّي أعْطِيكَ عِوَضاً عنها) فقال اِذاً خُذْهَا؟ فماذا يقولُ صفوانُ بنُ أميَّة بعدَ ذلك؟ كانَ يقول لقد كانَ رسولُ اللهِ أبْغَضَ النَّاسِ إليّ؟ فما زالَ يعطيني ويعطيني ويعطيني حتى صارَ أحَبَّ النَّاسِ إليّ؟ نعم أيُّها الأخوة الكرام؟ إِنَّهُ عطاءُ رسولِ اللهِ الكريمِ؟ مِنَ اللهِ الأكرم؟ والذي أزالَ الضَّغِينَةَ مِنَ قلبِ صفوانَ على الاسلامِ وأهلِه؟ فهؤلاءِ الطلقاءِ الذينَ هَجَمُوا على الغنائمِ وَاسْتَحْوذُوا عليهَا لم يفعلوا شيئاً في غزوةِ حنين حتى يَسْتَحِقُّوهَا؟ بل بالعكس حينما هربَ المسلمون بعدَ أن بُوغِتُوا فجأةً في الوادي كما ذَكَرْنَا؟ كُلُّ هؤلاءِ الطلقاء وَلَّوُا الأدبارَ وهربُوا معهم؟ وكانوا يقولون ظَهَرَ الْحَقّ(وهو الشِّرْكُ باللهِ في نظرهِم) وَبَطَلَ السِّحْرُ(وهو القرآنُ الذي جاءَ بهِ رسولُ الله) لأنَّ إِيمانَهُمْ لم يَكُنْ قد تَرَكَّزَ في قلوبِهِمْ بعد؟ وما زالَ هناكَ زَعْزَعَةٌ في نفوسِهم؟ بل قالَ ابو سفيان أيضاً اِتَّبِعُوا هؤلاءِ المسلمين الى البحر حتى يصلوا اليه وانْقَضُّوا عليهم ولا تُبْقُوا منهم أحدا؟ ولذلكَ هناكَ فَرْقٌ بينَ مَنْ دَخَلَ الاسلامَ على قناعةٍ واسْتِجَابَة؟ وبينَ مَنْ دخلَ الاسلامَ وما زالَ في نفسهِ شيء؟ وَلَكِنْ أقولُ لكم أيها الأخوة وبصدق و مع هذا كلِّهِ وعلى الرَّغْمِ مِنْ مُعَانَاةِ الاسلامِ كثيراً منهم فَإِنَّ هؤلاءِ الطلقاءِ الذين أخذُوا هذهِ الغنائم ولم يكونوا جديرين بها حينما أخذوها؟ لَكِنَّ رسولَ اللِه عليه الصلاةُ والسلام كانَ يعلمُ أنَّهُ سيأتي يومٌ من الأيام ليكونوا جديرين بها حقّاً وبِحَمْلِ لواءِ الاسلامِ الى جميعِ أصْقَاعِ الأرض؟ فسبحانَ مَنْ عَلّمَ رسولَ اللهِ أينَ يَضَعُ الرجلَ المُنَاسِبَ؟ في المكانِ المناسب؟ ويعطيهِ من المالِ المناسب؟ من أجلِ تقويةِ القلبِ المناسب؟ بالايمان المناسب؟ لِيَمِيلَ قلبهُ بهذا المالِ من الباطلِ غيرِ المناسب الى الحقِّ المناسب؟ نعم اقولُ لكم أيُّها الأخوة مع هذا كلِّه فإِنَّ هؤلاءِ الطلقاء حَسُنَ إِسلامُهم فيما بعد؟ وكانَ منهمُ الفاتحون؟ وكانَ منهمُ المجاهدون؟ وَرَبَّكَ غفورٌ رحيم؟ وَلَكِنَّ النُّفُوسَ البشريَّةَ ليسَتْ على مستوىً واحدٍ ولا على درجةٍ واحدةٍ من قوَّةِ الايمان؟ نعم أخي اللهُ تعالى يقول{لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين اذ اعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا(لم تَدْفَعْ عنكم شيئا) وضاقت عليكم الارض بما رحبت}وهل الأرضُ تَضِيقُ أو تَتَقَلَّصُ بسببِ حزنِ إنسانٍ أو زَعَلِه؟ وهل الأرضُ تَتَّسِعُ بسببِ فَرَحِ إنسان أو سرورِه؟ لا يا اخي الارضُ هِيَ هِيَ ولكنَّ الانسانَ هو الذي يشعرُ بالضِّيقِ أحياناً ولو كانَ في مكانٍ واسع؟ والدليلُ على ذلكَ هو الثلاثةُ الذين تخلَّفُوا عن غزوةِ تبوك؟ حينما كانَتْ عقوبتُهُمْ مِنْ أرقَى العقوباتِ في العالم؟ بل مِنْ أرقى السجونِ التي أنْشَأهَا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؟ فكيفَ عاقبَهُمْ رسولُ الله؟ هل وضعَهُمْ في زنزانة أو حَبَسَهُمْ؟ هل ربطَهُمْ الى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي مسجدِه؟ لا يا أخي بل تركَهُمْ أحراراً؟ ولكنَّهُ نهى النَّاسَ أن يكلّموهم أو أن يتعاملوا معهم حتى لو سلَّمُوا عليهم لا يَردُّونَ عليهمُ السلام؟ قد يقولُ قائل أليسَ من الحرامِ مقاطعتُهُمْ بهذهِ الطريقة؟ وأقولُ لا يا أخي ليسَ حراماً؟ ولكنَّها عقوبةٌ ومُقَاطَعةٌ معنويَّة أكثرُ منها مادِّيَّة؟ فكانُوا يسيرون ويتحدَّثون الى النَّاس فلا يَرُدُّ عليهم أحدٌ منهم كلاماً أو سلاماً؟ وكانُوا يقرعونَ البابَ على أهليهم أو زوجاتِهم فلا يفتحونَ لهم؟ فكانُوا يَضْطَرُّون الى أنْ يَقْلِبُوا أو يصعدوا بأرجلِهِمْ لِيَتَسَلَّقُواعلى حِيطانِ بيوتِهم وجُدْرَانِهَا ثُمَّ يَقْفِزُوا حتى يصلوا الى داخلِ بيوتهم؟ وبَقُوا على هذهِ الحالِ شهراً أو أكثر؟ فَيَنْزِلُ قولُ اللهِ تعالى يُطْلِقُ سراحَ هؤلاءِ بدليلِ قولهِ سبحانه{وعلى الثَّلاثَةِ الذينَ خُلِّفُوا؟ حتَّى إِذَا ضَاقَتْ عليهِمُ الأرضُ بِمَا رَحُبَتْ؟ وَضَاقَتْ عليهِمْ أنفسُهُمْ؟ وَظنُّوا أنْ لا مَلْجَأ مِنَ اللهِ إِلَّا إليه( ظَنُّوا بِمعنَى أيْقَنُوا أو تأكَّدُوا يَقِيناً لا شكّاً؟ و لا بمعنى شَكُّوا؟ إِيَّاكَ أخي؟ ثُمَّ اياك؟ ثم اياك؟ لِأنَّ الظَّنَّ بمعنى الشَّكّ يؤدِّي إِلى الكفرِ في موضوعِ العقيدة ) ثُمَّ تَابَ عليهم لِيَتُوبُوا إِنَّ اللهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيم}فَانْظُرْ أخي إلى هذا الكلامِ العظيم والتربيةِ التي تُقَوِّمُ النَّفْسَ البشريَّةَ ولا تَجْعَلُهَا مُعَقَّدَة؟ اِنَّهَا التَّربيةُ مع التكريمِ لهذهِ النَّفسِ البشريَّة بدليلِ قولهِ تعالى{ولقد كرَّمْنَا بني آدمَ وَحَمَلْنَاهُمْ في البَرِّ والبحرِ ورزقْنَاهم من الطيباتِ وفَضَّلْنَاهم على كثيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلَا}؟؟الرسولُ عليه الصلاةُ والسلام كانَ يُفَتِّشُ ويبحثُ بينَ قتلى هوازن وثقيف فرأى امرأةً منهم مَقْتُولَة؟ فَانْتَفَضَ رسولُ اللهِ عليه الصلاةُ والسلام؟ وقالَ مَنْ قَتَلَهَا؟ فقالُوا خالدُ بنُ الوليد يا رسولَ الله؟ فَغَضِبَ رسولُ الله غضباً شديداً وقالَ ما كانَ لهذهِ أن تُقَاتِل(بمعنى أنَّ هَيْئتَهَا ليسَتْ هيئةَ امرأةٍ مُقَاتِلَة) ثمَّ رفعَ يديه إلى السماءِ وقالَ اللهُمَّ إِنِّي أبْرَأُ إِليكَ مِنْ صَنِيعِ خالد(يا سلام ما أعْظَمَكِ يا رسولَ الله وما أحْنَاكَ على النَّاس) إيَّاكَ أخي أنَّ تعتقدَ أنَّ الاسلامَ أباحَ قتالَ العدوِّ لِأنَّهُ كافر؟ أو لأنَّهُ مشرك؟ لا ولَكِنْ لأنَّهُ محاربٌ غيرُ مُسَالِم؟ والدليلُ على ذلكَ أنَّ كلَّ غزواتهِ عليهِ الصلاةُ والسلام كانَتْ ردّاً للعدوان ودفاعاً عن الأبرياء؟ ففي غزوةِ بدر حاولَ المسلمون أن يستعيدُوا شيئاً قليلاً من أموالِهمُ الْمَسْلُوبَةِ في مكة من خلالِ الهجومِ على القافلة فَحَدَثَتِ الحربُ رغماً عنهم؟ بسببِ غرور المشركين وعُنْجُهِيَّتِهِمْ وتَكَبُّرِهِمْ وَبَطَرِهِمْ رِئَاءَ النَّاس(رياءً وَمُفَاخَرَةً أمامَ الناس) وفي غزوةِ أحد مَنِ الذي جَمَعَ الجَمْعَ إِلَّا المشركونَ الذينَ سبقُوا المسلمين إلى أحُد؟ وكذلكَ غزوةُ الأحزاب حينَما اتفقُوا فيما بينَهُمْ وتَحَزَّبُوا وحَاصَرُوا المدينةَ؟ وكلُّ هذهِ الأعمال الهجوميَّةِ من الكفار قابلَهَا أعمالٌ دفاعيَّةٌ عنِ البَشَرِ الأبرياء وعنِ الدَّعْوَةِ إلى الله سبحانه وتعالى؟ ليكونَ الناسُ أحراراً فيما يعتقدونَ وفيما يعتنقون؟ وليسَ من العدلِ أبداً أن تكونَ الحُرِّيَّةُ في نشر الدعوة الى التَدَيُّن حكراً على الكفارِ دونَ المسلمين؟ ولذلكَ يجبُ إِزالَةُ أيَّةِ عَقَبَةٍ تقفُ في وجهِ الدَّعْوَةِ الاسلاميَّةِ الى اللهِ الواحدِ الأحد مهما كانَ الثمن ولوِ احتاجَ الأمرُ إلى استعمالِ القوة إذا لم يَتْرُكْ لنا العدوُّ خياراً سلميّاً واحداً؟ نعم ايها الاخوة لقد كانَتْ كلُّ غَزَوَاتِ الرسولِ دروساً تستحقُّ أنْ نحفظَها في سِجِلَّاتِ التشريف؟ ولو كنَّا مُنْصِفِينَ حقاً لَدَرَسْنَاهَا حقَّ الدِّراسة وأخَذْنَا منها العِبَرَ وسِرْنَا عليها وعلى منهجِها لِنعودَ خيرَ أمةٍ أخرجَتْ للناس اللهمَّ حَقِّقْ ذلكَ يا قويُّ يا عزيز؟ وقبلَ أن أختمَ هذه المشاركة فقد وردَنِي سؤالٌ من بعضِ الاخوة؟ ما هي الأمانةُ التي عرضَها اللهُ في قولهِ تعالى{إِنَّا عَرَضْنَا الأمانةَ على السمواتِ والأرضِ والجبالِ فَأَبَيْنَ أنْ يَحْمِلْنَهَا وأَشْفَقْنَ مِنهَا وَحَمَلَهَا الانسانُ اِنَّهُ كانَ ظلُوماً جهولا}ولماذا أبَيْنَ أنْ يَحْمِلْنَهَا؟ ويقصدُ بذلكَ السمواتِ والارضَ والجبالَ وَرَفْضَهُمْ لِحَمْلِ هذهِ الامانة؟ وعدمَ استجابتِهم إلَّا للخيرِ الذي فطرَهُمْ(خلقهم) اللهُ عليه؟ بمعنى أنَّهم لم يقبلوا أن يكونُوا وَجْهَيْنِ لعُمْلَةٍ واحدة وهما الخيرُ والشر؟ ولم يقبلوا أن يكونوا إِلَّا وجهاً واحداً فقط لعملةٍ واحدة وهو وجهُ الخير؟ والجوابُ على ذلك أنَّ هذهِ الأمانةَ هي حُرِّيَّةُ الاخْتِيَارِ بينَ الخيرِ والشرِّ والحَقِّ والباطل؟ وقد رفضُوا حملَهَا لِأنَّها أمانةٌ ثقيلةٌ جدّاً؟لأنَّ من حامَ حولَ حِمَى الشَّرِّ يُوشِكُ أن يقعَ فيهِ مهما جاهدَ نفسَه إلَّا ما رحمَ ربِّي؟ وقليلٌ من العبادِ مَنْ ينجحُ في هذا الامتحان وهو الافلاتُ من قيودِ الشَّرّ والنجاةُ من الوقوعِ فيه{وقليلٌ من عباديَ الشَّكُور} قد يقولُ قائل هذهِ السمواتُ والارضُ والجبالُ ثقيلةٌ جداً ايضاً وقويَّةٌ جداً بالقَدْرِ الكافي الذي يُؤَهِّلُهَا لحملِ هذه الامانة؟ وهي خفيفةٌ عليهم جميعاً بالمقارنةِ مع الانسانِ الضعيفِ الذي لا يستطيعُ حملَهَا؟ واقولُ لكَ نعم وهذهِ هيَ الطامَّةُ الكبرى التي حدثَتْ مع الانسان غير المؤمن حينما حملَ الامانةَ على الخفيفِ كما يُقَال؟ بمعنى أنَّهُ اسْتَخَفَّ بها؟ فماذا كانَتْ عاقبةُ هذا الانسانِ الظَّلُومِ الْجَهُولِ كما وصفَهُ خالقُهُ إِلَّا العذاب بدليلِ قولهِ تعالى {لِيُعَذِّبَ اللهُ المنافقينَ والمنافقاتِ والمشركينَ والمشركات}وقد اعترفَ اللهُ تعالى بضعفِ هذا الانسان بدليل قولهِ تعالى{وَخُلِقَ الانسانُ ضعيفا}ولَكِنَّ هذا الضعفَ البشريَّ ليسَ حُجَّةً لهذا الانسان على الله أبداً؟ لأنَّ اللهَ عز وجل فتحَ لهُ ابواباً واسعةً جدّاً من التوبةِ النصوح بدليلِ قولهِ تعالى{ورحمتي وَسِعَتْ كُلَّ شيء}فإذا أصَرَّ هذا الانسانُ الضعيفُ المتعجرفُ بعنادهِ على الشرّ فلا يَلُومَنَّ إلَّا نفسَه؟ ولا يَحِقُّ لهُ ابدا أن يلومَ خالقَه؟ لأنَّه تَكبَّرَ على خالقِه (كما فعلَ إبليسُ وما زالَ مصرّاً إلى الآن) ولم يتنازلْ له سبحانَهُ ليعترفَ أمامَهُ بعجزهِ أو ضعفهِ أمامَ الشَّرّ حتى يساعدَهُ في التغلُّبِ عليه؟ بل فَضَّلَ الاعترافَ أمامَ رجالِ الكنيسةِ و أمثالِهم؟ وهم مخلوقاتٌ ضعيفةٌ مثلُه؟ لا يملكونَ لهُ ولا لأنفسِهِم نفعاً ولا ضَرَّا ؟ ولم يتمكَّنُوا من مساعدتهِ في شيء؟ وضَحِكُوا عليهِ حينما أعطَوْهُ صكّاً مِنْ صكوكِ غفرانِهم على جميعِ شرورِه؟ ليزدادَ بالنتيجةِ شرّاً على شَرّ؟ طالما أنَّ الموضوعَ عندَهُمْ محسومٌ بصكوكِ الغفران؟ ولم يضعُوا لهُ شروطاً من أجلِ حصولهِ على هذا الغفران؟ ولَكِنَّ الاسلامَ وضعَ شروطاً صارمة؟ حتى تصبحَ توبةً نصوحاً تجعلُ صاحبَها ينصحُ نفسَه؟ حتى يستجيبَ لنصيحةِ خالقهِ لهُ ومواعظِه وأحكامِ دينِه وحلالِه وحرامِه؟ وبالنتيجة هُوَ يستريحُ ؟ و النَّاسُ أيضاً يستريحون من شره؟ بعد أن يَرُدَّ لهم حقوقَهم؟ ولقد كانَ المؤمنونَ والمؤمناتُ من هذا الصِّنْفِ الضعيفِ التائب؟ ولذلكَ تابَ اللهُ عليهم بدليلِ قولهِ تعالى في نفسِ الآيةِ السَّابقَة{ويتوبَ اللهُ على المؤمنين والمؤمناتِ وكانَ اللهُ غفوراً رحيما} ولَكِنَّ المنافقين والمنافقاتِ والمشركينَ والمشركاتِ لم يكونوا من هذا الصنفِ أبداً؟ ولذلكَ اسْتَحَقُّوا ما استحقُّوا من العذابِ الذي ورد في هذه الآية بسببِ عنادهِم واصرارهِم على الشرِّ والباطل ومن دونِ توبةٍ نَصُوح؟ ولذلكَ كانَ من رحمةِ اللهِ تعالى أنْ أعطى هذا الانسانَ حُرِّيَّة الاختيارِ بناءً على طلبِ هذا الانسان؟ ولكنَّهُ سبحانَهُ لم يَتْرُكْ لهُ الحبلَ على غاربهِ في كلِّ شيء؟ وهذا مِنْ رحمتهِ تعالى بهذا الانسان؟ لأنَّهُ لو أعطَاهُ ما أعطَى سليمانَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ مثلاً من اختراقِ بعضِ النَّوامِيسِ الكونيَّةِ وتسخيرِهَا لخدمتِه كالرَّيح مثلاً؟ لأدَّى ذلكَ الى أن يُدَمِّرَ هذا الانسانُ الأرضَ بهذهِ الرِّيحِ بِمَنْ عليها من المخلوقاتِ بالأعاصيرِ والرياحِ الشديدةِ العاتية التي تجلبُ الكوارثَ الخطيرةَ و الفيضاناتِ والزلازل وقد تَثُورُ بسببِهَا البراكين الى آخرِ ما هنالك؟ ولو أنَّ اللهَ تعالى أعطى لهذا الانسانِ الحُرِّيَّةَ في مُلكيَّةِ الهواءِ الذي نَتَنَفَّسُه؟ لأدَّى ذلكَ الى أن يموتَ الناسُ جميعاً اختناقاً خلالَ ثلاثِ دقائق؟ بسببِ أنَانِيَّةِ هذا الانسان وحجبهِ للهواءِ عن أخيهِ الانسان؟ وقد وردَ في حديثٍ صحيح أنَّهُ لا يجوزُ لإِنسانٍ أنْ يَحْجُبَ الرِّيحَ عن جارهِ إِلَّا بإذنِه؟ فما بالُكَ أخي بالهواءِ الذي نتنفَّسُه؟ ولذلكَ فهمَ سليمانُ عليهِ السلام هذهِ الانانيَّةَ جيِّداً من أكثرِ النَّاس؟ فدعَا اللهَ تعالى ألَّا يُعْطِيَ أحداً من بعدهِ ما أعطاهُ مِنَ المُلْكِ وَالْخَوَارِق؟ خَشْيَةَ أنْ تقعَ في أيدي الأشرار لِيُفْسِدُوا في الأرضِ ويُدَمِّرُوهَا بدليلِ قولهِ تعالى{قالَ ربِّ اغْفِرْ لي وهَبْ لي مُلْكاً لا ينبغي لِأحَدٍ مِنْ بَعدِي إِنَّكَ أنتَ الوَهَّاب} وأمَّا بالنسبةِ للسمواتِ والأرضِ والجبال وهي مخلوقاتٌ جَبَّارةٌ هائلة؟ فلو أنَّ اللهَ تعالى أعْطَاهَا حُرِّيَّةَ الاخْتِيَار(ولَكِن قَدَّرَ اللهُ وما شاءَ فَعَل) لجاءَ الشيطانُ وعملَ على الوَقِيعَةِ بينَها والنَّمِيمَةِ وَالفِتْنَة(الشِّرْك)؟ وقالَ للارض ما بَالُ هذهِ الجبالِ المَغْرُوزَةِ فيكِ كالإِبَرِ الْمُؤْذِيَة؟ هلْ هذا منظرُ عروسٍ خلقَهَا اللهُ وَزَيَّنَهَا بالأعشابِ الخضراءِ والوُرُودِ والأزهار؟ما هذهِ التَعَرُّجَاتُ والمُنْحَنَيَات(شِي طَالِعْ شِي نَازِل) بسببِ هذهِ الجبال؟ فتقولُ الأرضُ وماذا أفعلُ واللهُ تعالى يقول{ألَمْ نَجْعَلِ الأرضَ مِهَاداً وَالْجِبَالَ اوتادا}وبدونِ هذهِ الجبالُ لا استطيعُ الثَّبَات وسَأضْطَربُ ويَخْتَلُّ توازني واصبحُ خطراً على البشرِ المُقِيمِينَ على ظهري بدليلِ قولهِ تعالى{وَجَعَلْنَا في الأرضِ رَوَاسِيَ أنْ تَمِيدَ بكم(تَتَحَرَّكُ وَتَضْطَرِب) وَأنْهَاراً وَسُبُلاً لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُون}فيقولُ الشيطان لاضَيْرَ عليكِ أيَّتُهَا الأرضُ أنْ تَتَحَمَّلِي الذُّلَّ والْهَوَانَ مِنْ هذهِ الجبالِ الى الأبد؟ ثُمَّ يذهبُ الشيطانُ إِلى الجبال فيقولُ ألَمْ تَسْمَعِي أيتها الجبالُ إلى الأرضِ وقد عَزَمَتْ على أنْ تَتَصَدَّعَ وتَنْكَسِرَ وَتَنْشَقّ؟ حتى تغوصِي فيها وتَبْتَلِعَكِ وَتَدْفِنَكِ لأنَّهَا لم تَعُدْ تَتَحَمَّلُ إِعَاقَتَكِ لهَا بِمَنْ فيها عَنْ سهولةِ الحركةِ والتَنَقُّل؟ ولكنَّهَا تخافُ أن تَضِيعَ مِنْ بَعْدِكِ هَبَاءَةً مَنْثُورَةً في ذَرَّاتِ هذا الكونِ الفَسِيحِ الواسع؟ فقالتِ الجبالُ للشيطان وماذا تَنْصَحُنِي أنْ أفعل؟ فقالَ لهَا عليكِ أنْ تُهَدِّدِي الأرضَ بِأنَّكِ سَتَنْخَلِعِينَ مِنْ جُذُورِكِ إلى كوكبٍ آخر إن لم تَسْجُدْ لكِ وَتَجْعَلْكِ إِلهاً معبوداً من دونِ الله وَتُقَدِّمِ اعْتِذَارَهَا لكِ؟ فقالتِ الجبالُ معاذَ الله إِنِّي أخافُ اللهَ ربَّ العالمين؟ ثمَّ يذهبُ الشيطانُ إلى السَّمَوَاتِ فيقولُ لها أمَا سَمِعْتِ إلى الأرضِ وقد عَبَدَتِ الجبالَ من دونِ الله؟ أمَا إِنَّكِ أحَقُّ بذلك؟ لِأنَّكِ أقوى منهما؟ وما الأرضُ ولا الجبالُ إِلَّا نقطةٌ صغيرةٌ في بحرِ مَجَرَّاتِكِ الواسعةِ الضَّخْمَة؟ فماذا سيحدثُ برأيِكُمْ أيها الأخوةُ الكرام؟ بالنتيجة هناكَ طبعاً من السمواتِ سماءٌ تَأخُذُهَا الغَيْرَةُ على الله أنْ يُعْبَدَ أحدٌ من دونهِ سبحانه؟ وهناكَ من السمواتِ سماءٌ أخرى تأخذُها الغيرةُ على نفسِها حَمِيَّةً لهَا و للشيطانِ وحزبهِ أن يُعْبَدَ أحدٌ من دونِها والعياذُ بالله؟ وكلُّ ذلكَ بِحُكْمِ حُرِّيَّةِ الاخْتِيَارِ التي أعطَاهَا اللهُ للجميع؟ وبالنتيجةِ قد تَنْخَلِعُ بعضُ الجبالِ مِنَ الأرضِ وتذهبُ إِلى كوكبٍ آخر؟ وقد ترسلُ السمواتُ من الشُّهُبِ والنَّيَازِكِ والمُذَنَّبَاتِ ما يُدَمِّرُ الارض؟ وقد يحدثُ الخرابُ والدَّمَارُ في الكونِ كُلِّهِ إِنْ لم تَتَدَارَكْهُ رحمةُ الله ولذلكَ كانَ مِنْ رحمةِ اللهِ تعالى أنْ ألْهَمَ السَّمَوَاتِ والأرضَ والجبالَ عدمَ قبولِ حُرِّيَّةِ الاختيار؟ لأنَّها مسؤوليةٌ أرَاحَهُمُ اللهُ مِنْ شَرِّهَا جميعاً وحَمَلَهَا الطُّلَقَاءُ كَمَا قالتِ الأنصار؟ ولكنَّهَا كانَتْ خيراً على أكثرِ الطلقاءِ كما ذكرْنَا؟ بسببِ الفتوحاتِ الرَّبَّانِيَّةِ العظيمةِ عليهم أوّلاً ثُمَّ على بَقِيَّةِ البلادِ والعِبَادِ التي دخَلَهَا نورُ الاسلام ليَنْتَشِرَ بعدَ ذلكَ في جميعِ أنحاءِ العالم؟ ولقدأعطى اللهُ السمواتِ خاصَّةً بما فيها من مواقعِ النجوم حمايةً كبرى من كيدِ الشياطين بدليلِ قولهِ تعالى حكايةً عنِ الجنِّ حينما كانُوا من الشياطينِ وقبلَ أن يُسْلِمُوا ويؤمنُوا{وَأنَّا كنَّا نَقْعُدُ منها مقاعدَ للسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الآن يَجِدْ لهُ شِهَاباً رَصَدَا} قَدْ يقولُ قائل؟ لماذا لم يُكْرمْنَا اللهُ كما أكْرَمَ السمواتِ والأرضَ والجبالَ بإِرغامِهم على تسبيحهِ وذكرهِ وشكرِه؟ وأقولُ لك؟ هل يليقُ بكَ أنْ تكونَ كالحمارِ الذي يسوقهُ اللهُ (كما يليقُ بجلالهِ) إلى إِقامةِ الصلاةِ والذِّكْرِ والتَّسْبِيح تحتَ الجَلْدِ بالسِّيَاطِ والضَّرْبِ والتعذيب؟ هل يليقُ بكَ أن يقولَ لكَ اللهُ كما قالَ للسمواتِ والارضِ{ائْتِيَا طَوْعاً أو كَرْهاً قالتا أتَيْنَا طَائِعِين} أم لعلّكَ تُفَضِّلُ أن يقولَ لك{فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أعْتَدْنَا للظَّالِمينَ نارَا}هل يليقُ بكَ أوبجلالهِ سبحانَهُ أنْ يَقْهَرَكَ قَهْراً على أن تشربَ الخَمْرَ أو تَزْنِيَ أو تَسْرِق أمَا قَرَأتَ قولَهُ تعالى{قُلْ إِنَّ اللهَ لا يأمُرُ بِالْفَحْشَاءِ؟ أتقولونَ على اللهِ ما لا تعلمون} أقسمُ باللهِ العظيم أنَّ كرامَتَكَ عندَ اللهِ أيها الانسان أكبرُ من كرامةِ الكونِ كلِّهِ بما فيهِ من المسجدِ الحرام والشمسِ والقمر والنجومِ والجبال والدَّوَابِّ وغيرها؟ ولكنَّكَ مع الاسف تبقى مُتَعَلّقاً بالنِّعمةِ التي أنعمَهَا اللهُ عليكَ؟ وتنسى المُنْعِمَ المُتَفَضِّلَ الذي احْتَرَمَكَ واحترمَ عقلَكَ على شرط أن يُرْشِدَكَ عقلُكَ الى الحقيقة؟ وإِلَّا فَإِنَّ الحمارَ عندَ اللهِ أفضلُ منك؟ وأخيراً هناكَ سؤالٌ أيضاً من أحدِ الأخوةِ يقولُ فيه؟ طالما أنَّ اللهَ قد سبقَ بعلمهِ أنِّي من أصحابِ الجحيم وقد كشفَ عن مصيري الأسود وأصبحت مسألةً محسومةً منذ الأزل فَعَلَامَ أعْبُدُه؟ وأقولُ لكَ مع احترامي لكَ وأنتَ أكبرُ قَدْراً مِمَّا سأقولُه؟ وأطلبُ منكَ أولاً أنْ تَنْظُرَ إِلى المِرْآةِ وقد كشَفَتْ عَنْ مَنْظَرِ وجهِكَ القبيح؟ وَأُريدُ منكَ أنْ تُحَكِّمَ ضَمِيرَكَ وَوُجْدانَكَ في جوابِكَ على أسئلتي؟ ما هو ذنبُ المرآةِ إِذا كانَ وجهُكَ قبيحاً؟ وبالتالي ماهو ذنبُ الله اذا كانَ عملُكَ قبيحاً ومصيرُكَ أقبح؟ هل تريدُ أن تَتَّهِمَ اللهَ بِأنَّ علمَهُ قاصرٌ عن الماضي أو الحاضر او المستقبل وهو بكلِّ شيءٍ عليم بدليلِ قولهِ تعالى{وَقدْ أحاطَ بِكُلِّ شيءٍ علما} نَعَمْ اللهُ تعالى يعلمُ أنَّكَ ستكونُ مِنْ أصحابِ الجَحِيم؟ وَلَكِنْ مَا الذي يُدْرِيكَ أنَّ المسألةَ محسومةٌ عندَهُ سبحانهُ بِجَحِيمِك؟ وماالذي يُؤَكِّدُ لكَ أنَّ اللهَ قد قَضَى بذلكَ قَضَاءً مُبْرَماً لا رَجْعَةَ فيه؟ بدليلِ قولهِ تعالى وأرجو أن تفهمَ معناه جيِّداً{يَمْحُو اللهُ ما يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أمُّ الكتاب(وأنا الآن أكتُبُ لكم هذه المشاركة؟ مَنْ ذَا الذي يستطيعُ مَنْعِي أن أعَدِّلَ فيها أو أمْحُوَ أو أكتبَ ما أشاء؟ وَمَنْ مِنْ مخلوقاتِ اللهِ جميعاً أيضاً يستطيعُ أنْ يَتَحكَّمَ فيما يكتبُهُ اللهُ في أمِّ الكتابِ وهو اللَّوحُ المحفوظُ من علومِ الأوَّلِينَ والآخِرين} ومَايُدْريكَ فقد تكونُ من أهلِ السعادةِ الأبديَّةِ عندَ الله؟بَعْدَ أنْ كُنْتَ مِنْ أهلِ الشقاءِ الأبديِّ؟ إِذا رَجَعْتَ إلى اللهِ بتوبةٍ نصوح بدليلِ قولهِ عليهِ الصلاةُ والسلام{وما يزالُ أحدُكُمْ يعملُ بعملِ أهلِ النَّار حتى لايبقى بينَهُ وبينَ دخولِ النَّار إِلَّا شِبْراً فَيَسْبِقُ عليهِ الكتابُ فيعملُ بعملِ أهلِ الجنَّةِ فيدخلُ الجنَّة}إِيَّاكَ ثم اياك أن تيأسَ من رحمةِ الله؟ حتَّى وَلَوْ حَكَمَ الناسُ جميعُهُمْ عليكَ بالكفرلِأنَّهُ{لايَيْأسُ مِنْ رَوْحِ الله (رحمتِه) إِلَّا القومُ الكافرون} وأعتذرُ منكم فقد أطَلْنَا عليكم كثيراً؟ وصلى اللهُ على نبينا محمد رسول الله وازواجهِ وذريتهِ وآلهِ واصحابهِ والتابعينَ لهم بإِحسانٍ الى يومِ الدِّين؟ وسلامُ اللهِ عليكم ورحمتهُ وبركاتهُ من أختِكُمْ في الله أفنان؟ وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين




مقالات ممكن أن تعجبك :




من مواضيعى في فضائيات وقولوا للناس حسنا
العلويون والخطر الاكبر القادم اليهم
الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون
ومن لم يستطع منكم طولا ان ينكح المحصنات
اختي افنان تسلم عليكم ؟
اين الله ؟؟؟

غزوةُ حُنَيْن بشيءٍ من التفصيل




الساعة معتمدة بتوقيت جرينتش +3 . الساعة الآن » 23:08.
Powered by vBulletin
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

تابعنا على الفيس بوك جديد مواضيع المنتدى تابعنا على تويتر
DMCA.com Protection Status