الإبداع الفضائي

الإبداع الفضائي (https://www.fadaeyat.co/)
-   المواضيع الإسلامية (https://www.fadaeyat.co/f5/)
-   -   ثوابت الإيمان بعد رمضان (https://www.fadaeyat.co/fadaeyat1401/)

ابو نضال 5 شوال 1429هـ / 5-10-2008م 23:06

ثوابت الإيمان بعد رمضان
 
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه.

لقد أكرمنا الله سبحانه وتعالى بصيام وقيام شهر رمضان، هذا الشهر العظيم الذي يجمع ألوانًا من الطاعات؛ من الصيام إلى القيام إلى تلاوة القرآن.



رمضان بين الأمل والألم

هذا الشهر العظيم الذي يُشعرنا بالأمل والألم، الأمل الذي نجده مع إطلالة شهر رمضان، من إقبالٍ للناس على صلاة الجماعة، حتى إننا نجد الحضور في صلاة الفجر كصلاة الجمعة، ونرى كتاب الله وقد قام بقراءته الألوف المؤلفة من المسلمين، وتكثر الصدقات من أهل الخير، فهذا يُشعرنا بالأمل في أمتنا، وما إن انقضى رمضان حتى نشعر بالألم، الألم على مساجدنا الخاوية والخالية من المصلين، الألم على مَن يهجرون الصيام والقيام وتلاوة القرآن.



ثوابت الدنيا والآخرة

كثيرٌ من الناس مَن يهتم بثوابته الدنيوية، ونجد أنَّ الناس لا يتراجعون عن هذه الثوابت، في حين أن الله سبحانه وتعالى عندما ذكر الدنيا في القرآن ذكرها مائة وإحدى عشرة مرة، وكذلك الآخرة ذُكرت مائة وإحدى عشرة مرة، فهذا يُرشدنا إلى أهمية التوازن بين الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾ (آل عمران: من الآية 185)، وقال: ﴿وَمَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾ (الشورى: من الآية 35)؛ فالذي يرجو الآخرة يحافظ على ثوابت الإيمان كما يحافظ على ثوابت الدنيا.



ثوابت الإيمان بعد رمضان

الثوابت التي يجب أن يحافظ عليها المسلم بعد رمضان كثيرة؛ فمن هذه الثوابت:

1- الانتقال من زيارة المساجد إلى عمارتها؛ ذلك أن الله سبحانه وتعالى قال: ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنْ الْمُهْتَدِينَ﴾ (التوبة: 18)؛ فكم نحن في حاجةٍ إلى عمارة بيوت الله!، وكم نحن نعاني من الزوار!، فلنعاهد الله سبحانه وتعالى على أن نكون من عمَّار المساجد، ونتبرَّأ من الشيطان الذي يمنعنا من أن نكون من عُمَّار المساجد، والمساجد بيوت الله، التي منها تخرج القادة العظام، أمثال صهيب وعمار وبلال؛ حيث قادوا الأمة إلى أمجادها وعزها.



2- الانتقال من قراءة القرآن إلى الفهم والتدبر والتعايش مع القرآن؛ حيث قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا﴾ (آل عمران: من الآية 103)، وذكر مسلم من حديث سُهَيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ اللهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاثًا، وَيَسْخَطُ لَكُمْ ثَلاثًا، يَرْضى لَكُمْ: أنْ تَعْبدُوهُ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وأنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا، وأنْ تُنَاصِحُوا مَنْ وَلاَّهُ اللهُ أمْرَكُمْ. وَيَسْخَطُ لَكُمْ ثَلاثًا: قيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وإِضَاعَةَ الْمَالِ"، وكتاب الله هو حبل الله المتين، وهو الصراط المستقيم؛ فبفهم القرآن وتدبره والتعايش معه نصل إلى تطبيق القرآن دستورنا الذي ينادي به كثير من المسلمين.



3- الانتقال من صيام رمضان إلى صيام الدهر: والسنن النوافل التي سنَّها النبي صلى الله عليه وسلم من سنة الصيام كثيرة؛ فمن صيام الست من شوال إلى الأيام البيض 13- 14- 15 من كل شهر هجري، إلى صيام عرفة وتاسوعاء وعاشوراء، فهذه النوافل تُبقي الإنسان على تواصلٍ مع الله عزَّ وجل.



4- الانتقال من حصر أعمال الخير والبر في رمضان إلى كلِّ أيام وأشهر العام؛ فمؤسسات العمل الخيري كثيرة منتشرة في أرجاء البلاد، وهي تفتح أبوابها لكل الناس، وتستقبل الصدقات والزكاة من المسلمين على مدار العام، فحبذا لو خصص المسلم ولو القليل من راتبه لمؤسسات العمل الخيري.



متطلبات المدوامة على الثوابت

لكي يستطيع المسلم أن يداوم على هذه الثوابت لا بد له بعد توفيق الله سبحانه وتعالى له أن يتمسك بأمرين اثنين:

1- العلم: ذلك أن الله سبحانه وتعالى رفع مقام العالم، وحثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على طلب العلم؛ فقد ورد في الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "فَقِيهٌ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ" (سنن الترمذي)، والمتعلم حين يتعلم العلوم الشرعيّة المختلفة من العقيدة إلى الفقه، ينتقل حاله من كونه يعبد الله على جهل إلى عبادته على علم.



2- مجاهدة النفس: وهذه من أهم القضايا التي ينبغي للمسلم أن يحافظ عليها؛ لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وقد ورد في الحديث: "وَالْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي طَاعَةِ اللهِ" (مسند الإمام أحمد).



فنسأله سبحانه وتعالى أن يتقبَّل منا صيامنا وقيامنا في رمضان، وأن يعيننا على طاعته بعد رمضان، وستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

---------

•ADD• 6 شوال 1429هـ / 6-10-2008م 06:30

عطاء رائع أخوي بونضال الله يعطيك العافية

hakim3520 7 شوال 1429هـ / 7-10-2008م 23:19

بارك الله فيك اخي الكريم
موضوع مميز
وجزاك الله خيرا



Sat 2010 8 شوال 1429هـ / 8-10-2008م 22:56




بارك الله فيك اخي أبو نضال

جزاك الله كل خير


astonstar 13 ذو الحجة 1429هـ / 11-12-2008م 01:21

جزاك الله كل خير أخي الكريم

sopranos 13 ذو الحجة 1429هـ / 11-12-2008م 19:34


سلطان الغرام 21 رجب 1430هـ / 13-07-2009م 03:52

يعطيك العافية عزيزي أبونضال ماشاء الله عليك
الله يقوي إيمانك

Scorpionjor 21 رجب 1430هـ / 13-07-2009م 09:00

شكرا لك على هذا المجهود ،،،، يعطيك الف عافية
دمت بحفظ الله ورعايته


الساعة الآن » 21:29.

Powered by vBulletin
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd