الإبداع الفضائي

الإبداع الفضائي (https://www.fadaeyat.co/)
-   شعر - خواطر - قصائد - حكم - اقوال - بوستات (https://www.fadaeyat.co/f219/)
-   -   مقدمة خطبة جمعة , مقدمات خطب تصلح ليوم الجمعة (https://www.fadaeyat.co/fadaeyat117536/)

بنت حواء 3 صفر 1440هـ / 13-10-2018م 23:21

مقدمة خطبة جمعة , مقدمات خطب تصلح ليوم الجمعة
 
مقدمة خطبة جمعة , مجموعة مقدمات خطب تصلح ليوم الجمعة
https://www.fadaeyat.co/up/images/61...3557224705.jpg
الخطابة : كيفية إيصال معلومة أو مجموعة أفكار لجمهور محدد بهدف الإقناع و التأثير

قال تعالي: (أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغًا )(سورة النساء 63) و يقول الدكتور علي الحمادي: "الخطابة هي فن الإقناع و الاستمالة، مما يعني أنها تتعامل مع العقل و العاطفة، مع تركيزها علي العاطفة بصورة واضحة، كما أنها اتصال باتجاه واحد، يقوم به الخطيب لتوصيل معلومات أو مفاهيم معينة لجمهور المستمعين" و أقول أن سر نجاح الخطابة هو خلق الاتصال بين الخطيب و الجمهور ليصبح اتصالا متكاملا.فإن الخطيب الناجح يستطيع أن يتعرف علي شعور الجمهور عن طريق بعض السلوكيات و النظرات. الذي أريد توضيحه هو أن الاتصال متبادل و ليس باتجاه واحد.

مكانة الخطابة و قوة تأثيرها

بعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم رحمة للبشر و كان هدفه هدايتهم و الأخذ بأيديهم إلي طريق النجاه ذلك. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة لتبليغ الرسالة العظيمة و لهذا كان للأسلوب المؤثر الصادق أثره علي ذلك.. لقد جذب النبي صلى الله عليه وسلم ببلاغته و قوة بيانه المستمعين إليه. قال تعالى: (وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ) [سورة: يس - الآية: 17] إن غاية الخطابة إقناع الآخرين كما مر سابقا و الواجب علينا أن نبلغهم الرسالة المعنية بأسلوب مناسب كما قيل " خاطب الناس علي قدر عقولهم" لا شك أن للخطابة دور كبير في التأثير علي المستمعين عندما تخرج الكلمات من قلب صادق هدفه إصلاح الآخر و مصلحته.

فلنبدء على بركة الله

https://www.fadaeyat.co/up/images/20...9653542306.jpg

بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة الحاجة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمها أصحابه

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} أما بعد: ثم يذكر حاجته.
https://www.fadaeyat.co/vb/data:imag...ABAAEAAAIBRAA7https://www.fadaeyat.co/vb/data:imag...ABAAEAAAIBRAA7https://www.fadaeyat.co/vb/data:imag...ABAAEAAAIBRAA7https://www.fadaeyat.co/vb/data:imag...ABAAEAAAIBRAA7https://www.fadaeyat.co/vb/data:imag...ABAAEAAAIBRAA7https://www.fadaeyat.co/vb/data:imag...ABAAEAAAIBRAA7https://www.fadaeyat.co/vb/data:imag...ABAAEAAAIBRAA7https://www.fadaeyat.co/vb/data:imag...ABAAEAAAIBRAA7

إن الحمد لله، نحمدُه ونستغفره ونستعينه ونستهديه ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسنا ومن سيئاتِ أعمالنا، من يهْدِ اللهُ فلا مضِلَّ له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أنْ لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه من بعثه اللهُ رحمةً للعالمين هادياً ومبشراً ونذيراً. بلّغ الرسالة وأدّى الأمانة ونصحَ الأمّةَ فجزاهُ اللهُ خيرَ ما جزى نبياً من أنبيائه. صلواتُ اللهِ وسلامه عليه وعلى كلِّ رسولٍ أرْسَلَه. أما بعدُ، عبادَ اللهِ أوصيكم ونفسيَ بتقوى الله العليّ العظيم.
yahya1sat7.gif

بِسمِ اللهِ الرَّحمـنِ الرَّحِيم

الحَمدُ للهِ رَبِّ العَالَمِين والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ

إِنَّ الحَمْدَ للهِ نَحْمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ ونَسْتَهْدِيهِ ونَشْكُرُهُ ونَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرورِ أَنْفُسِنا ومِنْ سَيِّئاتِ أَعْمالِنَا، مَن يَهْدِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ ومَن يُضْلِلْ فَلا هادِيَ لَهُ، وَصَلّى اللهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وعلى ءالِهِ وصَحابَتِهِ الطَّيِّبِينَ الطّاهِرِينَ، وأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ ولا مَثيلَ لَه، ولا ضِدَّ ولا نِدَّ لَه، وأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنا وحَبِيبَنا وعَظِيمَنا وقائِدَنا وقُرَّةَ أَعْيُنِنا محمَّدًا عَبْدُ اللهِ ورَسُولُهُ وصَفِيُّهُ وحَبِيبُهُ، صلّى اللهُ وسَلَّمَ عَلَيْهِ وعَلى كُلِّ رَسُولٍ أَرْسَلَه.

أَمّا بَعْدُ عِبادَ اللهِ فَإِنِّي أُوصِيكُمْ ونَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ العَلِيِّ العظيم القائِلِ في مُحْكَمِ التَّنْـزِيلِ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ سورة الحشر/18 فَهَنِيئًا لِمَنِ اتَّقَى رَبَّهُ وَٱلْتَزَمَ بِشَرْعِ سَيِّدِنا محمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وهَنِيئًا لِمَنْ حَجَّ وٱعْتَمَرَ وزارَ قَبْرَ النَّبِيِّ محمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وهَنِيئًا لِمَنْ تَمَسَّكَ بِنَهْجِ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ محمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وٱهْتَدَى بِهَدْيِهِ. وقَدْ عَلَّمَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ أُمَّتَهُ كَثِيرًا مِنَ الأُمُورِ الَّتِي تَنْفَعُهُمْ في دِينِهِمْ ودُنْياهُمْ وحَضَّهُمْ عَلى العَمَلِ بِها.

إِخْوَةَ الإِيمانِ خُطْبَتُنا اليَوْمَ بِإِذْنِ اللهِ رَبِّ العالَمِينَ
https://www.fadaeyat.co/vb/data:imag...ABAAEAAAIBRAA7https://www.fadaeyat.co/vb/data:imag...ABAAEAAAIBRAA7https://www.fadaeyat.co/vb/data:imag...ABAAEAAAIBRAA7https://www.fadaeyat.co/vb/data:imag...ABAAEAAAIBRAA7https://www.fadaeyat.co/vb/data:imag...ABAAEAAAIBRAA7https://www.fadaeyat.co/vb/data:imag...ABAAEAAAIBRAA7https://www.fadaeyat.co/vb/data:imag...ABAAEAAAIBRAA7https://www.fadaeyat.co/vb/data:imag...ABAAEAAAIBRAA7https://www.fadaeyat.co/vb/data:imag...ABAAEAAAIBRAA7https://www.fadaeyat.co/vb/data:imag...ABAAEAAAIBRAA7https://www.fadaeyat.co/vb/data:imag...ABAAEAAAIBRAA7

بِسمِ اللهِ الرَّحمـنِ الرَّحِيم

الحَمدُ للهِ رَبِّ العَالَمِين والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ

الحَمْدُ للهِ باعِثِ الرُّسُلِ والأَنْبِياءِ رَحْمَةً لِلناسِ بِالنُّورِ الْمُبِينِ والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلى سَيِّدِنا محمَّدٍ أَشْرَفِ الـمُرْسَلِينَ وعَلى ءالِهِ الطاهِرِينَ وصَحابَتِهِ الخِيرَةِ الْمُنْتَجَبِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ أَرْحَمُ الراحِمِينَ الأَحَدُ الْمُنَزَّهُ عَنْ شَبَهِ الـمَخْلُوقِينَ وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا رَسُولُ رَبِّ العالَمِينَ وسَيِّدُ وَلَدِ ءادَمَ أَجْمَعِين.

أَمّا بَعْدُ عِبادَ اللهِ فَإِنِّي أُوصِيكُمْ ونَفْسِيَ بِتَقْوَى اللهِ العَلِيِّ القَدِيرِ فَقَدْ قالَ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالى ﴿وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (١٨)﴾[سورة النحل / 18] فَإِنَّ اللهَ تَبارَكَ وتَعالى أَكْرَمَ الإِنْسانَ وتَفَضَّلَ عَلَيْهِ بِنِعَمٍ لا يُحْصِيها، في أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ خَلَقَهُ فَسَوّاهُ فَعَدَلَه، في أَحْسَنِ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَه، وزادَ في كَرامَتِهِ فَوَهَبَهُ العَقْلَ ومَيَّزَه، لِيَعْرِفَ خالِقَهُ بِصِفاتِهِ وفِعْلِه، فَيَعْتَقِدَ أَنَّ بارِئَهُ وبارِئَ كُلِّ شَىْءٍ واحِدٌ لا شَرِيكَ لَه، قَدِيمٌ لا ابْتِداءَ لَه، دائِمٌ لا انْتِهاءَ لَه، حَيٌّ قَدِيرٌ عالِمٌ مُخْتارٌ سَمِيعٌ بَصِيرٌ مُتَكَلِّمٌ لا شَبِيهَ لَه، ولِيَتَلَقَّى التَّكْلِيفَ عَنْ رَبِّهِ فَيَعْبُدَهُ ويَعْرِفَ نِعَمَه، فَيُقَدِّرَها قَدْرَها ويَشْكُرَها ويُثْنِيَ عَلى اللهِ حَقَّ قَدْرِه، وأَوْجَدَهُ في الدُّنْيا حَيْثُ شَهَواتُها غَرّارَةٌ ونَوائِبُها كَرّارَة، وٱبْتَلاهُ بِشَيْطانٍ يَقْعُدُ لَهُ صِراطَ اللهِ الـمُسْتَقِيمَ وغايَتُهُ أَنْ يُضِلَّهُ ويُغْوِيَه، وبِجِماعِ كَيْدِهِ يُـجْلِبُ عَلَيْهِ بِخَيْلِهِ ورَجِلِه، فَيَقْذِفُ عَلى قَلْبِهِ بِالشُّبُهاتِ والشَّهَواتِ ويُوالِيها حَتَّى يُصِيبَ قَلْبَهُ بِالأَمْراضِ الفَتّاكَةِ والعِلَلِ القَتّالَةِ لِيُعْرِضَ عَنْ رَبِّهِ فاطِرِهِ وبارِئِه، ويَشْتَغِلَ عَنْهُ تَعالى بِتِلْكَ العِلَلِ والأَمْراضِ وزُخْرُفِ الدُّنْيا وما فِيها مِنَ الشَّهَوات.
https://www.fadaeyat.co/vb/data:imag...ABAAEAAAIBRAA7https://www.fadaeyat.co/vb/data:imag...ABAAEAAAIBRAA7https://www.fadaeyat.co/vb/data:imag...ABAAEAAAIBRAA7https://www.fadaeyat.co/vb/data:imag...ABAAEAAAIBRAA7https://www.fadaeyat.co/vb/data:imag...ABAAEAAAIBRAA7https://www.fadaeyat.co/vb/data:imag...ABAAEAAAIBRAA7https://www.fadaeyat.co/vb/data:imag...ABAAEAAAIBRAA7https://www.fadaeyat.co/vb/data:imag...ABAAEAAAIBRAA7https://www.fadaeyat.co/vb/data:imag...ABAAEAAAIBRAA7https://www.fadaeyat.co/vb/data:imag...ABAAEAAAIBRAA7

بِسمِ اللهِ الرَّحمـنِ الرَّحِيم

الحَمدُ للهِ رَبِّ العَالَمِين والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ

إِنَّ الحَمْدَ للهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَشْكُرُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَتُوبُ إِلَيْهِ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ وَلاَ مَثِيلَ لَهُ وَلاَ شَكْلَ وَلاَ صُورَةَ وَلاَ أَعْضَاءَ لَهُ، هُوَ الإِلَهُ العَفُوُّ الغَفُورُ الـمُسْتَغْنِي عَنْ كُلِّ مَا سِوَاهُ وَالْمُفْتَقِرُ إِلَيْهِ كُلُّ مَا عَدَاهُ. وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَحَبِيبَنَا وَعَظِيمَنَا وَقَائِدَنَا وَقُرَّةَ أَعْيُنِنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَصَفِيُّهُ وَحَبِيبُهُ، بَلَّغَ الرِّسَالَةَ وَأَدَّى الأَمَانَةَ وَنَصَحَ الأُمَّةَ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ صَلاَةً يَقْضِي بِهَا حَاجَاتِنَا وَيُفَرِّجُ بِهَا كُرُبَاتِنَا وَيَكْفِينَا بِهَا شَرَّ أَعْدَائِنَا وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى صَحْبِهِ الطَّيِّبِينَ وَءالِهِ الأَطْهَارِ وَمَنْ وَالاَهُ.

أَمَّا بَعْدُ عِبَادَ اللهِ يَقُولُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ العَزِيزِ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾، فَأُوصِي نَفْسِي وَإِيَّاكُمْ بِتَقْوَى اللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ فَاتَّقُوهُ امْتَثِلُوا أَوَامِرَهُ وَاجْتَنِبُوا نَوَاهِيَهُ وَاعْلَمُوا إِخْوَةَ الإِيمَانِ أَنَّ أَسَاسَ التَّقْوَى هُوَ العِلْمُ بِاللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَالإِيمَانُ بِهِ وَمَعْرِفَةُ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَا يَلِيقُ بِهِ فَإِنَّ ذَلِكَ هُوَ أَوَّلُ الوَاجِبَاتِ وَأَصْلُهَا وَأَهَمُّهَا وَأَفْضَلُهَا، فَقَدْ رَوَى البُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ فَقَالَ “إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ” فَأَفْضَلُ الأَعْمَالِ عَلَى الإِطْلاَقِ هُوَ الإِيمَانُ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَهُوَ الأَصْلُ الَّذِي لاَ تَصِحُّ الأَعْمَالُ بِدُونِهِ .
https://www.fadaeyat.co/vb/data:imag...ABAAEAAAIBRAA7https://www.fadaeyat.co/vb/data:imag...ABAAEAAAIBRAA7https://www.fadaeyat.co/vb/data:imag...ABAAEAAAIBRAA7https://www.fadaeyat.co/vb/data:imag...ABAAEAAAIBRAA7https://www.fadaeyat.co/vb/data:imag...ABAAEAAAIBRAA7https://www.fadaeyat.co/vb/data:imag...ABAAEAAAIBRAA7https://www.fadaeyat.co/vb/data:imag...ABAAEAAAIBRAA7https://www.fadaeyat.co/vb/data:imag...ABAAEAAAIBRAA7https://www.fadaeyat.co/vb/data:imag...ABAAEAAAIBRAA7https://www.fadaeyat.co/vb/data:imag...ABAAEAAAIBRAA7
مقدمة للشيخ كشك
إن الحمد لله نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا مـن يَهده الله فلا مُـضل له ، ومن يُضلل فلا هادي له ...وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لانِدَّ له ولا شبيه ولا كُفء ولا مثل ولانظير ،وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وصَفِيُه وخليله ، وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه ،أرسله ربه رحة للعالمين ،وحجة على العباد أجمعين ،وصلوات الله وسلامه عليه ،وعلى آله الطيبين الالطاهرين وأصحابه الغُرِّ الميامين ،ما ذكره الذاكرون الأبرار ، وما تعاقب الليل والنهار ، فهو صلى الله عليه وآله وسلم أفضل من صلى وصام ، ووقف بالمشاعر و طاف بالبيت الحرام ، فصلوات الله وسلامه عليه ، وعلى من تبعه بإحسان إلى يوم الدين
مقدمة خطبة
الْحَمْدُ لله ذِي الْعِزَّةِ وَالتَّكْريمِ وَالْإحْسَانِ الْعَمِيمِ.

مُنْشِئالْكَوْنِ وَمُبْدِعِ عجَابِهِ.

وَجاعَلِ الانسي خَالَصَ لِبَابِهِ.

حُكْمِبِالْإِسْعَادِ وَالْأشقَاءِ فَلَمْ يُحَابِهِ.

اي دَرْعَ يَقِي إِذَا وَقَعَالسَّهْمُ مِنْ صيابه.

كُلُّ النُّفُوسِ عَطِشَا ان لَمْ تَنُلْ مِنْشُرَّابِهِ.

وَكُلُّ الْبَرْقِ خِلْبَ ان لَمْ يَكِنْ فِي سَحَابِهِ.

وَكُلُّالسَّيِّدِ بَاطِلًا ان لَمْ يَكِنْ فِي رُكَّابِهِ.

لَا كَانَتْ الدُّنْيَا لَوْلَا السَّعَِيَّ فِي طُلَاَّبِهِ.

تَلْمَحَ عجَائبُ صنعتُهُ فَهَلْ لَهُ مِنْمُشَابِهِ.

اما سَاقَ سَاقُي اِلْمِزِنَّ عُلِيَ جَنُوبُ الْجَنُوبِيِّ مِمَّا شَابَّهُ.

فاذا ظَهِرَ صَوْتُ الرَّعْدِ وَاِشْتَهَرَ سَيْفُ الْبَرْقِ رُمِيَبِجَمِيعُ اسلابه.

فاذا اِنْتَهِي مَقِيهِ وَفُرِغَ جَمِيعُ اوطأه تُبُدِّلَتْ الرَّوْضُ

سَجَعَ حَمَّامُهُ عَنْ حَنَّيْنِ نَابِهِ.

وَضَرْبِ كُلَّ غُصْنًا فَصَافَحَ الارض بِأهْدَابِهِ.

وَمَاشِي الرَّبِيعِ فِي ثِيَابِ الصَّبَا مِنَ الصَّبِيِّ شَبَابَهُ.

وَصَوْتَ كُلَّ نَبَاتَا بِالشُّكْرِ فَلَوْ اِنْكِ تُدْرِيَ مِنْ عُنَّابِهِ.

وَهُوَ الَّذِي انشاء جِنَّاتٍ معروشاتا وَغَيْرَمعروشات.

وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا اكله.

وَالزَّيْتونَوَالرُّومَانَ مُشْتَبِهَا وَغَيْرُ مُتَشَابِهِ.

اِحْمَدْهُ جُلَّتْ عِزَّتُهُ بِمَا لَهُ هُوَ اهل مِنَ الْحَمْدِ

وَاثِنَيْ عَلَيهِ وامنت بِهِ واتوكل عَلَيهِ.

اِنْهَ مِنْ يُهدِّيَهُ اللَّهُ فَلَا مُضِلٌّ لَهُ وَمِنْ يُضَلِّلَ فَلَا هَادِّيٌّ لَهُ.

وَاِشْهَدْ ان لَا اُلْهُ الَا اللَّهِ وَحِدَّةٍ لَا شَرِيكٌ لَهُ.

لَهُ مَلَكَالسّموَاتُ والارض بِيَدَيْهِ الْخَفْضِ وَالرَّفْعِ وَالْبُسُطِ وَالْقَبْضِ.

وَالْإبْرَامِ والنقض وَهُوَ عَلِيَ كُلَّ شئ قَدِيرَ.

مُلِكَ السّموَاتُ والارض القائل فِي وصف نَفْسهُ

( اللَّهَ لَا اُلْهُ الَااللَّهِ الْحَيِّ الْقَيُّوم لَا تَأْخُذَهُ سَنَةٌ وَلَا نُوَمٌ

لَهُ مافي السّموَاتَ والارض مِنَ الَّذِي يَشْفَعَ عِنْدهُ الًا باذنه

يَعْلَمُ مَابَيْنَ اِيدِيهُمْ وَمَا خَلْفُهُمْ وَلَا يَحُطُّونَ بشئ مِنْ عَلْمهُ

الَابِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السّموَاتِ والارض

وَلَا يُؤَدِّهِحُفَّظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)

يَرْفَعُ مِنْ يُشَاءَ وَيَخْتَارَ مِنْ يُشَاءَ وَيَبْسُطُ رزقه لِمِنْ يُشَاءَ

وَيَفْضُلَ سَيِّدُي مِنْ يُشَاءَ.

هُوَ صَاحَبَ الْفُضُلُ جَلَّ جَلَاَلُهُ وَتَقَدُّسُ كَمَالِهِ

وَاِشْهَدْ ان مُحَمَّد عَبْدِهِ وَرَسُولِهِ.

وَنَبِيِّهِ اللَّه وَحَبيبِيَّهُ وَخَلِيلَهُ صِلّاللَّه عَلَيهِ وَسُلِّمَ

وَعِلُي اُلْهُ وَصَحْبَهُ واحبابه

وَعُلِيَ مِنْ صَارَ عِلَِّيُّ نَهْجِهِ وَاِكْتِفَا بِهِ.

واسأل الله ذي العرش المجيد ان ينفعنا بما علمنا
yahya1sat7.gif


مقدمة ثانية
الحمد لله لم يزل عليا

ولم يزل في علاه سميا

قطرة من بحر جوده تملأ الأرض ريا

ونظرة من عين رضاه تصير الكافر وليا

الجنة لمن أطاعه ولو كان عيد حبشيا

والنار لمن عصه ولو كان سيدا قرشيا

أنزل علي نبيه ومصطفاه قولا زكيا بهيا

وقال تعالي ( تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا )

وأشهد أن لإ إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمد رسول الله أما بعد
المقدمة الثالثة
الحمد لله رب العالمين الحمد لله الذي أنقذنا بنور العلم من ظلمات الجهالة

الحمد لله الذي أنقذنا بنور الوحي من السقوط في درك الضلالة

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدي بدين الحق أرشادا لنا ودلاله

وأشهد أن لإ إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله أرسله الله عز وجل والناس صنفان مغضوب عليه جفا وضالون غلا

فجاء بالدين الوسط وحذر من الزيغ والشطط وتركنا علي المحاجة البيضاء ليلها كنهارها لايزغ عنها إلا هالك

السراج المنير المزهر المنير الذي بعثه ربه وتعالي بشيرا ونذيرا فدعاه إليه سبحانه وتعالي بالحكمة البالغة والموعظة الحسنة والكلمة الرقيقة الرقراقة ولم يهدء له بال ولم يقر له قرار حتي بلغ علي الله امتثالا لربه ومولاه ( ياأيها المتزمل قم الليل إلا قليلا ) وإلي قوله تعالي ( ياأيها المدثر قم فأنذز )

اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلي إله الطيبين الطاهرين وعلي أصحابه الغر الميامين وعلي قل من صار علي دربه وأستن بسنته وأقتفا أثره إلي يوم الدين أما بعد.
المقدمة الرابعة
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات رافع الدرجات ووضع البركات ومقيل العثرات وربنا في الحياة والممات

والصلاة والسلام علي من ختمت برسالته الرسالات وفرحت بمولدة الأرض والسموات نبينا محمد صل الله عليه وسلم

الذي لم يخلق الله في الكون كله أتقي ولا أنقي ولا أزكي ولا أبين ولا أبلغ ولا أنصح ولا أفصح ولا أوضح ولا أزهد ولا أعبدا ولا أخشي لله منه الحبيب فصلو علي الحبيب صلاة والدموع بها تهل وتسليما أرتله أجل فيا أخيار صاحبكم عظيم ومعصوماً عليه اليوم صلو اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلي اله وصحبة وعلي من أقتفا أثريه إلي يوم الدين.
المقدمة الخامسة
الحمد لله سامع دعاء الخلائق ويجيب

يؤنس الوحيد ويهد الشريد ويذهب الوحشة عن الغريب

يغفر لمن استغفره ويرحم من استرحمه ويصلح العيب يستر العصا ويمهل البغي ومن تاب منهم قبل وأثيب يكلف بالقليل ويجزي بالجزيل ويعفو عن الذي بالعجز أصيب

من أطاعه تولها ومن غفل عنه لاينسها وله من الرزق نصيب يرزق بلا أسباب ويدخلو الجنة بغير حساب فلا فضح ولاتنقيب

نحمده تيبارك وتعالي ونسأله التنظيم لأحوالنا والترتيب ونعوذ بنور وجه الكريم من الفساد والإفساد والتخريب

ونرجوه الأمن والأمان والرضا في يوما يسقط الجنين والصغير فيه ويشيب

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له المهيمن والرقيب

من تبع شرعه توله ومن تقرب إليه فاز بالتقريب ومن أواه إليه أواه

ومن استحي منه فليس عليه تسريب ومن توكل عليه كفا ومن ألتجأ إليه فالفرج قريب

من شكر عطاءه نماه ومن تواضع له نجاه من التعذيب

وأشهد أن محمد عبده ورسوله المقرب والحبيب خلقه نعمة ومبعثه رحمه وشمس سنته لاتغيب نظره لحظة وكلامه وعظ واللفظ منه لايريب

نوره يخطف الأبصار ومسجده علم ومزار وأنفاسه منه مسك وطيب

اللهم صل عليه عدد ماوسعه علم الحساب من تربيع وتكعيب و أثني عليه شاعراً وأديب وعلي الصحب والإله وكل ماأنتسب إليه بعيداً أو قريب أخوتا الأسلام أحب أتكلم معكم هذا اليوم.


yahya1sat7.gif
مقدمة من أروع مقدمات الخُطَب

الحمد لله الذي زين قلوب أوليائه بأنوار الوفاق، وسقى أسرار أحبائه شرابًا لذيذ المذاق، وألزم قلوب الخائفين الوجَل والإشفاق، فلا يعلم الإنسان في أي الدواوين كتب ولا في أيِّ الفريقين يساق، فإن سامح فبفضله، وإن عاقب فبعدلِه، ولا اعتراض على الملك الخلاق.

وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، إلهٌ عزَّ مَن اعتز به فلا يضام، وذلَّ مَن تكبر عن أمره ولقي الآثام.

وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمدًا عبد الله ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه، خاتم أنبيائه، وسيد أصفيائه، المخصوص بالمقام المحمود، في اليوم المشهود، الذي جُمع فيه الأنبياء تحت لوائه.
آياتُ أحمدَ لا تحدُّ لواصف
ولوَ انَّه أُمليْ وعاش دهورَا
بشراكمُ يا أمة المختار في
يوم القيامة جنة وحريرَا
فُضِّلتمُ حقًّا بأشرف مرسَل
خير البرية باديًا وحضورَا
صلى عليه الله ربي دائمًا
ما دامت الدنيا وزاد كثيرَا

وعلى آله وأصحابه، ومن سار على نهجه، وتمسَّك بسنته، واقتدى بهديه، واتَّبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ونحن معهم يا أرحم الراحمين.

ثم أما بعد:
فهذه مجموعة من مقدمات الخطب، جمعتها من بطون المواقع والكتب، وقمت بتنسيقها؛ ليستفيد منها كل داعية إلى الله، يريد أن ينوع بين مقدمات خطبه؛ ليجذب القلوب إليه، سائلين الله تعالى أن يحظى بالقبول، ونسأله سبحانه أن يجعله خالصًا لوجهه الكريم.
كتبه ونسقه:
أحمد أحمد سلطان
إمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية.

مقدمه رقم (1)
الحمد لله رب الأرض ورب السماء، خلق آدم وعلمه الأسماء..
وأسجد له ملائكته، وأسكنه الجنة دار البقاء...
وحذره من الشيطان ألد الأعداء، ثم أنفذ فيه ما سبق به القضاء، فأهبطه إلى دار الابتلاء...
وجعل الدنيا لذريته دار عمل لا دار جزاء، وتجلت رحمته بهم فتوالت الرسل والأنبياء...
وما منهم أحد إلا جاء معه بفرقان وضياء، ثم ختمت الرسالات بالشريعة الغراء...
ونزل القرآن لما في الصدور شفاء، فأضاءت به قلوب العارفين والأتقياء...
وترطبت بآياته ألسنة الذاكرين والأولياء، ونهل من فيض نوره العلماء والحكماء...
نحمده تبارك وتعالى على النعماء والسراء، ونستعينه على البأساء والضراء...
ونعوذ بنور وجهه الكريم من جَهد البلاء، ودرك الشقاء، وعضال الداء، وشماتة الأعداء...
ونسأله عيش السعداء، وموت الشهداء، والفوز في القضاء، وأن يسلك بنا طريق الأولياء الأصفياء...
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ليس له أنداد ولا أشباه ولا شركاء...
خلق السموات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء...
خلق الخلق فمنهم السعداء ومنهم الأشقياء...
محيط بخلقه فليس لهارب منه نجاء...
قادر مقتدر فكل الممكنات في قدرته سواء...
سميع بصير يرى النملة السوداء في الليلة الظلماء...
ويسمع دبيبها على الصخرة الصماء...
أجرى الأمور بحكمته وقسم الأرزاق وفق مشيئته بغير عناء...
لا يشغله شأن عن شأن، فكل شيء خُلق بقدَر، وكل أمر جرى بقضاء...
وأشهد أن سيدنا محمدًا خاتم الرسل والأنبياء...
وإمام المجاهدين والأتقياء...
والشهيد يوم القيامة على الشهداء...
المعصوم صلى الله عليه وسلم فما أخطأ قطُّ وما أساء...
دعا أصحابه إلى الهدى فلبَّوُا النداء...
فإذا ذاته رحمة لهم ونور، وإذا سلوكه إشراق وضياء...
هو القدوة النيرة في الصبر على البلاء، والعمل لدار البقاء...
وهو الأسوة المشرقة في الزهد في دار الفَناء...
فكم مرت شهور ولا طعام له ولأهل بيته إلا التمر والماء...
اشتهر من قبل البعثة بالصدق، فلم يعرف عنه كذب ولا نفاق ولا رياء...
لم يؤثر عنه غدر، بل إخلاص وأمانة ووفاء...
صلى الله عليه قديمًا، وكذا الملائكة في السماء...
وصلى هو في المسجد الأقصى بالرسل والأنبياء...
سبح الحصى في كفه بخير الأسماء...
وحين ظمئ أصحابه نبع من بين أصابعه الماء..
اللهم صلِّ وسلِّم وبارك عليه وعلى آله وصحابته الأجلاء...
وعلى السائرين على دربه والداعين بدعوته إلى يوم اللقاء...
ما تعاقب الصبح والمساء، وما دام في الكون ظلمة وضياء...
• • •

المقدمة رقم (2)
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب...
أظهر الحق بالحق وأخزى الأحزاب...
وأتمَّ نوره، وجعل كيد الكافرين في تباب...
أرسل الرياح بشرًى بين يدي رحمته وأجرى بفضله السحاب...
وأنزل من السماء ماء، فمنه شجر، ومنه شراب...
جعل الليل والنهار خلفة فتذكر أولو الألباب...
نحمَده تبارك وتعالى على المسببات والأسباب...
ونعوذ بنور وجهه الكريم من المؤاخذة والعتاب...
ونسأله السلامة من العذاب وسوء الحساب...
وأشهد أن لا إله إلا الله العزيز الوهاب...
الملك فوق كل الملوك ورب الأرباب...
الحكم العدل يوم يُكشف عن ساق وتوضع الأنساب...
غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب...
خلق الناس من آدم وخلق آدم من تراب...
خلق الموت والحياة ليبلونا وإليه المآب...
فمن عمل صالحًا فلنفسه، والله عنده حسن الثواب...
ومن أساء فعليها، وما متاع الدنيا إلا سراب...
وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله المستغفِر التواب...
المعصوم صلى الله عليه وسلم في الشيبة والشباب...
خُلُقه الكتاب، ورأيه الصواب، وقوله فصل الخطاب...
قدوة الأمم، وقمة الهِمَم، ودرة المقربين والأحباب...
عُرضت عليه الدنيا بكنوزها، فكان بلاغه منها كزاد الركاب...
ركب البعير، ونام على الحصير، وخصف نعله ورتق الثياب...
أضاء الدنيا بسنته، وأنقذ الأمة بشفاعته، وملأ للمؤمنين براحته من حوضه الأكواب...
اللهم صلِّ وسلِّم وبارك عليه وعلى الآل والأصحاب...
ما هبت الرياح بالبشرى وجرى بالخير السحاب...
وكلما نبت من الأرض زرع، أو أينع ثمر وطاب...
• • •

المقدمة رقم (3)
الحمد لله رب المشارق والمغارب، خلق الإنسان من طين لازب...
ثم جعله نطفة بين الصلب والترائب...خلق منه زوجه وجعل منهما الأبناء والأقارب...
تلطف به، فنوع له المطاعم والمشارب...
وحمله في البَرِّ على الدواب، وفي البحر على القوارب...
نحمَده تبارك وتعالى حمد الطامع في المزيد والطالب...
ونعوذ بنور وجهه الكريم من شر العواقب...
وندعوه دعاء المستغفر الوجل التائب، أن يحفظنا من كل شر حاضر أو غائب...
وأشهد أن لا إله إلا الله القوي الغالب...
شهادة متيقن بأن الوحدانية لله أمر لازم لازب...
أرأيت الأرض في دورانها كيف تمسكت بكل ثابت وسائب؟!
أرأيت الشموس في أفلاكها كيف تعلقت بنجم ثاقب؟!
أرأيت الرياح كيف سخِّرت فمنها الكريم ومنها المعاقِب؟!
أرأيت الأرزاق كيف دبرت وهل في الطيور زارع أو كاسب؟!
أرأيت الأنعام كيف ذُلِّلت وجادت بألبانها لكل حالب؟!
أرأيت النحل كيف رشف رحيق الزهور فأخرج الشفاء مشارب؟!
أرأيت النمل كيف خزن طعامه وهل للنمل كاتب أو حاسب؟!
أرأيت الفرخ كيف نقر بيضه وخرج في الوقت المناسب؟!
أرأيت العنكبوت كيف نسجت وفي الخيوط مصائد ومصائب؟!
أرأيت الوليد كيف التقم ثدي الأم دون علم سابق أو تجارِب؟!
أرأيت الإنسان إذا ضحك؟! أرأيت كيف تثاءب؟!
أرأيت نفسك نائمًا وقد ذهبت بك الأحلام مذاهب؟!
إذا رأيت ذلك كله فاخشع فلا نجاة لهارب...
وأشهد أن سيدنا محمدًا عبدُ الله ورسول الملك الواهب...
ما من عاقل إلا علم أن الإيمان به حق وواجب...
سل العدول، وسل هل عابه في الحقِّ عائب؟
سل الشهداء عنه هل كانت له في الدنيا مآرب؟!
سل صناديد قريش في قليب بدر عن الصادق ومن الكاذب...
سَلِ السيوف، سل الرماح: هل حملها مثله محارب...
سل سراقة عن قوائم بعيره كيف ساخت في الصخر حتى المناكب...
سل أم معبد كيف سقاها اللبن والشاة مجهدة وعازب...
سل الشمس، سل القمر عن نوره وضيائه إذ الكل غارب...
سل النجوم متى صلت وسلمت عليه في المسارب...
سل المسجد الأقصى عن قرآنه والرسل تسمع والملائكة مواكب...
سل الزمان متى توقف وسل المكان كيف تقارب...
سل السموات السبع هل وطئها قبله راجل أو راكب...
سل أبوابها كيف تفتحت ومن استقبله على كل جانب...
سل الملائكة أين اصطفَّت لتحيتِه كما تصطف الكتائب...
سل الروح الأمين لماذا توقف عند الحجاب ومن الحاجب...
سل العشاق عن حبهم والناس فيما يعشقون مذاهب...
سل سدرة المنتهى عن كأس المحبة مَن الساقي ومن الشارب...
يا رب، صلِّ على الحبيب المصطفى أهل الفضائل والمواهب...
وعلى الصحب والآل ومن تبع عددَ ما في الكون من عجائب وغرائب...
• • •

المقدمة رقم (4)
الحمد لله رب العالمين.. لا يسأم من كثرة السؤال والطلب...
سبحانه إذا سئل أعطى وأجاب.. وإذا لم يُسأَل غضب...
يعطي الدنيا لمن يحب ومن لا يحب.. ولا يعطي الدين إلا لمن أحب ورغب...
من رضي بالقليل أعطاه الكثير.. ومن سخط فالحرمان قد وجب...
رزق الأمان لمن لقضائه استكان.. ومن لم يستكن انزعج واضطرب...
من ركن إلى غيره ذلَّ وهان.. ومن اعتز به ظهر وغلب...
من تبع هواه فَرَأْي شيطان ارتآه.. ومن تبع هدى الله فإلى الحق وثب...
نحمَده تبارك وتعالى على كل ما منح أو سلب، ونعوذ بنور وجهه الكريم من العناء والنصَب...
ونسأله الخلود في دار السلام حيث لا لغو ولا صخب...
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.. له الملك وإليه المنقلب...
هو المالك.. وهو الملك.. يحكم ما يريد فلا تعقيب ولا عجب...
قبض قبضتين.. فقبضة الجنة لرحمته.. وقبضة النار للغضب...
احتجب عن الخلق بنوره.. وخفي عليهم بشدة ظهوره.. أفلح من التزم الأدب...
نخاف الله ونخشاه.. ونرجوه ونطلب رضاه.. والعفو منه مرتقب...
نحب الصلاح ونتمناه.. ونكره الفساد ونتحاشاه.. فهل ذاك يكفي لبلوغ الأرب...
تساؤل في نفوسنا تساءلناه.. وبأمل في قلوبنا رجوناه.. تبارك الذي إذا شاء وهب...
وأشهد أن خاتم المرسلين هو محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب...
نطق بأفصح الكلام.. وجاء بأعدل الأحكام.. وما قرأ ولا كتب...
آية الآيات.. ومعجزة المعجزات.. لمن سلم عقله من العطب...
تأمل في حياته وانظر.. وتمعن بقلبك وتدبر.. وهاك بعض النسب...
الأب يموت ولا يراه.. والأم تسلمه لغريبة ترعاه.. فلا حنان ولا لعب...
عم كفله ورباه.. وعم هو أسد الله.. وعم يَصلى نارًا ذات لهب...
تمنى الإسلام لمن رعاه.. وأراد الهدى لمن عاداه.. فما أجيب لما تمنى وطلب...
زوجة حنون تكبره بأعوام.. يعيش معها في وئام وسلام.. وفجأة تغير الحال وانقلب...
رسالة لم تتحملها الجبال، وعشيرة يرى منها الأهوال.. وتتركه الوليفة إلى بيت في الجنة من قصب...
جاءه منها البنات والبنون.. فاختطفتهم منه يد المنون.. فلا وريث ولا شقيق ولا عصب...
هموم وآلام.. ونفاق من اللئام.. وليل لا ينام.. ونهار للجهاد قد اصطحب...
لم ينعم بلذيذ الحياة.. ولم ينل فيها ما تمناه.. والموت منه قد اقترب...
وُوري في التراب وجهه الأنور، وغُطِّي بالأكفان جبينه الأزهر، بعد شديد مرض وتعب...
لم يورث منه مال.. بل علم تناقلته الأجيال.. ونور في الآفاق قد ضرب...
أضاء للمؤمنين طريقهم.. أحبهم وحبَّب إليهم ربهم.. فتنوع العطاء والحب السبب...
إمام الغر المحجلين.. وخاتم الأنبياء والمرسلين.. وجهك بدر وصوتك طرب...
سيد كل قبيلة وفريق.. بالمؤمنين رحيم وشفيق....
سيدي وحبيبي.. قدوتي وشفيعي.. الشوق مشتعل والدمع للخدِّ خضب..
فهل تنعم برؤية وجهك عيناي؟ وتهنأ بلثم قدميك شفتاي؟ فالعمر ولى والزمان قد اغترب...
فيا رب يا أكرم مسؤول.. ويا خير مُرتجى ومأمول.. صلِّ على سيد الأعاجم والعرب...
على الصحب ومن تبع وكل من إليه انتسب...
ما لاح في الأفق نجم أو غرب...
أو ظهر في السماء هلال أو احتجب...
وكلما انحنى لك في الصلاة ظهر أو انتصب...

yahya1sat7.gif
خطبة الجمعة عن المَلائِكَة الكرام

بِسمِ اللهِ الرَّحمـنِ الرَّحِيم
الحَمدُ للهِ رَبِّ العَالَمِين والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ الله
الحَمْدُ للهِ الواحِد، قَيُّومِ السَّماواتِ والأَرَضِين، مُدَبِّرِ الخَلائِقِ أَجْمَعِين، باعِثِ الرُّسُلِ صَلَواتُهُ وسَلامُهُ عَلَيْهِمْ إِلى الْمُكَلَّفِين، لِهِدايَتِهِمْ وبَيانِ شَرائِعِ الدِّين، بِالدَّلائِلِ القَطْعِيَّةِ وواضِحاتِ البَراهِين، أَحْمَدُهُ عَلى جَمِيعِ نِعَمِه، وأَسْأَلُهُ الْمَزِيدَ مِنْ فَضْلِهِ وكَرَمِه، وأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ الواحِدُ الأَحَدُ الكَرِيمُ الغَفّارُ وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسُولُهُ وحَبِيبُهُ وخَلِيلُهُ أَفْضَلُ الْمَخْلُوقِين، الْمُكَرَّمُ بِالقُرْءانِ العَزِيزِ الْمُعْجِزَةِ الْمُسْتَمِرَّةِ عَلَى تَعاقُبِ السِّنِين، وبِالسُّنَنِ الْمُسْتَنِيرَةِ لِلْمُسْتَرْشِدِين، الْمَخْصُوصِ بِجَوامِعِ الكَلِمِ وسَماحَةِ الدِّين، وصَلَّى اللهُ وسَلَّمَ عَلَى سَيِّدِنا محمَّدٍ وعَلَى سائِرِ إِخْوانِهِ مِنَ النَّبِيِّينَ والْمُرْسَلِين، وءالِ كُلٍّ وسائِرِ الصالِحِين.
أَمَّا بَعْدُ عِبَادَ اللهِ فَإِنِّي أُوصِي نَفْسِيَ وإِيّاكُمْ بِتَقْوَى اللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ القائِلِ في كِتابِهِ الكَرِيمِ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَسورة ءال عمران فَٱتَّقُوا اللهَ فِيما أَمَرَ وٱنْتَهُوا عَمّا نَهَى عَنْهُ وزَجَر.
إِخْوَةَ الإِيمانِ يَقُولُ اللهُ تَعالى في حَقِّ الْمَلائِكَةِ ﴿مَن كَانَ عَدُوًّا للهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ سورة البقرة ويَقُولُ تَعالى ﴿وَمَن يَكْفُرْ بِاللهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا سورة النساء
اِعْلَمُوا عِبادَ اللهِ أَنَّهُ يَجِبُ الإِيمانُ بِوُجُودِ الْمَلائِكَةِ وهُمْ أَجْسامٌ نُورانِيَّةٌ لَطِيفَةٌ ذَوُو أَرْواحٍ مُشَرَّفَةٍ فَهُمْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ عِنْدَ اللهِ، لَيْسُوا ذُكُورًا ولا إِناثًا، لا يَأْكُلُونَ ولا يَشْرَبُونَ ولا يَنامُونَ ولا يَتْعَبُونَ ولا يَتَوالَدُونَ وهُمْ عِبادٌ مُكَلَّفُونَ لا يَعْصُونَ اللهَ تَعالى ما أَمَرَهُمْ ويَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُون.
وهُمْ عِبادُ اللهِ مُكَلَّفُونَ مُوَكَّلُونَ بِأَعْمالٍ شَتَّى، فَمِنْهُمْ مَنْ هُمْ مُوَكَّلُونَ بِالْمَطَرِ والنَّباتِ، ومِنْهُمْ مُوَكَّلُونَ بِكِتابَةِ أَعْمالِ بَنِي ءادَمَ، وبَعْضُهُمْ مُوَكَّلُونَ بِتَوَفِّي الأَرْواحِ، وبَعْضُهُمْ مُوَكَّلُونَ بِحِفْظِ بَنِي ءادَمَ، يَحْفَظُونَهُمْ مِنْ تَلاعُبِ الجِنِّ بِهِمْ إِلاّ أَنَّهُمْ لا يَمْنَعُونَ وُقُوعَ الْمُقَدَّر، فَما شاءَ اللهُ كانَ وما لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ، ومِنْهُمْ مُوَكَّلُونَ بِتَبْلِيغِ السَّلامِ إِلى الرَّسُولِ الأَعْظَمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنْ أُمَّتِهِ ومِنْهُمْ مُوَكَّلُونَ بِكِتابَةِ ما يَسْقُطُ مِنْ وَرَقِ الشَّجَر.
والْمَلائِكَةُ الكِرامُ خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ اللهِ تَعالى، وأَصْلُ خِلْقَتِهِمْ لَيْسَتْ كَخِلْقَةِ البَشَرِ بَلْ هِيَ خِلْقَةٌ خاصَّةٌ، فَأَصْلُ الْمَلائِكَةِ نُورٌ، خَلَقَهُمُ اللهُ تَبارَكَ وتَعالى مِنْ نُورٍ كَما قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خُلِقَتِ الْمَلائِكَةُ مِنْ نُورٍ وَخُلِقَ الجَانُّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ وَخُلِقَ ءَادَمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ رواه مسلم اهـ وقَدْ خَلَقَ اللهُ تَبارَكَ وتَعالى مَلائِكَتَهُ ذَوِي أَجْنِحَةٍ، فَهَذا لَهُ جَناحانِ وهَذا لَهُ أَرْبَعَةٌ وهَذا لَهُ سِتَّةٌ وهَذا لَهُ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ مِنَ العَدَدِ، يَزِيدُ اللهُ تَبارَكَ وتَعالى بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ في ذَلِك، فَقَدْ وَرَدَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ عَنْ نَبِيِّنا صلى الله عليه وسلم أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ الَّذِي هُوَ رَئِيسُ الْمَلائِكَةِ خُلِقَ عَلَى سِتِّمِائَةِ جَناحٍ. فَسُبْحانَ الخَلاّقِ العَظِيمِ الَّذِي يَخْلُقُ ما يَشاءُ ويَفْعَلُ في مُلْكِهِ ما يُرِيدُ، قالَ اللهُ تَبارَكَ وتَعالى ﴿الْحَمْدُ للهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً أُوْلِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ﴾ سورة فاطر وقَدْ ثَبَتَ أَنَّ مَلائِكَةَ الرَّحْمَن ِعَلَيْهِمُ السَّلامُ يَتَشَكَّلُونَ أَحْيانًا بِغَيْرِ صُوَرِهِمُ الأَصْلِيَّةِ الَّتِي خَلَقَهُمُ اللهُ تَعالى عَلَيْها، وقَدْ ثَبَتَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الثابِتِ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَجِيءُ جِبْرِيلَ أَمِينِ الوَحْيِ إِلى النَّبِيِّ الأَعْظَمِ صلى الله عليه وسلم بِصُورَةِ رَجُلٍ شَدِيدِ بَياضِ الثِّيابِ شَدِيدِ سَوادِ الشَّعَرِ ولَكِنِ اعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللهُ أَنَّ الْمَلائِكَةَ إِذا ما تَصَوَّرُوا بِصُورَةِ رَجُلٍ لا يَكُونُ لَهُمْ ءالَةُ الذُّكُورِيَّةِ كَما أَنَّهُمْ لا يَتَصَوَّرُونَ بِشَكْلِ أُنْثَى كَما يَزْعُمُ بَعْضُ أَصْحابِ الْمِلَلِ مِنْ غَيْرِ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى إِنَّهُمْ يَصْنَعُونَ لَهُمْ تَماثِيلَ نِسائِيَّةً ذاتَ جَناحَيْنِ، وهُوَ خِلافُ عَقِيدَةِ الْمُسْلِمِينَ قالَ تَعالى ﴿إِنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلاَئِكَةَ تَسْمِيَةَ الأُنْثَى﴾ سورة التحريم/٦ فَلْيُحْذَرْ مِنِ اعْتِقادِ ذَلِك.
وَقَدْ يَتَشَكَّلُ الْمَلَكُ أَيْضًا بِصُورَةِ طَيْرٍ، وأَمّا الأَفْعَى والعَقْرَبُ والكَلْبُ والخِنْزِيرُ ونَحْوُها فَالـمَلائِكَةُ الـمُكْرَمُونَ لا يَتَشَكَّلُونَ بِصُوَرِها.
وَٱعْلَمُوا أَحِبَّتَنا أَنَّ الْمَلائِكَةَ الكِرامَ هُمْ أَوْلِياءُ اللهِ وأَحْبابُهُ، وهُمْ عِبادٌ لِلَّهِ مُكْرَمُونَ، وقَدْ مَدَحَهُمُ اللهُ تَعالى في القُرْآنِ فَقالَ اللهُ تَبارَكَ وتَعالى في وَصْفِهِمْ ﴿لاَّ يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ سورة التحريم وقالَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ مَوْضِعُ قَدَمٍ وَلاَ شِبْرٍ وَلاَ كَفٍّ إِلاَّ وَفِيهِ مَلَكٌ قَائِمٌ أَوْ مَلَكٌ رَاكِعٌ أَوْ مَلَكٌ سَاجِدٌ الطبراني اهـ دَأْبُهُمُ الطاعَةُ يُصَلُّونَ ويُسَبِّحُونَ لا يَفْتُرُونَ فَلاَ يَجُوزُ سَبُّهُمْ وَلاَ الاِسْتِهْزاءُ بِهِمْ بَلْ قالَ العُلَماءُ إِنَّ مَنْ سَبَّ مَلَكًا مِنَ الْمَلائِكَةِ كَفَرَ وخَرَجَ مِنَ الدِّينِ والعِياذُ بِاللهِ تَعالى، فَقَدْ قَرَنَ اللهُ تَعالى مَنْ عادَى الْمَلائِكَةَ بِمَنْ عاداهُ، ثُمَّ بَيَّنَ سُبْحانَهُ أَنَّ هَؤُلاءِ الْمُعادِينَ كُفّارٌ فَقالَ اللهُ تَعالى ﴿مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ﴾ سورة البقرة. وأَمّا إِبْلِيسُ فَلَيْسَ مِنَ الـمَلائِكَة، بَلْ هُوَ مِنَ الجِنِّ، والدَّلِيلُ عَلَى ما ذَكَرْناهُ مِنَ القُرْءانِ الكَرِيمِ قَوْلُهُ تَعالى عَنْ إِبْلِيسَ ﴿إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ﴾ سورة الكهف وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ ﴿وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ﴾ سورة ص فَلَوْ كانَ إِبْلِيسُ مَلَكًا مِنَ الْمَلائِكَةِ لَمَا عَصَى اللهَ تَعالى ولَمَا كَفَرَ، لِأَنَّ اللهَ تَبارَكَ وتَعالى قالَ في القُرْءانِ الكَرِيمِ في وَصْفِ مَلائِكَتِهِ ﴿لاَّ يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ سورة التحريم وقالَ سُبْحانَهُ ﴿لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ﴾ سورة الأنبياء.
وما قالَهُ بَعْضُ النّاسِ عَنْ إِبْلِيسَ إِنَّهُ كانَ طَاوُوسَ الـمَلائِكَةِ أَيْ رَئِيسَهُمُ الْمُقَدَّمَ فِيهِمْ فَهُوَ باطِلٌ لا أَصْلَ لَهُ يُعارِضُ ما تَقَدَّمَ مِنَ الآياتِ ويُناقِضُ صِفاتِ الْمَلائِكَةِ الثابِتَةِ لَهُمْ في الشَّرِيعَة.
وقَدْ قالَ العُلَماءُ بِوُجُوبِ العِصْمَةِ لِلْمَلائِكَةِ كُلِّهِمْ مِنَ الْمَعاصِي والذُّنُوبِ، فَما يُرْوَى عَنِ الْمَلَكَيْنِ هارُوتَ ومارُوتَ أَنَّهُما رَكِبَتْ فِيهِمُ الشَّهْوَةُ فَفُتِنَا بِٱمْرَأَةٍ يُقالُ لَها الزَّهْرَةُ وأَنَّهُما عَصَيَا اللهَ تَعالى بِأَنْ شَرِبا الخَمْرَةَ وزَنَيَا بِهَذِهِ الْمَرْأَةِ ثُمَّ قَتَلاَ نَفْسًا بِغَيْرِ حَقٍّ وأَنَّ هَذِهِ الْمَرْأَةَ مُسِخَتْ بَعْدَ ذَلِكَ كَوْكَبًا فَهَذا كُلُّهُ كَلامٌ باطِلٌ وهِيَ قِصَّةٌ مَكْذُوبَةٌ لَيْسَ لَها أَساسٌ مِنَ الصِّحَّةِ ولا يَجُوزُ ٱعْتِقادُها. وقَوْلُهُ تَبارَكَ وتَعالى في القُرْءَانِ الكَرِيمِ في حَقِّ الـمَلَكَيْنِ هارُوتَ ومارُوتَ ﴿يُعَلِّمُونَ النّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ﴾ سورة البقرة فَمَعْناهُ أَنَّ هَذَيْنِ الـمَلَكَيْنِ كانا يُعَلِّمانِ النّاسَ نَوْعًا مِنَ السِّحْرِ لِيَعْرِفَ النّاسُ الفَرْقَ بَيْنَ السِّحْرِ والْمُعْجِزَةِ لا بِقَصْدِ أَنْ يَعْمَلُوا بِهِ فَٱفْهَمْ يا أَخِي الْمُسْلِمَ ذَلِكَ وْٱثْبُتْ عَلى العَقِيدَةِ الحَقَّةِ عَقِيدَةِ أَهْلِ السُّنَّةِ والجَماعَةِ الَّتِي كانَ عَلَيْها الرَّسُولُ الأَعْظَمُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ والسَّلَفُ الصالِحُ تَفُزْ فَوْزًا عَظِيمًا.
اَللَّهُمَّ عَلِّمْنَا ما يَنْفَعُنا وٱنْفَعْنا بِما عَلَّمْتَنا وزِدْنا عِلْمًا، وتَوَفَّنا وأَنْتَ راضٍ عَنّا أَقُولُ قَوْلِي هَذا وأَسْتَغْفِرُ اللهَ لي ولَكُمْ.
الخطبة الثانية
إِنَّ الحَمْدَ للهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعينُهُ وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَشْكُرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنا وَسَيِّئاتِ أَعْمالِنا، مَن يَهْدِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَن يُضْلِلْ فَلا هادِيَ لَهُ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى سَيِّدِنا محمَّدٍ الصادِقِ الوَعْدِ الأَمِينِ وعَلَى إِخْوانِهِ النَّبِيِّينَ والْمُرْسَلِينَ. وَرَضِيَ اللهُ عَنْ أُمَّهاتِ الْمُؤْمِنِينَ وَءالِ البَيْتِ الطَّاهِرِينَ وَعَنِ الخُلَفاءِ الرَّاشِدِينَ أَبي بَكْرٍ وعُمَرَ وَعُثْمانَ وَعَلِيٍّ وَعَنِ الأَئِمَّةِ المُهْتَدِينَ أَبي حَنِيفَةَ ومالِكٍ والشافِعِيِّ وأَحْمَدَ وَعَنِ الأَوْلِيَاءِ والصَّالِحِينَ أَمَّا بَعْدُ عِبادَ اللهِ فَإِنِّي أُوصِيكُمْ وَنَفْسِيَ بِتَقْوَى اللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ فَٱتَّقُوهُ.
وَٱعْلَمُوا أَنَّ اللهَ أَمَرَكُمْ بِأَمْرٍ عَظِيمٍ، أَمَرَكُمْ بِالصَّلاةِ وَالسَّلامِ عَلى نِبِيِّهِ الكَرِيمِ فَقالَ ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا (٥٦)﴾سورة الأحزاب/٥٦. اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وعَلى ءالِ سَيِّدِنا محمّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلى سَيِّدِنا إِبْراهِيمَ وعلى ءالِ سَيِّدِنا إِبْراهِيمَ وبارِكْ على سَيِّدِنا محمّدٍ وعلى ءالِ سَيِّدِنا محمّدٍ كَمَا بارَكْتَ على سَيِّدِنا إِبْراهِيمَ وعلى ءالِ سَيِّدِنا إِبْراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، يَقُولُ اللهُ تَعالى ﴿يَا أَيُّها النَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَىْءٌ عَظِيمٌ (١) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ (٢)﴾سورة الحج/١-٢، اَللَّهُمَّ إِنَّا دَعَوْناكَ فَٱسْتَجِبْ لَنَا دُعاءَنَا فَٱغْفِرِ اللَّهُمَّ لَنا ذُنُوبَنَا وَإِسْرافَنا في أَمْرِنا اللَّهُمَّ ٱغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ الأَحْياءِ مِنْهُمْ وَالأَمْواتِ رَبَّنا ءاتِنا في الدُّنْيا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذابَ النَّارِ اللَّهُمَّ ٱجْعَلْنَا هُداةً مُهْتَدِينَ غَيْرَ ضالِّينَ وَلا مُضِلِّينَ اللَّهُمَّ ٱسْتُرْ عَوْراتِنا وَءَامِنْ رَوْعاتِنا وَٱكْفِنا ما أَهَمَّنا وَقِنَا شَرَّ ما نَتَخَوَّفُ. عِبادَ اللهِ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإِحْسانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالبَغْيِ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ. اُذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يُثِبْكُمْ وَٱشْكُرُوهُ يَزِدْكُمْ، وَٱسْتَغْفِرُوهُ يَغْفِرْ لَكُمْ وَٱتَّقُوهُ يَجْعَلْ لَكُمْ مِنَ أَمْرِكُمْ مَخْرَجًا، وَأَقِمِ الصَّلاةَ.





بنت حواء 3 صفر 1440هـ / 13-10-2018م 23:28

خطب الجمعة خطب الجمعة المكتوبة خطب جمعة جاهزة خطب جمعة جديدة خطب جمعة قصيرة خطب جمعة مؤثرة
 
خطب خطب الجمعة خطب الجمعة المكتوبة خطب جمعة جاهزة خطب جمعة جديدة خطب جمعة قصيرة خطب جمعة مؤثرة خطب جمعة مؤثرة مكتوبة خطب جمعة مختصرة خطب جمعة مكتوبة خطب جمعة مكتوبة مؤثرة خطبة جمعة دروس دينية إسلامية

مواقع خطب الجمعة المكتوبة


خطبةُ الجُمعة خَطَرُ ومعاصي اللّسَان

بِسمِ اللهِ الرَّحمـنِ الرَّحِيم
الحَمْدُ للهِ الَّذِي خَلَقَ الإِنْسانَ فَسَوّاهُ فَعَدَلَه، في أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَه، وأَنْعَمَ عَلَيْهِ بِنِعَمٍ سابِغاتٍ ولَوْ شاءَ مَنَعَه، وشَقَّ لَهُ سَمْعَهُ وبَصَرَهُ وجَعَلَ لَهُ لِسانًا فَأَنْطَقَه، وخَلَقَ لَهُ عَقْلاً وكَلَّفَه. وصَلّى اللهُ وسَلَّمَ عَلى سَيِّدِنا محمَّدٍ صَفْوَةِ خَلْقِهِ وعَلى ءالِهِ الْمُطَهَّرِينَ وطَيِّبِ صَحْبِه.
إِخْـوَةَ الإِيمانِ إِنَّ نِعَمَ اللهِ تَعالى عَلَيْنا كَثِيرَةٌ لا نُحْصِيها وهُوَ تَعالى مالِكُنا ومالِكُ ما أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْنا وقَدْ أَوْجَبَ اللهُ عَلَيْنا شُكْرَ هَذِهِ النِّعَمِ وذَلِكَ بِأَنْ لا نَسْتَعْمِلَها في ما لَمْ يَأْذَنِ اللهُ بِهِ.. أَيْ أَنْ لاَ نَسْتَعْمِلَها في ما حَرَّمَهُ عَلَيْنا، فَمالُكَ أَخِي الْمُسْلِمَ نِعْمَةٌ مِنَ اللهِ تَبارَكَ وتَعالى فَلا تُنْفِقْهُ في غَيْرِ ما أَذِنَ اللهُ فِيه .. وبَدَنُكَ نِعْمَةٌ فَلا تَسْتَعْمِلْهُ في مَعْصِيَةِ الله .. ويَدُكَ نِعْمَةٌ فَلا تَسْتَعْمِلْها في ما لا يُرْضِي الله .. ورِجْلُكَ نِعْمَةٌ فَلا تَمْشِ بِها إِلى ما يُسْخِطُ اللهَ عَلَيْك .. وعَيْنُكَ نِعْمَةٌ فَلا تَنْظُرْ بِها إِلى ما نَهَى اللهُ عَنِ النَّظَرِ إِلَيْه .. وأُذُنُكَ نِعْمَةٌ فَلا تَسْتَمِعْ إِلى ما حَرَّمَ اللهُ الاِسْتِماعَ إِلَيْه .. ولِسانُكَ نِعْمَةٌ فَلا تَسْتَعْمِلْهُ في ما حَرَّمَ اللهُ النُّطْقَ بِهِ فَٱتَّقِ اللهَ أَخِي الْمُسْلِمَ ولا تَعْصِ اللهَ بِما أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْكَ ومَلَّكَكَ إِيّاهُ فَإِنَّكَ إِنْ عَصَيْتَهُ فَقَدْ عَصَيْتَ مَنْ تَجِبُ عَلَيْكَ طاعَتُهُ وظَلَمْتَ نَفْسَكَ، وَاللهُ لا يُحِبُّ الظّالِمِينَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَعْصِيَتِهِمْ رَبَّهُم.
إِنَّ اللِّسانَ إِخْوَةَ الإِيمانِ نِعْمَةٌ عَظِيمَةٌ شَرَّفَ اللهُ بِها الإِنْسانَ وَٱمْتَنَّ بِها عَلَيْهِ في القُرْءانِ الكَرِيمِ مُعَدِّدًا نِعْمَتَهُ عَلَيْهِ فَقالَ عَزَّ مِنْ قائِلٍ ﴿ أَلَمْ نَجْعَلْ لَّهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ ﴾[سورة البلد / 9-8]

إِلاَّ أَنَّ خَطَرَهُ عَظِيمٌ فَإِنَّ جِرْمَهُ صَغِيرٌ وجُرْمَهُ كَبِيرٌ أَيْ حَجْمُهُ صَغِيرٌ وما يَحْصُلُ بِهِ مِنَ الذَّنْبِ كَبِيرٌ ، وقَدْ حَذَّرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنْ خَطَرِ اللِّسانِ كَثِيرًا فَمِنْ ذَلِكَ ما صَحَّ في سُنَنِ التِّرْمِذِيِّ أَنَّ مُعاذَ بْنَ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ قُلْتُ يا نَبِيَّ اللهِ وإِنّا لَمُؤَاخَذُونَ بِما نَتَكَلَّمُ بِهِ فقالَ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَيا مُعاذُ وهَلْ يَكُبُّ النّاسَ في النّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَناخِرِهِمْ إِلاَّ حَصائِدُأَلْسِنَتِهِمْ اهـ
وَمِنْ حَصائِدِ الأَلْسِنَةِ الَّتِي تَكُبُّ النّاسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ في النّارِ الغِيبَةُ والنَّمِيمَةُ وهُمَا مِنْ أَسْبابِ عَذابِ القَبْرِ، فَإِنْ ذَكَرْتَ أَخاكَ الْمُسْلِمَ بِما فِيهِ بِما يَكْرَهُهُ في خَلْفِهِ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ وعَصَيْتَ رَبَّكَ، كَأَنْ تَقُولَ فِيهِ فُلانٌ سَيِّءُ الخُلُقِ أَوْ ضَعِيفُ الفَهْمِ أَوْ بَخِيلٌ أَوْ بَيْتُهُ وَسِخٌ أَوْ أَوْلادُهُ قَلِيلُو التَّرْبِيَةِ ونَحْوَ ذَلِكَ وقَدْ شَبَّهَ اللهُ تَبارَكَ وتَعالَى الغِيبَةَ بِأَكْلِ لَحْمِ أَخِيكَ مَيتًا فَقالَ ﴿ وَلاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَٱتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوّابٌ رَّحِيمٌ ﴾[ سورة الحجرات / 12] أَتُحِبُّ أَنْ يَأْكُلَ أَحَدٌ لَحْمَكَ مَيِّتًا أَوْ أَنْ تَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيكَ الْمُسْلِمِ مَيتًا ؟ قَطْعًا إِنَّكَ لا تُحِبُّ فَٱجْتَنِبِ الغِيبَة .
أَمّا النَّمِيمَةُ فَهِيَ أَنْ تَنْقُلَ كَلامَ شَخْصٍ إِلى ءاخَرَ لِتُفْسِدَ بَيْنَهُما وهَذا مِنَ الكَبائِرِ فَقَدْ قالَ رَسُولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ « لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَتّاتٌ »[رواه البخاري] أَيْ لا يَدْخُلُها مَعَ الأَوَّلِينَ لاِسْتِحْقاقِهِ العَذابَ في النارِ والقَتَّاتُ النَّمَّام.
ومِنْ حَصائِدِ الأَلْسِنَةِ الكَذِبُ وهُوَ الإِخْبارُ بِخِلافِ الواقِعِ عَمْدًا مَعَ العِلْمِ بِأَنَّهُ بِخِلافِ الواقِعِ فَإِيّاكَ والكَذِبَ جادًّا كُنْتَ أَمْ مازِحًا فَكُلُّ ذَلِكَ حَرامٌ. ومِنْها الحَلِفُ بِاللهِ كاذِبًا وهُوَ مِنَ الكَبائِرِ لِما فِيهِ مِنَ التَّهاوُنِ في تَعْظِيمِ اللهِ تَعَالى فَإِنْ كانَ فِيهِ اقْتِطاعُ حَقِّ مُسْلِمٍ بِهَذِهِ اليَمِينِ الكاذِبَةِ فَقَدْ أَوْجَبَ اللهُ لِفاعِلِ ذَلِكَ النارَ كَما أَخْبَرَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّمَ فِيما رَواهُ مُسْلِمٌ عَنْهُ في صَحِيحِه.
وإِيّاكَ أَخِي الْمُسْلِمَ مِنْ قَذْفِ الْمُسْلِمِ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنَ الْمُهْلِكاتِ وذَلِكَ بِأَنْ تَنْسُبَ إِلَيْهِ الزِّنَى ونَحْوَهُ وقَدْ تَساهَلَ كَثِيرٌ مِنَ النّاسِ في زَمانِنا بِقَذْفِ الْمُسْلِمِينَ والْمُسْلِماتِ بِقَوْلِهِمْ فُلانَةٌ الزّانِيَةُ أَوْ يا ابْنَ الزّانِيَةِ أَوْ يا أَخَا الزّانِيَةِ حَتَّى لا تَكادُ تَمُرُّ في طَرِيقٍ إِلاَّ ويَطْرُقُ سَمْعَكَ مِثْلُ هَذا الكَلامِ البَشِعِ القَبِيحِ وقَدْ قالَ عليْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ « اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقاتِ »[رواه مسلم] وذَكَرَ مِنْها قَذْفَ الْمُحْصَناتِ الغافِلاتِ الْمُؤْمِنات.
ومِنْ هَذِهِ الذُّنُوبِ الَّتِي هِيَ مِنْ جُرْمِ اللِّسانِ شَتْمُ الْمُسْلِمِ بِغَيْرِ حَقٍّ وهُوَ مِنَ الكَبائِرِ فَقَدْ قالَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ « سِبابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ »[رواه البخاري] وهَذا مِمَّا تَسَاهَلَ فِيهِ كَثِيرٌ مِنَ الناسِ فَإِيّاكَ أَخِي الْمُسْلِمَ مِنْ سَبِّ مُسْلِمٍ بِغَيْرِ حَقٍّ وَٱحْفَظْ لِسانَكَ فَقَدْ قالَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ « الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسانِهِ ويَدِهِ »[ رواه البخاري] مَعْناهُ الْمُسْلِمُ الكامِلُ هُوَ الَّذِي سَلِمَ الناسُ مِن لِسانِهِ ويَدِهِ وأَمّا مَنْ لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ فَلا يَكُونُ مُسْلِمًا كامِلاً. فَإِنْ كانَ شَتْمُهُ بِلَعْنٍ كَأَنْ يَدْعُوَ عَلَيْهِ بِاللَّعْنِ كَقَوْلِ بَعْضِهِمْ “لَعَنَ اللهُ فُلانًا ” أَيْ أَبْعَدَهُ مِنَ الخَيْرِ فَهُوَ أَشَدُّ وقَدْ قالَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ فِيما أَخْرَجَهُ البَيْهَقِيُّ في سُنَنِهِ « لَعْنُ الْمُسْلِمِ كَقَتْلِهِ » وهَذا لِبَيانِ عِظَمِ ذَنْبِه. ومِنْ ءافاتِ اللِّسانِ الاِسْتِهْزاءُ بِالْمُسْلِمِ بِكَلامٍ يَدُلُّ عَلى تَحْقِيرِهِ فَهُوَ داخِلٌ في إِيذاءِ الْمُسْلِمِ بِغَيْرِ حَقٍّ وهَذا مِمَّا يَفْعَلُهُ كَثِيرٌ مِنَ النّاسِ هَذِهِ الأَيّام.
ومِنْ أَخْطَرِ ما يَصْدُرُ مِنَ اللِّسانِ الكَلامُ الَّذِي هُوَ كُفْرٌ والعِياذُ بِاللهِ تَعالى. ومن الكفر أن يقول الشخص أنا لست مسلما ولو مازحا أو أن يسُب الله أو الأنبياء أو الملائكة أو دين الإسلام أو أن يستهزأ بذلك أو أن يقول عن شرب الخمر حلال ولا يعذر بالمزح أو الغضب. قال الله تعالى : ﴿ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ ﴾ (التّوبة ءاية ٧٤). وقَالَ رسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: « إِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ لا يَرىَ بِهَا بَأْساً يَهْوِي بِهَا فِي النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفاً » ـ رواهُ الترمذيُّ.
وليُعلَم أنَّ مَنْ كَفَرَ لا يَرجِعُ إلى الإسلامِ إلا بالنُّطقِ بالشهادتين أشهد أن لا إله إلاَّ الله وأشهد أنَّ مُحَمَّداً رسول الله، بعد رجوعه عن الكفر، فلا يرجع الكافر إلى الإسلام بقول أستغفِرُ اللهَ بل يَزيده ذلك كفرًا، ولا تنفعه الشَّهادتان ما دام على كفرِه لم يرجِع عنه. أنظر : كَيْفَ يُحَافِظُ المُسْلِمُ عَلَى إيـمَانِهِ: إجْتِناب الوُقوع في الرّدّةِ والكُفْرِ.
أَخِي الْمُسْلِمَ ما تَقَدَّمَ يَدُلُّكَ بِوُضُوحٍ عَلى خَطَرِ اللِّسانِ فَٱعْمَلْ حَمانِي اللهُ وإِيَّاكَ بِمَا قالَهُ رَسُولُ اللهِ صَلّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَنْ صَمَتَ نَجا اهـ وٱعْمَلْ بِما قالَهُ سَيِّدُنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ حَيْثُ أَمْسَكَ لِسانَهُ وخاطَبَهُ قائِلاً يا لِسانُ قُلْ خَيْرًا تَغْنَمْ وٱسْكُتْ عَنْ شَرٍّ تَسْلَمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَنْدَم إِنّي سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلَّمَ يَقُولُ « أَكْثَرُ خَطايا ابْنِ ءادَمَ مِن لِسانِه »[ رواه الطبراني وغيره] فَإِيّاكَ أَخِي الْمُسْلِمَ وَالاِسْتِهْزاءَ بِأَخِيكَ الْمُسْلِمِ بِكَلامٍ تَجِدُهُ سَهْلاً عَلى لِسانِكَ يَكُونُ سَبَبًا في عَذابِ النارِ يَوْمَ القِيامَةِ وإِيّاكَ وسَبَّ مُسْلِمٍ أَوْ لَعْنَهُ بِغَيْرِ حَقٍّ فَإِنَّكَ تَجِدُ وَبالَهُ يَوْمَ لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وإِيّاكَ أَنْ تَغْتابَ مُسْلِمًا فَيَكُونَ سَبَبَ عَذابِكَ في قَبْرِكَ وإِيّاكَ أَنْ تَرْمِيَ مُسْلِمًا أو مُسْلِمَةً بِالزِّنَى فَتَهْلِكَ في الآخِرَةِ فَالعاقِلُ مَنْ عَقَلَ لِسانَهُ ووَزَنَ قَوْلَهُ قَبْلَ أَنْ يَنْطِقَ بِهِ فَكُلُّ ما تَتَلَفَّظُ بِهِ يَكْتُبُهُ الْمَلَكانِ الْمُوَكَّلانِ بِذَلِكَ فَقَدْ قالَ اللهُ تَبارَكَ وتَعالى ﴿ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ اليَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (١٧) مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (١٨) وَجَآءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ (١٩) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (٢٠) وَجَآءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَآئِقٌ وَشَهِيدٌ (٢١) لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَحَدِيدٌ (٢٢) ﴾[سورة ق.]. هَذا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لي ولَكُم.
الخطبة الثانية
إِنَّ الحَمْدَ للهِ نَحمَدُهُ ونَستَعِينُهُ ونَستَهْدِيهِ ونَشْكُرُهُ، ونَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنا وَسَيِّئاتِ أَعْمالِنا، مَن يَهْدِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَن يُضْلِلْ فَلا هادِيَ لَهُ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ على سَيِّدِنا محمّدٍ الصادِقِ الوَعْدِ الأَمِينِ وعَلى إِخْوانِهِ النَّبِيِّينَ والْمُرْسَلِين. وَرَضِيَ اللهُ عَنْ أُمَّهاتِ الْمُؤْمِنينَ وَءالِ البَيْتِ الطَّاهِرينَ وَعَنِ الخُلَفاءِ الرَّاشِدِينَ أَبي بَكْرٍ وعُمَرَ وَعُثْمانَ وَعَلِيٍّ وَعَنِ الأَئِمَّةِ الْمُهْتَدِينَ أَبي حَنِيفَةَ ومالِكٍ والشافِعِيِّ وأَحْمَدَ وَعَنِ الأَوْلِيَاءِ والصَّالِحِينَ أَمَّا بَعْدُ عِبادَ اللهِ فَإِنِّي أُوصِيكُمْ وَنَفْسِيَ بِتَقْوَى اللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ فَٱتَّقُوهُ.
وَٱعْلَمُوا أَنَّ اللهَ أَمَرَكُمْ بِأَمْرٍ عَظِيمٍ، أَمَرَكُمْ بِالصَّلاةِ وَالسَّلامِ عَلى نِبِيِّهِ الكَرِيمِ فَقالَ ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا (٥٦)﴾[سورة الأحزاب.]. اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وعَلى ءالِ سَيِّدِنا محمّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلى سَيِّدِنا إِبْراهِيمَ وعلى ءالِ سَيِّدِنا إِبْراهِيمَ وبارِكْ على سَيِّدِنا محمّدٍ وعلى ءالِ سَيِّدِنا محمّدٍ كَمَا بارَكْتَ على سَيِّدِنا إِبْراهِيمَ وعلى ءالِ سَيِّدِنا إِبْراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، يَقُولُ اللهُ تَعالى ﴿يَا أَيُّها النَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَىْءٌ عَظِيمٌ (١) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ (٢)﴾[سورة الحج.]،اللـهم اهـدِنا فيمَن هـديت .. وعافـِنا فيمـَن عافـيت .. وتولنا فيمن توليت .. وبارك لنا فيما أعطيت .. وقِـنا شـر ما قضيت .. انك تقضي ولا يـُقضى عليك.. اٍنه لا يذل مَن واليت .. ولا يعـِـزُ من عاديت .. تباركت ربنا وتعـاليت .. لك الحمد على ما قـضيت .. ولك الشكر على ما أعـطيت .. نستغـفـُرك اللـهم من جميع الذنوب والخطـايا ونتوب اٍليك. اللهم أقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معـصيتك .. ومن طاعـتك ما تبلّـغـُـنا به جنتَـك .. ومن اليقـين ما تُهـّون به عـلينا مصائبَ الدنيا .. ومتـّعـنا اللهم باسماعِـنا وأبصارِنا وقـواتـِنا ما أبقـيتنا .. واجعـلهُ الوارثَ منـّا .. واجعـل ثأرنا على من ظلمنا.. وانصُرنا على من عادانا .. ولا تجعـل مصيبـتَـنا في ديـننا .. ولا تجعـل الدنيا أكبرَ هـمِنا .. ولا مبلغَ علمِنا .. ولا اٍلى النار مصيرنا .. واجعـل الجنة هي دارنا .. ولا تُسلط عـلينا بذنوبـِنا من لايخافـُـك فينا ولا يرحمـنا..وأعـتـق رقابنـا من النـار …. اللـهم تـقبـل منـا اٍنك أنت السميـع العـليم .. وتُب علينا اٍنك أنت التواب الرحيم اللهـم أحـسِـن عاقبتنا في الأمـور كلـها .. وأجـرِنا من خِـزي الدنيا وعـذاب الآخـرة اللهـم اٍنا نسألك اٍيمانـًا كاملاً .. ويقـينـًا صادقـًا .. وقـلبًا خاشعًا ..ولسانًا ذاكرًا ..وتوبة نصوحة.. وتوبة قبل الموت .. وراحة عند الموت .. والعـفـو عـند الحساب .. ونسألك الجنةَ ونعـيمَها .. ونعـوذ بك من النار .. يارب العـالمين. يا ذا الجلال والاكـرام. اللهم اغـفـر لنا ذنوبنا … اللهُـم اٍنا نسألك عـيشةً نقـيةً .. وميتةً سويةً .. ومـَرَداً غـير مخـزٍ ولا فـاضِـح اللـهُم اٍنا نعـوذ ُ بك من زوال نعـمتِك .. وتحـوّل عافيتـِك .. وفَجأةِ نِقـمتـِك .. وجميعِ سَخطـِك اللـهم اٍنا نعـوذ ُ بك من يومِ السوء .. ومن ليلةِ السوء .. ومن ساعةِ السوء .. ومن صاحبِ السوء .. ومن جـار السوء. اللـهم اٍنـا عـبيدُك .. بنو عبيدك ..بنو اٍمائك .. نواصِـينا بيدك .. ماضٍ فـينا حُكمك .. عـدلٌ فينا قضاؤك .. نسألك بكلِ اسم هـو لك .. سمّيتَ به نفـسَـك .. أو أنزلتـَهُ في كتابك .. أو عـلّمته أحـداً من خلقـِك .. أو استأثرت به في عـِلم الغـيبِ عندك .. أن تجعـل القرآن الكريم ربيعَ قلوبنا .. ونورَ صدورنا ..وجَلاء حُـزننا .. وذهاب هـمِنا وغـمِنا . اَللَّهُمَّ إِنَّا دَعَوْناكَ فَٱسْتَجِبْ لَنَا دُعاءَنَا فَٱغْفِرِ اللَّهُمَّ لَنا ذُنُوبَنَا وَإِسْرافَنا في أَمْرِنا اللَّهُمَّ ٱغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ الأَحْياءِ مِنْهُمْ وَالأَمْواتِ وٱحْفَظْ أَلْسِنَتَنا مِمَّا يُدْخِلُ النّارَ وأَلْهِمْنا أَنْ نَسْتَعْمِلَ أَلْسِنَتَنا وسائِرَ جَوارِحِنا في ما يُرْضِيكَ رَبَّنا فَإِنَّ الْمَعْصُومَ مَنْ عَصَمْتَهُ والْمُوَفَّقَ مَنْ وَفَّقْتَهُ والْمَخْذُولَ مَنْ أَشْقَيْتَهُ، رَبَّنا ءاتِنا في الدُّنْيا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذابَ النَّارِ اللَّهُمَّ ٱجْعَلْنَا هُداةً مُهْتَدِينَ غَيْرَ ضالِّينَ وَلا مُضِلِّينَ اللَّهُمَّ ٱسْتُرْ عَوْراتِنا وَءَامِنْ رَوْعاتِنا وَٱكْفِنا ما أَهَمَّنا وَقِنَا شَرَّ ما نَتَخَوَّفُ ، اللَّهُمَّ ٱجْزِ مشائخنا رَحَماتُ اللهِ عَلَيْهِم عَنَّا خَيْرًا. عبادَ اللهِ ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾، اذكُروا اللهَ العظيمَ يذكرْكُمْ واشكُروهُ يزِدْكُمْ، واستغفروه يغفِرْ لكُمْ واتّقوهُ يجعلْ لكُمْ مِنْ أمرِكُمْ مخرَجًا، وَأَقِمِ الصلاة.
ومن الكفر أن يقول الشخص أنا لست مسلما ولو مازحا أو أن يسُب الله أو الأنبياء أو الملائكة أو دين الإسلام أو أن يستهزأ بذلك أو أن يقول عن شرب الخمر حلال ولا يعذر بالمزح أو الغضب.
وليُعلَم أنَّ مَنْ كَفَرَ لا يَرجِعُ إلى الإسلامِ إلا بالنُّطقِ بالشهادتين أشهد أن لا إله إلاَّ الله وأشهد أنَّ مُحَمَّداً رسول الله، بعد رجوعه عن الكفر، فلا يرجع الكافر إلى الإسلام بقول أستغفِرُ اللهَ بل يَزيده ذلك كفرًا، ولا تنفعه الشَّهادتان ما دام على كفرِه لم يرجِع عنه.

بنت حواء 3 صفر 1440هـ / 13-10-2018م 23:32

خطبة الجمعة تحريم الكذب في الجد والمزح
 
خطبة الجمعة تحريم الكذب في الجد والمزح

خطب خطب الجمعة خطب الجمعة المكتوبة خطب جمعة جاهزة خطب جمعة جديدة خطب جمعة قصيرة خطب جمعة مؤثرة خطب جمعة مؤثرة مكتوبة خطب جمعة مختصرة خطب جمعة مكتوبة خطب جمعة مكتوبة مؤثرة خطبة جمعة دروس دينية إسلامية


بِسمِ اللهِ الرَّحمـنِ الرَّحِيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهدِ الله فلا مُضلّ له ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ ولا مثيل ولا شبيه له مَن بعثَه اللهُ رحمةً للعالمين هاديًّا ومبشرًا ونذيرًا بلّغَ الرسالةَ وأدى الأمانةَ ونصحَ الأمّة وجاهد في الله حق جهاده فجزاهُ اللهُ عنا خيرَ ماجزَى نبيًّا من أنبيائه، اللهم صلِّ على سيدنا محمد وعلى ءال سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى ءال سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى ءال سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى ءال سيدنا إبراهيم إنك حميد مجيد.
أما بعدُ عبادَ الله، فإني أوصي نفسي وإياكم بتقوى اللهِ العلي العظيم والعملِ بشريعتِهِ والاستِنَانِ بِسُنَّةِ نبِيِّهِ صلّى اللهُ عليه وسلم. واعلموا أن الله عزَّ وجلَّ يقول في القرآن الكريم : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [سورة التوبة آية 119].
إخوةَ الإيمان، إنَّ الله سبحانَه وتعالى قد أمرنا بفعل الخير ونهانا عنِ الشرِّ، وكذا رسولُه الكريمُ فقد أَرسَلَهُ ربنا مُعلِّمًا النَّاسَ الخيرَ داعيًا لهم إلى مَكَارِمِ الأّخلاقِ ومحاسِنِها كما قالَ عليه الصلاةُ والسَّلام « إنَّما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكارمَ الأخلاق » [السنن الكبرى للبيهقي].
وإنَّه مِنْ عَظيمِ الصِّفاتِ التي أمرَ اللهُ تعالى بها وحثَّ عليها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الصِّدقُ، ومِن أَخْبَثِ الصِّفاتِ التي نَهَى عَنْهَا الكَذِبُ.
فقد روى الإمامُ مسلمٌ في صَحيحِهِ عَنْ عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رضي الله عنه أنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم « عليكم بالصِّدقِ فإنَّ الصِّدقَ يَهدِي إلى البِرِّ وإنَّ البِرَّ يَهدِي إلى الجنة، وما يَزَالُ الرجل يَصْدُقُ ويَتَحَرَّى الصِدْقَ حتى يُكتَبَ عِندَ اللهِ صِدِّيقا، وإيَّاكم والكَذِبَ فإنَّ الكذِبَ يَهدِي إلى الفجورِ (أي هو وسيلة إلى ذلك، أي طريقٌ يوُصل إلى ذلك) وإنَّ الفجورَ يهدِي إلى النَّارِ وما يزالُ الرجل يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الكَذِبَ حتى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًّا ».
قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَىَ الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَىَ الْجَنَّةِ، وإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَىَ الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَىَ النَّارِ ». قال العلماء: معناه: إن الصدق يهدي إلى العمل الصالح الخالص من كل مذموم، والبر اسم جامع للخير كله. وأما الكذب فيوصل إلى الفجور، وهو الميل عن الاستقامة. وقيل: الانبعاث في المعاصي.
وفي رواية: « عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَىَ الْبِرِّ، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ ». قال العلماء: هذا فيه حث على تحري الصدق وهو قصده والاعتناء به، وعلى التحذير من الكذب والتساهل فيه، فإنه إذا تساهل فيه كثر منه فعرف به، وكتبه الله لمبالغته صديقًا إن اعتاده، أو كذابًا إن اعتاده.
ومعنى [يُكْتَب] هنا يحكم له بذلك ويستحق الوصف بمنزلة الصديقين وثوابهم أو صفة الكذابين وعقابهم.
والمراد: إظهار ذلك للمخلوقين إما بأن يكتبه في ذلك ليشتهر بحظه من الصفتين في الملأ الأعلى، وإما بأن يلقى ذلك في قلوب الناس وألسنتهم كما يوضع له القبول والبغضاء وإلا فقدر الله تعالى وكتابه السابق قد سبق بكل ذلك، والله أعلم.اهـ
والكذب إخوة الإيمان وهو ما نريد بسط الكلام فيه، هو الكلام على خلاف الواقع إذا كان يعلم أنه بخلاف الواقع، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم ورهّب من الكذب لأنه يوصل إلى الفجور وهو الميل إلى الفساد والشرور. وإذا تكرر الكذب أصبح عادة وطبيعة يصعب الخلاص منها وعندها يُكتب الإنسان كذابا، نسأل الله تعالى أن يجعلنا مع الصادقين.
والكذِبُ إخوةَ الإيمان منه ما هو منَ الكبائرِ ومنه ما يكونُ منَ الصغائرِ ومنه ما يكونُ كفرًا والعياذُ باللهِ تعالى. فإنْ كانَ الكذِبُ لا ضررَ فيه لمسلمٍ فهو مِنَ الصغائر، والصغيرةُ لا يُتَهَاونُ بها، لأنَّ الجبالَ مِنَ الحصىَ. فقد رَوَى أَحْمَدُ وَالطَّبَرانِيّ أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم قال: « إِيَّاكُمْ وَمَحَقَّرِاتِ الذُنوبِ فَإنَّمَا مَثَلُ مُحَقَّرَاتِ الذُنُوبِ كَمَثَلِ قَوْمٍ نَزَلُوا بَطْنَ وَادٍ فَجَاءَ ذَا بِعُودٍ وَجَاءَ ذَا بِعُودٍ حَتَّى حَمَلُوا مَا أَنْضَجُوا بِهِ خُبْزَهُم وَإنَّ مُحَقِّرَاتِ الذُنُوبِ مَتَى يُؤْخَذْ بِهَا صَاحِبُهَا تُهْلِكْهُ » والمراد بالْمُحَقّرَاتِ الصَّغَائِرُ. ودلّ الحديث الشريف على أنَّ الصَّغَائِرَ أَسْبَابٌ تُؤَدِي إِلى ارْتِكابِ الكَبَائِرِ، فَكَمْ مِنْ صَغِيرَةٍ يَحْقِرُهَا فَاعِلُهَا فَيَفْعَلُهَا فَتَسُوقُهُ إِلى كَبِيرَةٍ، وقد تسوقه إلى الكفر، ولذا قال بعضُ السلف: ” المعاصي بريدُ الكفر كما أن الحمى بريد الموت ” [شعب الإيمان للبيهق]. عافانا اللهُ تعالى من كل الشّر.
وإما إنْ كانَ الكذبُ فيهِ ضررٌ يَلحَقُ مسلمًا فهو مِنْ كبائرِ الذُّنوبِ والعياذُ بالله تعالى. وَمِنَ الكَذِبِ القَبيحِ الكذِبُ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فإنه فاحشة عظيمة وموبقة كبيرة، ولا فرق في تحريم الكذب عليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم بين ما كان في الأحكام، وما لا حكم فيه كالتَّرغيب والتَّرهيب والمواعظ وغير ذلك، فكلُّه حرام من أكبر الكبائر وأقبح القبائح، بإجماع المسلمين. وقد قالَ عليه الصلاةُ والسَّلام « إِنَّ كَذِبًا عَليَّ لَيسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَد، فَمَنْ كَذَبَ عَليَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ » رواه الشيخان.
وإذا كانَ في هذا الكذِبِ تحليلُ مُحرَّمٍ بالإجماعِ مَعْلُومٍ مِنَ الدِّيْنِ بالضَّرُورَةِ مما لا يَخْفَى عليه كالزِّنَى واللواطِ وَالقَتْلِ وَالسَّرِقَةِ والغَصْبِ أو تحريمُ حَلالٍ ظَاهِرٍ كذلك كالبيعِ والنِّكاحِ فهو كفرٌ والعياذُ بالله تعالى، كما يَفْتَرِي بَعْضُهُم لِيُضْحِكَ الناسَ فيقول قال الله تعالى: ” إذا رأيتَ الأَعمَى فَكُبَّهُ على وَجْهِهِ إِنَّكَ لستَ أَكْرَمَ مِنْ رَبهِ ” فهذا كفرٌ والعياذُ بالله مِنْ ذلك. أنظر : كَيْفَ يُحَافِظُ المُسْلِمُ عَلَى إيـمَانِهِ: إجْتِناب الوُقوع في الرّدّةِ والكُفْرِ.
واعلَمُوا إخِوةَ الإيمانِ أنَّ الكذِبَ سواءٌ قاله مازِحًا أو جادًا حرامٌ، إن أرادَ أن يُضحَكَ القوم أم لا، فهذا حرام، قال عليه الصلاة والسلام عنِ الكَذِبِ: « لا يَصْلُحُ الكَذِبُ في جِدٍّ ولا هَزْلٍ » [رواه ابن أبي شيبة في مصنفه]. وقال عليه الصلاة والسلام: « وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ القَوْمَ ثم يَكْذِبُ لِيُضْحِكَهُم وَيْلٌ لَهُ ووَيْلٌ لهُ » [رواه أحمد في مسنده].
فمما ينبغي أن يُحَذَّرَ منه إخوةَ الإيمانِ ما يُسمِّيهِ بعضُ الناسِ كَذْبَةَ أوَّلِ نَيسان فالكَذِبُ المحرَّمُ حرامٌ في أولِ نيسان وفي غَيرِه. ويحصُلُ فيه وفي كثيرٍ مِنَ الأَحيانِ تَرويعٌ للمسلمِ فيقولُ له الكاذبُ مَثلاً إنَّ ابنَكَ ماتَ أو حَصَلَ مَعَ زَوجَتِكَ كذا وكذا، فيُخِيفُهُ وَيُرَوِّعُهُ والعياذُ بالله تعالى، وفي مُسندِ الإمامِ أحمدَ عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: حدثنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يسيرون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير فنام رجل منهم فانطلق بعضهم إلى نَبْلٍ معه فأخذها فلما استيقظ الرجل فزع، فضحك القوم فقال: ما يضحككم فقالوا: لا إلا أنا أخذنا نبل هذا ففزع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحلُّ لمسلمٍ أنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا. اهـ
فالكَذِبُ أيها الأحبة لا يَصْلُحُ في جِدٍّ ولا في هَزْلٍ أي مَزْحٍ ولو كان المقصَدُ إضحاكَ الحاضرين ولو لم يَكُنْ فيهِ إيذاءٌ للنَّاسِ فهو حرام ولقد قال رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلم « إِنِّي لأَمْزحُ وَلا أَقُولُ إلا حَقّا » [رواه الطبراني في المعجم الكبير]. فَأَخبَرَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في حَدِيثِهِ هذا أَنَّهُ يمزَحُ ولكِنْ لا يَقُولُ إِلا حَقًّا أي أنَّ الرَّسولَ صلى الله عليه وسلم لا يَكْذِبُ.
كما ونحذِّرُكُم مِن قَوْلِ بَعْضِ النَّاسِ ” الكَذِبُ مِلْحُ الرِّجال ” وقولِ بعضٍ ” وَعَيْب على اللي بِيُصْدُق” فإنهما من الكفرٌ الصريح لأن الأول فيه استحسان لما هو معلوم بين المسلمين قُبْحُهُ في الدين وفي الثاني استقباحٌ لما هو معلوم حسنه في الدين فكلاهما يلزم منه تكذيب الدين والعياذ بالله تعالى.
فَاحذَرُوا مِنَ الكَذِبِ إخوةَ الإيمان وحَذِّرُوا مِنْه فإنَّهُ عادَةٌ خبيثةٌ إنْ دَلَّتْ على شىءٍ فإنها تَدُلُّ على خُبْثِ طَبْعِ صاحِبِها فاَّتقُوا اللهَ وَكُونوا معَ الصَّادِقين.
اللهمَّ احْفَظْنَا مِنَ الكذِبِ والحرَامِ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِين والحمد لله رب العالمين

بنت حواء 3 صفر 1440هـ / 13-10-2018م 23:33

خطبة الجمعة عن بِرِّ الأمّ والأب
 
خطبة الجمعة عن بِرِّ الأمّ والأب




بِسمِ اللهِ الرَّحمـنِ الرَّحِيم
الخطبة الأولى :
إنّ الحمدَ للهِ نحمَدُه ونستعينُه ونستغفرُه ونستهْدِيهِ ونشكُرُه ونعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنفسِنا وسيّئاتِ أعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لهُ ومَنْ يُضْلِلْ فلا هادِي لهُ. وأشهدُ أنْ لا إلـهَ إلا اللهُ وأشهدُ أنَّ سيّدَنا وحبيبَنا وعظيمَنا وقائدَنا وقرَّةَ أعينِنَا محمّدًا عبدهُ ورسولهُ وصفيُّه وحبيبُه، صلَّى اللهُ وسلَّمَ عليهِ وعلى كلّ رسولٍ أَرْسَلَهُ.
أمَّا بعدُ عبادَ اللهِ فإنّي أوصيكُمْ ونَفْسِي بِتَقْوى اللهِ العلِيّ العَظيمِ القائِلِ في مُحْكَمِ التَنْزيل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [سورة الحشر] .
إخوةَ الإيمانِ، منْ أرادَ النجاحَ والفلاحَ فلْيَبَرَّ أبَوَيْهِ، فإنَّ مَنْ بَرَّ أبَوَيْهِ تَكونُ عاقِبَتُهُ حميدةً، فَبِرُّ الوالِدَيْنِ بَرَكَةٌ في الدُّنْيا والآخرةِ.
يقولُ ربُّ العِزَّةِ في مُحْكَمِ كتابِهِ: ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ﴾ [سورة البقرة] الآية. ويقولُ تعالى في كتابِهِ العظيمِ: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ﴾ [سورة النساء] . ويقولُ تعالى في كتابِهِ العظيمِ: ﴿ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ﴾ [سورة الأنعام] . ويقولُ تَعالى: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ﴾ [سورة الإسراء] الآية. فكَمْ هوَ عظيمٌ بِرّ الوالدينِ، وكَمْ هوَ عظيمٌ بِرُّ الأمّهاتِ، وبر الآباء. واسمَعُوا مني هذِهِ القِصَّةَ.
يقولُ الرَّاوي: ذاتَ يومٍ شَعَرَتِ امرأةٌ بِدُوارٍ وسقَطَتْ على الأرضِ فسارعَ زوجُها وأخذها إلى الطبيب الذي قال لزوجها إنها حامل. تلكَ كانَتِ البِدايَةُ ومعها بَدَأَتْ معاناةُ الحملِ مِنْ شهرٍ إلى شَهْرٍ حتّى دخلَت المرأة في الشَّهْرِ التاسِعِ وءانَ أوانُ الوِلادَةِ، أَتَتِ القابِلَةُ وشَرَعَتْ في عَمَلِهَا وبدَأَ الطَّلْقُ يَشْتَدُّ والأُمُّ تَصْرُخُ حتّى وضَعَتِ الطّفْلَ وكانَ ذَكَرًا وهَدَأَتِ الأُمُّ ثمَّ ما لَبِثَتْ أنْ لَفَظَتْ أنْفاسَهَا الأَخيرةَ وماتَتْ، أي ماتَتْ بِجُمْعٍ أي بِسَبَبِ الوِلادَةِ فهِيَ شَهيدَةٌ، وتَزَوَّجَ الزوج بامْرَأَةٍ أُخْرَى تُعينُهُ في هذه الحياةِ. وشيئًا فشيئًا كَبِرَ هذا الطفلُ حتى أصبحَ في سنّ الثلاثين، وكانَ أبوهُ قدْ أَخْبَرَهُ بِقِصَّةِ ولادَتِهِ ووفاةِ أُمِّهِ فكانَ يَتَرَدَّدُ إلى المقبرةِ لزيارةِ أمِّهِ من حينٍ إلى ءاخرَ ويقرأُ لها شيئًا منَ القرءانِ، وكان يتمنى لو أنه رءاها ولو لمرة واحدة. في أحَدِ الأيّامِ تُوفّيَ أحدُ أقارِبِهِ فذهَبَ معَ والِدِهِ يُواسِيْهِ وانطلَقَتِ الجنازَةُ إلى المقبرَةِ ولم يكنْ متيسرًا سِوَى قَبْرٍ واحِدٍ هوَ ذاكَ القبرُ الذي ضمَّ هذهِ الأمَّ. بدأَ الحفّارُ يَعْمَلُ بِحَفْرِ القَبْرِ ثُمَّ أزالَ تِلْكَ البِلاطَةَ الكبيرةَ لِيَضَعَ الميتَ في القبرِ وهنا كانتِ المفاجأَةُ الكُبْرَى فقدْ وَجَدُوا هذهِ الأمَّ كما هيَ يَوْمَ دفَنوهَا منذُ ثلاثينَ عامًا لمْ يَتَغَيّرْ منها شىءٌ، وكانَتْ هذه المَرَّةَ الأولى التي يَرَى الولَدُ أُمَّهُ فَنَزَلَ إلى القَبْرِ وبَدَأَ يُقبّلُ وَجْنَتَيْها وهُوَ يَبْكِي وَسَطَ ذُهولِ الحاضرينَ الذينَ بدأوا بالتَّكبيرِ والتَّهْليلِ والبُكاءِ. وتذَكَّرْ أخيرًا أيُّها الابْنُ أنَّكَ لَنْ تُوَفّيَ حقَّ أُمّكَ ولا بِطَلْقَةٍ واحِدَةٍ مِنْ ءالامِ الوِلادَةِ .
اللهمَّ إنَّا نَسْألُكَ العَفْوَ والعَافِيَةَ في الدُّنْيا والآخِرَةِ .
هذا وأستغْفِرُ اللهَ العظيمَ لي ولَكُمْ.
الخطبةُ الثانيةُ:
إنَّ الحمدَ للهِ نحمَدُه ونستعينُه ونستغفرُه ونستهْدِيهِ ونشكُرُه ونعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنفسِنا وسيّئاتِ أعْمَالِنا مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لهُ ومَنْ يُضْلِلْ فلا هادِي لهُ، والصَّلاةُ والسلامُ على سيّدِنَا محمدٍ وعلى إِخْوانِهِ النَّبِيّينَ والمُرْسَلينَ وءالِ كلٍّ والصَّالِحِينَ.
أمّا بعدُ عبادَ اللهِ، فإنِّي أوصيكُمْ ونَفْسِي بِتَقْوى اللهِ وبالتمسّكِ بهديِ رسولِهِ الكريمِ عليهِ أفضلُ الصَّلاةِ والتَّسليمِ القائِلِ في حديثِهِ الشَّريفِ: « كلُّ الذنوبِ يُؤَخّرُ اللهُ مِنْها ما شاءَ إلى يَوْمِ القيامَةِ إلاّ عقوقُ الوالدينِ فإنَّهُ يُعَجَّلُ لِصاحِبِهِ » رواهُ الحاكِمُ، أيْ يُعَجَّلُ لهُ في العقوبةِ، اللهُ يُعاقِبُهُ في الدُّنْيَا قبلَ يومِ القِيَامَةِ، فَكُلُّنَا مَأْمورٌ بِأَنْ يَبَرَّ والِدَيْهِ فإِذا أَمَرَ أحدُ الوالدينِ وَلَدَهُ بِأَنْ يَفْعَلَ أَمْرًا مُبَاحًا أوْ يَتْرُكَهُ وكانَ يَحْصُلُ لَهُما غَمٌّ إنْ خالَفهُمَا فَيَجِبُ عَلَيْهِ أنْ يُطيعَهُمَا في ذلِكَ، أمَّا إنْ أَمَرَهُ أَحَدُ والدَيْهِ بِمَعْصِيَةٍ فلا يُطِيعُهُ في ذلِكَ، فقدْ قالَ الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم: لا طاعَةَ لِمَخْلوقٍ في مَعْصِيَةِ الخالِقِ . وبِرُّ الوالدَيْنِ المُسْلِمَيْنِ لا يكونُ فقطْ في حالِ حياتِهِمَا بلْ يكونُ أيْضًا بعدَ وفاتِهِمَا فالوَلَدُ إِنِ اسْتَغْفَرَ لِوَالِدَيْهِ المُسْلِمَيْنِ بعدَ مَوْتِهِمَا يَنْتَفِعَانِ بِهَذا الاسْتِغْفارِ ويَلْحَقُهُمَا ثوابٌ كبيرٌ فَيُعْجَبَانِ مِنْ أَيّ شَىءٍ جاءَهُمَا هذا الثَّوابُ فَيَقولُ الملَكُ: هذا مِنَ اسْتِغْفَارِ وَلَدِكُمَا لَكُمَا بَعْدَكُمَا.
إخوةَ الإيمانِ والإسلامِ يقولُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: « ثلاثُ دَعَواتٍ مُسْتَجاباتٌ لا شَكَّ فيهِنَّ دَعْوَةُ المَظْلومِ وَدَعْوَةُ المسافِرِ ودَعْوَةُ الوالِدِ على وَلَدِهِ » . هذا مَعْنَاهُ إنْ دَعَا عليهِ بِحَقّ، أمَّا إنْ دَعَا عليْهِ بِغَيْرٍ حَقّ فلا يَضُرُّهُ ذلِكَ. نَسْأَلُ اللهَ عزَّ وجَلَّ أنْ يَجْعَلَنَا مِنَ الذينَ يَسْتَمِعونَ القَوْلَ فَيَتَّبِعونَ أَحْسَنَهُ إنَّهُ على كُلّ شَىءٍ قَدير.
واعلَموا أنَّ اللهَ أمرَكُمْ بأمْرٍ عظيمٍ، أمرَكُمْ بالصلاةِ والسلامِ على نبيِهِ الكريمِ فقالَ: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ اللّهُمَّ صَلّ على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا صلّيتَ على سيّدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيم، وبارِكْ على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا بارَكْتَ على سيّدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيمَ إنّكَ حميدٌ مجيدٌ، يقول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَىْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴾ ، اللّهُمَّ إنَّا دعَوْناكَ فاستجبْ لنا دعاءَنا فاغفرِ اللّهُمَّ لنا ذنوبَنا وإسرافَنا في أمرِنا، اللّهُمَّ اغفِرْ للمؤمنينَ والمؤمناتِ الأحياءِ منهُمْ والأمواتِ، ربَّنا ءاتِنا في الدنيا حسَنةً وفي الآخِرَةِ حسنةً وقِنا عذابَ النارِ، اللّهُمَّ اجعلْنا هُداةً مُهتدينَ غيرَ ضالّينَ ولا مُضِلينَ، اللّهُمَّ استرْ عَوراتِنا وءامِنْ روعاتِنا واكفِنا مَا أَهمَّنا وَقِنَا شَرَّ ما نتخوَّفُ. عبادَ اللهِ إنَّ اللهَ يأمرُ بالعَدْلِ والإحسانِ وإيتاءِ ذِي القربى وينهى عَنِ الفحشاءِ والمنكرِ والبَغي، يعظُكُمْ لعلَّكُمْ تذَكَّرون . اذكُروا اللهَ العظيمَ يذكرْكُمْ، واشكُروهُ يزِدْكُمْ، واستغفروه يغفِرْ لكُمْ، واتّقوهُ يجعلْ لكُمْ مِنْ أمرِكُمْ مخرَجًا، وَأَقِمِ الصلاةَ.


الساعة الآن » 04:06.

Powered by vBulletin
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd