الإبداع الفضائي

الإبداع الفضائي (https://www.fadaeyat.co/)
-   معلومات عامة ، حدث في مثل هذا اليوم (https://www.fadaeyat.co/f4/)
-   -   ولتكن منكم امة يدعون الى الخير (https://www.fadaeyat.co/fadaeyat23272/)

رحيق مختوم 1 شعبان 1432هـ / 2-07-2011م 07:25

ولتكن منكم امة يدعون الى الخير
 
الحمد لله ثم الحمد لله؟الحمد لله الذي جعلنا خير امة اخرجت للناس تامر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله؟الحمد لله الذي اعزَّنا بالاسلام وقوَّى قلوبنا بالايمان وجعلنا من عباده الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه؟نحمده سبحانه تعالى ونستهديه ونستغفره ونساله من الخير كله ونعوذ به من الشر كله له العتبى حتى يرضى ولا حول ولا قوة الا به؟ونوصي انفسنا جميعا بتقوى الله العظيم وطاعته ونحذرها من مخالفته وعصيان اوامره ونستفتح بالذي هو خير{ ربنا عليك توكلنا واليك انبْنا واليك المصير} واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له امرنا بتقواه وامرنا بالاصلاح فيما بيننا فقال{اِنَّما المؤمنون اخوةٌ فاصلحوا بين اخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون} واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله دعا الى الله على بصيرة من امره فاهتدى الناس بهديه وسلكوا طريقه فحصلوا على السعادة الابدية في الدنيا والآخرة؟اللهم صلِّ وسلم وبارك على هذا النبي الكريم وعلى ازواجه امهات المؤمنين ومنهم الصِّدِّيقةُ عائشة بنت الصِّدِّيق ابي بكر احبُّ الناس هي وابوها الى قلب المصطفى الامين وعلى آله واصحابه وعلى كل من اهتدى بهديهم واستن بسنتهم الى يوم الدين وسلم عليهم تسليما كثيرا يا رب العالمين اما بعد عباد الله فمن سورة آل عمران قول الله سبحانه وتعالى{ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويامرون بالمعروف وينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون ولا تكونوا كالذين تفرَّقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات واولئك لهم عذاب عظيم يوم تبيضُّ وجوهٌ وتسودُّ وجوه فامَّا الذين اسودَّت وجوههم اكفرتم بعد ايمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون واما الذين ابيضَّت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وما الله يريد ظلما للعالمين}صدق الله العظيم ايها الاخوة الكرام اُمَّةُ محمد صلى الله عليه وآله وسلم لن يُكْتَبَ لها الفلاح الا اذا حقَّقت هذه الامور؟ولذلك نرى هذه الآيات الكريمة بعد ان بيَّنت لنا واجباتِنا نحو انفسنا ونحو امتنا تقول عن اولئك الذين يقومون بهذه الواجبات انهم هم المفلحون أي الفائزون الناجحون{ولْتَكُنْ منكم امة} أي جماعة يدعون الى الخير؟ والامة في القرآن الكريم وفي لغة العرب تُطْلَقُ على معانٍ متعددة؟ فمن انتسبوا الى جنس واحد كانوا امة بالجنس؟ وذلك كقولنا مثلا العرب امة والروم امة والفرس امة؟ والذين ينتسبون الى ملة واحدة كذلك نسميهم امة فنقول مثلا الامة الاسلامية؟وقد تجتمع خصال حميدةٌ في شخصية واحدة فَيُطْلِقُ القرآن عليها كلمة الامة تعظيما لشانها وذلك كما وصف الله سبحانه خليل الرحمن وابا الانبياء صلى الله عليه وسلم وبدليل قوله تعالى{اِنَّ ابراهيم كان اُمَّةً قانتا لله حنيفا ولم يكُ من المشركين} والامة كذلك في اصطلاح القرآن هي الفترة الزمنية المحددة بدليل قوله تعالى عن ساقي الملك في قصة يوسف الصِّدِّيق صلى الله عليه وسلم{وقال الذي نجا منهما وادَّكرَ بعد امة انا اُنبِّئُكُم بتاويله فَاَرْسِلُون} نعم اخي واختي هذه امتنا اُمَّةُ الاسلام التي رفع الله تعالى من شانها؟ نعم اخي وهناك التجزُّؤات التي نسمعها في ايامنا؟ حيث نسمع البعض يقول الامة المصرية؟والامة السودانية؟ وهذا خَطَاٌ فادحٌ جدا؟ فلا يوجد ما يُسَمَّى بالامة المصرية او الامة السودانية او الامة السورية؟واِنَّما هو الشعبُ المصري؟ والشعب السوداني؟ والشعب السوري؟ وهكذا دواليك؟ نعم اخي المؤمن انت في هذه الحياة الدنيا مسؤوليتُكَ عظيمةٌ عند الله سبحانه وتعالى؟ لِاَنَّ من مستلزماتِ ايمانِك اخي واختي ان تحبَّ لاخيك وتحبِّي لاختِك ما تحبُّه وتحبِّينه لنفسك؟ ولذلك اذا رايت اخاك على خطاءٍ فلا يجوزُ لك ان تغمضَ عينيك او تسترَ راسَك بالتراب وكانَّك لا تسمع او ترى شيئا؟فهذا تقصير خطيرٌ جداً في واجب المسلم والمؤمن نحو اخيه؟فليس هناك في الاسلام ولا يعترف الاسلام ابدا بثقافة الغرب المسيحي فيما يسمى بالحرية الشخصية المطلقة؟ ولا بمعناها عندهم اَنَّ الانسان يفعل ما يشاء ويترك ما يشاء دون ان يعترضَ عليه احد او يُقَيِّدَهُ بقيد الفضيلة ممَّا يؤدي الى انتشار المنكرات في المجتمع؟ ووالله الذي لا اله الا هو لو تركنا الحبل على غاربه لهذا الانسان دون رقيب او رادع لَقَتَلَ نفسه وغيره بالمخدرات والمَلَلِ والاكتئاب والاحباط والياس والقنوط من رحمة الله؟ لِاَنَّه بعيدٌ عن الله؟ممَّا يؤدي الى السآمة من هذه الحياة والفراغ الروحي القاتل الذي لا يملؤهُ اِلَّا دينُ الاسلام المليءُ بالاخلاق والقيم والمثل العليا؟والاهم من ذلك كله عقيدة التوحيد التي لولاها لضاع الانسان ضياعا لا رجعة بعده الا الى وادي سحيق في جهنم وعذابها الابدي ان لم يتب الى الله بالاسلام والايمان بدليل قوله{ومن يشرك بالله فَكَاَنَّمَا خَرَّ من السماء فَتَخْطَفُهُ الطيرُ او تهوي به الريح في مكان سحيق} ولذلك كان لابدَّ من الدعوة الى الله الواحد الاحد الفرد الصمد بدليل قوله تعالى{ولْتَكُنْ منكم امة} أي جماعة (وهذه الامة ليست مخصوصة كما ذهب بعض المفسرين كما سياتي)تدعو الناس الى الخير وتنهاهم عن المنكر؟بمعنى اَنَّ هناك ناصحٌ ومنصوح؟ اوامة وجماعة تنصح وتامر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ وفرقةٌ اخرى تطيعُ الاوامر وتتجنَّبُ النواهي؟ وهذه الآية الكريمة يجب علينا ان نحملها على معنى التجريد كما يسميه بذلك علماء البلاغة؟ بمعنى قولي لك مثلا ولله المثل الاعلى في السموات والارض وعلى سبيل المثال لِيَكُنْ مِنكَ شجاعٌ جريء؟ ليكن منك رجل كريم؟ أي جَرِّدْ من نفسك رجلا شجاعا؟ وجرد من نفسك رجلا كريما؟ فاذا اَسْقَطْنَا او اَوَّلْنا او فسَّرنا الآية الكريمة على هذا المعنى الصحيح الراجح يكون المجتمعُ كلُّ المجتمع وكلُّ انسان فيه آمراً وناهياً؟ واَيُّ انسان يخطىءُ في هذا المجتمع علينا ان ننبِّهه الى خطئه؟ واي انسان يصيب يجب ان يُشَجَّعَ على الصواب؟حتى تستمرَّ عجلةُ الحياة تسير بنا الى شاطىء الامان؟ نعم اخي كلُّ انسان فينا لا يخلو من عيوب؟وحينما نقرا الآية الكريمة او السورة القصيرة{والعصر اِنَّ الانسان لفي خُسْر الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}فانك تلاحظ معي اخي جيدا اَنَّ القرآن لم يقل وَوَصَّوْا بالحق ووصوا بالصبر؟ لِاَنَّ ذلك يدلُّ على اَنَّ الذي يوصي واحد ومن طرف واحد؟ وامَّا حينما يقول القرآن الكريم عنهم اَنَّهم{تواصوا بالحق} أي تبادلوا التواصي من جميع الاطراف؟ بعض الناس مثلا عنده نقطة ضعف بالنسبة للجنس؟ فهو لا يستطيع ان يقاوم نفسه امام الجنس؟ وآخر عنده نقطة ضعف بالنسبة للمال؟ فاذا راى المال؟ ولاسيَّما اذا كان مؤتمنا على هذا المال سالَ لعابُه؟ فَاَيُّ انسان منا اِذاً عنده نقطة ضعف؟والآخر عنده نقطة ضعف اخرى تخالف الاول؟ وهذا انسان مثلا يحبُّ الظهور والشهرة بين الناس ويحب ان يُشَارَ اليه بالبنان؟ كذلك هؤلاء عندهم نقاطُ ضعف؟ فكلُّ انسان منا ومن هؤلاء عنده نقطة ضعف؟ ويجب ان يجدَ اخا له يقوِّم اعوجاجه ويرشدُه الى الحق والى طريق مستقيم؟فكلُّ واحد منا اذا مُوصِي ومُوصَى؟ فانا مثلا حينما اقول لك عليك ان تتخلى يا اخي عن حب المال الجامح؟ فانا هنا اوصيك؟ وحينما تقول لي تَخَلَّ يا اخي عن حب الظهور وعن حب الشهرة والسمعة؟ فانا وانت يا اخي هنا مُوصِيان ومُوصَيان في آن واحد؟ وبذلك يسير المجتمع في هدوء وطمانينة؟؟؟تراه تاركا للصلاة؟ ولا يؤدي الصلوات الخمس؟ وقد يسير وراء الجنازة؟ ولكنه لا يصلي عليها؟ وينتظر خارج الجامع؟وبعضهم لا يصلي الا صلاة الجمعة في الاسبوع مرة؟ ويرضى ان يحصل على علامة 1/35 فرض في الاسبوع؟ ويزهد في فرائض الله؟ ولا يريد ان يشبع من الدنيا وحطامها؟وبعضهم والله الذي لا اله الا هو لا يصلي الا في العيدين مرة او مرتين سنويا؟ فاذا سالتَهُ لماذا لا تصلي؟ وقد اقسم لي احدهم اَنَّه حصل على اجابة وقحة حقيرة كصاحبها حينما سَاَلَهُ عن سبب تركه للصلاة؟فقال له مستهزئاً نَظّفْ طِيزَك ثم اذهب الى الجامع؟ وكاَنَّه يتهمه بفاحشة اللواط؟ولكنَّنِي لا الومه بالمقدار الذي الوم به الدولة التي تنتهك وتستهتر بالكرامة الانسانية؟ اِذْ لو كان هناك دولة اسلامية لجلدَتْ هؤلاء الحثالة على ظهورهم ثمانين جلدة اِنْ لم ياتوا باربعة شهداء كما امر القرآن قبل ان يطعنوا بكرامات الناس وهم ذاهبون الى بيوت الله؟بدليل قوله تعالى{لولا جاؤوا عليه باربعة شهداء فَاِذْ لم ياتوا بالشهداء فاولئك عند الله هم الكاذبون} وكيف يتفق الايمان مع الكذب؟ والمؤمن لا يكذب ابدا؟بدليل قوله تعالى{اِنَّما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله}نعم المؤمن قد يسرق؟ وقد يزني؟ وقد يفعل الموبقات؟ ويغيب عنه ايمانه مع الاصرار؟ ولكنه يعود اليه ايمانه بعد التوبة النصوح والاستغفار؟ولكنَّ الكاذب الذي يطعن في اعراض الناس باللواط او الزنى او السحاق او غيره لا يعود اليه ايمانٌ صادق ابدا؟ ويبقى ايمانه مُهَلْهَلاً حتى بعد توبته(الا اذا سامحه الشخص الذي اهانه بعد جلده ثمانين جلدة طبعا)ثم بعد ذلك ايضا كيف يصدقه الناس وقد امر الله بعدم قبول شهادته بدليل قوله تعالى{ولا تقبلوا لهم شهادة ابدا واولئك هم الفاسقون الا الذين تابوا}على خلاف بين العلماء هل تبقى شهادته مردودة عليه الى الابد اذا تاب؟وعلى الراي الآخرانَّها تعود الى ما كانت عليه من الصِّدق المُهَلْهَلِ الفاسق كالاسرائيليات التي لا تُصَدَّقُ ولاتُكَذّبُ بدليل قوله تعالى{يا ايها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بِنَبَاءٍ فتبيَّنوا} أي لا تُصَدِّقُوه؟ ولا تكذبوه؟ ولَكِنْ تَحقَّقُوا من صدقه او كذبه؟ ولا يمكن التحقق بحال من الاحوال عند الله وفي ميزانه من جريمة اللواط او الزنى بشهادة ثلاثة او اثنين او واحد من الشهود حتى ولو كانوا صادقين فهم عند الله وفي ميزانه كاذبون؟ فعلى القاضي جلدهم جميعا لكلِّ واحد منهم ثمانين جلدة واَنْ يَاْمرَ بعدم قبول شهادتهم بعد ذلك ولو كانوا صادقين؟ولايتم التحقق مطلقا الا بشهادة اربعة شهود حصرا كما سياتي في نهاية المشاركة؟؟؟ فماذا قال له ذلك الرجل ردا على اهانته امام بيت الله؟قال لماذا لا تصلي وتصبح او تصير عند الله افضل مني بدون لواط؟ ولكنَّك لن تصبح عند الله افضل مني بدون صلاة ابدا؟ ولماذا لا تصيرمن المتقين يا شريف مكة؟هل سيحاسبك الله عنِّي بدليل قوله تعالى{وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء ولكن ذكرى لعلهم يتقون} لن يحاسبك الله عن شيء من لُوَاطِي او ذنوبي الا عن عدم تذكيري بالله بدليل قوله تعالى{ولَكِن ذِكْرَى} أي اَنّ الله لا يحاسب الا على ترك الذكرى بدليل قوله تعالى {وذَكِّرْ فان الذّكرى تنفع المؤمنين} وانت لم تتكلم معي بقصد تذكيري؟ ولكن بقصد تعييري وقدحي ومذمتي وتشهيري ببهتان عظيم انا بريء منه [وبِحَسْبِ امرىءٍ من الشرِّ ان يَحْقِرَ اخاه المسلم] او كما قال عليه الصلاة والسلام؟ واَمَّا انا فلقد اَمَرْتُكَ بالصلاة بقصد تذكيرك وتخويفك من عذاب الله؟نعم نحن نَتَّفِقُ معكم في قوله صلى الله عليه وسلم[من لم تنهَهُ صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يَزْدَدْ من الله الا بُعْدَاً؟ولكنَّنا لانتفق ابدا مع هؤلاء السفهاء الحمقى المغفلين من الناس الذين ينظرون الى من يصلي نظرةً فوقيَّةً وبِعُنْجُهِيَّة وعُنْفُوَان وتكبُّروتجبُّر وكانَّهم معصومون من الخطا؟نعم هؤلاء هم المجرمون بدليل قوله تعالى في سورة المدثر{كلُّ نفس بما كسبت رهينة الا اصحاب اليمين في جنات يتساءلون عن {المجرمين} ما سَلَكَكُمْ في سقر {قالوا لم نك من المصلين} {ولم نك نطعم المسكين} وكنَّا نخوض مع الخائضين (أي في اعراض الناس) وكنَّا نكذب بيوم الدين حتى اتانا اليقين فما تنفعهم شفاعة الشافعين} نعم هؤلاء هم المجرمون الذين يبرِّرون تركهم للصلاة باخطاء المصلين من غشٍّ وكذب وغيبة ونميمة وقدح في اعراض الناس الى آخر ما هنالك؟نعم نحن نوافقكم ولا نختلف معكم هنا ولكنَّ الله تعالى قد اراحكم ايها المجرمون التاركون الصلاة المانعون الزكاة من هذا العناء بدليل قوله سبحانه{فويلٌ للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون} ولكنكم رفضتم الا ان تراقبوا المصلين وتحاولوا ان تتصيَّدوا لهم ولو خطاءً بسيطا؟ فهل ستقضون حياتكم كلها هكذا من دون صلاة او زكاة؟ وانتم تُقَيِّمُون الناس؟ ولاتقيمون انفسكم؟ حتى صِرتُم ممَّن قال الله فيهم {نسُوا الله فانساهم انفسهم}وابشِّركم اَنَّ من راقب الناس؟ ونسي مراقبة الله؟ ونسي مراقبة نفسه ايضا؟ مات همَّاً في الدنيا؟ ولكنَّكم لن تموتوا في الآخرة؟ وستتمنَّون الموت؟ ولن تجدوه حتى مع اشدِّ عذاب ابدي في نار جهنم؟ ان لم تتوبوا و يتداركْكم الله برحمته؟عليكم ان تعترفوا اَنَّكم تريدون الفضائح المُخْزِيَةَ للمصلين ولدين الاسلام حتى تكذِّبوا الله في قوله{اِنَّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} وحتى تعلّمُوا على هؤلاء المصلين بقولتكم المنكرة المليئة سخرية واستهزاء وامام اعداء الاسلام (يا حاجّ صلِّ العشاء وافعل بعد ذلك ما تشاء) نعم انتم المجرمون الذين قال الله فيهم{واذا ناديتم الى الصلاة اتخذوها هزوا ولعبا} ولكن خسئتم بدليل قوله تعالى{قل فلله الحجة البالغة ولو شاء لهداكم اجمعين} أي لله الحجة البالغة عليكم؟ وليس لكم الا الخزي والعار في الدنيا والآخرة؟ ان لم تسرعوا الى توبة نصوح خالصة لوجه الله؟ وتطلبوا السماح مِمَّن اساْتُم اليهم؟ كيف تريدون من المصلين ان ينتهوا عن الفحشاء والمنكر؟ أفي يوم وليلة؟ وهكذا خبطَ عشواء كيفما اتَّفق؟ اَمَا عَلِمْتُم اَنَّ الصلاة هي تاج الاخلاق؟وهي مدرسة الاخلاق؟ وهي القمَّة في النهي عن الفحشاء والمنكر؟ولَذِكْرُ الله اكبر تاثيرا ونهيا وانتصارا على الشيطان المُحَرِّك للنفس الامارة بالسوء؟ودروس العلم هي افضل ذكر لله رب العالمين؟ ولكنَّ التلاميذ المصلين في هذه المدرسة قد يحتاجون الى سنوات طويلة من التعليم الابتدائي والاعدادي والثانوي والجامعي وخُطَبِ الجمعة ودروس العلم حتى يُقْلِعُوا او ينتهوا عن الفحشاء والمنكر؟وهنا اريد ان اسالكم سؤالا يحيرني؟ اذا كان لكم عذرٌ اقبحُ من جميع الذنوب في ترككم للصلاة؟ وهو عدم وجود القدوة الحسنة عند بعض المصلين؟فما هو عذرُكم في منع الزكاة؟ وانتم تعلمون جيدا اَنَّ القرآن هو القدوة الاولى لكم؟ولستم بحاجة الى قدوة حسنة من احد بوجود القرآن الكافي مع احسن قدوة؟ ومع من كان خُلُقُهُ القرآن؟ ومع من كان قرآناً يمشي على الارض صلى الله عليه وسلم وبدليل قوله تعالى{لقد كان لكم في رسول الله اُسوةٌ أي قدوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخروذكر الله كثيرا}{وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى}فلماذا تبحثون عن القدوة الحسنة بين المصلين؟ وانتم كالمنافقين لا تذكرون الله الا قليلا مرة في السنة فقط عند صلاة العيد؟ ولا تبحثون عنها في رسول الله الذي يجعلكم تذكرون الله كثيرا اذا اقتديتم به او تَاَسَّيْتُم؟ لِاَنَّ كلامه وقرآنَ ربِّه هما الذكر الحكيم الذي{لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيلٌ من حكيم حميد}وهو الشرف الاكبرلكم بدليل قوله تعالى{واِنَّه لَذِكْرٌ لكَ ولقومك وسوف تُسْاَلُون} وانتم تعلمون جيدا اَنَّ الزكاة تطهِّرُ صاحبها من الذنوب والآثام والفواحش؟ فاين طهارتكم انتم؟ هل هي في ترك الصلاة؟هل هي في منع الزكاة بدليل قوله تعالى{خُذْ من اموالهم صدقة تُطَهِّرُهُمْ وتُزَكِّيهم بها} وبدليل قوله ايضا في سورة آل عمران{الذين ينفقون في السرَّاء والضرَّاء الى ان قال والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله} وحتى ولو كان المصلي فقيرا لا يجد صدقة تُطَهِّرُهُ من ذنوبه؟ فانَّ ذكر الله في التهليل و التسبيح والحَمْدَلةِ والتكبير والاستغفارعلى التقصير يُطَهِّرهُ بفضل الله ورحمته كما ورد ذلك في حديث صحيح؟ وهو يقوم مقام الصدقة؟فهل تجدون ما يطهركم في غير الصلاة والزكاة وانتم حثالة المجتمع ان لم تتوبوا وتصبحوا من احباب الله بدليل قوله تعالى {اِنَّ الله يحب التَوَّابين ويحب المتطهرين} وباب التوبة مفتوح لكم ولغيركم؟ ولا يمكنني ولا يمكن لاحد ان يُغلقَهُ في وجوهكم؟؟؟ نعم اخي اِنَّه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي لا يجوز ان تتخلى عنه امة محمد ابدا؟والَّا فَشَتِ المنكرات وزاد الفساد في المجتمع يوما بعد يوم؟وحتى في الجلسات التي قيَّدها الاسلام فاِنَّه اوجب عليك اخي اذا اردت ان تجلس جلسة مباحة ان تامر بالمعروف وتنهى عن المنكر كما مرَّ معنا في قوله تعالى في آية الذِّكرى وبعد ان حرَّم الله القعود مؤقَّتا مع القوم الظالمين الذين يكفرون بآيات الله ويستهزؤون بها وذلك حتى يخوضوا في حديث غيره بدليل سورة النساءالآية رقم 140 فتصبح الفرصة مواتية بعد ذلك لاستئناف الحديث معهم من جديد لامرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر؟ولا يجوز السلام عليهم في حالة اقترافهم للمعاصي وكانَّنا نُقِرُّهُم على ذلك حتى يُقْلِعُوا عنها في وقت آخرفعند ذلك نسلم عليهم؟؟؟نعم اخي وهناك درسٌ آخرُ ايضا لمن يجلسون على قارعة الطريق؟ ومن يتصيَّدون باعينهم ما حرَّم الله سبحانه وتعالى؟ ومن يغتابون كلَّ من يمرُّ امامَهم؟ ولا يخلو ولا يسلم منهم انسان؟ نعم هؤلاء الذين يجتمعون على المنكر؟ وعلى شرب الخمر؟ وعلى لعب الميسر او القمار؟ وعلى التدخين بدليل قوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابو سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اياكم والجلوس على الطرقات (وكلمة ايَّاكم هنا تفيد التحذير أي احذروا او اُحذِّركم من الجلوس) قالوا يارسول الله ما لنا من مجالسنا بُدٌّ نتحدث فيها؟ فقال عليه الصلاة والسلام فان اَبَيْتُمْ فَاَعْطُوا الطريق حقَّه؟ استمع اخي المؤمن؟استمع يا مسلم يا من تخاف الله سبحانه وتعالى؟ فان اَبَيْتُمْ وكانَّه عليه الصلاة والسلام ينبِّهُنا الى ضرورة عدم الجلوس في الطرقات من باب اولى؟ فان ابيتم أي رفضتم الا ان تجلسوا على الطريق فاعطوا الطريق حقه؟قالوا يا رسول الله وما حقُّ الطريق؟ تابع معي اخي ثم اخبرني هل احدُنا يحقِّق هذه الشروط؟ قال ردُّ السلام؟ وغضُّ البصر؟ وكفُّ الاذى؟ والامرُ بالمعروف؟ والنَّهي عن المنكر؟ فاذا اَردتَّ اخي اَنْ تكون جلستُك على الطريق مباحة فعليك ان تحقق هذه الامور؟ اوَّلاً غضُّ البصر؟ والشيطان يا اخي دروبُه متعددة يدخل الى النفس البشرية من نقاط ضعفها؟ فاذا جلسْتَ على الطريق فعليك ان تغضَّ بصرك؟و لاتُسَلِّطْهُ او تُتْبِعْهُ لتنظرَ الى العورات التي حرَّم سبحانه وتعالى النظرَ اليها؟ بعض الناس يعارض امر الله ويقول ماذا يَضِيرُنِي لو جلسْتُ ونظرتُ الى النساء والبنات المتبرجات دون ان ارتكب جريمة الزنى فاين الحرام في ذلك؟ ونقول لهذا المؤمن المُغَفَّل لا يَحِقُّ لك ان تُعَارِضَ القرآن والدليلُ واضحٌ جدا في قوله تعالى{قل للمؤمنين يَغُضُّوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم} وعليك ان تعلم اَنَّ حِفْظَكَ لِفَرْجِكَ لايمكن ان يكون دون غَضِّكَ لبصرك بدليل قوله عليه الصلاة والسلام [من حامَ حول الحِمَى يوشكُ ان يقعَ فيه] والانسانُ منا اخي هو اضعفُ ما يكون امامَ غريزتِه الجنسيَّة اِلَّا من رحم ربي؟ وصدقَ اخوانُنا من النصارى المسيحيين في قولهم ولا تُدْخِلْنَا في التجربة ونَجِّنا من الشِّرِّير؟ وبدليل قوله تعالى {ولاتقربوا الزنى} ولم يقل لا تزنوا؟ والمعنى لاتقربوا مسبِّباتِه او مقدماته كالنظرة مثلا وهي سهمٌ من سهام ابليس لا يُخْطِىءُ الهدف من اجل ارتكاب الفاحشة؟ اَضِفْ الى ذلك ايضا قوله عليه الصلاة والسلام [كاشفُ العورة ملعون والناظرُ اليها ملعون] نعم اختي {وقل للمؤمنات يَغْضُضْنَ من ابصارهِنَّ ويَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} فحينما تقول اخي انا لا ارتكب حراما فاِنَّك بذلك تعارض القرآن وتُضَادُّهُ؟ وقد يكون مصيرك هوسوء الخاتمة والخروج عن الملة والعياذ بالله تعالى؟ فالنظرُ وحدَه يكفي لارتكاب الحرام ولو لم يقترنْ بالزنا؟ ثم ماذا يحدث بعد ذلك؟ ترى هؤلاء الذين يتصيَّدون الرائحاتِ الغاديات بسهام نظراتهم المحرمةِ وابصارِهم فيترتَّبُ على ذلك مفاسد لاتُعَدُّ ولا تُحْصَى؟ ومن هذه المفاسد اَنَّ صلتَهُ باهل بيته وخاصَّة اذا كان متزوجا تصبح ضعيفة؟ فتراه يدخل الى البيت ويوازنُ بين ما رآه في الشارع وعلى الطريق من جمال ظاهر مزيَّف؟ ثم يقارن بينه وبين حال امراته؟ وعند ذلك يزهد بامراته؟ فلا ياكل معها ولا يلاطفُها ولاتسمعُ منه كلمة طيبة لماذا؟ لِاَنَّ الشيطان اغراه بالنظر الى المحرمات والى العورات؟ واخذ يقارن بين زوجته وبين ما رآه من منكرات؟ومن متبرجات ساحرات يتعلَّمْنَ سحرَ الجمال الزائف من بيوت الازياء والدعارة والموضة واحدث صرعة؟ ويتعلمون منهم ما يُفَرِّقُونَ به بين المرء وزوجه من اغراءات واغواءات؟ من [كاسيات عاريات مائلات مُمِيلَات؟ رؤوسُهُنَّ كَاَسْنِمَةِ البُخْت] أي كَسِنَامِ الجمل العربي الاصيل وهنَّ اللواتي يصفِّفْنَ شُعُورَهُنّ على شكل هذا السنام؟ وهنَّ ايضا المحجبات بحجاب النفاق من دون جلباب ومع تجسيم العورة؟ بسبب البنطلونات او الفيزونات؟فهؤلاء هنَّ الكاسيات من نعمة الله في نظر الناس؟ العاريات عن شكرها عند الله؟ فلم تعد تعجبُهُنَّ الازياء الالهية الربانية من جلباب وخمار ونقاب؟ بل ذهبْنَ بارجلهنَّ وقلوبهن وعقولهن بشغف شيطاني كبير الى ازياء الدعارة والعهر والفجور ارضاء للشيطان وتقربا اليه بفروض الطاعة والعبادة؟ نعم هؤلاء النسوة لايَدْخُلْنَ الجنَّةَ ولايَجِدْنَ رِيحَها الا ان يتوبوا؟نعم اِنَّهُنَّ بسحرِهنَّ واغوائِهنَّ الشيطاني مجتمعاتٌ مع مصمِّمي ازيائِهنَّ لن يضروا احدا الا باذن الله بدليل قوله تعالى {وما هم بضارِّين به من احد الا باذن الله ولقد علموا لَمَنِ اشتراه(أي السحر فباع دينه بالنتيجة مع الاسف) ماله في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به انفسهم لو كانوا يعلمون} وعند ذلك ترى هذا الانسان مع الاسف تسوء علاقته مع زوجته؟وهذا ما يحدث في ايامنا؟ وكثير من النساء يشتكين من ازواجهن لهذا السبب؟ فيجيبها زوجها اما يكفيك اَنِّي اكسوك وارسل لك الطعام والشراب؟ سبحان الله وهل العلاقة الزوجية ايها الاحمق تقوم على الطعام والشراب فحسب؟ فاين السكن والهدوء من دون مشاكل؟ اين العِشْرَةُ الطيِّبة بالمعروف؟ اين حدود الله؟ اين انت من قوله تعالى{ومن آياته اَنْ خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة اِنَّ في ذلك لآيات لقوم يتفكرون} نعم اخي اذا جلسْتَ على الطريق عليك ان تَرُدَّ السلام وتكفَّ الاذى سواء كان اذىً ماديا ام اذى معنويا؟ فلا تُلْقِ بالاوساخ في الشوارع وعلى الطرقات؟ ولاتَضَعْ سيارتك معترضةً الطريق لتُعَسِّر على الناس المرور؟لِاَنَّ حقَّ المرور هو حقٌ مشترك بين الجميع؟وحَتَّى الخيمة من اجل تقبُّل التعازي لايحقُّ لك ان تَنْصِبَهَا مُعْتَرِضَةً على الناس او سياراتهم؟ وقد تتسبَّبُ بذلك في حوادث اصطدامية خطيرة جدا فتصبح ارواح الناس في رقبتك؟ ويوم القيامة سيحمِّلُك الله مسؤولية ازهاقِها بغير حق؟ وكلُّ ذلك بسبب استهتارك وقطعِكَ للطريق على السيارات؟ ممَّا يجعلهم مضطرين للسير في طريق واحد ضيِّق باتجاهين متعاكسين؟ ولا يمكن في هذه الحالة منعُ التصادم وخاصة اذا كانت السرعة زائدة عن حدها الا اذا تدخلت العناية الالهية بدليل قوله تعالى{فالله خيرٌ حافظاً وهو ارحم الراحمين}نعم ايها الاخوة رُدُّوا السلام؟ وكذلك فَلْتَاْمُرُوا بالمعروف ولْتَنْهَوْا عن المنكر؟ وهل يستطيع احدٌ منا في هذه الايام ان يحقق هذه الامور الاربعة ولاسيَّما اخي اذا راَيْتَ منحرفا او منحرفة؟ فهل تستطيع بهذه السهولة ان تقول لاحدهما عليك ان تتقيَ الله؟الا اذا اَمِنْتَ على نفسك اَلَّا يَجُرَّكَ الى طريق الشيطان؟لِاَنَّ الصاحب ساحب؟ فهنا لا استطيع ان اُعْفِيَكَ ابدا من امرهما بالمعروف ونهيهما عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة المؤثرة على ضميريهما وقلبيهما؟ وكم نفتقد الى داعيةٍ ربَّاني موهوب وهبه الله هذه النعمة العظيمة قادرٍبعون الله وهدايته له ولغيره على ان يزرع راس الحكمة وهو الخوف من الله في نفوس هؤلاء وهو يَبْكِي ويُبْكِي غيره ويجعلهم {يَخِرُّون للاذقان يبكون ويزيدُهم خشوعا}اِذاً نفهم من هذا الحديث اَنَّ الجلوس على قارعة الطريق ليست من سمات المؤمنين الخائفين من الله سبحانه وتعالى عز وجل؟؟؟ نعم اخي انت مسؤول بين يدي الله تعالى ان تنصحَ اخاك؟ نعم اختي انت مسؤولة ايضا؟ان تُطَبِّقَا الامرَ بالمعروف والنهي عن المنكر على نفسيكما اولا؟ ثانيا ان تعظا الناس وان تامراهم بالمعروف وان تنهياهم عن المنكر؟ لَكِنْ لِنَفْرِضْ اَنَّ انساناً نَصَحَكَ اخي وقال لك يا فلان لاتشرب الخمر؟ ولا تدخن؟ لا تتعاطى المخدرات؟ وهو يشرب الخمر والمخدرات ويدخن؟ ومع ذلك فقد قام بواجب واحد؟ وهو اَمرُه لغيره دون نفسه بالمعروف؟ ونهيه لغيره دون نفسه عن المنكر؟ واِنَّه مع الاسف قَصَّر في الواجب الآخر؟ ولم يطبِّق ذلك على نفسه اولا؟ فاذا كنتَش يا اخي تريد الخير لنفسك؟ فلا تقلْ له اِبْدَاْ بنفسك اولا؟ واِنَّما تستجيبُ له اَوَّلاً و فورا؟ثم انت بعد ذلك وفي وقت آخر تقوم بنصيحته؟لِاَنَّه اذا لمس استجابة سريعة منك فَاِنَّكَ تعينُهُ على الشيطان العدو المشترك لكما؟ واِنَّك بذلك تشجَّعُه على ان يكون خيرَ قدوة(حتى ذَكَرَ بعض الفقهاء اَنَّهُ يجوز للمُخَنَّثِ ان يقفَ اماما في الصلاة؟ لا اقرارا منَّا له على ميوله الخاطئة الشاذة؟ ولَكِنْ حتى نربِّي فيه اوننمِّيَ اونشجع القدوة الصالحة؟ مما يؤدي غالبا الى خجله واستحيائه واقلاعه عن الفحشاء والمنكر) والا فَاِنَّكَ تُعِينُ الشيطان عليه اذا لمس عدم استجابتك؟وتوحي اليه اَنَّكَ تكره النصيحة{ ويوحي شياطين الجن الى شياطين الانس الى بعضهم زخرف القول غرورا} اَنَّ الناس جميعا يكرهون النصيحة؟ وبذلك تتوقف الدعوة الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة التي يريدها الله؟وتتحقَّقُ ارادةُ الشيطان الرجيم وهي لعنة الله على بني آدم بدليل قوله تعالى {كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه} وذلك انتقاما شيطانيا من ابينا آدم الذي حلَّت لعنة الله على غريمه ابليس؟ بسبب رفضه السجود له بدليل قوله تعالى{اِنَّ الشيطانَ لكم عدوٌّ فاتخذوه عدوا} أي لا تتخذوه صاحبا او حبيبا او صديقا(روى لي اخي رحيق رحمه الله قصة طريفة؟عندما كان في الثامنة عشرة من عمره؟ وكان في سن المراهقة؟وكان عاطفيا جدا؟ فصادفَ ان تعرَّفَ على شخص من مدينة حلب؟ ومرت الايام واَحَبَّه اخي رحيق كثيرا؟ وكان هذا الشخص يشكو الى اخي ضِيقَ حاله وذاتِ يده؟ وحاول مرة اخي ان يتودَّدَ اليه؟ واراد قبل ان ينصرف ان يعانقه ويقبِّله؟ فما كان من هذا الشخص الا ان كشف عن وجهه الآخر؟ وبداَ يصدُّ اخي بقوة وينهره بحديث رسول الله[اَنَّ المؤمن اخو المؤمن لايجوزله ان يعانقه او يقبله وانَّما يصافحه بيده] فحاول اخي ان يتودَّد اليه بالمال؟ ولكنه رفض ايضا وقال له انت من طريق وانا من طريق؟ ومرت الايام ولم يجد اخي سببا مقنعا ولامبررات ترضيه مع رفضه للمال ايضا؟ وبعد ثلاثة اشهر صادف ان مرَّ ذلك الشخص وسلَّم على اخي وردَّ اخي عليه السلام؟ لكنَّ اخي قال له اذا سَمحْتَ وبناءً على طلبك انت من طريق وانا من طريق وهذه آخرُ مرة تسلِّمُ عليَّ واردُّ عليك السلام؟ فلم اَعُدْ اقبلُ منك السلام؟ لانِّي لم اشعر معك بالسلام؟ وتَاْبَى عليَّ عزَّةُ نفسي ان اتواصلَ معك بسبب هذه الجفوة القاسية المَقِيتَة التي صدرت منك ولم يكن لها مبرر؟ ومرت الايام وبعد عشرين سنة وفي رمضان كان اخي نازلا من الجامع بعد انتهاء صلاة التراويح وماشيا وعائدا الى بيته؟ فاذا بالسماء تمطر بغزارة واذا بسيارة فارهة تقف على جانب الطريق؟ واذا بسائقها ينادي يا اخ رحيق السلام عليكم الم تعرفْنِي؟ فقلت لا وربِّي؟ فقال اُنْظُرْ اليَّ جيدا؟ فنظرْتُ قائلا ابو حلب؟ فقال نعم بشحمِه ولحمِه اركب معي وتعالَ اُوصِلْك الى حيث تريد؟ يقول اخي فنظرت اليه قائلا (ووالله الذي لا اله الا هو لا اعرف كيف خَرَجَتْ من فمي هذه الكلمات) حين قلتُ له من زمان كان يجب عليك ان توصلَنِي الى برِّ الامان؟ ولكنَّك مع الاسف تَرَكْتَنِي فريسة للشيطان؟ وتابى عليَّ عزَّةُ نفسي ان ارى وجهك بعد اليوم فاذهبْ بامان)؟؟؟نعم اخي هذا هو خُلُقُ الايمان لَكِنْ حينما تكون النصيحة مستجابة يجب ان يتحقق فيها اولا قول الله سبحانه وتعالى{يا ايها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون} (نعم ايها الاخوة الكرام صلوا على رسول الله)كم نُصَابُ من مِحَنْ؟ كم نصاب من اضطرابات؟ كم نصاب ونصاب؟ فهل اتَّعظْنا؟ هل عدنا الى منهج ربنا سبحانه وتعالى؟نعم القاضي والمحامي والمدرِّس والعامل وكلُّ عضو من اعضاء المجتمع يجب ان يامر بالمعروف وينهى عن المنكر؟ فالقاضي النزيه الذي يعطي كل ذي حق حقه والذي يُوصِلُ المظلوم الى حقه يكون آمرا بالمعروف؟ واِذَا لم يفعل ذلك وكان قاضيا جائرا فَاِنَّه يامر بالمنكر والعَيَاذُ بالله تعالى؟ المدرِّسُ الذي يقوم بعمله باخلاص وينشىء النشىء على طاعة الله ورسوله وعلى القيم الانسانية يكون آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر؟ واَمَّا اذا كان الامر عكسيا فيكون عند ذلك آمرا بالمنكر وناهيا عن المعروف؟ فما هي صفات المؤمنين والمؤمنات؟ وما هي صفات المنافقين والمنافقات؟ يقول الله سبحانه وتعالى {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله اولئك سيرحمهم الله اِنَّ الله عزيز حكيم} فاذا اَرَدْنَا ان يرحمَنا الله فعلينا ان نحقِّقَ هذه القيمَ القرآنية {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض} اي كلُّ واحد منهم يعتبر نفسه مسؤولا عن اخيه والآخر كذلك؟ نعم {اولياء بعض} ليس هناك انقطاع بين المؤمنين؟ وليس هناك كلمة (مالِي) بينهم؟ او (كل عنزة معلقة بكرعوبها او عرقوبها)او غير ذلك من الكلام الذي نسمعه؟ وحينما تريد اخي ان تنصح انسانا ترى الذين يريدون ان يصيبوك بالكسل او يثبِّطُوا عزيمتك او همَّتك يقولون بوقاحة لا مثيل لها(وهل انت ستنزلُ في قبره ليحاسبَكَ الله عنه) واقول لهؤلاء الحمقى المغفلين الى أيِّ درجة من الشح والبخل وصلتم؟ حتى بالنصيحة تبخلون وتامرون الناس بالبخل؟رحم الله شخصا اهدى اليَّ عيوبي؟اطمئِنُّوا لا لن انزلَ في قبره؟ ولن ينزلَ هو في قبري؟ ولكنني انا مامورة ان انصحه؟ وان ارشده الى الحق بدليل الآية السابقة؟ وبدليل قوله عليه الصلاة والسلام [المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدُّ بعضه بعضا] وبدليل اقوى ايضا وهو قوله صلى الله عليه وسلم [المؤمن مِرآةُ اخيه] أي اَنَّ عيوبَ اخيك هي عيوبُك ايضا التي يجب عليك ان تحاولَ اصلاحها؟ كما تصلح من هندامك او شعرك او ملابسك اذا نظرتَ الى المرآة وتقول اللهمَّ كما حسَّنْتَ خَلْقِي فحسِّن خُلُقِي أي اخلاقي؟ ومن اعظم محاسن الاخلاق ان تدعوَ لاخيك ايضا دعوةً بظهر الغيب ان يحسِّن الله اخلاقه؟ ثم تذهب بعد ذلك من اجل امره بالمعروف ونهيه عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة؟ وهذا هو تاج الاخلاق بعد الصلاة وقِمَّتُها وخيرها وافضلها بدليل قوله تعالى {كنتم خير امة اخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله} لاحظ معي اخي جيدا اَنَّ الايمان بالله لا يكون شاملا كاملا الا بعد الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بدليل قوله عليه الصلاة والسلام [لايزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولايشرب شارب الخمر شاربها وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن]وكذلك هو حاصلٌ ايضا مع من يترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فلا يتركه او يستهتر به مؤمن ابدا؟ وعندما اهلك الله عزَّ وجل الذين اعتدوا في السبت وجعل منهم قردة خاسئين لم ينج منهم الا الذين ينهون عن المنكر والسوء بدليل قوله تعالى {واَنْجَيْنَا الذين ينهون عن السوء واَخَذْنَا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون} وحتى الامة الذين قالوا للدعاة الى الله{لِمَ تعظون قوما الله مهلكهم او معذّبُهم عذاباً شديدا} هؤلاء ايضا وعلى الراجح اهلكهم الله؟ لِاَنَّهم ما كان لهم ان يتركوا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بحال من الاحوال ابدا بدليل قوله عليه الصلاة والسلام [اذا قامت الساعة وفي يد احدكم فسيلة فليغرسها] فكيف نترك الدعوة الى الله بحجة انشغالنا بدعم الثورات والتحريض على الفتنة والقتل؟ ولقد قامت الساعة في زمن نوح صلى الله عليه وسلم ولم يترك الدعوة الى الله حتى مع اشقى وافجر اولاده بدليل قوله تعالى {وهي تجري بهم في موج كالجبال ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بنيَّ اركب معنا ولاتكن مع الكافرين} ولقد تاكد يونس ذو النون صلى الله عليه وسلم من هلاك قومه وعذابهم فدعا عليهم؟ ولكنَّ الله سبحانه لم يستجبْ له واعطاه الدرس القاسي بسبب تركه الامر بالمعروف معهم والنهي عن المنكر الى آخر لحظة ممكنة وخروجه على عجل من دون اذن ربه بدليل قوله تعالى {فلولا انه كان من المسبحين للبث في بطنه الى يوم يبعثون} كذلك لاننسى ايضا اللعنة الكبرى لبني اسرائيل على لسان من يحبون وعلى لسان من يكرهون بدليل قوله تعالى {لُعِنَ الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون} ولذلك يا اخي فاِنَّ المؤمنين اخوة؟ اخوك هو وليُّك؟ وانت وليه؟ فبالله عليك اخي اذا تَحَقَّقَتْ هذه الموالاة في افراد المجتمع على كلِّ الطبقات فاِنَّه بالتاكيد سيكون مجتمعا سعيدا متعاضدا متآلفا؟هؤلاء المؤمنون اِذاً {يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله اولئك سيرحمهم الله} واَمَّا المنافقون فبالعكس انظر اخي الى ما قبل هذه الآيات وهي من سورة التوبة {والمنافقون والمنافقات بعضهم من بعض} ولم يقل سبحانه بعضهم اولياء بعض؟لِاَنَّ كلَّ واحد منهم لايريد الخيرَ لاخيه المنافق مثلِه؟ واَمَّا المؤمن فَاِنَّه يريد الخير لاخيه بل للانسانية جمعاء؟ نعم هؤلاء{المنافقون والمنافقات يامرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون ايديهم} وهو كناية عن بخلهم وشحِّهم فلا يفعلون خيرا ابدا سواء كان خيرا ماديا ام معنويا{نسوا الله فنسيهم} الله اكبر؟ ما اعظم هذه الكلمة؟ وما اشدَّ اثرها؟ وما اقساها؟ ينسى الانسان ربه؟ ينسى خالقه؟ ينسى رازقه؟ ينسى مُطْعِمَه؟ ينسى محيِيه؟ ينسى مميتَه؟ اِذَاً ماذا بقي لهذا الانسان؟ ولذلك {نسوا الله فنسيهم} أي اهمل الله تعالى شانهم{ اِنَّ المنافقين هم الفاسقون} أي الذين خرجوا عن طاعة الله سبحانه وتعالى؟ فهل تريد اخي ان نتصف بهذه الصفات؟ نامر بالمنكر؟ وننهى عن المعروف؟ هذا بلاء عظيم في المجتمع؟ يقلبه راسا على عقب من مجتمع الايمان الى مجتمع النفاق والعياذ بالله تعالى؟؟؟ فاذا اردنا الخير لامتنا وبلادنا ولديننا فعلينا ان نتصف بهذه الاوصاف القرآنية الايمانية التي تقربنا الى الله سبحانه وتعالى زلفى؟ ونحن مسؤولون بين يدي الله تعالى؟ مسؤولون عن انفسنا؟ مسؤولون عن اُسَرِنَا؟ مسؤولون عن امتنا؟ مسؤولون عن شعوبنا؟ مسؤولون عن اوطاننا؟ وقبل كلِّ هذا مسؤولون عن طاعة الله ورسوله؟ ولذلك {اِنَّ الله لايُغَيِّرُ مابقوم حتى يغيروا ما بانفسهم} اِبْدَاْ بنفسك اخي؟ ولا تقل لماذا ياالله يصير كذا وكذا ويحدث كذا وكذا؟ قل لنفسك اولا يا نفسُ لماذا انت تعصين الله ورسوله؟ هل حقَّقْتِ يا نفسُ طاعةَ الله وطاعة رسوله؟ لتكوني عزيزة؟ ولتكوني كريمة؟ ولتكوني سعيدة في هذه الحياة الدنيا؟ ولذلك اعلمي يا نفس اَنَّ الله لا يخلف وعده بدليل قوله تعالى{اِنْ تنصروا الله يَنْصُرْكم ويُثَبِّتْ اقدامَكم والذين كفروا فتعساً لهم واضلَّ اعمالهم} لماذا يا اخي؟ لماذا هؤلاء لهم التعاسة؟ والضلال؟ وضياع الاعمال حتى تصبح كالهباء المنثور{ ذلك بانَّهم كرهوا ما انزل الله فاحبط اعمالهم} كثير من الناس لايحبُّ ما انزل الله؟ نعم لايحب هذا القرآن الا اذا كان الحق معه؟ لانَّه يعلم جيدا اَنَّ القرآن يدعمه؟ وامَّا اذا كان الحق ضده فَاِنَّهُ يكره ما انزل الله؟ لانه يعلم جيدا اَنَّ القرآن ينبذه؟ ويعارضه؟ ويضادُّه؟ ويعاكس الباطل الذي يقوم عليه؟ ولذلك سخطَ الله على هؤلاء؟ نعم الله سخط عليهم لِانَّهم {كرهوا ما انزل الله فاحبط اعمالهم} صدق الله العظيم اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم؟؟؟ حمدا لله وصلاة وسلاما على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والى الله ورسوله والذين آمنوا من اخواننا من الملائكة والانس والجن المؤمنين؟وكما يقول سبحانه {اِنَّما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} نعم هؤلاء الناس الذين وعدهم الله تعالى بالنصر في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولن يخلف الله وعده ابدا؟ نعم ايها الاخوة اِنَّنا في عصر الفتن والاضطرابات والاشاعات والاتهامات الكاذبة التي يلوكُها الناس ويتناقلونها فيما بينهم؟وهم مسؤولون عن كل كلمة يتكلمونها بدليل قوله تعالى{ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد} فيجب على المؤمن ان يكون على حذر في مثل هذه الظروف التي يصبح فيها المرء مؤمنا؟ ويمسي كافرا؟ ويمسي مؤمنا؟ ويصبح كافرا؟ تضطرب العقائد؟ تضطرب الافكار؟ تضطرب التصورات؟ يضطرب كل شيء بدليل قوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي عن علي كرم الله وجهه[ستكون فِتَنٌ كَقِطَعِ الليل المظلم؟ قالوا ما الخروج منها يارسولَ الله؟ قال كتابَ الله]نعم كتابُ الله؟ هذا القرآن الذي وحَّدَنَا؟ نعم وحَّد امةَ العرب؟ وحد القبائل العربية التي كانت متدابرة متخاصمة متناحرة؟ فالى متى نظل هكذا بدون قرآن؟ ومتى يوحدنا القرآن؟ وهو الحل الوحيد لجميع مشاكلنا؟ حينما نفسره التفسير الذي لا يتبع الهوى؟ ولايتبع الرغبات النفسية؟ حينما نكون موضوعيين في تفسيرنا للقرآن؟وفي طاعتنا لله ورسوله؟فنسال الله سبحانه وتعالى وهو اكرم مسؤول سائلين قائلين اللهم اجمع المسلمين قادة وشعوبا على كتابك الكريم يا رب العالمين؟ اللهم خلِّقنا باخلاق القرآن؟ وعلّمنا بعلوم القرآن؟ اللهم كن معنا ولاتكن علينا؟ اللهم اشرح صدورنا؟ ويسّر امورنا؟ واقضِ ديوننا؟ واسترْ عيوبنا؟ وانصرِ الحق واهله؟ واهزم الباطل وجنده؟ اللهم كنْ مع عبادك المتقين الاخيار برحمتك يا عزيز يا غفار؟ اللهم اجعل بلاد المسلمين في امن وامان؟ وفي عزة ورخاء؟ واغفر اللهم لنا ولوالدينا ووالدي والدينا ولمشايخنا ولمن له حق علينا ولاخواننا من الملائكة والانس والجن المؤمنين ولمنشئي هذا المنتدى الكريم وجميع الاعضاء المشتركين فيه ومالكه ووالديه؟ ووفق شعبنا وقيادتنا ورئيس جمهوريتنا بشار واخاه ماهر الاسد وابن خاله رامي مخلوف الى ما تحب وترضى واَعِنْهم على العمل الخيري الذي نذروا انفسهم له واجعله خالصا لوجهك الكريم يا رب دون اعتبار لاحد من الناس مدحوهم او شتموهم؟ يا رب وفق ماهر واجعله ماهرا في فعل الخير يا رب؟ يا رب كما حسَّنْتَ خَلْقَه وجعلْتَه وسيماً بهيّا في طلعتِه فَحَسِّنْ اخلاقَه يا كريم واجعله من الرجال الشدائد الذين يملكون انفسهم واعصابهم عند الغضب يا رب اِنَّ قلبه طيب ولكنه لا يستطيع ان يضبط نفسه عند سماع استفزازات مزعجة؟ فَاَلْهِمْهُ الصبر وطولة البال ياالله؟آمين آمين عباد الله{ان الله يامر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون} وقبل ان اختم هذه المشاركة اوجه خطابي الى الذين يكرهون القرآن الكريم و اقول لهم{وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم} واقول للقذافي {وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم} فلا تفرح بما عندك من العلم في هذا الكتاب المسمى اخضر؟فوالله الذي لا اله الا هو اِنَّ الله سيدعمك؟ ويقوّي ملكك؟وينصرُك على من عاداك؟ اذا اَطْلَقْتَ قنواتٍ فضائية بمختلف اللغات الاجنبية العالمية المشهورة؟ وجَعَلْتَ الاسلام يدخل الى كل بيت في الغرب المسيحي؟ ودَعْ اعداءك منشغلين بالفساد في الارض؟ والفتن؟ وسفك الدماء؟ ولا يسبِّحون بحمد الله؟ ولا يُقَدِّسُون له في الدعوة الى دينه الاسلامي؟ ولايريدون ان يكونوا خير امة اخرجت للناس؟ أي لليهود والنصارى؟ وهل الناس الا هم؟ اوكما قال صلى الله عليه وسلم؟ ويشمل ذلك ايضا المسلمين وغير المسلمين؟ ماذا ستخسر يا قذافي اذا اَطْلَقْتَ هذه القنوات؟ وكُنْتَ من خير امة اخرجت للناس؟ وقد تُكَفِّرُ بذلك عن جميع اخطائك السابقة واللاحقة؟ وكما يقال عليكَ وعلى اعدائك فانَّهم لن يوقفوا القصف عليك مهما فعلت لارضائهم بدليل قوله تعالى{ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم} فليس لك الا الله الذي يؤتي الملك من يشاء ويدعمه ويقوي شوكته؟ولا اريدك ان تكون مِمَّن ينزع الله عنهم الملك بسبب عنادهم؟ ولطالما كنت اتمنى هذا الشرف العظيم ان يحصل عليه اصهارُ الرسول وانسباؤُه من الشعب المصري؟ وان يكون لهم السبق والافضلية في هذا المضمار العظيم؟ فَاِنَّ مصر هي امُّ الدنيا جميعها؟ والام هي معلمةٌ لابنائها؟وكما قال احمد شوقي الامّ مدرسة اذا اَعْدَدْتَهَا اعددت شعبا طيب الاعراق؟وكما قال نابليون الام التي تهزُّ سرير وليدها بيمينها تهز العالم بشمالها؟ ثم اوجه خطابي اخيرا الى العرعور؟ وابشِّرُهُ بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم [اِنَّ من اكبر الكبائر ان يلعن الرجل ولديه؟ قيل يا رسول الله؟ وكيف يلعن الرجل والديه؟ قال ياتي ابا الرجل فيسبُّ اباه؟ وياتي امَّ الرجل فيسب امه؟ اما تستحي على شيبتك؟ اما تخجل وانت تلعن والديك يا عرعور؟لانَّ من يلعن وَالِدَيْ غيره يلعن والدي نفسه؟ فاذا سكت الملعون ظلما ولم يرد؟ فان الشتيمة تعود على اللاعن لا على الملعون بنص حديث رسول الله؟واذا سكت الملعون بحق ولم يرد على لاعنه بحق؟ فان الشتيمة تعود ايضا على والدي اللاعن بدليل قوله تعالى{ ايحب احدكم ان ياكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه} نعم هل تحب يا عرعور ان تاكل لحم حافظ الاسد وهو ميت؟هل يروق لك ذلك حتى ولو كنت صادقا في لعنه بدليل قوله عليه الصلاة والسلام[اِنْ كان فيه ما تقول فقد اغْتَبْتَه؟ وان لم يكن فيه ما تقول فقد بَهَتَّه] وهذا اذا كان حيا؟ فما بالك اذا كان ميتا مقبورا؟ اخي العرعور مَرْحَبَا؟ رسول الاسلام يقول لك [كاشف العورة ملعون والناظر اليها ملعون] فهل يجوز لك ان تعيِّر ولدَ الزنى بامه او ابيه الزاني الملعون؟ اَمَا عَلِمْتَ اَنَّكَ بهذه الشتائم تُحَرِّضُ الناس على القتل اكثر واكثر؟اليس من اعان على قتل مسلم ولو بشطر كلمة لقي الله وهو عليه غضبان؟ ومن منَّا يرضى بمسبَّة ابيه او امه ثم يسكت بهذه السهولة؟ والام والاب مقدسان عند الله اكثر من العِرض؟وانت ترهق نفسك وشعبك بالتحريض والشتائم؟ ثم ترهق النظام طغيانا وكفرا وغيظا وحقدا وحنقا؟ وانت شيخ كبير مُكَلّف؟ فما بالك بالغلام الذي قتله الخضر وهو غير مكلف لمجرد الخوف من الفتنة لوالديه في المستقبل؟ هل ترضى ان تكون ذلك الغلام؟ ولكن بشار الاسد سكت وتمالك نفسه وهو الشديد بدليل حديث صحيح عن رسول الله [ليس الشديد بالصرعة ولكنَّ الشديد من يملك نفسه عند الغضب] هل ادركْتَ الآن يا عرعور اَنَّ بشار الاسد يستطيع اعطاءك الدروس وهو ساكت دون ان ينزل الى مستواك؟ وهو من الذين قال الله فيهم {والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس} وهو فعلا كما قال لك يعطي الدروس وليس بحاجة ان ياخذ الدروس من احد الا في عقيدة التوحيد فهو مع الاسف من اجهل الناس بها؟ ولم يعلم اَنَّ [من تواضع لله وحده رفعه] لا من يرضى من انجاس الناس ان يسجدوا لصورته بدليل قوله تعالى{اِنَّما المشركون نَجَس}(والله الذي لا اله الاهو انا مستغربة جدا وقد كانت طائفتي العلوية دائما تُشَنِّعُ على من يعبد سلمان المرشد وتتهمه بالضلال)ولذلك اقول لك يا عرعور عَرْعَرَ الله وجهك بالخجل والحياء؟ ويبدو انك احيانا تكون بحاجة الى حفُّوضات اطفال لوضعِها على فَمِك قبل ان تنطق باي شتيمة؟ او كما قال الامام علي كرم الله وجهه ان تكون رقبتُك كرقبة البعير حتى تزن الكلام بميزان الشريعة عند التكلم برجْحَانٍ ونُقْصَان؟ والله تعالى رزق بشار الاسد هذه الرقبة الطويلة الجميلة كالزُّرافة الحسناء؟ واتحداك ان كان قد ظهر على وسيلة اعلام شاتماً اباك او امك؟ فهو قد تفوق عليك باكثر محاسن الاخلاق مع هذا الصبر والحلم والعفو عند المقدرة؟ وانت تعلم جيدا حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام [لاتسبُّوا الاموات فانَّهم قد اَفْضَوا الى ما قدَّموا] ثم من قال لك ان الشيخ البوطي كذاب؟ ولْنَفْرِضْ اَنَّه كذَّاب؟ ولايستطيع ان يجد مندوحة عن الكذب بمعاريض الصدق؟ فكيف تتهمه بالكذب؟ وهو يسعى بكذبه هذا المزعوم الى درء الفتنة قدر الامكان ومنع سفك او اراقة الدماء بدليل قوله صلى الله عليه وسلم [ليس الكذّاب الذي يصلح بين الناس فَيُنَمِّي خيرا او يقول خيرا] اَمَا تخجل من نفسك وانت بنفسك تدعو الناس الى عدم حمل السلاح درءاً للفتنة؟فلماذا تلوم البوطي على درء الفتنة ومناشدة الشعب بالهدوء والروية والتعقل؟ولا تلوم نفسك اولا؟ واذا اَردْتَّ الرد على هذا الكلام فَاِنِّي اطالبك بالدليل؟ولن استمع اِلَّاالى القرآن والسنة؟ياعرعور بيك افندي؟ هل من الحكمة في رايك ان نلغي جميع القنوات الدبلوماسية مع النظام؟ولا حتى قناة دبلوماسية واحدة للحوار يعمل عليها البوطي وحسون ووزير الاوقاف؟ لماذا لا تُرْخِي لهم الحبل فاذا لم يفلحوا شدَدْتَه باتجاهك؟ فطرفٌ يشدُّ وطرف يُرْخِي؟ اَلَسْتَ هكذا كنْتَ تربِّي اولادَك في بيتِك؟ يا اخي والله كِتْرِ المرعى يُعْمِي قلبَ الدابة؟ فلا تكن قاسيا فَتُكْسَر؟ولا ليِّنَاً فَتُعْصَر{ولا يجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى}وامَّا بالنسبةالى موضوع الاغتصاب وهتك الاعراض فينبغي اولا الاتيان باربعة من الشهداء الرجال البالغين المسلمين؟وانهم راوه بامِّ اعينهم كالميل في المكحلة؟اذ لولا البَيِّنة لادَّعى ناسٌ دماءَ ناس؟ وادعى ناس اموال ناس؟وادعى ناس اعراض ناس؟ فان كان الزاني المُغْتَصِبُ عازبا؟ فيجب على كل شاهد من الشهود ان يجلده 25 جلدة على ظهره؟ ثم بطنه؟ ثم بطن قدميه؟ ثم مؤخرته؟ الى تمام 100 جلدة؟ وهكذا مع اجتناب الراس والاعضاء التناسلية بدليل قوله تعالى {الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة} واما اذا كان الزاني متزوجا؟ فيجب على كل واحد من الشهود الاربعة حصرا ان يرجمَه حتى الموت بدليل قوله تعالى في آية منسوخة تلاوة لا حكما{الشيخ والشيخة اذا زنيا فارجموهما البَتَّة نَكَالاً من الله والله عزيز حكيم}فان كان عدد الشهود على جريمة الاغتصاب او الزنى اقل من اربعة؟ فيجب على القاضي ان يامر بجلدهم جميعا 80 جلدة لكل واحد منهم حتى ولو كانوا صادقين؟ وان يردَّ شهادتهم عقوبة لهم كحرمان جزئي من الحقوق المدنية بدليل قوله تعالى{لولا جاؤوا عليه باربعة شهداء فاذ لم ياتوا بالشهداء فاولئك عند الله هم الكاذبون} وبدليل قوله عز وجل ايضا{والذين يرمون المحصنات ثم لم ياتوا باربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة ابدا واولئك هم الفاسقون الا الذين تابوا من بعد ذلك واصلحوا} واُبَشِّرُ الذين يتعرضون لحوادث اغتصاب؟ اَنَّهم لما جعلوا اعراضهم صدقة على ابناء المسلمين؟ ودفعوها رغما عنهم ثمنا لحريتهم واحتسبوها عند الله وصبروا؟ صار اجرهم عند الله يفوق اجر الشهداء بكثير جدا؟ بل اِنَّ الشهداء نقطة في بحر كراماتهم؟ لِاَنَّ الكرامة اغلى بكثير من دماء الشهداء؟ولكنها ليست اغلى بل اتها ترخص من اجل كرامة دين الاسلام وراية التوحيد المقدسة؟ وقد ضَحَّوا بها في سبيل الله ودينه واعلاء كلمته بدليل مريم وعائشة الصِّدِّيقَتَان البتولتان الطاهرتان الشريفتان العفيفتان؟ومع ذلك لم تَنْجُوَا من احاديث الافك؟ ولكنهما صَبَرَتَا؟ ورحم الله موسى كليمَ الله صلى الله عليه وسلم لقد اُوذِيَ باكثر من ذلك فصبر فكافاه الله{وكان عند الله وجيها} وكَافَاءَ الله مريم بقوله {يا مريم اِنَّ الله اصطفاك وطهَّرك واصطفاك على نساء العالمين} وكَافَاَ اُمَّ المؤمنين عائشة صلى الله عليها وسلم بقوله{اِنَّ الذين جاؤوا بالافك عصبة منكم لاتحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم} وما هي بآخر بركاتها وبركات ابيها من سورة النور الى آية التيمم؟ولقد غار الله عليها غَيْرَةً ما بعدها غيرة؟ حتى جعلَنَا يقتل بعضنا بعضا؟ بسبب لعنة الله القوية التي اصابتنا من هؤلاء الحثالة الخبثاء الذين طعنوا فيها؟ولا يسلم الشرف الرفيع من الاذى عند الله حتى يُرَاقَ على جوانبه الدم؟والله اعلم الى متى ستهدأ هذه اللعنة؟ فَرُحْمَاكَ يا رب؟ وابشرك يا اخي؟ وابشرك يا اختي؟ اَنَّه ما عليكما من سبيل ابدا اذا وقعتما ضحايا الاغتصاب بدليل قوله تعالى{اِنَّما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الارض بغير الحق} اِلَّا اذا كان الزنى او اللواط برضاكما وفي غير حالة اغتصاب؟ والا فَاِنَّ العار لن يلحق الا الذي يمارس الدعارة بالاكراه لا من يرغمونه؟ فلا شيء على الاخير ابدا ولانقطة عار؟ وعلى المراة ان تستبرىءَ رَحِمَها بحيضة وانتهت المشكلة؟ وبقي سؤال صغيرعبر البريد الالكتروني وهو ما معنى الحرية؟ ومن اين تعلمها هؤلاء المتظاهرون؟ والجواب على ذلك يطول شرحه؟ ولكن تعلموها منذ نعومة اظفارهم في المدارس؟ وهم يرددون الشعار؟ امة عربية واحدة؟ ذات رسالة خالدة؟ اهدافنا وحدة حرية اشتراكية؟ عهدنا ان نتصدى للامبريالية والصهيونية والرجعية ونسحق اداتهم المجرمة عصابة الاخوان المسلمين العميلة؟ فعلامَ نلوم المتظاهرين اذا كان النظام نفسه يلقنهم كلمة حرية منذ طفولتهم؟ ولا املك الا ان اقول واختم بهذا الدعاء سحق الله كل ظالم ان لم يتب الى الله؟؟؟ وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين



الساعة الآن » 16:17.

Powered by vBulletin
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd