الإبداع الفضائي

الإبداع الفضائي (https://www.fadaeyat.co/)
-   المواضيع الإسلامية (https://www.fadaeyat.co/f5/)
-   -   انصياع فيل أبرهه.. للحق (https://www.fadaeyat.co/fadaeyat32/)

ابو نضال 29 رجب 1429هـ / 1-08-2008م 15:14

انصياع فيل أبرهه.. للحق
 
امتن الله علي نبيه- محمد- عليه افضل الصلاة والسلام بما فعله بأصحاب الفيل صيانة للبيت الحرام الذي جعله الله قبلة له ولأبيه إبراهيم عليه السلام وارهاصاً لنبوته فقال جل شأنه: "ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ألم يجعل كيدهم في تضليل وأرسل عليهم طيراً أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول".
ولقد كان هلاك أصحاب الفيل نعمة من نعم الله الكبري علي قريش فقد صان الله بيته الحرام من شرهم وأبادهم عن آخرهم فأكبر العرب قريشاً وعظم شأنهم عند كبيرهم وصغيرهم ولقي أهل مكة من قاصيهم ودانيهم ترحيباً واكراماً وتقديراً في أي مكان حلوا فيه.
وكان حادث الفيل في العام الذي ولد فيه محمد صلي الله عليه وسلم فقد كان هلاكهم- كما يقول محمد الطاهر بن عاشور في تفسيره- في شهر المحرم الموافق لشهر فبراير سنة 570 بعد الميلاد وبعد هذا الحادث بخمسين يوماً ولد النبي صلي الله عليه وسلم علي اصح الاخبار.
كانت هذه الحادثة التي سجلها القرآن في هذه السورة تذكيراً لقريش بهذا النبي العظيم الذي اخبرهم أهل الكتاب بزمن مولده وزمن بعثته وحدثوهم عن نعوته واخلاقه ومنهجه في دعوته إلي الله فأرخوا لمولده بعام الفيل ولم يعرفوا انه النبي المنتظر وذلك لأن الرسول صلي الله عليه وسلم قد ولد يتيما فكفله جده عبدالمطلب سيد قريش فارتبطت ولادته بحادثة الفيل لأنه ابن سيدهم أولاً ولأن جده كان له فضل كبير في حمايتهم من بطش ابرهة الاشرم وجيشه إذا أمرهم أن يتحصنوا منه في شعاب الجبال ويتركوا مكة يحرسها الله عز وجل ويحمي بيته بقدرته- كما سيأتي بيانه.
فكان مولد النبي صلي الله عليه وسلم هلال بشر ومطلع خير علي أهل مكة بوجه خاص وعلي العالم كله بوجه عام.
وأوجز "ابن كثير" قصتهم في تفسيره فذكر ان "ذا نواس" لما قتل اصحاب الاخدود- وكانوا نصاري- لم يفلت منهم إلا "دوس ذو ثعلبان" فاستغاث بقيصر ملك الروم- وكان نصرانياً ايضاً- فكتب له إلي النجاشي ملك الحبشة لكونه اقرب إليهم فبعث معه اميرين أرياط وأبرهة بن الصباح ابا يكسوم في جيش كثيف فدخلوا اليمن فجاسوا خلال الديار واستلبوا الملك من حمير وهلك ذو نواس غريقاً في البحر واستقل الحبشة بملك اليمن وعليهم هذان الأميران- أرياط وأبرهة- فاختلفا في امرهما وتصاولا وتقاتلا وتصافا فقال احدهما للآخر: إنه لا حاجة بنا إلي اصطدام الجيشين بيننا ولكن ابرز إلي وأبرز إليك فأينا قتل صاحبه استقل بعده الملك فأجابه إلي ذلك فتبارزا وخلف كل واحد منهما قناه فحمل أرياط علي أبرهة فضربه بالسيف فشرم أنفه وفمه وشق وجهه وحمل "عتودة" مولي أبرهة علي أرياط فقتله ورجع أبرهة جريحاً فداوي جرحه فبرأ واستقل بتدبير جيش الحبشة باليمن فكتب إليه النجاشي يلومه علي ذلك ويتوعده ويحلف ليطأن بلاده ويجزن ناصيته فأرسل إليه أبرهة يترفق له ويصانعه وبعث مع رسوله بهدايا وتحف وبجراب من تراب اليمن وجز ناصيته فأرسلها معه ويقول في كتابه ليطأن الملك علي هذا الجراب فيبر قسمه وهذه ناصيتي قد بعثت بها إليك فلما وصل ذلك إليه اعجبه منه ورضي عنه وأقره علي عمله وارسل ابرهة يقول للنجاشي: اني سأبني لك كنيسة بأرض اليمن لم يبن قبلها مثلها فشرع في بناء كنيسة هائلة بصنعاء رفيعة البناء عالية الفناء مزخرفة الارجاء: سمتها العرب "القليس" لارتفاعها لأن الناظر إليها تكاد تسقط قلنسوته عن رأسه من ارتفاع بنائها وعزم أبرهة الأشرم علي ان يصرف حج العرب إليها كما يحج إلي الكعبة بمكة ونادي بذلك في مملكته فكرهت العرب العدنانية والقحطانية ذلك وغضبت قريش لذلك غضباً شديداً حتي قصدها بعضهم وتوصل إلي ان دخلها ليلاً فأحدث فيها وكر راجعاً فلما رأي السدنة ذلك الحدث رفعوا امره إلي ملكهم ابرهة وقالوا له: إنما صنع هذا بعض قريش غضباً لبيتهم الذي ضاهيت هذا به فأقسم ابرهة ليصيرن إلي مكة وليخربن بيتها حجراً حجراً.
فتأهب ابرهة لذلك وسار في جيش كثيف عرمرم لئلا يصده احد عنه واستصحب معه فيلا عظيماً كبير الجثة لم ير مثله يقال له: محمود- وكان قد بعثه إليه النجاشي ملك الحبشة لذلك- وقيل: كان معه ثمانية أفيال وقيل: اثنا عشر فيلاً وقيل غير ذلك.
فلما سمعت العرب بمسيره أعظموا ذلك جداً ورأوا ان حقاً عليهم المحاجبة دون البيت ورد من أراده بكيد فخرج إليه رجل من أشراف اليمن وملوكهم يقال له: "ذو نفر" فدعا قومه ومن اجابه من سائر العرب إلي حرب أبرهة وجهاده عن بيت الله ومايريده من هدمه وخرابه فأجابوه وقاتلوا أبرهة فهزمهم وأسر "ذو نفر" فاستصحبه معه ثم مضي لوجهة حتي إذا كان بأرض "خثعم" عرض له "نفيل بن حبيب الخثعمي" في قومه فقاتلوه فهزمهم أبرهة وأسر "نفيل بن حبيب" فأراد قتله ثم عفا عنه واستصحبه معه ليدله في بلاد الحجاز فلما اقترب من أرض الطائف خرج إليه أهلها ثقيف وصانعوه خيفة علي بيتهم "اللات" فأكرمهم وبعثوا معه "أبو رغال" دليلاً.
فلما انتهي ابرهة إلي "المغمس"- وهو قريب من مكة- نزل به واغار جيشه علي سرح أهل مكة من الابل وعيرها فأخذوه وكان في السرح مائتا بعير لعبد المطلب وبعث أبرهة "حناطة الحميري" إلي مكة وأمره أن يأتيه بأشرف قريش وأن يخبره أن الملك لم يجيء لقتالكم إلا أن تصدوه عن البيت.
فجاء "حناطة" فدل علي عبدالمطلب بن هاشم وبلغه عن أبرهة ما قال فقال له عبد المطلب: والله ما نريد حربه ومالنا بذلك من طاقة هذا بيت الله الحرام وبيت خليله إبراهيم فإن يمنعه منه فهو بيته وحرمه وإن يخلي بينه وبينه فو الله ما عندنا دفع عنه فقال له حناطة: فاذهب معي إليه فذهب معه فلما رآه أبرهة أجله- وكان عبد المطلب رجلاً جميلاً حسن المنظر- ونزل أبرهة من سريره وجلس معه علي البساط وقال لترجمانه: قل له حاجتك؟ فقال للترجمان: ان حاجتي ان يرد علي الملك مائتي بعير اصابها لي فقال أبرهة لترجمانه: قل له: لقد كنت اعجبتني حين رأيتك ثم زهدت فيك حين كلمتك أتكلمني في مائتي بعير اصبتها لك وتترك بيتاً هو دينك ودين آبائك؟ فقال عبدالمطلب: إني أنا رب الإبل وان للبيت رباً سيمنعه قال: ما كان ليمتنع مني قال: أنت وذاك.
ورد أبرهة علي عبدالمطلب إبله ورجع عبدالمطلب إلي قريش فأمرهم بالخروج من مكة والتحصن في رءوس الجبال تخوفاً عليهم من معرة الجيش ثم قام عبدالمطلب فأخذ بحلقة باب الكعبة وقام معه نفر من قريش يدعون الله ويستنصرونه علي أبرهة وجنده وقال عبدالمطلب وهو آخذ بحلقة باب الكعبة:
لاهم إن المرء يمنع رحله فامنع رحلاك
لا يغلبن صليبهم ومحالهم غدوا محالك
فلما اصبح ابرهة تهيأ لدخول مكة وهيأ فيله وعبأ جيشه فلما وجهوا الفيل نحو مكة أقبل "نفيل بن حبيب" حتي قام إلي جنبه ثم اخذ بأذنه وقال: "ابرك محموداً أو ارجع راشداً من حيث جئت فإنك في بلد الله الحرام" ثم ارسل أذنه فبرك الفيل وخرج "نفيل بن حبيب" يشتد حتي اصعد في الجبل وضربوا الفيل ليقوم فأبي فضربوا في رأسه بالطبرزين وادخلوا محاجن لهم في مراقه فبزغوه بها ليقوم فأبي فوجهوه راجعاً إلي اليمن فقام يهرول ووجهوه إلي الشام ففعل مثل ذلك ووجهوه إلي المشرق ففعل مثل ذلك ووجهوه إلي مكة فبرك وارسل الله عليهم طيراً من البحر أمثال الخطاطيف والبلسان مع كل طائر منها ثلاثة أحجار يحملها: حجر في منقاره وحجران في رحيله أمثال الحمص والعدس لا تصيب منهم احداً إلا هلك وليس كلهم اصابت وخرجوا هاربين يبتدرون الطريق ويسألون عن "نفيل" ليدلهم علي الطريق و"نفيل" علي رأس الجبل مع قريش وعرب الحجاز ينظرون ما أنزل الله بأصحاب الفيل من النقمة والعذاب فخرجوا يتساقطون بكل طريق ويهلكون علي كل واصيب ابرهة في جسده وخرجوا به معهم يسقط جسده أنملة أنملة حتي قدموا به صنعاء وهو مثل فرخ الطائر فما مات حتي انصدع صدره عن قلبه كما يزعمون.
وقد صنع الله بجيش ابرهة ما صنع وحمي بيته الحرام بقدرته- وهو الغالب علي أمره- فكان ذلك من أجل النعم علي قريش وسائر العرب.

مجيد سات 29 رجب 1429هـ / 1-08-2008م 18:47

بارك الله فيك ابداع من مبدع


Sat 2010 29 رجب 1429هـ / 1-08-2008م 19:39

http://www.gallery.7oob.net/data/media/19/sjj0.gif

mohamed touj 2 شعبان 1429هـ / 4-08-2008م 00:42

جزاك الله خيرا اخي على الموضوع المميز تسلم و دمت في حماية الله
http://www.gallery.7oob.net/data/media/19/sjj0.gif






astonstar 13 ذو الحجة 1429هـ / 11-12-2008م 01:28

جزاك الله كل خير أخي الكريم

sopranos 13 ذو الحجة 1429هـ / 11-12-2008م 19:53


سميرأبوصلاح 13 ذو الحجة 1429هـ / 11-12-2008م 23:07

جزاك الله كل خير

بارك الله فيك


الساعة الآن » 11:22.

Powered by vBulletin
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd