الإبداع الفضائي

الإبداع الفضائي (https://www.fadaeyat.co/)
-   معلومات عامة ، حدث في مثل هذا اليوم (https://www.fadaeyat.co/f4/)
-   -   ما هو النظام الأفضل لتعليم القراءة للأطفال الطريقَة الصوتية , الطريقة اللغوية الكلية (https://www.fadaeyat.co/fadaeyat102228/)

New Sat 4 ربيع الأول 1437هـ / 15-12-2015م 17:03

ما هو النظام الأفضل لتعليم القراءة للأطفال الطريقَة الصوتية , الطريقة اللغوية الكلية
 
ما هو النظام الأفضل لتعليم القراءة للأطفال الطريقَة الصوتية , الطريقة اللغوية الكلية

https://www.fadaeyat.co/up/images/133...0987460013.jpg

عندما تستعِدّ لبَدءِ تدريسِ القراءةِ لطفلك، فهنالك العديدُ مِنَ البرامجِ المُتاحةِ في السُّوقِ أو المناهجِ الرسميِّة المُعتَمَدَة في وزارات التَّربيةِ والتَّعليمِ في الوطن العربيِّ. وهناك أيضاً مجموعةٌ مُتنوِّعةٌ من الأساليبِ المُستَخدَمَةِ من قِبلِ المُعلمينَ والآباءِ والأمَّهاتِ لتعليم القراءة. وعلى الرَّغمِ مِنْ كلِّ الهرجِ والمرجِ على طُرُقِ القراءة الجديدة، فإنَّ الطرقَ جميعَها تندرجُ تحتَ مَنهجَين أساسيَّين، أو مَزيجا بينهما وهما: الطَّريقةُ اللُّغَويَّةُ الكُليَّة، والطَّريقَةُ الصَّوتيَّةُ. وعلى مدى العُقود السَّابقة احتدمَ الصِّراعُ بين أنصارِ هذَين المَنهجين مِنَ المُربِّينَ وصانعي القَرارِ لتعليم القراءة. وهنا يَجِبُ التَّأكيدُ على أنَّ تَعلُّم القراءة يحتاج إلى تَدريسٍ مُتقَنٍ وجُهدٍ واعٍ، وأنَّه مِنَ الخَطأ الاعتقادُ بأنَّ الذَّكاءَ الفِطرِيِّ سَيُحَدِّدُ مدى إتقانَ الطفلِ لتَعلُّمِ القراءة، مهما كان نوعُ التَّدريسِ المُستَخدَمِ لهذا الغرض، لأنَّ دلائلَ البَحثِ العلمِيِّ تُشيرُ إلى غيرِ ذلك.

• الطَّريقةُ اللُّغَويَّةُ الكُليَّة (Whole Language Method)

ولهذه الطَّريقةِ أسماءٌ مُختلفٌة مِثلَ الطَّريقةِ البَصَريَّة, الطَّريقَةُ اللُّغويَّة الكُليَّة، أو القِراءة البَصريَّة. وتقومُ هذه الطَّريقةِ على فَلسفَةٍ مَبدؤها التَّركيزُ على المعنى أكثَرُ من التَّحليلِ المُنَظًمِ للأجْزَاءِ الصَّوتيَّة للكلمة. إنَّ الطَّريقةَ اللُّغويَّةَ الكُليَّةَ تُرَكِّزُ على أنَّ اكتسابَ اللُّغةِ - والمَهاراتُ القرائيَّةُ مِنْ ضِمنها - تُعتَبرُ ظاهرةً طبيعيًّة يَمُرُّ فيها كُلُّ الأطفالِ. وفي هذه الطَّريقةِ يَتِمُّ تَعليمُ الأطفالَ التَّعرُّفَ على شَكلِ الكلمةِ بالكامل بدلاً من تعليمهم الحُروفَ والمَقاطعَ المُكَوِّنةِ لها. مِنَ النَّاحيةِ النَّظريَّةِ هذه الطَّريقةُ تنطلقُ من الكُلِّ إلى الجُزء. ومِنْ مَعالمِ هذه الطَّريقةِ استخدامِ بِطاقاتِ الكَلِماتِ والقِراءة المُبَكِّرةِ للنُّصوص.
وعلى الرَّغمِ أنَّ هذا الأسلوب يُمكِنُ أنْ يُؤدِّي إلى النَّجاحِ المُبكِّرِ في القراءةِ والكِتابة، فإنَّه يُعتَبُر في الوقتِ الحَالي غيرَ كافٍ في حَدِّ ذاته. حيثُ أنَّ عَدمَ تعليمُ الأطفالِ نِظامَ التَّحليلِ الصَّوتيِّ يُؤدِّي إلى مواجهتهم لمشكلاتٍ مُرتبِطَةٍ بِعدمِ مَقدرتِهم على فَكِّ رُموزِ الكَلِماتِ الجَديدةِ التي لم يتعلَّموها سابقاً. حتى أنَّ بعضَ النُّقادِ قد وجَّهوا الاتِّهام لهذه الطَّريقةِ بأنَّها المسئولةُ عن ظُهور إعاقةِ صعوبات التَّعلُّمِ المُحدَّدةِ في القراءة (الدِسكلسيا) أو حتَّى في زيادة حِدَّتِها. كما أنَّهم يؤكِّدون أنَّ مِثلَ هذا النَّهجِ يُجبِرُ الأطفالَ على التَّعاملِ مع اللُّغةِ العَربيَّةِ كما لو كانَتْ لغَةً صينيَّة (يُقابلُ كُلُّ رمزٍ في اللُّغةِ الصينيَّةِ كلمةً). ومَع ذلك قد يكون من المُفيدِ استخدامُ الطَّريقةَ اللُّغويَّة الكُليَّة في مجالاتٍ مَحدودةٍ مثلَ تعليمِ عددٍ من كَلِماتِ اللُّغةِ العربيَّةِ الشَّائعةِ جِدَّاً مِثلَ أسماءِ الاستِفهامِ أو حروفِ الجَرِّ. ولكن يَجبُ التَّأكيدُ مَرَّةً أخرى أنَّ الاعتِمادَ على الطَّريقةِ اللُّغويَّةِ الكُليَّة وحدها يُؤدِّي إلى وجودِ ثَغراتٍ واضحةٍ في قُدراتِ الطِّفل القرائيَّة.

• الطَّريقَةُ الصَّوتيَّةُ (The Phonics Method)

يُعتَبرُ استخدامُ الطَّريقةَ الصوتيَّةَ أو الصَّوتيَّات مِن أقدَمِ وأكثَرِ الطُّرقِ المعروفة لتعليمِ الأطفالِ القراءةَ والكتابةَ باللُّغةِ العربيَّةِ والإنجليزيِّة والعديدِ مِن اللُّغاتِ العالميَّةِ الأخرى. في هذه الطريقةَ يَتِمُّ تعليمُ الأطفالِ أصواتَ الحُروف. والجُزْءُ الأهمُّ في هذه الطَّريقةِ أنَّ الطِّفل يَربِطُ ما بين شَكلِ الحَرفِ وصَوتِه. وبمُجرَّدِ أنْ يُتقنَ الطِّفلُ العلاقة المُباشِرةَ بين الحرفِ وصوتِه يتِمُّ تعليمُه كيفيَّةَ دمْجِ هذه الأصوات معاً لقراءةِ الكَلمَات. وبطريقةٍ مُشابهةٍ يَتعلَّمُ الطِّفلُ كيفيَّةَ كتابةِ أو إملاءِ الكَلمات بشَكلٍ صحيحٍ عن طريقِ تحليلِ الأجزاءِ الصوتيَّةِ للكلمةِ وتمثيلها على شَكلِ حروفٍ مكتوبة.
ولأنَّ التَّركيزَ على إتقانِ أصواتِ الحروفِ قد تكونُ مَهمَّةً مُملَّة لبعض الأطفال، فمِنَ المُّهمِّ مراعاةِ أنْ تكونَ الدُّروس قصيرةً ومُمتعة. وينبغي إدراجُ مجموعةٍ من الألعابِ القرائيَّةِ للمحافظةِ على انتباهِ واهتمامِ الطِّفل. ومن الضروريِّ أيضاً الاستفادةُ مِن القراءة الصوتيَّةِ لمُساعدةِ الطِّفل على إتقانِ الأنماطِ الصَّوتيَّةِ المُختلفة. ومِنْ أهمِّ النَّصائحِ العلميَّة لتعليم الأطفالِ القراءة باستخدام الطريقة الصوتية:
١- عَلِّمْ أصواتَ الحُروفِ قَبلَ أنْ تُعَلمَ أسماءَها. على سبيل المِثال في عِلمِ الصَّوتيَّاتِ مِن المُهِمِّ أنْ تُعلِّمَ الطِّفلَ أنَّ صوتَ الحرفِ «ب» هو «إب». هذا بدَورهِ سَيُساعدُ الطِّفلَ على القراءَةِ ويُقَلِّلُ مِنَ التَّشَتُّتِ المُرتبِطِ بأسماءِ الحُروفِ في بِدايةِ التَّعلُّم. ولكنْ يَجِبُ التَّركيزُ أيضاً أنَّ تعليم الطِّفل لاحقاً أسماءَ الحُروفِ هي مَهَمَّةٌ غايةٌ في الأهميَّة، فنتائجُ البحثِ العلميِّ تُشيرُ إلى وجودِ ارتباطاتٍ عاليةٍ بينَ إتقانِ أسماءِ الحُروفِ والإملاءِ والتَّحصيلِ الأكاديميِّ اللُّغويِّ لدى الأطفال بشكلٍ عام. وهنا يجبُ التَّأكيدُ على أنَّ دَعوةَ بعضَ المُربِّين للتَّخلي عن تعليمِ أسماءِ الحُروفِ هي ليست مبنيَّةً على البحثِ العلميِّ، وتفتَقِرُ إلى النَّظرةِ الشُّموليَّةِ الكاملةِ في تلبيةِ حاجات الطِّفلِ اللُّغويَّة.
2- عَلِّم الطِّفلَ القراءَةَ والكتابةَ في الوقتِ نفسِهِ ، فكلتا المهارتَينِ تُعزَّزُ بالأُخرى. واستخدم المَواد الطَّبيعيَّة مثلَ الرِّمالِ أو المَعجونِ لتدريب المهارتين.
3- عَلِّمْ الطِّفلَ أصواتَ حروفِ العِلةِ القَصيرةِ أولاً وأثَرَها على الحُروفِ السَّاكنة (مثال: بَ، بُ، بِ) في بداية التَّعلُّم. هذا سيمَكِّنُ الطِّفلَ من قراءَةِ كَلِماتٍ بسيطَةٍ مثلَ ( عَلَم أو قَلَم ) ثُمَّ في المَراحلِ المُتقدِّمةِ يَتِمُّ تعليمُ الكَلِمات الأكثر تعقيداً مثل (قاموس أو مدرسة).
4- دَرِّب طفلك على سماع الأصواتِ اللُّغويَّة، وشاركه اللَّعب المَبنِيِّ على التَّعرُّف على الأصواتِ اللُّغويِّة في اسمه وفي كلماتٍ أُخرى محيطةٍ مثل : باب، باص، جسر، أبي، أمي، شجرة، وغيرها من الكلمات.
5- استخدم كافَّة الحَواسِّ للَّتعليم كُلَّما كان ذلك ممكناً؛ فنتائجُ البَحثِ العِلميِّ تُشيرُ إلى أنَّ المُتعلِّمين مختلفين في تفضيلهم لحواسِّ التَّعلم (مثال: مُتعلِّم سَمعِيّ، مُتعلِّم بَصَريّ ، ....الخ).

الخُلاصة
حتى لحظَةِ كتابةِ هذه المَقالةِ هنالك جَدَلٌ كبيرٌ في الدَّوائر التَّربويَّة حَول ما إذا كانَ التَّدريسُ بالطَّريقةِ اللُّغويَّةِ الكُليَّةِ أو بالطَّريقةِ الصَّوتيَّةِ هو الأكثرُ فَعاليَّة. وينعكسُ هذا الجَدلُ بشَكلٍ واضحٍ على الأساليبِ التَّدريسيَّةِ والمناهجِ والبرامجِ المُستَخدَمةِ في تعليم الأطفال القراءة. تَهدفُ الطَّريقةُ اللُّغويَّةُ الكُليَّة إلى جَعلِ تدريسِ القراءة ممتعا. وأحدُ مبادئها الأساسيَّةِ هو أنَّ قواعدَ الطَّريقةِ الصَّوتيَّةِ يَجِبُ ألا تُعَلَّمَ مُباشرَة. وعلى العَكس من ذلك، فإنَّ الارتباطَ بينَ الحُروفِ والأصواتِ يجِبُ أنْ يُعَلَّمَ بصورةٍ غير مباشِرةٍ من خِلالِ الاطلاعِ على النَّص. والأساسُ الفَلسَفِيِّ لهذا هو أنْ تُعَلَّمَ القراءة، مثلهُ مثل تَعَلُّم اللُّغة، هو فِعلٌ طبيعيّ يُمْكنُ للأطفالِ أساسا تعليم أنفسِهم كيفيَّةَ القِيام به.
أمَّا الطَّريقةُ الصَّوتيَّةُ فَتُرَكِّزُ على الفَهمِ العَميقِ والثَّابتِ للارتباطاتِ بينَ الحُروفِ والأصواتِ وغيرِها مِنَ القواعدِ اللُّغويَّةِ الصوتيَّةِ. وعلى المُدرِّسين أنْ يدركوا الدَّلائلَ الوَافِرةَ على أنَّ الأطفال الذين يُعلَّمون مباشَرةً بالطَّريقةِ الصَّوتيَّة، يصبحونَ أفضلَ في القراءةِ والتَّهجئةِ والإملاءِ والفَهمِ، من أولئك الذين يجِبُ عليهم أنْ يستخلصوا بأنفسِهم جميعَ قواعدِ اللُّغةِ العربيَّةِ الأساسيَّة. كما يجِبُ الإشارةُ أخيراً إلى أنَّ أطفالنا مختلفون، فبعضُهم متعلِّمٌ بَصريّ وبعضُهم متعلِّمٌ سمْعيّ وبعضُهم يَتميَّزُ في التَّعلُّمِ البَصريِّ والسَّمعيِّ معاً. ومما لا شَكَّ فيه أنَّ الطَّريقةَ اللُّغويَّة الكليَّة تتحيَّزُ نحو المتعلِّم البَصريّ، والطَّريقةُ الصَّوتيَّة تتحيَّزُ نحو المُتعلِّم السَّمعيّ. وأنَّ أنظمَةَ التَّعليم الذَّكيَّة في العالم تحاول الوصول بأقصرِ الطُّرقِ إلى الأطفالِ والتي تتناسبُ مع قدراتِهم الفرديَّة. وباللُّغة العاميَّة «مَقاسٌ واحدٌ لا يناسب الجميع»!


الساعة الآن » 12:18.

Powered by vBulletin
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd