الإبداع الفضائي

الإبداع الفضائي (https://www.fadaeyat.co/)
-   معلومات عامة ، حدث في مثل هذا اليوم (https://www.fadaeyat.co/f4/)
-   -   الم تر ان الله سخر لكم ما في الارض الى آخر آيات سورة الحج (https://www.fadaeyat.co/fadaeyat20434/)

رحيق مختوم 11 صفر 1432هـ / 16-01-2011م 21:40

الم تر ان الله سخر لكم ما في الارض الى آخر آيات سورة الحج
 
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الهادي الى سواء السبيل البشير النذير وعلى الازواج والذرية و الآل والاصحاب الى يوم الدين سبحانك ربنا لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم اللهم لا سهل الا ما جعلته سهلا وانت اذا شئت جعلت الصعب سهلا سهل لنا امورنا وارحمنا برحمتك يا ارحم الراحمين؟في هذه المشاركة الايمانية المباركة سنتعرض لتفسير الآيات الختامية الاخيرة من سورة الحج من قوله تعالى الم تران الله سخر لكم ما في الارض الى آخر الآيات؟فالذي خلق الارض وما فيها من مقومات الحياة هو الله سبحانه وتعالى خلقها واوجد فيها الارزاق والاقوات وسخر كل ذلك لمنفعة الانسان فالله هو الخالق والانسان هو المنتفع من اجل ان يقوم بمهمته في الارض؟فنحن خلقنا الله اذا لنؤدي مهمات من جملتها عمارة الارض وبناء الحضارة الانسانية ولذلك فاننا نحتاج الى المقومات المذكورة في الآية فها هي المقومات امامكم ايها الناس فعليكم ان تقوموا بالمهمة التي خلقكم الله من اجلها؟الم تر يا رسول الله ويا ايها الانسان ان الله سخر لكم ما في الارض والفلك تجري في البحر بامره؟والفلك هي السفن؟وهي كلمة يمكن ان نطلقها على المفرد والمثنى والجمع؟فالسفينة الواحدة يقال لها فلك؟ومجموعة السفن يقال لها فلك ايضا؟أي وسخر لكم ايضا هذه السفن التي تجري في البحار بامر الله؟حيث يسيرها سبحانه وتعالى بقوة الرياح؟بدليل قوله تعالى وتصريف الرياح؟حيث يحول الرياح من جهة لاخرى؟حتى تجري هذه السفن بقوتها؟والفاعل الحقيقي هو الله؟ولا احد غيره سبحانه يستطيع ان يفعل ذلك ابدا؟قد يقول قائل ان السفن في هذه الايام تجري بالآلات والمحركات ولا حاجة الى الرياح لتسيرها في هذا العصر؟نقول له نعم ان السفن تجري بالآلات والمحركات؟ولكنك لم تفهم معنى الريح؟وكان فهمك قاصرا على الريح التي تهب فقط ؟لا الرياح هي كل قوة اوجدها الله سواء كانت بخارا او ذرة او كهرباء؟وحتى الصياد الذي يركب البحر بقارب صغير يسيره بالمجاديف فهذه القوة العضلية من اعطاه اياها سوى الله سبحانه وتعالى؟اذا نفهم من هذا انه ليس المقصود بالريح هذا الهواء القوي فقط وانما هو كل قوة خلقها الله سبحانه بدليل قوله تعالى ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم؟فما معنى وتذهب ريحكم؟أي تذهب وتضيع قوتكم التي اعطاكم الله اياها سبحانه؟فمن خلق البخار؟ومن خلق الذرة؟ومن خلق الكهرباء؟ومن خلق القوة العضلية التي يُسَيِّرُ الصياد فيها القارب الصغير بالمجاديف؟ انه الله احسن الخالقين تبارك وتعالى؟اذا والفلك تجري في البحر بامره؟فمن جعل للخشب الذي نصنع منه السفينة هذه الخاصية وهي انه يطفو فوق سطح الماء؟هل هي دافعة ارخميدس؟ام الذي خلق له عقلا يصبح مجنونا بدونه ايها العلمانيون المساكين؟فالسفينة تحمل آلاف الاطنان ومع ذلك فانها تطفو فوق سطح الماء بقدرة الله سبحانه وتعالى؟وكلمة ريح اذا جاءت في القرآن بهذه الصيغة المفردة فانها تاتي من اجل حدوث شر بدليل قوله تعالى واما عاد فاهلكوا بريح صرصر عاتية؟وفي آية اخرى ان الله اهلكهم بالريح العقيم ما تذر من شيء اتت عليه الا جعلته كالرميم؟واما اذا وردت كلمة رياح في القرآن الكريم وبصيغة الجمع فانها تدل على حدوث خير بدليل قوله تعالى وارسلنا الرياح لواقح أي ان الذكر والانثى من النبات يتلقحان بعد هبوب الرياح فيحصل منهما الانبات فهذا يدل على حدوث خير ورزق وانعام على العباد؟ومهمة الرياح تؤدي ايضا الى تماسك الاشياء؟فالجبل العالي الاشم الثابت الراسخ يتماسك هكذا بقوة الرياح عندما تحيط به من جميع الجوانب؟ولو فرغ الهواء من جانب من الجوانب أي خلا منه وانعدم لادى ذلك الى تصدع الجبل وانهياره؟وعلى هذا الاساس اقاموا المباني العالية والابراج المرتفعة؟فالذي يؤدي الى تماسكها هو احاطة الهواء بها من جميع الجوانب؟ولو فرغ الهواء من جانب منها لانهار المبنى؟فمن الذي اوجد هذا النظام البديع المحكم سوى الله؟ثم يقول الله عز وجل مبينا لنا بالادلة القاطعة على قدرته سبحانه ويمسك السماء ان تقع على الارض الا باذنه؟فهذه السماء العظيمة التي نراها ممتدة ومتسعة؟ولانراها تستند على اعمدة كهذه الاعمدة التي تساعد على ثبات البناء وتماسكه؟فمن الذي يمسك هذه السموات ان تقع على الارض؟ انه الله بقيوميته وقدرته سبحانه؟هو الله الذي الا اله الا هو الحي القيوم؟بدليل قوله تعالى ان الله يمسك السموات والارض ان تزولا ولئن زالتا ان أي ما امسكهما من احد من بعده؟فهو الخالق و القادر على كل شيء سبحانه وتعالى؟ولذلك ذَيَّلَ أي توَّج او ختم الآية بقوله ان الله بالناس لرؤوف رحيم؟والرافة يزيل بها الله الآلام عن الانسان؟والرحمة هي زيادة انعامه على هذا الانسان الجاحد لنعمة ربه الا ما رحم ربي؟فالله عز وجل وقبل ان ينعم علينا يزيل آلامنا؟ولذلك قال علماء اصول الفقه درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة؟ثم يقول عز وجل وهو الذي احياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ان الانسان لكفور؟وهنا ياتي سبحانه ايضا بآيات تدل على قدرته تبارك و تعالى؟وهو الذي احياكم؟والاحياء هو اعطاء المحيي لمن اوجده قوة يستطيع بها ان يتحرك ويؤدي مهمته التي خلق من اجلها؟وهذه الصفة لا تثبت الا لله تعالى؟ونحن نرى كثرة الكفرة والملحدين والمتجبرين؟ومع ذلك فهل ادعى احد من الكفار والملاحدة يوما من الايام انه هو الذي وهب الحياة؟معاذ الله؟لان الاحياء آية من آيات الله تبارك وتعالى؟ثم يميتكم؟والاماتة ايضا آية من آيات الله سبحانه يختص بها الله وحده ايضا؟ فالاحياء والاماتة اذا آيتان من آيات الله دالتان على قدرته عز وجل؟وبما انك ايها الانسان صَدَّقْتَ بالاحياء والاماتة؟ فعليك اذا ان تصدق بوجود البعث بعد الموت؟ولذلك قال سبحانه وهو الذي احياكم ثم يميتكم ثم يحييكم؟أي في الآخرة للبعث والحساب والجزاء؟حيث ينال كل انسان نتيجة عمله الذي قام به في الحياة الدنيا؟واما قوله عز وجل في آية اخرى ربنا امتنا اثنتين واحييتنا اثنتين؟فالمقصود بالاحياء الاول هو الخلق من العدم؟بدليل قوله تعالى اولا يذكر الانسان انا خلقناه من قبل ولم يك شيئا؟ففي العدم كان الانسان ميتا قبل ايجاده و خلقه؟وهذه هي الموتة الاولى؟فاحياه الله بعد ايجاده وخلقه؟واتى به الى هذه الدنيا؟وهذا هو الاحياء الاول؟ثم اماته فاقبره؟وهذه هي الموتة الثانية بعد ايجاده وخلقه وحياته؟ثم يبعثه من مرقده يوم القيامة ليحاسبه؟وهذا هو الاحياء الثاني بعد الخروج من عالم البرزخ؟فالاحياء والاماتة اذا هي من جملة الآيات الدالة على وحدانية وقدرة الله سبحانه؟ومع ذلك انكر المنكرون؟وكفر الكافرون؟وانكروا قدرة الله تعالى على البعث بعد الموت؟ولذلك ختم الله هذه الآية بقوله ان الانسان لكفور؟وكلمة كفور هي صيغة مبالغة على وزن فعول؟وهي توحي لنا وتبين مدى كفرهذا الانسان وجحوده لنعمة الله؟لانه يرى بعينيه نعم الله تعالى؟ويتنعَّم بها؟ويرى آياته الدالة على انه على كل شيء قدير؟ثم ينكر قدرته تعالى على البعث بعد الموت؟بعد ذلك يقول سبحانه لكل امة جعلنا منسكا هم ناسكوه فلا يُنَازِعُنَّكَ في الامر وادع الى ربك انك لعلى هدى مستقيم؟لما خلق الله سبحانه آدم وحواء صلى الله عليهما وسلم؟اجرى لهما تدريبا في الجنة بامر ونهي؟وقال لهما وكلا منها رغدا حيث شئتما ويعني بذلك ثمار الجنة واشجارها فهي امامكما فكلا منها وهذا امر؟ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين وهذا نهي عن الاكل من شجرة واحدة عيَّنها لهما سبحانه؟ والمقصود بالظلم هنا هو ظلم النفس اذا خالفت امر الله فانها ستحترق في نار جهنم ان لم تتب الى الله؟وحذرهما سبحانه من الشيطان والاستجابة له واتباع امره؟ولكنهما مع الاسف استجابا لوسوسة الشيطان واكلا من الشجرة؟فكانت النتيجة ان اهبطهما الله الى الارض؟من اجل ان يقوما بالمهمة التي خلقهما الله من اجلها وهي عبادته وحده لا شريك له؟بدليل قوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون؟وانزل لهما منهجه سبحانه؟وقال لهما تذكرا عداوة الشيطان لكما ولاولادكما من بعدكما؟اياكم ان تعبدوا الشيطان باتباعه؟وهذا المنهج انا ارتضيته لكم؟وعليكم ان تطبقوا ما فيه من اوامر ونواهي؟ولذلك يقول تعالى لكل امة جعلنا منسكا هم ناسكوه؟فكيف كان الناس في الزمن الماضي؟كانوا يعيشون امما ينعزل بعضها عن البعض الآخر؟ولاتوجد وسائل اتصال كايامنا هذه؟ولذلك فكل امة من الامم كان فيها داء ومرض؟فكان الله ينزل لها شريعة تناسب حالها ووضعها؟ويبعث اليها رسولا؟وكانت مهمة الرسول ان يعالج هذا المرض وهذا الداء؟فبعض الرسل ارسله الله ليصلح الكيل والميزان كخطيب الانبياء شعيب صلى الله عليه وسلم؟والبعض الآخر ارسله الله ليعالج طغيان المال والمادة كعيسى بن مريم صلى الله عليهما وسلم؟والبعض اُرسِلَ ليصلح الانحراف والشذوذ الاخلاقي كلوط صلى الله عليه وسلم؟وبعضهم ارسل ليعالج التعصب القبلي بل الانسانية جمعاء كنبينا محمد صلى الله عليه وسلم؟ولذلك تعددت الشرائع؟وكل شريعة كانت تنزل كانت تناسب البيئة والزمان والمكان؟لان الامم كانت منعزلة عن بعضها الآخر؟ولم تكن قرية صغيرة يجمعها الانترنت كما في ايامنا؟فلم تكن الامة في ذلك الزمان تسمع عن الامة الاخرى وما فيها من داءات وامراض؟الى ان جاء عصر بعثة محمد صلى الله عليه وسلم؟فانفتح العالم؟وتعددت وسائل الاتصالات؟فما يحدث الآن في الغرب يحدث ونراه فورا في الشرق ساعة وقوع الحدث؟فاصبح العالم كله قرية واحدة؟ولذلك توحدت الداءات كلها؟فاذا حدث في امريكا مرض فانه ينتقل الينا فورا وهكذا؟ولذلك شاءت ارادة الله ان يرسل الينا الرسول الخاتم وهو محمد صلى الله عليه وسلم بشريعة هي الشريعة الخاتمة والتي تناسب كل الامكنة والبيئات والعصور؟بدليل قوله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا؟أي الى قيام الساعة سيبقى هذا الدين؟ومن الشرف العظيم لامة محمد ان يكون كل مسلم حاملا لرسالة هذا الدين كل حسب اختصاصه بعد وفاته عليه الصلاة والسلام؟ولذلك ينبغي ان نتعلم ونتفقه ونتدارس فيما بيننا كتاب الله سبحانه وتعالى بعمق؟حتى نقوم بهذه المهمة التي تشرِّفُنا؟ وهي ان نتابع في نشر هذه الرسالة وحملها؟ولذلك يقول عليه الصلاة والسلام الخير فيَّ حصرا وفي امتي نثرا؟أي ان كل صفات الكمال تجمعت في شخص محمد؟واما نحن فقد نَثَرَ الله فينا الخير أي وزَّعه؟فترى انسانا نبغ في الطب؟وترى آخر وقد اشتهر بالصدق؟ وترى ثالثا وقد اتقن عمله؟فكلنا اذا نكمل بعضنا بعضا؟من اجل ان نحمل هذه الامانة التي شرفنا سبحانه وتعالى بحملها؟ ولذلك كلُّنا عليه مسؤولية؟وعليه ان يحمل امانة التكليف؟وعليه ان ينشر هذا الدين في العالم اجمع؟وعليه ان يامر بالمعروف؟وعليه ان ينهى عن المنكر؟والا كنا مقصرين؟وسيؤاخذنا الله على ذلك يوم القيامة؟فالله اتم النعمة علينا؟وهذه النعمة عظيمة جدا علينا وهي دين الاسلام؟ونحن علينا ان نقر بهذه النعمة؟وان نحمل هذه الدعوة الاسلامية الى الناس جميعا؟والا فان موقفنا امام الله مخزي ومحرج جدا يوم القيامة؟ومن اخزاه الله احرقه في جهنم؟اذا لكل امة يا محمد جعلنا منسكا هم ناسكوه؟والمنسك هو الشريعة والمنهج؟فينبغي ان يطبقوا هذا المنهج؟وهم ناسكوه أي فاعلوه وآخذون به ومطبقوه؟والنسك ايضا يعبِّر به الله عن المنهج التعبدي؟بدليل قوله تعالى قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين؟بعد ذلك قوله تعالى فلا ينازعنك في الامرانك لعلى هدى مستقيم؟كان الكفارمن اهل الكتاب يجادلون النبي ويقولون له انت رسول ولك اتباع ونحن نتبع رسولا ونتبع منهجه؟فامر الله رسوله ان يترك الجدل معهم فلا فائدة من هدايتهم؟وان يثبت على منهجه المستقيم الذي انزله عليه ربه؟فهو الذي سيفوز في نهاية المطاف؟وهو الهدى ودين الحق الذي سيظهره الله أي ينصره ويتغلب به على الدين كله رغم انوفهم {أي الباطل؟وحتى ولو كان دين النصارى او اليهود صحيحا او حقا؟فان الله لا يرضى بغير دين الاسلام قطعا وحصرا؟بدليل قوله تعالى من سورة آل عمران ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين؟ونرجو ان يعذرنا اخواننا من غير المسلمين؟فاننا لا نستطيع ان نجاملكم في موضوع العقيدة ابدا؟فان هذه المجاملة هي بمثابة الخيانة العظمى لديننا الاسلامي}وستمر بهم احداث ومعضلات جسام؟وسيضطرون الى الاخذ بشريعتك يا محمد ولو لم يؤمنوا بها؟كاباحة الكنيسة الكاثوليكية الطلاق في هذه الايام بعد ان ظل محرما لفترة طويلة جدا؟واباحة الكنيسة القبطية في مصر الزواج الثاني أي تعدد الزوجات؟واعتراف كبار الغربيين بان الحل الوحيد للازمة المالية هو تحريم الربا او منعه؟وكل ذلك لم يرد الا في شريعة الاسلام التي رفعت رؤوسنا جميعا الى اعلى عليين؟اذا يا محمد جادلهم بالتي هي احسن فان لم يقتنعوا بهذا الجدل فاتركهم واثبت على شريعتك ولابد ان ينصرك الله ويُثْبِتَ للعالم اجمع ان شريعتك هي الشريعة الوحيدة الصالحة لكل زمان ومكان؟لان خالق الانسان هو الله؟وهو وحده الذي يعلم بصيانته أي ما يصلحه؟والانسان منا لو دخل الى بيته ووجد آلة كهربائية معطلة فانه فورا يذهب الى المهندس المختص لصيانتها فيصلح له عطلها؟وانت ايضا ايها الانسان لا يصلحك الا قانون الله سبحانه وتعالى؟ولذلك فادع الى ربك انك لعلى هدى مستقيم وان جادلوك فقل الله اعلم بما تعملون؟والجدل هو ان يحاول الخصم تقوية حجته ليتغلب على الآخر؟وهو ماخوذ من جَدْلِ الحبل؟فلو اتنينا بخيط رفيع وجَدَلْنَا بعضه على البعض الآخر فانه يقل في الطول ولكنه يقوى لتداخل بعضه على البعض الآخر؟وكذلك الذي يجادل يتداخل حقه مع باطله ويحاول ان يقوي حجته ليتغلب على خصمه؟فاذا جادلوك يا محمد فاتركهم وقل لهم الله اعلم بما تعملون؟أي لا يخفى عليه شيء سبحانه وتعالى؟الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون؟أي سيظهر سبحانه من هو على الحق ومن هو على الباطل يوم القيامة؟واما في الدنيا فانهم يختلفون دائما ولا يتفقون؟لان كل واحد منهم يتبع هوى معاكسا للآخر؟بسبب الانانية الشخصية وحرصا على المصلحة الشخصية ايضا والتي تدمر المجتمع ولا يذهب ضحيتها الا الفقراء والابرياء؟بعد ذلك الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض؟أي لو حصل الخلاف بينك وبينهم فهل يخفى ذلك على الله من امرهم ومن هو على حق فيكافئه ومن هو على باطل فينزل به العقاب{ وهذه الآية فيها وعد ووعيد؟وسبحان الذي يجمع بين الشيء ونقيضه؟وهذا من عجائب الاسلوب القرآني} ولله المثل الاعلى كما لو دخل والد بيته؟فوجد ولديه يختصمان؟فسارعا اليه بالشكوى؟فيقول لهما اسكتا؟لا اريد ان اسمع لكما صوتا؟فلقد عرفت بما حدث؟وسارتِّب لكل واحد منكما ما يستحق؟فعند ذلك فالمظلوم منهما لابد ان يفرح ويستبشر؟واما الظالم فلابد ان يخاف انزال العقاب به؟بعد ذلك قوله تعالى ان ذلك في كتاب؟أي كل ذلك مستطر في كتاب وهو اللوح المحفوظ؟وطبعا الكتاب شيء محدود؟واما علم الله فلا حدود له ابدا؟بدليل قوله تعالى قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي؟والبحر يمده من بعده سبعة ابحر ما نفدت كلمات الله؟ولنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا؟وقد يقول قائل ما دام الله يعلم كل شيء فما ضرورة ان يكتبه في كتاب؟والجواب حتى تكون اعمالنا حجة علينا يوم القيامة امام الله سبحانه؟وحتى يبين لنا ان ما كتبه في هذا الكتاب هو موافق تماما لما حدث من اعمالنا في هذه الحياة الدنيا؟بدليل قوله تعالى كتب ربكم على نفسه الرحمة؟أي الزم نفسه؟ولم يلزمه احد بالرحمة؟ومن مقتضيات الرحمة العدل والاحسان؟ومن مقتضيات العدل احصاء الصغيرة والكبيرة من اعمالنا في الكتاب؟اللهم عاملنا باحسانك يارب ولا تعاملنا بعدلك؟فهذا الكتاب اذا هو اللوح المحفوظ الذي سيطلع عليه الرسل والملائكة؟وسيجدون فيه ان ما اخبر الله عنه حدث وفقا لما كتبه؟فهذا دليل من الادلة الكثيرة جدا ان الله هو الاله الحقيقي ولااحد غيره يستحق ان يكون معبودا؟ وحتى القرآن الكريم فان الله حواه في اللوح المحفوظ؟حتى اذا بعثنا الله يوم القيامة يفتح الكتب امامنا ويقول لكل واحد منا اقرا كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا؟فاعمالنا اذا تسجل لتكون حجة علينا يوم القيامة ان ذلك على الله يسير؟بعد ذلك ويعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطانا وما ليس لهم به علم؟أي ان هؤلاء الكفار عبدوا من دون الله آلهة كالاصنام وبعض المخلوقات الاخرى كالشمس والقمر والكواكب والعجل وما الى ذلك؟لاحظ معي جيدا اخي المؤمن قوله ما لم ينزل؟ الذي يدل دلالة واضحة على ان العبادة ينبغي ان تكون صادرة من اعلى من الشمس والقمر وغيرها من بقية الكواكب والمخلوقات؟فلو صدرت الاوامر والنواهي والقوانين الوضعية من مساو لنا فقد لا نخضع له؟وقد نقول له لماذا انت تامر ونحن نطيع؟نحن لا نطيع الا الاوامر والنواهي الصادرة من اعلى منا وهو رب الارباب سبحانه وتعالى ولا ننصاع الا لامره؟لان من رضي ان يكون عبدا لله فلا يرضى ابدا ان يكون عبدا لغيره؟وهذه هي منتهى الحرية والكرامة الانسانية التي وصل اليها سيد ولد آدم عندما اسرى الله بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى؟وحتى عندما عرج الله به الى سدرة المنتهى عندها جنة الماوى لم يخرج عليه الصلاة والسلام ابدا عن نطاق العبودية لله؟وهذا التكريم الذي حصل لمحمد رسول الله لم يحصل لاحد من الانبياء او الرسل ولا حتى لعيسى عليه السلام؟فكيف يخرج عيسى عن هذا النطاق من العبودية لله ونخرج معه نحن ايضا لنصبح ابناء الله او يصبح عيسى هو الله او يصبح الله ثالث ثلاثة أي اقنوم من الاقانيم الثلاثة تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا؟اذا نعود الى تفسير الآية ومع هؤلاء الكفار الذين عبدوا آلهة مزيفة من دون الله وما لم ينزل به سلطانا؟والسلطان اما ان يكون سلطان قهر وغلبة؟بدليل قوله تعالى عن فرعون يا ايها الملا ما علمت لكم من اله غيري وحشر فنادى فقال انا ربكم الاعلى وقهرهم على عبادته؟واما ان يكون سلطان حجة واقناع؟واما هذه الآلهة التي عبدها كفار مكة وغيرهم فليس لها سلطان قهر ولا حجة؟ وحتى الشيطان الذي عبدوه لم يقهرهم على عبادته؟بدليل قوله تعالى عنه يوم القيامة حين يقول لعابديه وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا انفسكم؟أي انني كنت في الدنيا لا املك قوة اجبركم بها على اتباعي ولا حجة اقنعكم بها الا اني زينت لكم المنكرات فاستجبتم لي فانا اليوم اخاف الله وابرا اليه منكم وما للظالمين من نصير؟فهؤلاء الذين عبدوا آلهة من دون الله لا يوجد من ينصرهم يوم القيامة ولا يستطيعون الاستغاثة باحد؟وحتى آلهتهم تحتاج الى من ينصرها؟ لانها ستحترق في نار وقودها الناس والحجارة؟هذه النار قبل ذلك تزفر زفرة والعياذ بالله لايبقى احد من مخلوقات الله الا جثا على ركبتيه من حرها؟وحتى عيسى الذي عبده النصارى من دون الله يجثو على ركبتيه من شدة الخوف والرعب ويقول يارب لا اسالك امي مريم ولكن اسالك نفسي نفسي؟واما نبينا محمد صلى الله عليه وعلى اخيه عيسى وسلم فيجثو على ركبتيه ويقول يارب لا اسالك نفسي ولكن اسالك امتي امتي؟فولله الذي لا اله الا هولا خلاص لكم ايها اليهود والنصارى ولا خلاص للعالم اجمع الا باتباع محمد والا ان تكونوا من امة محمد؟لان الله سيرضيه في امته يوم القيامة؟ولا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي؟واذا تتلى عليهم آياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا؟أي ان هؤلاء الكفار الذين عبدواآلهة مزيفة من دون الله يصف الله لنا حالهم عند سماع آيات القرآن الكريم؟فانهم يغضبون؟وتقرا ذلك في وجوههم عبوسا وتقطيبا وغضبا وكراهية كل ذلك يظهر على وجوههم؟ويغتاظون غيظا شديدا من سماع القرآن؟خوفا من ان يؤثر في قلوبهم رغما عنهم؟بدليل قوله تعالى وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه؟أي احدثوا ضجة وجلبة؟خوفا من ان يؤثر في ساداتهم او عبيدهم؟فهم اذا يغضبون وتظهر الكراهية على وجوههم بعد ان يحدث لهم انفعال وجداني بآيات الله؟ثم يدفعهم الغيظ والكراهية الى البطش والفتك بمن يقرا القرآن؟قل افانبئكم بشر من ذلكم النار وعدها الله الذين كفروا وبئس المصير؟نعم يامن تكرهون القرآن وتصدون الناس عن الايمان به بانفاق الاموال على فنون الاغواء والاغراء وكشف العورات والشيطان يشاركهم في ذلك كله؟بدليل قوله تعالى ان الذين كفروا ينفقون اموالهم ليصدوا عن سبيل الله وهو دين الاسلام فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا الى جهنم يحشرون؟نعم هناك شر عظيم ينتظركم هو اكبر شرا من كل شروركم في الكيد لدين الاسلام؟الا وهو النار وعدها الله الذين كفروا وبئس المصير؟وكلمة الوعد نتوقع منها الخير في الغالب؟ولكن هنا استخدمها الله عز وجل للسخرية والاستهزاء بهم؟أي ان الله يعدكم ويبشركم بالنار وبئس المصير؟وهناك ايضا اسلوب آخر للسخرية والاستهزاء بهم يشبه هذا الاسلوب تقريبا وهو قوله تعالى وبشر الذين كفروا بعذاب اليم؟ايضا يتوقع الواحد منا خبرا سارا مفرحا عندما يسمع البشارة فاذا به عذاب اليم وهذا امعان قوي جدا في تعذيبهم؟وقال بعض المفسرين ان الخبر سواء كان مفرحا او مزعجا يظهر اثره على بشرة الوجه ولذلك عبر سبحانه بكلمة بَشِّرْ؟وهناك ايضا امعان شديد اشد في تعذيبهم وهو قوله تعالى وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل؟وهذا الموقف يذكرنا بابي بكر الصديق رضي الله عنه لما وقف المستضعفون من المؤمنين على بابه وجاء جبابرة قريش فادخل المستضعفين الى بيته اولا فاستشاطوا غيظا وقالوا اتقدم هؤلاء علينا يا ابا بكر وبيننا ابوك فقال لهم نعم الله قدمهم في الدنيا والله قدمهم في الآخرة الى دخول الجنة فكيف لا اقدمهم والله لا ينظر الى امثالكم ان لم تؤمنوا ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم؟ولله المثل الاعلى في السموات والارض ينادي رب العزة الناس بعد ذلك بقوله يا ايها الناس ضُرِبَ مَثَلٌ فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب؟وعبارة يا ايها الناس هي خطاب لكل الناس ولكن المراد هنا هم الكفار؟واما المؤمنون فليسوا بحاجة الى هذا المثل الا من باب الاستئناس؟نعم افتحوا آذانكم ايها المشركون الكفار؟وافهموا هذا المثل واعقلوه جيدا؟واعلموا ان الآلهة التي تعبدونها من دون الله هي عاجزة عن خلق ذبابة؟والذبابة آنذاك كانت من اصغر المخلوقات بعد البعوضة واحقرها؟وحتى ولو تضافرت جهودكم جميعا فانا اتحداكم ان تخلقوا ذبابة؟ثم يترقَّى سبحانه في التحدي لهم وانهم وآلهتهم لن يستطيعوا ان يستردوا او يستعيدوا ما اخذ الذباب من طعامهم على خرطومه وارجله النحيفة الصغيرة جدا؟وكان سبب نزول هذه الاية ان العرب الكفار المشركين كانوا يذبحون القرابين امام الاصنام لياخذوا بركتها ولعنةَ الله في آن واحد؟فكان الذباب يحط على الدم المسفوح وياخذ منه؟وقد يقول قائل هل يليق بي كمسلم ان اكون عالم حشرات؟والجواب على ذلك نعم وبكل تاكيد؟وكل علم يخدم الاسلام هو علم شرعي؟ وعالم الحشرات هو ممن يتفكرون في خلق السموات والارض؟بدليل قوله تعالى ان الله لا يستحيي ان يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها أي في الصغر وليس في الكبر كما يفهم البعض؟وكلما كان المخلوق دقيقا كان آية اعظم على وجود الله ووحدانيته؟فالنملة الصغيرة فيها جميع الاجهزة والحواس وحاسة الشم لديها قوية جدا وهذا يدل على بديع قدرة الله سبحانه وتعالى؟فانتم ايها الكفرة اذا عاجزون عن خلق ذبابة او اصغر من الذبابة؟ضعف الطالب وهم الكفار؟والمطلوب وهي الذبابة ذاتها؟ما قدروا الله حق قدره؟أي هم بعبادتهم لغير الله ما عرفوا قدر الله ولاعظموا الله؟فلو عرفوا قدر الله لعظموه وما عبدوا غيره؟سبحانه انه قوي ليس بحاجتكم لتعبدوه بل انتم بحاجة اليه فهوالعزيز الذي لا يغلب؟وانتم لو دخلتم في معركة مع الله فسيكون حتما هو الغالب سبحانه؟وبعد ان تكلم سبحانه عن الالهيات؟وبين لنا قمة العقائد وهي الوحدانية؟وانه علينا ان نصفي هذه العقيدة من كل شائبة؟فكان لابد ان يرسل لنا من يبلغ هذه العقيدة؟ولذلك قال الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس ان الله سميع بصير؟ويصطفي بمعنى يختار من الكثرة القلة؟فالاصطفاء خلاصة الخلاصة؟اصطفى واختار سبحانه رسلا من الملائكة موكلين بالبشر كاسرافيل؟وعزرائيل؟وميكائيل؟وجبريل؟والملائكة الكتبة الحافظين الموكلين بالعباد عليهم السلام جميعا؟بدليل قوله تعالى وان عليكم لحافظين كراما كاتبين يعملون ما تفعلون؟واصطفى من البشر رسلا وهم الانبياء والرسل وخاتمهم محمد رسول الله صلى الله عليه وازواجه وآله؟وهذا الاصطفاء تم من الله كما اخبرنا؟واما الملائكة العالون فهؤلاء لم يشملهم هذا الاصطفاء والخطاب فهم مُهَيَّمُون يقضون اوقاتهم في الذكر والتسبيح والعبادة ولايعرفون شيئا عن هذا الكون ولا عن شؤون الدنيا والبشر وهم الذين ذكرهم الله في خطابه لابليس نعوذبالله من همزه ونفخه ونفثه لما رفض السجود لآدم صلى الله عليه وسلم استكبرت ام كنت من العالين يعني هل انت من الملائكة؟ثم يلفت انتباهنا سبحانه الى انه سميع لما يقول الظالمون بصير بما يفعلون بكم؟فلا يَفُتُّ ذلك في عضدكم ولا يثنيكم عن الاستمرار في الدعوة وانا دائما معكم ولن اتخلى عنكم؟ثم يقول تعالى يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم والى الله ترجع الامور؟أي ان كل ما فعله البشر في الماضي وما يفعلونه بين ايديهم أي في الحاضر وما سيفعلونه من خلفهم أي في المستقبل كل ذلك يعلمه الله؟أي ان علمه محيط بكل شيء وهم لا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء؟فتذكر ايها الانسان ان المرجع والمآل الى الله؟وسيسالك عن كل صغيرة وكبيرة؟فكن ايها الانسان فردا مخلصا مصلحا لا فردا مفسدا؟ولو علمت بمنكر عليك ان تزجر؟ولو رايت بمعروف عليك ان تشجع وتثني على المعروف وصاحبه؟ولوعلمت بخصام بين اثنين او زوجين او دولتين او طائفتين او فريقين عليك ان تصلح الحال والوضع ولا تؤجِّجَ النار بينهما؟وهذا من اعظم القربات الى الله بدليل قوله تعالى لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه اجرا عظيما؟وفي يوم القيامة سيُجَازَى المحسن باحسانه ويعاقب الله المسيء باساءته؟ثم بعد ان بَيَّنَ الله اصطفاء الرسل ينتقل سبحانه الى المنهج ويخاطب المؤمنين؟لان المؤمنين فقط هم المكلفون بالتكاليف الشرعية؟يا ايها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون؟والله تعالى هنا ينبهنا الى الصلاة وهي الفريضة الاولى الوحيدة المتكررة في كل يوم خمس مرات؟واما بقية العبادات فهي موسمية؟فالصوم شهر في السنة؟والحج مرة في العمر؟والزكاة مرة في الحول اذا بلغت نصابا؟واما ذكر الله والصلاة فهي الولاء لله وحده المتكررالدائم المستمر في كل يوم خمس مرات؟ وذكر الركوع والسجود لانهما افضل واطهر اعمال الصلاة؟وهما حركات يؤديها المؤمن الصادق؟ويؤديها المنافق ايضا؟وفي زمن الرسول الكريم وفي المدينة المنورة كان المنافقون يسارعون الى الصفوف الاولى في الصلاة؟ولذلك انتبهوا ايها المؤمنون اركعوا واسجدوا واتبعها بقوله واعبدوا ربكم أي لتكن عبادتكم خالصة لله؟لا للصيت؟ولا للشهرة؟ولا ليقال فلان يصلي او يزكي او يحج؟فابتعدوا عن كل مظاهر الرياء والسمعة؟واقصدوا وجه الله؟وافعلوا الخير؟أي طبقوا المنهج؟فكل اوامرالله فيها الخير لكم وفيها صالحكم؟وكل النواهي اذا انتهيتم لكم الخير ممن بيده الخير كله؟ومنهجه ينظم المجتمع ويجعل الخير يَعُمُّ على مجتمعكم كله؟فعندما ينهاني الله عن السرقة مثلا يسلم المجتمع كله من شر السرقة؟ وبالمقابل ينهى الله المجتمع عن السرقة ايضا فاسلم انا ايضا من السرقة واستفيد من هذا النهي؟ولذلك فان تطبيق المنهج الرباني الاسلامي و فعل الخير والالتزام بما نهى الاسلام عنه يعود بالخيرالشامل على المجتمع كله افرادا وجماعات؟ وتكون نتيجته الفلاح حتما في الدنيا ببركة تمسكنا بالمنهج وتطبيقه؟ولا ينقذنا مما نحن فيه الا الخبير بهذا المنهج؟بدليل قوله تعالى الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير؟وهذا الفلاح في الدنيا يتبعه فلاح في الآخرة وفوز بنعيم الجنة ان طبقنا هذا المنهج بما يرضي الله؟لعلكم تفلحون؟وكلمة لعلكم اذا نطق بها الله فانها تكون موجبة؟أي الزم الله بها نفسه دون ان يلزمه احد كما يقول علماء التفسير؟ثم يامرنا سبحانه وتعالى بالجهاد فيقول وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة ابيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس؟والجهاد ايها الاخوة يحتاج الى اخلاص ولذلك لما سئل عليه الصلاة والسلام عن الرجل يقاتل من اجل الغنيمة؟وعن الرجل يقاتل لاظهار الشجاعة؟أيُّ ذلك في سبيل الله؟ فقال رسول الله من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله؟وحتى اعمال الخير والبر فانها تحتاج الى اخلاص النية لوجه الله حتى يُثِيبَنَا الله عليها؟بدليل قول رسول الله انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرىء ما نوى؟هو اجتباكم؟أي اختاركم لحمل هذه الرسالة بعد ذهاب نبيكم محمد الى الرفيق الاعلى؟وهذا شرف عظيم لنا ان نستمر بحمل رسالة الاسلام الى العالم كله؟ايها الاخوة والاخوات نحن هنا لنتعلم ولنتفقه؟بلغني ان البعض منكم اثناء الدرس وخاصة النساء؟يثرثر ويغتاب الناس في المسجد؟ويخوض في الصاق التهم بالآخرين؟فعلينا ان نصون السنتنا؟وهذا بيت الله؟والله يراقبنا؟عليكم ان تخلصوا النوايا رجالا ونساء؟انت تاتي لتتعلم وتتفقه؟وليرضى عنك ربك سبحانه وتعالى؟لا لتقول فلان فعل كذا وفلانة فعلت كذا وتستهزىء بهم؟وقد يكون كلامك كذبا وافتراء؟فلا تنقلوا الكلام والاشاعات عن الآخرين؟لانهم يختلقون اكاذيب ويلصقون التهم بالاخرين؟فارجو ان تمتنعوا عن ذلك؟البارحة اتصلت بي سيدة؟ونقلت لي كلام؟وتاثرت كثيرا؟هل من المعقول ان يحصل مثل هذا الكلام في بيت الله؟وان نصل الى مثل هذه الحال المخزية والمزرية امام الله سبحانه؟نحن هنا ناتي لطلب العلم؟ومن سلك طريقا يلتمس به علما سهل الله له به طريقا الى الجنة كما يقول عليه الصلاة والسلام؟فانتم اذا تاتون الى بيوت الله لطلب العلم فقط ؟والاخلاص امر مهم جدا؟وما جعل الله عليكم في الدين من حرج؟أي ان هذا الدين لم يشرعه لنا سبحانه وتعالى ليضيق علينا ولِيُعَنِّتَنَا؟وانما ليُيَسِّرعلينا؟فالذي لا يستطيع الوقوف في الصلاة يصلي قاعدا؟والذي يعجز عن الصيام يفطر في رمضان؟والفقير لا زكاة عليه ولا حج؟فلماذا نضيق على انفسنا؟وما جعل الله علينا في الدين من حرج ملة ابينا ابراهيم؟ وكلمة ملة هنا جاءت منصوبة وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة على آخرها؟ويعني بذلك سبحانه الزموا ملة ابيكم ابراهيم؟ وهي عقيدة التوحيد دين ابينا ابراهيم عليه السلام؟ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم انا دعوة ابي ابراهيم وبشارة اخي عيسى؟فابراهيم اب لمحمد صلى الله عليه وسلم؟لان محمد من ذرية اسماعيل؟وكل من آمن بمحمد فمحمد هو اب روحي لا نسبي له؟بدليل قوله تعالى عن النسب ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين؟فالابوة المقصودة لابراهيم ومحمد هي ابوة اتباع لا نسب؟بل ان النسب يضيع ويلتغي من الله بسبب عدم الاتباع؟بدليل قوله تعالى عن ابن نوح مخاطبا نوحا صلى الله عليه وسلم انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح؟أي ان اهلك هم الذين آمنوا بك وصدقوك واتبعوك فقط؟نعم ملة ابيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين؟بدليل قوله تعالى ربنا واجعلنا مسلمين لك أي هو واسماعيل صلى الله عليهما وسلم ومن ذريتنا امة مسلمة لك الى ان قال ربنا وابعث فيهم رسولا منهم الى آخر الآيات؟وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم؟أي ان رسولنا محمد بعد ان بلغ رسالته قال الا هل بلغت اللهم فاشهد؟فهذه كانت شهادته علينا حين اَشْهَدَ اللهَ تعالى انه بلَّغنا؟وتكونوا شهداء على الناس؟ونحن حين نبلغ الدعوة الاسلامية الى العالم كله سنشهد ايضا يوم القيامة على الناس؟الم نبلغكم؟الم نامركم بكذا وكذا من المعروف؟الم ننهكم عن كذا وكذا من المنكر؟ فاقيموا الصلاة؟عاد سبحانه الى الصلاة مرة اخرى ليستمر ذكر الله معنا الى الابد؟ولاحظوا هنا ايها الاخوة فروق التوقيت في هذه المعمورة الارضية؟وكيف ان ذكر الله باقامة الصلاة مستمر ودائم؟ففي كل لحظة يبدا ليل ويبدا نهار جديدين؟وينتهي ليل وينتهي نهار؟وسبحان الله فانك ترى انسانا يؤذن للصلاة في بلد؟وآخر يقيم الصلاة في بلد آخر وفي نفس التوقيت؟مع الاحتفاظ بفروق التوقيت؟وآخر يصلي في بلد ثالث؟وهكذا فان ذكر الله دائم على وجه الارض ولا ينقطع ابدا على مدار الزمان؟ وكذلك قوله وآتوا الزكاة واعتصموا بالله؟أي الجؤوا الى الله عند الشدائد؟وتمسكوا بمنهج الله؟وكان عليه الصلاة والسلام اذا حزبه امر أي ازعجه وتضايق منه وكان فوق طاقته؟لجا الى الصلاة والزكاة؟وقال ارحنا بها يا بلال؟فكان لا يخرج من الصلاة الا وقد فُرِّجَ او سُرِّيَ عنه عليه الصلاة والسلام؟لاحظ معي اخي جيدا الفَنِّي الذي يصلح آلة كهربائية كبيرة كالبراد او الغسالة مثلا؟قد يصلحها بسلك صغيرجدا؟فهل يعجز الله الاكبر عن اصلاح حالنا بالصلاة الكبرى عماد الدين؟ ونحن لا ندري من اين يصلح الله حالنا سبحانه؟ولا كيف يصلحها بالصلاة؟واذا صحَّ التعبير فان ايماننا كالبطارية التي تفرغ؟وهي بحاجة الى شحن متجدد دائم كلما جاء وقت صلاة{بدليل قوله تعالى عن الصلاة انها هي عين الايمان وذاته؟ولاايمان ابدا من دون صلاة وزكاة؟قال تعالى في سورة البقرة وما كان الله ليضيع ايمانكم أي صلاتكم الى بيت المقدس}وسبحان الله وكيف لا وهو مولانا وهو الذي خلقنا ويتولى تربيتنا وشؤوننا ولن يتخلى عنا سبحانه وهو نعم المولى ونعم النصيرصدق الله العظيم والله ورسوله اعلم ونكتفي بهذا القدر وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين ا


الساعة الآن » 11:44.

Powered by vBulletin
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd