الإبداع الفضائي

الإبداع الفضائي (https://www.fadaeyat.co/)
-   المواضيع الإسلامية (https://www.fadaeyat.co/f5/)
-   -   الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون (https://www.fadaeyat.co/fadaeyat36720/)

رحيق مختوم 22 جمادى الأولى 1433هـ / 13-04-2012م 19:09

الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون
 
قبلَ البدء بالمشاركة ارجو اَخْذَ الحِيطَةِ والحَذَر مِنْ خُطَّةٍ خبيثة يسعى اليها النظام مِنْ اَجْلِ تَنْفِيسِ الاحْتِقَانِ للجماهيرِ الغاضبة واَنْ يكونَ ذلكَ محصوراً داخلَ المساجد حتى تبقى الساحاتُ العامَّةُ خارجَ المساجدِ جاهزةً دائماً للحُشُودِ الهائلةِ مِنَ المَسِيرَاتِ المُؤَيِّدَة مِنْ اَجْلِِ اَنْ تَسْتَحْوِذَ عليها وسائلُ الاعلام العالمية؟ ومعَ ذلكَ اقول اِذَا كانَ النظامُ صادقاً فِعْلاً في جَمْعِ الكلمةِ وَرَصِّ الصُّفُوف مِنْ اَجْلِ مُوَاجَهَةَِ الخَطَرِ الاسْتِيطَانِيِّ التَّوَسُّعِي الصهيوني واَهْدَافِهِ المعروفةِ في قولِهِمْ حُدُودُكِ يا اسرائيلُ مِنَ الفُرَاتِ الى النيل فلماذا لا يَسْمَحُ لِرجالِ الاَمْنِ الوَاقِفِينَ على اَبْوَابِ المساجدِ بالدُّخُولِ اليهَا والصلاةِ مَعَ اِخْوانِهِمُ السُّوريِّينَ جَنْباً الى جَنْبٍ واضِعينَ اَكْتَافَهُمْ على اَكْتَافِ اِخْوَانِهِمْ وَمُلاصِقِينَ لَهَا في الصلاةِ وَوَاضِعِينَ اَيْدِيهِمْ وَمُصَافِحِينَ لِاَيْدِي اِخْوَانِهِمْ بَعْدَ انْتِهَاءِ الصلاة وَصَدِّقُونِي لَنْ تَحْصَلَ الاُلْفَةُ وَالمَحَبَّةُ اَبَداً بينَ اَفْرَادِ الشعبِ السوريِّ الواحدِ اِلا مِنْ خِلالِ الصَّلاةِ دَاخِلَ بُيُوتِ الله حتى وَلَوْ كانَ اَفْرَادُ الاَمْنِِ والشَّرِطَة مِنَ المنافقين اِذَا جَلَسُوا مَعَ قَوْمِ لا يَشْقَى جليسُهُمْ وهم يستمعونَ الى الخطيبِ وهوَ يَخْطُبُ خُطْبَتَيِ الجُمُعَةِ كَمَا اَمَرَ اللهُ سبحانَهُ في قولهِ {وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ في اَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغَا} ونبداُ بالمشاركةِ على بركةِ الله؟الحمدُ للهِ ثمَّ الحمدُ لله الحمدُ للهِ الذي كتبَ العِزَّةَ لعبادِهِ المؤمنين؟ وَاَذَلَّ الطُّغَاةَ الظالمين؟ وَجَعَلَ كَلِمَةَ الذين كفرُوا السُّفْلَى؟ وكَلِمَةُ اللهِ هِيَ العُلْيَا؟ نحمدُهُ سبحانهُ وتعالى ونستهدِيهِ ونَسْتَغْفِرُه ونَسْاَلُهُ سلامةً في الدِّينِ والاَهْلِ والمالِ والوطن ونَصْراً لاوليائهِ وهزيمةً لاَِعْدَائِهِ لِيُحِقَّ الحَقَّ بكلماتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الكافرين؟ لِيُبْطِلَ الباطلَ ولو كرهَ المجرمون؟ اُوصِيكُمْ عِبَادَ اللهِ وَنَفْسِيَ الخاطِئَةَ بتقوى الله؟ اَلا اِنَّهَا المَنْجَاةُ لنا؟اَلا اِنَّهَا طََوْقُ النَّجَاةِ لَنَا في الدنيا ويومَ يقومُ الاَشْهَاد يومَ لا ينفعُ الظالمينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ ولَهُمْ سُوءُ الدَّار؟ اَلا اِنَّهَا هِيَ طَوْقُ الاَمَانِي وهيَ السِّرَاجُ الذي يُنِيرُ لنا الطريق فَنَرَى رُؤْيَةً واضحةً لا تَشْتَبِهُ علينا بِاَحْدَاثِهَا ويجعلُ اللهُ لنا مِنْ خِلالِهَا فُرْقَاناً بينَ الحقِّ والباطل؟ واَشْهَدُ اَنْ لا الهَ اِلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَه خَلَقَ الانسانَ وهو اَعْلَمُ بِمَا يُصْلِحُهُ وَمَا يُفْسِدُه؟ واَشْهَدُ اَن مُحَمَّداً رسولُ الله صَدَّقَ وصَدَقَ بكلمةِ التَّوْحيدِ فَاَنْقَذَ النَّاسَ مِنَ الجَهَالَةِ الى الهِدَايَة وَمِنَ الظلماتِ الى النُّور صلى اللهُ وسلَّمَ وباركَ وَتَفَضَّلَ وَتَحَنَّنَ عليهِ وعلى ازواجهِ وذُرِّيَّتِهِ و آلهِ الاَطْهَارِ الاَبْرَار وعلى اَصْحابهِ الاَخْيَار وعلى كُلِّ مَنْ جَاهَدَ في سبيلِ اللهِ الى اَنْ يَلْقَى رَبَّهُ وهو راضٍ عنه؟ اَمَّا بعدُ عبادَ الله؟ فَمِنْ سورةِ يُونُس قولُ اللهِ سبحانَهُ وتعالى {اَلا اِنَّ اَوْلِيَاءَ اللهِ لا خوفٌ عليهِمْ ولا هُمْ يَحْزَنُون؟ الذينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُون؟ لَهُمُ البُشْرَى فِي الحياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَة؟ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ الله؟ ذلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيم} ولا اُريدُ اَنْ اُعَرِّفَ الوَلِيَّ تَعْرِيفاً لُغَوِيّاً وَلا تَعْرِيفاً صُوفِيّاً؟ وَاِنَّمَا اُرِيدُ اَنْ اُعَرِّفَهُ كَمَا عَرَّفَهُ القرآنُ الكريم؟ فَمَنْ هُوَ الوَلِيّ؟ هو الذي والى اللهَ عزَّ وجَلَّ بطاعتِهِ وبِاتِّبَاعِ مَنْهَجِهِ وكانَ هذا المَنْهَجُ سُلُوكاً له؟ وَاَمَّا وَلايَةُ اللهِ لهذا الانسان اَنَّهُ سبحانهُ يهديهِ وَيَاْخُذُ بيدهِ الى طريقِ الحقِّ وَيُخْرِجُهُ مِنَ الظلماتِ الى النور بدليلِ سورةِ يُونُسَ التي قالَتْ اِنَّ اولياءَ اللهِ هُمُ {الذينَ آمَنُوا وكانُوا يَتَّقُون} وفي سورةِ البَقَرَة {اللهُ وَلِيُّ الذينَ آمنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظلماتِ الى النُّور؟ والذينَ كفرُوا اَوْلِيَاؤُهُمُ الطاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ الى الظُّلُمَات } فَيَا مَنْ تَبْتَغِي النُّور؟ وَيَا مَنْ تَطْلُبُ الحَقّ؟ هذا طريقُ الحقِّ رَسَمَهُ اللهُ تعالى لَك؟ اَلَيْسَ اللهُ عزَّ وَجَلَّ هو الذي خَلَقَنَا؟ بلى هو الذي خَلَقَنَا وَصَوَّرَنَا وَكُلُّنَا يعترفُ بذلكَ ولا يُنْكِرُه؟ اَلَيْسَ سبحانهُ هو الاِلَهُ الذي يَسْتَحِقُّ اَنْ نَعْبُدَهُ وَحْدَهُ دُونَ سِوَاه؟ بلى؟ اليسَ عز وجل هو الرَّبُّ الذي تَرَبَّيْنَا على مَوَائِدِ فَضْلِهِ وَاِنْعَامِه؟ بلى؟ فَلِمَاذَا نُوَالِي اِذاً غيرَ اللهِ سبحانَهُ وتعالى يَا مَعَاشِرَ المؤمنين وَهُوَ الخَالِقُ الذي هو اَعْلَمُ بِمَنْ خَلَق { اَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِير} اِنَّهُ الخَالِقُ الصَّانِعُ الذي وَضَعَ لِهَذَا الانسانِ الذي صَنَعَهُ بِيَدَيْهِ وَقُوداً لِيَسِيرَ عليهِ وهوَ هذا المنهجُ الربَّانِيُّ الاسلامي؟ وكما يقولون صانعُ الشيءِ اَعلمُ بمصلحتِهِ وصلاحِيَتِهِ وبِاصْلاحهِ وبجُزئِيَّاتِه؟ فحينَما تشتري مثلاً غسَّالة اَوْ برَّاد اَوْ غيرَهُمَا فَاِنَّكَ اخي تَاْخُذُ مِنَ البَائعِ كتاباً(كَتَالُوك) يُبَيِّنُ لكَ كيفَ تستعملُ هذه الغَسَّالَة؟ فَمَنِ الذي وَضَعَ لكَ هذهِ الاِرْشَادَات؟اِنَّهُ الصَّانِعُ لِهَذِهِ الغسالة؟فَمَا دامَ اللهُ هُوَ صَانِعُنَا؟ وما دامَ اللهُ هُوَ خَالِقُنَا؟ فَلِمَاذَا لا نَسِيرُ على هذهِ الارشاداتِ والنصائحِ التي وَضَعَهَا لَنَا سُبْحَانَهُ فِي مَنْهَجِهِ الاسلامِيّ وَهُوَ هذا القرآن (الكاتالوك اِنْ صَحَّ التعبير)حتى لا نُسِيءَ اسْتِعْمَالَ الغسالةِ وَنُخَرِّبَهَا؟ وحتى لا نُسِيءَ اَيْضاً اسْتِعْمَالَ العَلاقَةِ الاَخَوِيَّةِ الانسانيَّةِ فِيمَا بَيْنَنَا كَمُسْلِمِين؟ وَفِيمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ غَيْرِ المسلمين؟فَنُخَرِّبَ اَجْسَادَنَا وَنُشَوِّهَهَا بِاَنْ يَقْتُلَ بَعْضُنَا بَعْضاً؟ وَحَتَّى لَوْ اَمْكَنَ اِصْلاحُ الغسالة فَقَدْ يكونُ الاَمَلُ ضَعِيفاً فِي اِصْلاحِ الاَجْسَادِ وَاِسْعَافِهَا وَاِنْقَاذِهَا مِنَ المَوْتِ الاَكِيدِ اِذَا لَمْ تَتَدَارَكْهَا عِنَايَةُ الله؟ لماذا اَيُّهَا الاُخْوَةُ الكِرَامُ لا نَسِيرُ على مَنْهَجِ اللهِ الاسلاميّ الذي يُوصِلُنَا اِلَى اَقْرَبِ طَرِيقٍ وَبَرِّ اَمَان وَيُوَفِّرُ عَلَيْنَا كُلَّ هذا الشَّقَاءِ وَالتَّعَبِ وَالدَّمَارِ وَالْخَرَابِ الذي يَلْحَقُ البَشَرِيَّة؟ لماذا واللهُ تعالى يقول {وَاَنَّ هذا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوه؟ وَلا تَتَّبِِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِه؟ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون} لعلكم تتقونَ كُلَّ مَشَاكِلِ الحياةِ الدُّنْيَا؟ وَكُلَّ المُنَغِّصَات؟ وَتتَّقُونَ غَضَبَ الله؟ وتتقونَ عذابَ اللهِ بِاتِّبَاعِ مَنْهَجِ اللهِ القُدُّوسِ الاسلاميِّ المُقَدَّس؟ وهذَا المنهجُ اخي يَاْخُذُ بِكَ الى اَقْرَبِ مَسَافَةٍ مُمْكِنَة وَهِيَ الصِّرَاطُ المستقيم وَدُونَ لَفٍّ وَلا دَوَرَانٍ وَلا تَعْقِيد؟ وَكَمَا يقولُ علماءُ الهَنْدَسَةِ عَنِ الخَطِّ المستقيمِ اَنَّهُ اَقْرَبُ مَسَافَةٍ بَيْنَ نُقْطَتَيْن؟ فَاِذَا كُنَّا فِي صَلاتِنَا نقول {اِهْدِنَا الصِّرَاطَ المستقيم} فَلِمَاذَا نَتَّخِذُ خُطُوطاً مُعْوَجَّة؟ وَخُطُوطاً اُخْرَى مُتَكَسِّرَةً قَدْ تَهْوِي بِنَا اِلَى الْحَضِيض؟ لِمَاذَا لا نَسِيرُ عَلَى الخَطِّ المستقيمِ الذي رَسَمَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لنا ولِغَيْرِنَا مِنَ البَشَرِ وَالمَخْلُوقَاتِ الاُخْرَى مِنْ مَلائِكَةٍ وَجِنٍّ وَغَيْرِهِمْ؟؟ نَعَمْ اَيُّها الاخوة اِنَّهُم اَوْلِيَاءُ الله؟ يقولُ الامامُ الشافعيّ رضيَ اللهُ عنه اِذَا لَمْ يَكُنِ العَالِمُ وَلِيّاً لله فَلا اَحَدَ بَعْدَهُ يكونُ وليّاً لله؟ نعم اخي لقَدْ كانَ الظَّاهِرُ بِيبَرْس مِنَ القُوَّادِ الشُّجْعَانِ المُحَارِبِينَ الذينَ حاربُوا التَّتَرَ وَصَدُّوا عُدْوَانَهُمْ وَوَحْشِيَّتَهُمْ عَنِ المسلمين بَلْ عَنِ الشَّرْقِ الاسلاميِّ كُلِّهِ حتَّى قال واللهِ مَا شَعَرْتُ اَنَّ مُلْكِي قَدِ اسْتَقَرَّ وَاسْتَقَامَ اِلا بَعْدَ مَوْتِ المُعِزِّ بْنِ عبدِ السَّلام؟ وَمَنْ هُوَ المعزُّ بنُ عبد السلام؟ اِنَّهُ عَالِمٌ تَقِيٌّ فَقِيهٌ صُوفِيٌّ رَبَّانِيّ؟ يقولُ الظاهر بيبرس مَا اسْتَقَرَّ مُلْكِي حتَّى ماتَ لماذا؟ لاَنَّهُ كانَ يُوَجِّهُهُ الوُّجْهَةَ السَّلِيمَة؟ وَمُلُوكُ الدُّنْيَا يُغْضِبُهُمْ ذلك؟ ولذلكَ لَمَّا مَاتَ العِزُّ بْنُ عبدِ السلام رَحِمَهُ اللهُ قال اَلآنَ اسْتَقَرَّ مُلْكِي؟ اَلآنَ استقرَّ عَرْشِي؟ هل تدري لماذا اخي؟ لاَنَّ لِلْعَالِمِ التَّقِيِّ هَيْبَةً وَشَخْصِيَّةً مُتَفَرِّدَة(فَرِيدَةً مِنْ نَوْعِهَا)لماذا؟لاَنَّ نُورَ اللهِ تعالى دَخَلَ اِلَى قَلْبِه؟ وَاسْتَقَرَّ حُبُّ اللهِ تعالى في هذا القلبِ فَاَشَعَّ على ما حَوْلَهُ مِنَ الاَنْوَارِ الرَّبَّانِيَّةِ كَالسِّرَاجِ الذي يُضِيءُ ما حَوْلَه؟ ولذلكَ كانَ لِهَؤُلاءِ العُلَمَاءِ هَيْبَتُهُمْ وَقَدْرُهُمْ عِنْدَ هؤلاءِ السَّلاطِين ؟ نَعَمْ اخي لَقَدْ كانَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ رَحِمَهُ اللهُ فِي جَانِب؟ وكانَ الحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفُ الثَّقَفِيّ في جانِبٍ آخر؟بَنَى الحَجَّاجُ قَصْراً بِوَاصِل؟ وَاَنْفَقَ عليهِ مِنْ بيتِ مالِ المسلمينَ اَمْوالاً كَثِيرَةً لا تُعَدُّ وَلا تُحْصَى؟ وَاَخَذَ يَتَبَاهَى وَيَفْتَخِرُ بِه؟ فَاَرَادَ اَنْ يَخْتَبِرَ الحَسَنَ البَصْرِيَّ رَحِمَهُ الله؟ فَدَعَاهُ مَرَّةً اِلَى اَنْ يَزُورَ هذَا القَصْرَ وَاَنْ يَتَنَقَّلَ بَيْنَ جَنَبَاتِه؟ ثُمَّ اَوْعَزَ الى بعضِ عُيُونِه (جَوَاسِيسِه) اَنْ يُرَاقِبُوا حَرَكَاتِ الحَسَنِ البَصْرِيّ وَمَا يُتَمْتِمُ بِهِ مِنْ كَلام؟ فَدَخَلَ البَصْرِيُّ وَنَظَرَ الى هذا القَصْر؟ الى سَقْفِهِ والى جُدْرَانِهِ وَالى مَا فيهِ مِنْ بَذْخٍ وَتَرَف؟ فَاَخَذَ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ وَكَاَنَّ الحَجَّاجَ اَمَامَه؟ وَاَعْطَاهُ الجَاسُوسُ اُذُنَيْهِ كَمَا يُقَال عَشْرَة عَلَى عشرة مُسْتَمِعاً الى مَا سَيقُولُه؟ فَمَاذَا قالَ رَحِمَهُ الله؟ قال الحمدُ للهِ اَنَّ المُلُوكَ تَعْتَزُّ بِغَيْرِ عِزَّةِ الله؟ وَاِنّنَا لَنَرَى فِي كُلِّ يَوْمٍ فِيهِمْ عِبَرَا؟ وَلَكِنَّهُمْ لا يَعْتَبِرُون؟ يَعْمَدُ اَحَدُهُمْ الى قََصْرٍ فَيُشِيدُه(يَبْنِيه)؟ والى فُرُشٍ فَيُنَجِّدُهَا؟ واِلى مَرَاكِبَ وَمَنَابِتَ فَيُحَسِّنُهَا؟ وَيُحِيطُ بِهِ اَصْحَابُ سُوءٍ يقولونَ لَهُ مَا اَجْمَلَ وَمَا اَحْسَنَ مَاصَنَعْتَ؟ثُمَّ يُحِيطُ بِهِ ذُبَابُ الآخِرَةِ( كِنَايَة عَنِ اقْتِرَابِ اَجَلِه او بمعنى الحشرات والحيوانات المتوحشة التي تَنْهَشُهُ في قَبْرِهِ وفي نارِ جَهَنَّم والعياذ بالله) وَفُرُشٌ مِنْ نَار؟ ثُمَّ يقولُ رحمهُ اللهُ وهو يُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِنَفْسِه اَيُّهَا الغافلونَ عَنْ يَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الاَبْصَار؟ لَقَدْ بَنَيْتُمُ الفَانِي؟ وَهَدَمْتُمُ البَاقِي؟ وآثَرْتُمُ الدُّنيَا على الآخرة؟ حتى غَرَّكَ يَا حَجَّاجُ هَؤُلاءِ فَخَدَعُوكَ وَلَمْ يَنْصَحُوك؟ اَلَمْ تَعْلَمْ اَنَّ اَهْلَ السَّمَاءِ مَقَتُوك؟ وَانَّ اَهلَ الاَرْضِ لَعَنُوك؟ ثُمًَّ يَنْظُرُ الحَسَنُ البَصْرِيُّ فَيَرَى عَيْنَ الحجاج(جَاسُوسَه) فَيَنْتَفِضُ ويقولُ وَمَالِي (بمعنى لا اَهْتَمُّ لَك)اِنَّ اللهَ قَدْ اَخَذَ العَهْدَ على العُلمَاءِ لَيُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ ولا يَكْتُمُونَه (ويقصدُ بذلك رحمَهُ اللهُ العِلْم؟ وَمِنْ اَعْظَمِ دَرَجَاتِ العِلْمِ والشَّهَادَةِ مَعاً عِنْدَ اللهِ كلمةُ حَقٍّ تُقَالُ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ يَقْتُلُ صَاحبَهَا بِسَبَبِهَا؟ وَكَمْ اَتَمَنَّى هذهِ الدَّرَجَةَ لِعُلَمَائِنَا في سوريا؟ لاَنَّهُمْ خَدَمُوا الاسلامَ كثيراً بِعُلُومِهِمْ؟ وَكَمْ اَخَافُ عليهِمْ اَنْ يكونُوا بعدَ كلِّ هذا التَّعَبِ مِنَ الذينَ {فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ العِلْم(فَرَحَ بَطَرٍِ وَغُرُور؟ وَالْبَطَرُ هُوَ رَفْضُ الحَقِّ اَوْ خَلْطُ الحَقِّ مع البَاطلِ حتَّى يُصْبِحَ كَلِمَاتٍ مِنَ الحَقِّ يُرَادُ بِهَا باطل{واللهُ يَعْلَمُ المُفْسِدَ(الذي يُرِيدُ الباطلَ)مِنَ المُصْلِح(الذي يريدُ الحَقّ}وبالنتيجةِ يُصْبِحُونَ مَعَ الاَسَف مِنَ{الاَخْسَرِينَ اَعْمَالا؟الذينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ في الحياةِ الدُّنيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ اَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعَا} فَوَصَلَ الخَبَرُ الى الحجاج فَاَرْعَدَ وَاَزْبَد (بمعنى ضَجَّ وانْفَعَلَ وصارَ كَالاَحْمَقِ المجنون) وقالَ لِخَادِمِهِ هَاتِ اَحَدَّ سَيْفٍ عِنْدَك؟ ثُمَّ اسْتَدْعَى الحَسَنَ البصريّ؟ فَانْظُرْ اخي ويا سبحانَ الله الى الايمَان؟ وَكَمْ لَهُ مِنْ هَيْبَةٍ وَوَقَار؟ وَعِزَّةٍ وَقِيمَةٍ عِنْدَ الله حينمَا يَقْذِفُ سبحانَهُ ذلكَ كُلَّهُ في قلوبِ الفُجَّار( نعم اخي الايمانُ لَهُ هَيْبَتُهُ وَوَقَارُهُ وَعِزَّتُهُ وَقِيمَتُهُ عِندَ الله و في قلوبِ النَّاسِ حتى وَلَوْ كانُوا شَاذِّينَ جِنْسِيّاً؟ وحتى ولَوْ بَلَغُوا قِمَّةَ السُّعَارِِ الجِنْسِيّ وَهُمْ ينظرونَ الى مَنْ اَعْطَاهُ اللهُ شَطْرَ الحُسْنِ والجَمَال يُوسُفَ الصِّدِّيقِ عليهِ الصلاةُ والسلام)يقولُ الحاضرون فَوَاللهِ مَا اِنْ دَخَلَ الحسنُ البصري حتى تَغَيَّرَ وَجْهُ الحجاج مِنْ غَضَبٍ وَغَيْظٍ الى سُكُونٍ وَهُدُوءٍ وَمَذَلَّة؟ فقامَ مِنْ مَكَانِهِ وَاسْتَقْبَلَ البصريَّ وَاَجْلَسَهُ الى جَانِبِهِ وَاَخَذَ يُدَاعِبُهُ وَيُلاطِفُهُ ويقولُ لَهُ يَا عَالِمَنَا ويَا شَيْخَنَا اَلَيْسَ لاِمَارَتِي عليكَ حَقّ؟ فقالَ البصريّ حَقُّ اللهِ عَلَيَّ فَوْقَ حَقِّكَ عَلَيّ؟ نَعَمْ حَقُّ اللهِ فَوْقَ حَقِّك؟ لَقَدْ اَسْرَفْتَ؟ لقد ظَلَمْتَ؟ لقد سَفَكْتَ الدِّمَاء؟ فكيفَ يكونُ لكَ عندِي حَقّ؟ فقالَ لَهُ الحجاج وَاللهِ اِنَّكَ لَسَيِّدُ العُلَمَاء؟ فقالَ لا مَا اَنَا بِسَيِّدِ العلماء وَاِنَّمَا اَنَا واحِدٌ مِنْهُمْ؟ فَجَاءَ الحجاج بِغَالِيَة (قَارُورَة فِيهَا عِطْر)وعَطَّرَ الحسنَ البصريَّ وقالَ لهُ اِذْهَبْ بِسَلام؟ وكانَ الحَاجِبُ يُرَاقِبُ هذا الحَدَثَ مُتَعَجِّباً؟ وَلمْ يُصَدِّقْ مَا رَاَتْهُ عَيْنَاهُ و كيفَ تَغَيَّرَ الحجاجُ مِنْ رَجُلٍ يُرِيدُ الانتقامَ الى رجلٍ آخرَ يُهَادِنُ الحسنَ البصري وَيُسَالِمُهُ وَيَتَاَدَّبُ مَعَه؟ فقالَ الحاجبُ لِلْبَصْرِيّ يَا اَبَا سَعِيد اَسْاَلُكَ بِاللهِ ماالذي حَدَثَ لِلْحَجَّاج؟ وكيفَ عَفَا عَنْك؟ لَقَدْ كانَ يريدُ اَنْ يَجْعَلَ مِنْكَ عِبْرَةً لِلنَّاسِ بِقَتْلِكَ وَصَلْبِِك؟ وَ لَقَدْ رَاَيْتُكَ حينَما دَخَلْتَ عَلَيْهِ تُتَمْتِمُ بِكَلِمَات؟ اُنَاشِدُكَ اللهَ ماذا كُنْتَ تقول؟ فَقَالَ الحَسَنُ كُنْتُ اقول يَا مَنْ اَنْتَ عُدَّتِي؟ يَا صاحِبِي عِنْدَ هَمِّي؟ يَا اِلَهِي وَيَا اِلَهَ اِبْرَاهِيمَ وَاِسْحَاقَ وَيَعْقُوب؟ يَا ضَمِينِي(ضَامِنَ سَلامَتِي) عندَ شِدَّتِي؟ اِصْرِفْ اَذَاهُ عَنِّي وَارْزُقْهُ مَوَدَّتِي؟ نَعَمْ اَيًُّهَا الاُخْوَة بِمُجَرَّدِ اَنْ دَعَا هذا الدُّعَاءَ رَحِمَهُ الله وَدخَلَ تَغَيَّرَتْ مَلامِحُ الحجاج؟ وكانَ مِمَّا قَالَهُ الحجاجُ لِلْحَسَنِ البصريّ ماذا تقولُ في عليّ وعُثْمَان؟ فقالَ لَهُ دَعْهُمَا وَدَعْ شَاْنَهُمَا(وَانْظُرْ اخي الى الجُرْأةِ الاَدَبِيَّةِ عِنْدَهُ رَحِمَهُ الله)فَقَالَ واللهِ لا اَقُولُ فِي عَلِيّ اِلا مَا قالَ مَنْ هُوَ اَفْضَلُ مِنِّي الى مَنْ هُوَ شَرٌّ مِنْك(وَانْظُرْ اخي الى العَدْلِ فِي القَوْلِ حتَّى عِنْدَ الغَضَب)فَقَالَ الحَجَّاجُ وَمَنْ هُوَ اَفْضَلُ مِنْك؟ فَقَالَ مُوسَى؟ فقالَ وَمَنْ هُوَ شَرٌّ مِنِّي؟ فَقَالَ فِرْعَون؟ فَقَالَ الحجاجُ وَمَاذَا قَالَ له؟ فقالَ الحسنُ حينما سَاَلَ فِرْعَونُ موسى صلى اللهُ عليه وسلم (كَمَا سَاَلْتَنِي) قائلاً {فََمَا بَالُ القُرُونِ الاُولى؟ قالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي في كتابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى}وَاِنَّ عَلِيّاً قَدْ اَفْضَى الى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلّ رَاضِياً مَرْضيّاً عَنْهُ مِنَ الله (ماتَ واَصْبَحَ في ذِمَّةِ اللهِ وليسَ فِي ذِمَّتِي وَلا ذِمَّةِ اَحَدٍ مِنَ النَّاسِ الحُكْمُ عَلَيْه) فَدَعْكَ مِنْ شَنَآنِه (بُغْضِهِ وَكُرْهِهِ وَاِيَّاكَ اَنْ تُعَادِيَه) فَاِنَّهُ يُؤْذِيكَ في الدنيا والآخرة؟ فَانْظُرْ اخي الى هذهِ الحَقَائِقِ النَّيِّرَةِ المُنِيرَةِ المُسَطَّرَةِ في كُتُبِنَا وفي كتبِ التاريخ الاسلاميِّ الزَّاهرِ المُشْرِقِ الوَضِيء؟وَلَكِنْ هَلْ مَعْنَى ذلكَ اَنَّ الحسنَ البصريَّ لم يَكُنْ يَاْخُذُ بِالحِيطَةِ اَوْ مَا يُسَمَّى بِالتَّقِيَّةِ والحَذَرِ في بعضِ الاَحْيَان؟ لا بَلْ كانَ يَاْخُذُ بِذَلِكَ اَحْيَاناً؟ فَقَدْ قالَ لهُ يُونُسُ بنُ عُبَيْد رَحِمَهُ الله يَا عَمَّاهُ اَنْتَ تَرْوِي لَنَا الاَحَادِيثَ وتقولُ قالَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ وَاَنْتَ لَمْ تَسْمَعْ رَسُولَ الله(لاَنَّ الحسنَ البصريّ لم يَكُنْ صَحَابِيّاً بَلْ كَانَ تَابِعِيّاً؟ والصَّحَابِيُّ هُوَ مَنْ رَاَى رسولَ اللهِ وَآمَنَ بِهِ اِيمَاناً صَادِقاً؟ وَاَمَّا التَّابِعِيّ فَهُوَ الذي الْتَقَى بِبَعْضِ اصحابِ النَّبِيِّ عليهِ الصلاةُ والسَّلام)وَهُنَا يقولُ لَهُ الحسنُ البصري واللهِ لَقَدْ سَاَلْتَنِي عَنْ شيءٍ لَمْ يَسْاَلْهُ اَحَدٌ غَيْرُكَ وَلَنْ اُخْبِرَ بِهِ اَحَداً غَيْرَك؟ فَاعْلَمْ اَنَّ كُلَّ حَدِيثٍ اَقُولُ فيهِ قالَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ وَاُسْقِطُ الصَّحَابِيَّ (لا اَذْكُرُ الصَّحَابِيَّ الذي رَوَاهُ عَنْ رسولِ الله)فَاِنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ عَلِيّ رضيَ اللهُ عنه؟ وَلَوْ ذَكَرْتُ ذَلِكَ اَمَامَ النَّاسِ وَوَصَلَ الخَبَرُ الى الحَجَّاج لَقَطَعَ الخَبِيثُ عُنُقِي؟ وَبِالنَّتِيجَةِ فَاِنَّنَا نَفْهَمُ مِنْ ذلكَ اَنَّ الحسنَ البصريَّ وَاَمْثَالَهُ اَحْيَاناً يَدْرَؤُونَ عَنْهُمُ السَّيِّئَةَ مِنْ اَجْلِ حِمَايَةِ اَنْفُسِهِمْ مِنْ بَطْشِ الحَجَّاجِ وَاَمْثَالِهِ بِِهِِم؟ وَلَكِنَّنَا نَرَاهُمْ اَحْيَاناً اُخْرَى يُجَاهِرُونَ بِالحقيقة؟ وهذا هُوَ شَاْنُ المؤمنينَ الذينَ يَتَغَيَّرُونَ حَسَبَ الاَحْوَال بدليلِ قولهِ تعالى عَنْ حالةٍ مِنْ هذهِ الاحوالِ التي تَسْمَحُ لَنَا بِالتَّقِيَّةِ وَحِمَايَةِ اَنْفُسِنَا مِنْ غَدْرِهِمْ {اِلا اَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاة(ويشملُ هذا الحكمُ الشرعيّ ايضاً الحُكَّامَ الفُجَّارَ المجرمونَ مِنْ هذهِ الاُمَّةِ(اَمْثَال الحجاج) الذينَ تَلَطَّخَتْ اَيْدِيهِمْ بِدِمَاءِ الاَبْرِيَاء مع العلم اَنَّ العلماءَ اخْتَلَفُوا في الحَجَّاج فقد قالَ بعضُهم اَنَّهُ قد تابَ في اَوَاخِرِ اَيَّامِهِ وماتَ على مِلَّةِ الاسلامِ واللهُ اعلم؟ وعلى كُلِّ حال اِنْ كانَ الحَجَّاجُ قد تَابَ فِعْلاً مِنْ اِجرَامهِ توبةً نَصُوحاً فَاِنَّ اللهَ سبحانهُ يقبلُ توبتَهُ بالتَّاْكِيد بدليلِ الآيةِ الموجودةِ في آخرِ سورةِ الفرقان رقم 68ولكنَّهُ سيدخلُ نارَ جهنَّم اَوّلاً خالداً مُخَلَّداً فيها خلوداً مؤقَّتاً غيرَ اَبَدِيٍّ حتى يحاسبَهُ اللهُ على جرائمهِ في حريقِ جهنَّمَ ثُمَّ يخرجُ منها الى الجنةِ بعدَ فترةٍ طويلةٍ جدّاً مِنْ اَشَدِّ العذابِ الاليمِ والعَيَاذُ بالله ولكنَّهُ لا ينجو مِنَ العذابِ الاَبَدِيِّ اَبَداً اِذَا كانَتْ دِمَاءُ النَّاسِ مُبَاحَة(حلال في عقيدتهِ اَوْ تَصَوُّرهِ لاَنَّ مَنِ اعْتَقَدَ ذلكَ فقد كَذَّبَ اللهَ الذي حَرَّمَ قتلَ النَّفسَ اِلا بالحقّ وَمَنْ كَذَّبَ اللهَ فقد خَرَجَ مِنَ المِلَّةِ وَارْتَدَّ عَنْ دينِ الاسلام وكفرَ بما اُنْزِلَ على محمد وَمَنْ ماتَ على ذلكَ وارجو اَنْ يكونَ كلامي واضحاً ومفهوماً اقولُ مَنْ ماتَ على ذلك ومِنْ دونِ اعلانِ الشهادتينِ مِنْ اجلِ الدخولِ في الاسلامِ مِنْ جديد بعدَ اَنْ خرجَ منه ثمَّ بعدَ ذلكَ عليهِ اَنْ يتوبَ توبةً نَصُوحاً الى الله واُعِيدُ الكلامَ لاَهَمِّيَّتِه اَقُولُ مَنْ ماتَ على ذلكَ فَمَصِيرُهُ الخلودُ الاَبَدِيُّ في نارِ جهنم وحرامٌ عليهِ رائحةُ الجنة واَرْجُو مِمَّنْ لَدَيْهِ اعتراضٌ على هذا الكلام اَنْ يُسَجِّلَ ملاحظاتهِ في نهايةِ المشاركة مع العلم اَنَّنِي اَعْشَقُ أيَّ انسانٍ يَنْتَقِدُنِي وَلكِنْ بِشَرْط اَنْ يكونَ نقداً بَنَّاءً لا يخرُجُ على نصوصِ الكتابِ والسُّنَّةِ واقوالِ العلماءِ المعتمدين) وليسَ معنى ذلكَ اَنَّ جميعَ العلماءِ الاتقياءِ المخلِصينَ كانُوا ناجينَ مِنْ بَطْشِ الحجاج بل كانُوا مِنْ ضَحَايَاهُ وقد قتلَهُمْ شَرَّ قَتْلَة وارتفعُوا شهداءَ عندَ ربِّهم يُرزقُون ومنهم سعيدُ بْنُ جُبَيْر رَحِمَهُ اللهُ تعالى؟ وَكَانَ مِنَ التَّابِعينَ اَيضاً؟ فماذا حدثَ لهُ بعدَ ذلكَ مَعَ الحَجَّاج ؟ خَرَجَ عليهِ وساعدَ الخارجينَ عليه(الذينَ يَحْتَجُّونَ على تَصَرُّفاتِهِ ويتظاهرونَ ضِدَّه كَمَا يحصلُ في اَيَّامِنَا) فَاَمَرَ بهِ الحَجَّاجُ فَاَلْقَى القَبْضَ عليه؟ وَاَخَذَ الحجاجُ يَمُنُّ عليهِ بقولهِ اَلَمْ اَفْعَلْ لَكَ كَذَا وكذا وقد اَنْعَمْتُ عليكَ كثيراً مِنَ النَّعَمِ التي لم يَكُنْ يَحْلُمُ بِهَا اَمْثَالُك؟ فقالَ سعيدُ بْنُ جُبَيْر بَلَى لا اُنْكِرُ شيئاً مِنْ ذلك؟ فقالَ الحجاجُ ومَا حَمَلَكَ على اَنْ تَخْرُجَ عَلَيّ؟ فقالَ سعيد سبحانَ الله نَفْسُ الكلمة التي قالَها فرعونُ لموسى عليه الصلاة والسلام؟ فقالَ الحجاج وماذا قالَ له؟ فقالَ سعيد قالَ فرعونُ لعنهُ اللهُ لموسى {اَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيداً وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِين؟ وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ التي فَعَلْتَ وَاَنْتَ مِنَ الكافرين؟ قالَ فَعَلْتُهَا اِذاً وَاَنَا مِنَ الظالمين؟ فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنَ المُرْسَلِين؟ وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ اَنْ عَبَّدتَّ بني اسرائيل} والمعنى اَنَّ كلامَكَ يا فرعونُ صحيح حينما اَرادَ اللهُ اَنْ يَتَحَدَّاكَ بِاَنَّكَ رَبَّيْتَنِي في قَصْرِكَ وَاَغْدَقْتَ عَلَيَّ مِنْ عَطَائِكَ وَحُبِّكَ وَعِنَايَتِك؟ وَلَكِنْ هلْ تريدُ بذلكَ اَنْ تَسْتَرِقَّنِي وَتَسْتَعْبِدَ قَوْمِي؟ هل تريدُ بِحُجَّةِ اَنَّكَ اَحْسَنْتَ اِلَيَّ اَنْ اُوَافِقَكَ على قولِكَ لِي وَ لِقَوْمِي مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ (بَشَّارٍ) غيري عفواً اَقْصِد{مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ اِلَهٍ غَيْرِي} حتَّى جَعَلْتَ مِنْ قَوْمِي (العلويِّين) عفواً اَقْصِدُ الاَقْبَاطَ والاسرائيليِّينَ عبيداً لكَ يا بشار عفواً اقصد يا فرعون تَسْتَرِقُّهُمْ وَتَسْتَعْبِدُهُمْ وَتُذِلُّهُمْ وَتَقْتُلُ اَبْنَاءَهُمْ وَتَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَكُنْتَ مِنَ المُفْسِدِين؟ لا فَاِطْعَامُكَ لِي لا اُنْكِرُه؟ وَلَكِنَّهُ لا يَجْعَلُنِي عبداً لَك؟ وَاِنَّمَا اَنَا عَبْدٌ لِمَنْ اَطْعَمَنِي وَاَطْعَمَكَ قبلَ اَنْ تُطْعِمَنِي؟ ثُمَّ جَعَلَنِي مِنَ المُرْسَلِينَ وهوَ اللهُ رَبُّ العالمين الذي يُعْطِينِي حُرِّيَّةَ الاخْتِيَارِ في هذا الكونِ رَغْماً عنكَ يا فرعون؟ لاَنَّ مَنْ رَضِيَ اَنْ يكونَ عبداً لله لا يرضى اَنْ يكونَ عبداً لِغَيْرِهِ مِنَ مخلوقاتِه؟ وهذهِ هيَ قِمَّةُ الحُرِّيَّةِ لِلاَبَد رَغْماً عنكَ يَا اَسد؟ وَلَوِ اقْتَلَعْتَ الاَظَافِرَ وَلَوْ اَخْرَجْتَ الكَبِد؟ فَسَنَبْقَى صامدينَ الى الاَبَد؟وَقُدْوَتُنَا في ذلكَ المنتقمُ الجَبَّارُ الاَحَدُ الصَّمَد؟ فماذا فعلَ الحجاجُ بسعيدِ بْنِ جُبَيْر؟ اَمَرَ بِالسَّيفِ فجاؤُوا بهِ وَقَطَعُوا بِهِ؟ و قبلَ اَنْ يُجَرِّبُوهُ على رَقَبَةِ سعيدِ بْنِ جُبَيْر اَخَذَ الحجاجُ يُطَقْطِقُ بهِ؟ وكانَ يضربُ بهِ النَّاسَ مِنْ دُونِ مُحَاكَمَة وَلِمُجَرَّدِ الهوى والغضبِ وَحُبِّ اِرَاقَةِ الدِّمَاء؟ فَنَظَرَ الى سعيد بن جبير وقالَ لهُ السَّفَّاح ماذا تشتهي قبلَ اَنْ تموت وما هيَ اُمْنِيَتُكَ الاَخِيرَة؟ فَرَفعَ رضيَ اللهُ عنهُ يديهِ الى السماءِ وقال اَسْاَلُ اللهَ العَلِيَّ القدير اَنْ يَجْعَلَ دَمِي هذا آخِرَ دَمٍ تَسْفِكُهُ بِغَيْرِِ حَقّ؟ فَقَطَعَ الطاغِيَةُ عُنُقَهُ وهو يقولُ رحمهُ الله لا الهَ الا الله؟ لا اله الا الله؟ قَالَهَا مَرَّتَيْن وَاَمَّا الثالثة فلم يَسْتَطِعْ اَنْ يُكْمِلَهَا رضيَ اللهُ عنهُ وَتَقَبَّلَهُ مَعَ الشهداءِ بِاِذْنِهِ سبحانه؟نعم ايها الاخوة لقد قَتَلَهُ الطاغية والناسُ في زمانهِ اَحْوَجُ ما يكونونَ الى عِلْمِهِ رَحِمَهُ الله حَاجَةً مَاسَّةً كبيرةً وكانَ مِنْ اَعْلَمِ اَهْلِ زمانِه؟ وَاسْتَمِعْ معي اخي المؤمن؟ واسْتَمِعُوا اَيُّهَا القَتَلَةُ المجرمون يَا مَنْ تَتَمَرَّدُونَ على الله ماذا حدثَ بعدَ ذلك؟ بِمُجَرَّدِ اَنْ قَُتِلَ سعيدُ بن جبير شهيداً فَاِذَا بِِالحَجَّاجِ يَتَخَبَّطُ وَ يَخِرُّ على الارضِ وَيَخُورُ كَمَا يَخُورُ الثَّورُ الهَائِج؟ وبَقِيَ على هذهِ الحالةِ اَرْبَعِينَ يوماً لمْ يَعْرِفْ طعاماً ولا شراباً ولا نوماً ولمْ يَعْرِفِ الاَطِبَّاءُ لَهُ دواءً حتَّى مات؟ فَلَمَّا سَمِعَ الحسنُ البصريُّ بذلكَ سَجَدَ للهِ عَزَّ وَجَلَّ شاكِراً وقال الحمدُ للهِ الذي اَرَاحَنَا مِنْ فِرْعَوْنِ هذهِ الاُمَّة؟وكيفَ لا يكونُ ذلكَ واللهُ تعالى يقولُ في الحديثِ القُدْسِيّ مَنْ عَادَى لي وَلِيّاً فقد آذَنْتُهُ بِالحَرْب(بمعنى اَعْلَنْتُ عليهِ الحرب عِياذاً باللهِ مِنْ ذلكَ وَرُحْمَاكَ يا رَبّ)فَاِذَا كانَتْ هذهِ الحَرْبُ المُعْلَنَةُ مِنَ المنتقم الجبار شديدِ العقاب لِمُجَرَّدِ مُعَادَاةِ الوَلَِيّ فَمَا بَالُكَ اخي بِمَنْ يَقْتُلُ الولي؟ وهكذَا اَيُّها العُقَلاءُ وَالمُنْصِفُون اَلا (وكلمة الا في اللغةِ العربية هيَ اَدَاةُ اسْتِفْتَاحٍ وَتَنْبِيه؟ بمعنى تَنَبَّهُوا لِمَا سَيُلْقَى اليكم مِنْ كلام؟ وَاحْرِصُوا على اَلَّا يَضِيعَ مِنْهُ شيءٌ في ذِهْنِكُمْ؟ كما تقولُ لِمَنْ تُدَرِّبُهُ على اسْتِعْمَالِ السِّلاحِ مَثَلاً اِنْتَبِهْ واَعْمِلْ عقلَك وَاحْرِصْ على سَمَاعِ الاَمْرِ الذي يَصْدُرُ اِلَيْك ) {اَلا اِنَّ اَوْلِيَاءَ اللهِ لا خَوْفٌ عليهِمْ ولا هم يحزنون} لا يخافونَ مِنْ شيءٍ يومَ القيامة؟ ولا يحزنونَ على ما تَرَكُوهُ في الدنيا بدليلِ قولهِ تعالى {اِنَّ الذينَ قالُوا ربُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الملائكةُ اَلَّا تخافوا ولا تحزنوا واَبْشِرُوا بالجنَّةِ التي كنْتُمْ تُوعَدُون؟ نحنُ اَولْيَاؤُكُمْ في الحياةِ الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي انفسُكم ولكم فيها ما تَدَّعُون؟ نُزُلاً مِنْ غفورٍ رحيم} فَاَيُّ نُزُلٍ كَنُزُلِ اللهِ تعالى اَيُّهَا الحَجَّاج(ولِمَنْ اَرَادَ فقهَ اللغةِ العربية في كلمة حَجَّاج وهيَ على وَزْن فَعَّال؟ وَمِنْ عَجَائِبِ المُصَادَفَات اَنَّهَا على وزن بَشَّارْ اَيضاً فَتَاَمَّلْ يَرْعَاكَ الله)وقد اَعَدَّهُ لاَوْلِيَائِه؟ وقد اَعَدَّهُ لِلْحَسَنِ البَصْرِيّ؟ وَقَدْ اَعَدَّهُ لسعيدِ بْنِ جُبَيْر؟ وَقَدْ اَعَدَّهُ لِمَنْ قَطَفْتَ رُؤُوسَهُمْ وَقَتَلْتَهُمْ ظُلْماً وطُغْيَاناً؟ اِنَّهُ اللهُ المنتقمُ الجبَّارُ مِنكَ وَمِنْ اَمْثَالِك؟ وهو سبحانَهُ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ الذي يُهَيِّىءُ لَهُمُ النُّزُلَ يومَ القيامة وفيهِ مالا عَيْنٌ رَاَتْ وَلا اُذُنٌ سَمِعَتْ وَلا خَطَرَ على قلبِ بَشَر{ فَمَنْ اَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيلا } وَ{مَنْ اَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثا }{اَلا اِنَّ اَوْلِيَاءَ اللهِ لا خوفٌ عليهِمْ ولا هم يحزنون الذينَ آمنُوا وكانُوا يتَّقُون}والايمانُ وحدَهُ اخي لا يكفي؟ ولابُدَّ مِنَ التقوى؟ لابُدَّ مِنِ امْتِثَالِ اَوَامِرِ الله؟ ولابُدَّ مِنِ اجْتِنَابِ نَواهيه؟ لابُدَّ اَنْ يكونَ حَقُّ اللهِ فوقَ كُلِّ حَقّ كمَا قالَ الحسنُ البصريُّ ذلكَ لِلْحَجَّاجِ صَرَاحَة؟ نَعَمْ حَقُّ اللهِ فوقَ كُلِّ حَقّ؟ فَاِذَا قالَ لكَ حَيَّ على الصَّلاة فعليكَ اَنْ تُهْرَعَ الى بيتٍ مِنْ بيوتِ الله؟ واِذَا قالَ لَكُنَّ اَيَّتُهَا الاَخَوَاتُ الكريمات {وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الاُولَى} فَعَلَيْكُنَّ اَنْ تَمْتَنِعْنَ عَنِ التَّبَرُّج؟ واِذَا قالَ اللهُ لَكُنَّ اَفْرِضُ عَلَيْكُنَّ فَرْضَ عَيْن اَنْ تَلْبَسْنَ الجَلابِيب بدليلِ قولي لَكُنَّ وَلاَزْوَاجِ نَبِيِّكُنَّ وَبَنَاتِهِ وَنِسَاءِ المؤمنين{يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ}فَعَلَيْكُنَّ اَنْ تَمْتَنِعْنَ عَنْ لِبْسِ البنطلونات سواءٌ كانَتْ ضَيِّقَة اَوْ فَضْفَاضَة؟ واذا قالَ اللهُ {يا اَيُّهَا الذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وكونُوا مَعَ الصَّادِقِين}فَعَلَيْنَا اَنْ نَمْتَنِعَ عَنْ مُصَاحَبَةِ الكاذبين؟ نَعَمْ اَيُّهَا الاُخْوَة اِنَّهُ نُورٌ يَقْذِفُهُ اللهُ تعالى في قلوبِ اَوْلِيَائِه؟ فَيُضِيءُ وَيُشِعُّ ما حولَه؟ فَيُرْزَقُ المؤمنُ بِرُؤْيَةٍ واضحةٍ يُفَرِّقُ بها بينَ الحَقِّ والباطلِ بدليلِ قولهِ تعالى {يا ايها الذين آمنوا اِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّآتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ } وَمَهْمَا امْتَدَّ العُمرُ بهذا الانسان؟ ومهما علا وارتفع؟ فلا بُدَّ اَنْ يُقَابِلَ اللهَ سبحانَهُ وتعالى؟ فَبِاَيِّ وَجْهٍ سَتُقَابِلُ ايها الانسانُ رَبَّك؟ هل تقابلُهُ بوجهِ الضَّلالِ وَالعِصْيَان اَمْ بِوَجْهِ التقوى؟ اِيَّاكَ اَنْ تَغْتَرَّ بِشَبَابِك؟ اَوْ تَغْتَرَّ بِجَاهِك؟ وَحَذَارِ اَنْ تَغْتَرَّ بِمَالِكَ ولا بَوَلَدِك؟ وَاعْلَمْ اَنَّ لِكُلِّ شيءٍ اِذَا مَا تَمَّ نُقْصَانُ؟ فلا يُغَرَّ بِطِيبِ العيشِِ اِنْسَانُ؟ هِيَ الاُمُورُ كَمَا شَاهَدْتَّهَا دُوَلٌ؟ مَنْ سَرَّهُ زَمَنٌ سَاءَتْهُ اَزْمَانُ؟ وهذهِ الدَّارُ لا تُبْقِي عَلَى اَحَدٍ ولا يدومُ على حالٍ لهَا شَانُ؟ اَيْنَ المُلوكُ ذَوُو التِّيجَانِ مِنْ يَمَنٍ وَاَيْنَ مِنْهُمْ اَكَالِيلٌ وَتِيجَانُ؟ وَاَيْنَ مَا شَادَهُ شَدَّادُ فِي اِرَمٍ وَاَيْنَ مَا سَاسَهُ في الفُرْسِ سَاسَانُ؟ اَتَى على الكُلِّ اَمْرٌ لا مَرَدَّ لَهُ حتى قَضَوْا فَكَاَنَّ القومَ ما كانُوا؟دارَ الزَّمَانُ على دَارَا وَقَاتِلِهِ وَاَمَّ كِسْرَى فمَا آوَاهُ اِيوَانُ؟كَاَنَّمَا الصَّعْبُ لم يَسْهُلْ لَهُ سَبَبٌ يوماً وَلا مَلَكَ الدُّنْيَا سُلَيْمَانُ؟يا غَافِلاً وَلَهُ في الدَّهْرِ مَوْعِظَةٌ اِنْ كُنْتَ في سِنَةٍ(نُعَاسٍ اَوْ نوم) فَالدَّهْرُ يَقْظَانُ؟يا رَاكِبِينَ اِزَاءَ الخَيْلِ ضَامِرَةً كَاَنَّهَا في مجالِ السَّبْقِ عُقْبَانُ؟وَرَاتِعِينَ وراءَ البَحْرِ في دَعَةٍ لَهُمْ بِاَوْطَانِهِمْ عِزٌّ وَسُلْطَانُ؟لِمِثْلِ هذا يَذُوبُ القَلْبُ مِنْ كَمَدٍ اِنْ كانَ في القلبِ اسلامٌ واِيمَانُ؟ نعم اخي ؟وهَاهُمْ اَهْلُ الاَندلس وقد فتحُوها بالاسلام؟ وخرجُوا منها بالاسلام؟ وهاهُوَ الشاعرُ الرَّنْدِيّ يَرْثِي دُوَيْلاتِهِمْ حينَما اخْتَلَفُوا فيمَا بَيْنَهُمْ وَتَخَاصَمُوا وصَارُوا دُوَيْلاتٍ مُتَفَرِّقََة؟ فَجَاءَتِ الكارِثَةُ الكُبْرَى والعياذُ باللهِ تعالى؟ وجاءَ قولُهُ لِكُلِّ شيءٍ اِذَا مَا تَمَّ نُقْصَانُ؟ نعم اخي اَنتَ شَابّ؟ فهل ستبقَى شابّاً؟ انتَ قويّ؟ فهل ستبقى قويّاً؟ انتَ تستوي اخي قويّاً كما تستوي الثَّمَرَةُ في الاَرْبَعِينَ مِنْ عُمُرِكَ اِذَا مَدَّ اللهُ في عُمُرِك ثُمَّ بعدَ ذلكَ ماذا يحدث؟ اَمَا قَرَاْتَ قَوْلَهُ تعالى {ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَة}اَمَا قَرَاْتَ قولَهُ تعالى {وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ في الخَلْقِ اَفَلا يَعْقِلُون} اَلا ترى حوادثَ الزَّمَانِ وَتَتَّعِظُ مِنْهَا؟ اَلا ترى الى القمرِ وقد بَدَاَ صغيراً هِلالاً؟ ثُمَّ يَكْبُرُ حتى يَصِيرَ بَدْراً؟ ثم يَصْغُرُ ويصغر حتى يصيرَ مِحَاقاً لا تَرَاهُ العَيْنُ المُجَرَّدَة؟ اَلا ترى ذلكَ بِاُمِّ عَيْنَيْكَ اَيُّهَا الاَخُ الفاضلُ الغَنِيّ؟ الا ترى غيرَكَ مِنَ الذينَ تَرَكُوا كُلَّ شَيْءٍ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ حينما ماتُوا وذهبُوا الى رَبِّهم؟ هَلْ تَغُرُّكَ الحياةُ الدنيا الى هذهِ الدَّرَجة؟ عليكَ اَنْ تَصْحُوَ وَتَعْلَمَ اَنَّهُ اِذَا سَرَّكَ زمانٌ في وقتٍ مِنَ الاوقات فلا تَفْرَحْ كثيراً فَسَيَسُوؤُكَ اَزْمَانٌ في غيرِ هذهِ الاوقات؟ وسَتَفْرَحُ يوماً وَتَحْزَنُ عشرينَ يوماً؟ فكيفَ تُفَضِّلُ الفَانِيَةَ على البَاقِيَة؟ واَنْتَ تَعْلَمُ جَيِّداً اَنَّ الآخِرَةَ خَيْرٌ وَاَبْقَى؟ وَاَنَّهَا{ خيرٌ لكَ مِنَ الاُولى؟ وَلسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى اِذَا اَرْضَيْتَهُ سبحانه؟ وانتَ تعلمُ جيِّداً اَنَّ الخَلْقَ كُلَّهُمْ عِيَالُ الله؟ وَاَحَبُّهُمْ الى اللهِ اَنْفَعُهُمْ لِعِيَالِه؟ فَعَلَيْكَ بِاِطْعَامِ الجِيَاع؟ وَكِسْوَةِ العُرَاةِ وَتَدْفِئَتِهِمْ مِنْ زَمْهَرِيرِ البَرْد؟ وَتَاْمِينِ الدَّوَاءِ والاِسْعَافَاتِ اللازِمَةِ لِلْمَرْضَى؟ وَتَزْويجِ الفِتْيَانِ والفَتَيَاتِ مِنْ اَبْنَاءِ الاسلامِ حتى لا يَقَعُوا في الحرام؟ هل تدري اَيُّهَا الغَنِيُّ مِقْدَارَ الاَجْرِ والثوابِ والرِّضَى مِنَ اللهِ الذي ليسَ لهُ حدود والذي سَيَلْحَقُكَ اِذَا اَعَنْتَ شَابّاً على تَحْصِينِ نَفْسِهِ وَ حِمَايَةِ اَعْضَائِهِ التَّنَاسُلِيَّةِ مِنَ الحَرَامِ عَنْ طريقِ الزَّوَاجِ المَشْرُوع؟ فَاِنَّكَ بِذلِكَ تَحْمِيهِ وَتَحْمِي زَوْجَتَهُ مِنَ الامراضِ الجِنْسِيَّةِ القَاتِلَة؟ ويكفيكَ اخي فَخْراً قولُ اللهِ سبحانه {وَمَنْ اَحْيَاهَا (أيْ اَنْقَذَ نَفْساً بَشَرِيّةً مِنَ الهَلاكِ اَوِ الاَمْرَاضِ المُهْلِكَة)فَكَاَنَّمَا اَحْيَا النَّاسَ جَمِيعَا} اقولُ قولي هذا واستغفرُ اللهَ لي ولكم؟ حمداً لله وصلاةً وسلاماً على رسولِ الله وعلى ازواجهِ وذُرِّيَّتِهِ وآلهِ واصحابهِ وَمَنْ والاهُمْ وعلى جميعِ الانبياءِ والمرسلين وعلى اخوانِنا من الملائكةِ والجنِّ والانسِ المؤمنين؟ هَنِيئاً لِمَنِ اتَّبَعَ هَدْيَهُ صلى اللهُ عليه وسلم؟ وهنيئاً لِمَنْ سارَ على طريقِه؟ فَهُوَ السَّعِيدُ في الدنيا وفي الآخرة؟ فَيَا رَبَّنَا؟ وَيَاربَّ كُلِّ شيء؟ وكما قالَ الحسنُ البصريّ يا ربَّ ابراهيمَ واسحاقَ ويعقوب؟ فَرِّجِ الكَرْبَ يا الله؟ اللهمَّ اجْعَلْ اَمْرَنَا الى يُسْرٍ وَحَقّ والى تَجَمُّعٍ على الحق؟ اللهم اهْدِ العُصَاةَ المُذْنِبِين؟ اللهم مَنْ اَرَادَنَا وَاَرَادَ دِينَنَا وَبلادَنَا وَاُمَّتَنَا بخيرٍ فَوَفِّقْهُ الى كُلِّ خير واجْعَلِ الخيرَ على يديه؟ وَمَنْ اَرَادَ بذلكَ سوءاً اَوْكَلْنَا اَمْرَهُ اِلَيْكَ يَا مَنْ لا يُعْجِزُهُ شَيْءٌ في الارضِ ولا في السَّمَاء؟ اللهُ تعالى في القرآنِ الكريم يقولُ لنا دائماً {اَفَلا تَتَذَكَّرُون} ويقولُ ايضاً سبحانَهُ في سورةِ اقْتَرَبَتِ الساعة وَ كُلَّمَا حَدَّثَنَا عَنْ قومٍ وكيفَ اَهْلَكَهُمْ قالَ عَزَّ وَجَلّ {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِر(مُتَذَكِّر اَوْ مُعْتَبِر اَوْ مُتَّعِظ) لماذا لا نَتَّعِظُ يا عِبَادَ اللهِ حتَّى يَعُودَ اِلَيْنَا اَمْنُنَا؟ وحتَّى تعودَ اِلَيْنَا طَمَاْنِينَتُنَا؟ وحتَّى نعودَ خيرَ اُمَّةٍ اُخْرِجَتْ لِلنَّاس؟ اللهمَّ حَقِّقْ ذلكَ يا ربَّ العالمين؟ وَاغْفِرِ اللَهُمَّ لَنَا ولوالدِينا واَجْدَادِنَا وَجَدَّاتِنَا واولادِنَا واخوانِنَا وَاخَوَاتِنَا واَعْمَامِنَا وَعَمَّاتِنَا وَاَخْوَالِنَا وَخالاتِنَا واَبْنَاءِ اِخْوَانِنَا وابناءِ اَخَوَاتِنَا وابناءِ اَعْمَامِنَا وابناءِ عَمَّاتِنَا وابناءِ اَخْوالِنَا وابناءِ خالاتِنا وَمَن لَهُ حَقٌّ علينا وللمشتركين في هذا المنتدى وجميعِ القائمينَ عليه{واَدْخِلْنَا في رَحْمَتِكَ واَنْتَ اَرْحَمُ الرَّاحِمِين} عِبَادَ الله {اِنَّ اللهَ يَاْمُرْ بِالعَدْلِ والاِحْسَانِ وَاِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون{فَهَلْ عَسَيْتُمْ اِنْ تَوَلَّيْتُمْ (خَرَجْتُمْ مِنَ المَسْجِد)اَنْ تُفْسِدُوا فِي الاَرْضِ وَتُقَطِّعُوا اَرْحَامَكُمْ؟ اُولئِكَ الذينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَاَصَمَّهُمْ وَاَعْمَى اَبْصَارَهُمْ} وقبلَ اَنْ اَخْتِمَ هذهِ المشاركة؟ فَقَدْ وَرَدَنِي سُؤَالٌ مِنْ اِنْسَانٍ يَعْتَقِدُ بِتَحْرِيفِ القرآن وَالعَيَاذُ بالله؟ فَاَرْسَلْتُ اليهِ قولَهُ تعالى {اِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَاِنَّا لَهُ لَحَافِظُون} فَاَرْسَلَ اِلَيَّ اَنَّ هذهِ الآيةَ التي اَحْتَجُّ بهَا عليهِ هِيَ مُحَرَّفَةٌ ايضاً عِيَاذاً باللهِ مِنْ ذلك؟ فَاَرْسَلْتُ اليهِ قولَهُ تعالى{قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الاِنْسُ والجِنُّ على اَنْ يَاْتُوا بِمِثْلِ هذا القرآنِ لا يَاْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرَا(وَاَنَّ اللهَ يَتَحَدَّاكَ في هذهِ الآيةِ اَنْ تَاْتِيَ بِمِثْلِ هذا القرآنِ تَحْرِيفاً اَوْ تَزْوِيراً كَمَا تَزْعُمُ يَا عَدُوَّ الله واَنَا مُتَاَكِّدَةٌ اَنَّكَ حَشَرَةٌ حَقِيرَةٌ تَافِهَةٌ فَوْقَ البَعُوضَة(اَحْقَرُ مِنَ البَعُوضَة)اَمَامَ عَظَمَةِ هذا القرآن وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّ اللهَ العَلِيَّ العظيمَ يَقْبَلُ اَنْ يَتَنَازَلَ مَعَكَ بِالتَّحَدِّي الاَخَفّ كَمَا وَرَدَ ذلكَ في سورةِ هُود{اَمْ يقولونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَاْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ (مُحَرَّفَات) وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ الله(لِيُسَاعِدُوكُمْ قَدْرَ اسْتِطَاعَتِهِمْ وَاسْتِطَاعَتِكُمْ فِي جَلْبِ اَمْثَالِ هذهِ الآيَاتِ المُحَرَّفَاتِ حَسَبَ زَعْمِكُمْ فَاِنْ كَانَتْ مُحَرَّفَاتٍ فِعْلاً فَلَنْ تَجْعَلَكُمْ عاجزينَ عَنْ مُحَاكَاتِهَا اَوْ تَقْلِيدِهَا فَاِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ حَقّاً فَلِمَاذَا تَقِفُونَ مَكْتُوفِي الاَيْدِي دائماً ولا تستطيعونَ اَنْ تُحَرِّكُوا سَاكِناً ومَعَ ذلكَ فَاِنَّ اللهَ العليَّ الاعلى العظيم يقبلُ اَنْ يَنْزِلَ بالتحدِّي معكَ الى اَسْهَلِِ ما يكون واِعْطَائِكَ فرصة ذهبيَّة اَخيرة كما وردَ ذلكَ في سورةِ البقرة{وَاِنْ كُنْتُم في ريبٍ(شَكّ) مِمَّا نَزَّلْنَا على عبدِنَا(مِنَ القرآن وَاَنَّهُ مُحَرَّف) فَاْتُوا بِسُورَة(واحدةٍ فقط ولا نريدُ العَشْرَ الواردةَ في سورةِ هود) مِنْ مِثْلِه(وانتم تعلمونَ جيِّداً اَنَّ القرآنَ الكريم لا هُوَ مِنْ بابِ الشِّعرِ ولا مِنْ بابِ النَّثْرِ ولكنَّهُ تَقَدَّسَتْ كلماتُهُ اَخَذَ حَدّاً وسَطاً بينَهُمَا ومَعَ ذلكَ لَنْ تستطيعوا تقليدَهُ اَيضاً بطريقةِ الشِّعر ِوالنَّثْر لاَنَّهُ كلامُ ربِّ العالمين الخالق الذي يختلفُ اختلافاً كُلِّيّاً و جَذْريّاً عَنْ كلامِ المخلوقين ولاعلاقةَ لهُ بالشِّعْرِ اَوِ النَّثْرِ لا مِنْ قريبٍ ولا مِنْ بعيد } فماذا كانتِ النتيجة{ فَبُهِتَ الذي كَفَرَ واللهُ لا يهدي القومَ الظالمين} ثمَُّ اُوَجِّهُ خطابي الى اَصْحَابِ المحلاتِ التِّجَارِيَّةِ الذينَ يكتبونَ على اَبْوابِهَا اَوْ دَاخِلَهَا عبارة (الدَّيْنُ ممنوع) واَقُولُ لَهُمْ اَتَحَدَّاكُمْ اَوَّلاً اَنْ تكُونَ لَكُمُ الجُرْاَةُ على اَنْ تكتبوا على بابٍ مِنْ اَبْوَابِ البنوكِ الرِّبَوِيَّةِ عبارة (الرِّبَا ممنوع) او تكتبوا على دائرةٍ من دوائر الدولة عبارة (الرشوة او السرقة او الاختلاس ممنوع) او تكتبوا في محلاتكم التجارية عبارة (الغِشُّ ممنوع) و(الاحتكار ممنوع) واقولُ وباللهِ التوفيق اِنَّ مشروعيَّةَ الدَّيْنِ وَالرَّهْنِ والاِشْهَادِ عليهما وعلى البيع الى آخرِ ما هنالك كُلُّ ذلكَ موجودٌ في اَطْوَلِ آيةٍ في القرآنِ الكريمِ كُلِّه؟ وهذهِ الآيةُ موجودةٌ في اَطْوَلِ سورةٍ في القرآنِ كُلِّهِ وهي سورةُ البقرة؟ وهذهِ السُّورَةُ فيها اَيضاً اَفضلُ آيةٍ في القرآنِ كُلِّهِ اَلا وهيَ آيةُ الكرسي؟ فلا يجوزُ لكَ اخي مُطْلَقاً اَنْ تَمْنَعَ الدَّيْنَ بِالكُلِّيَّة؟ لاَنَّ الدَّيْنَ الحلالَ والبيعَ الحلال ليسا كَالرِّبَا الحرام بدليلِ قولهِ تعالى {الذينَ يَاْكُلُونَ الرِّبا لا يقومونَ اِلا كَمَا يقومُ الذي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسّ؟ ذلكَ بِاَنَّهُمْ قالُوا اِنَّمَا البيعُ مِثْلُ الرِّبَا؟ وَاَحَلَّ اللهُ البَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} وقولهُ تعالى ايضاً {يا اَيُّهَا الذين آمنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ ما اَحَلَّ اللهُ لكم(ومنهُ الدَّيْن لاَنَّ الدَّيْنَ اَطْيَبُ كَسْباً مِنَ الصَّدَقَة؟ لاَنَّكَ اخي تُشَجِّعُ غيرَكَ على العملِ بِعَرَقِ جَبِينِه وَتجْعَلُهُ بذلكَ عزيزَ النَّفْسِ حتَّى يَقْضِيَ لكَ دَيْنَك؟ وَاَمَّا الصَّدَقَةُ فَمَهْمَا يَكُنْ مِنْ اَمْرِهَا فَاِنَّ فيها شيئاً مِنَ المَذَلَّةِ اِذَا لَمْ يَكُنْ صاحبُهَا بحاجةٍ مَاسَّةٍ اليها فِعلاً(ولاتَعْتَدُوا اِنَّ اللهَ لا يحبُّ المعتدين(فكيفَ سينصرُ اللهُ هؤلاءِ المعتدينَ على مَنْ عاداهم اذا كانَ سبحانَهُ لا يُحِبُّهُمْ وَكُلُّهُمْ في الهَوَا سَوَا كَمَا يُقَال) قد يقولُ قائل هناكَ كثيرٌ مِنَ المُحْتَالِينَ والنَّصَّابِين كما يُقَال فهل يريدُ الاسلامُ اَنْ يَلْدَغَنِي مِنْ جُحْرِهِم مَرَّتَيْن حينَما اُقْرِضُهُمُ الدَّيْن؟ واَقولُ لكَ لا اِنَّ الاسلامَ لا يُلْزِمُكَ في هذهِ الحالةِ اَنْ تُقْرِضَهُمُ الدَّيْن اِلا بالكتابةِ والاِشْهَادِ بدليلِ قولهِ تعالى {وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ اَمْوالَكُمُ التي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِيَاماً وارْزُقُوهُمْ فيها وَاكْسُوهُمْ وقُولُوا لَهُمْ قولاً مَعْرُوفَا} فَاِذَا كانَ اَمْثَالُ هؤلاءِ بحاجةٍ فِعْلاً فعليكَ اَنْ تُعْطِيَهُمْ في هذهِ الحالةِ الدَّيْنَ اَوِ الصَّدَقَةَ بِالقَطَّارَة؟ ولِلضَّرُورِيَّاتِ فقط؟ وَيحْرُمُ عليكَ اَنْ تُعْطِيَهُمْ شيئاً مِنْ اَجْلِ الكَمَالِيَّات؟ لِئَلا يَصْرِفُوا هذهِ الاموال على السُّكْرِ والعَرْبَدَةِ والليالي الخليعَةِ المَاجِنَةِ وبينَ اَرْجُلِ الرَّاقِصَات؟ قد يقولُ قائل جَهَنَّمُ الحَمْرَاءُ عليهم وعلى امثالِهم مالذي يَجْعَلُنِي مُضْطَرّاً الى اِقْرَاضِهِمْ اَوِ التَّصَدُّقِ عليهم واقولُ لكَ نعم ولكنَّكَ لاتستطيعُ اَنْ تَجْعَلَهُمْ يموتونَ مِنَ الجوع مَهْمَا يَكُنْ مِنْ اَمْرِهِمْ حتى ولو كانُوا كُفَّاراً لاَنَّ الذي قالَ بالنسبةِ للسُّفَهَاء{ وارزقوهم فيها واكسوهم} قالَ ايضاً سبحانَهُ بالنسبةِ للكفَّار{قالَ وَمَنْ كَفَرَ فَاُمَتِّعُهُ قليلاً ثُمَّ اَضْطَرُّهُ الى عذابِ النَّارِ وَبِئْسَ المصير} حينما سَاَلَهُ ابراهيمُ عليهِ الصلاةُ والسلام بقولهِ {وَارْزُقْ اَهْلَهُ مِنَ الثمراتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ باللهِ واليومِ الآخِر} بَلْ اِنَّهُ سبحانه اعطاهم نعمة الامن والامان ايضا في هذه الاية اذا لم يكونوا محاربين بدليل قول ابراهيم{ربِّ اجْعَلْ هذا بلدا آمنا} لاَنَّ الضَّمِيرَ الاسلاميَّ الصَّاحِي دائماً لاَمْثَالِ هؤلاء يَمْنَعُكَ مِن ذلك وهو يعرفُ جيّداً كيفَ يتعاملُ مَعَ اَمْثَالِهِمْ ولايجوزُ لاَيِّ عالمٍ اَوْ مُفْتِي اَنْ يُفْتِيَ بِحُرْمَةِ التَّعَامُلِ معهم بِالكُلِّيَّة بل يجبُ عليه اَنْ يُفْتِيَ بالسَّمَاحِ بالتَّعَامُلِ معهم دَيْناً اَوْ صَدَقََةً اَوْ هَدِيَّة اَوْ هِبَة اَوْ وَصِيَّةً وَلَكِنْ بِالقَطَّارَة(بمعنى اَنْ يَصْرِفَ عَلَيْهِمُ المالَ القليلَ الذي يَقْطُرُ قَطْراً خفيفاً مِنْ اَجْلِ تَاْمِينِ حَاجيَّاتِهِمُ الاَسَاسِيَّةِ فقط) بدليلِ قولهِ تعالى الذي يَدُلُّ على جوازِ اِقْرَاضِهِمْ{وَاِنْ كانَ الذي عليهِ الحَقُّ ((سَفِيهاً)) اَوْ ضَعِيفاً}(وَيَحْرُمُ تحريماً شديداً على الذي عليهِ الحقُّ اَنْ يعيشَ على الكمَالِيَّات بل يجبُ عليهِ رغماً عنهُ اَنْ يعيشَ على الضَّرُورِيَّاتِ فقط حتَّى يَقْضِيَ دَيْنَهُ لِلدَّائِنِ الذي لَهُ الحَقّ(صاحِبِ الحَقّ) سَوَاءٌ كانَ المَدِينُ الذي عليهِ الحَقُّ سَفِيهاً اَوْ رَاشِداً) وعلى كُلِّ حالٍ اخي اذا اَرَدْتَّ اَنْ تُقْرِضَ اَمْثَالَ هؤلاء فَحِسَابُكَ على الله اذا كُنْتَ تَعْلَمُ اَيْنَ سَيَصْرفُونَ هذهِ الاموال وعليك ان تراقبهم(وحتى لو كُنْتَ اخي بائعاً تبيعُ النَّاسَ فلا يجوزُ لكَ شَرْعاً اَبَداً اَنْ تَبِيعَ العِنَبَ اليهم اِذَا كُنْتَ تَعْلَمُ عِلْماً يَقِينِيّاً اَنَّهُمْ يَشْتَرُونَهُ مِنْ اَجْلِ تَحْويلِهِ الى مُحَرَّمَاتٍ كَالْخَمْرِ مَثَلاً؟ وحتى ولو كُنْتَ اخي مُشْتَرِياً فلا يجوزُ لكَ شَرْعاً اسلامِيّاً ايضاً اَنْ تشتريَ شيئاً اِذَا كنتَ تعلمُ اَنَّهُ مَسْرُوق بل عليكَ اَنْ تُبْلِغَ عَنْهُ المسؤولين) وَاَنْتَ حُرٌّ في الكتابةِ اَوِ الاِشْهَادِ على الدَّيْن اَوْ عَدَمِهِمَا وَلا تَلُومَنَّ اِلا نَفْسَكَ اِذَا اَهْمَلْتَ شَاْنَهُمَا وَلكِنَّكَ لَسْتَ حُرّاً اَبَداً اَنْ تَمْنَعَ الدَّيْنَ بِالْكُلِّيَّةِ وَتَكْتُبَ ذَلِكَ عَلَناً اَمَامَ النَّاس؟ حتى اَنَّ بَعْضَ النَّاسِ مِنْ غَيْرِ المسلمين يَتَّخِذُ ذلكَ سُخْرِيَّةً والعياذُ بالله؟ ويقولونَ انْظُرُوا الى هؤلاءِ المسلمينَ الملحدينَ الذينَ ليسَ لهم دِين وقد كتبُوا على لوحاتِهم اَنَّ الدِّينَ ممنوع (ويقصدونَ بذلكَ اَنَّ التَّدَيُّنَ ممنوع والعياذُ بالله وهذا قد يُؤَدِّي بنا الى الكُفْرِ الاَكِيد والخروجِ مِنَ المِلَّةِ اِنْ لَمْ نَتَدَارَكِ المَوْضُوعَ بِسُرْعَة وَنَمْنَعْ اَمْثَالَ هذهِ الكِتَابَات)ثُمَّ يقولُ هؤلاءِ الخُبَثَاء وَانْظُرُوا اَيضاً الى مَحَلاتٍ تِجَارِيَةٍ اُخْرَى وقد كَتَبُوا على لَوْحَاتِهِمْ الدِّين سوري والطائِفَة سوري؟ واَقولُ لَكُمْ بصراحة {اُولَئِكَ هُمُ الكافرونَ حَقَّا} لاَنَّهُ لا يُوجَدُ في العَالَمِ كُلِّهِ دِينٌ سوري؟ اَوْ طائفة سورية؟ وَلَكِنْ اُنَاسٌ باعُوا دِينَهُمْ وَاَنْفُسَهُمْ لِلشَّيْطَان بِحُجَّةِ اَنَّ ذلكَ يُسَاعِدُ على الاُلْفَةِ والمَحَبَّةِ وَالقَضَاءِ على الطائِفِيَّة؟ وَلَكِنْ نَسِيَ هؤلاءِ قولَهُ تعالى {لَوْ اَنْفَقْتَ ما في الاَرْضِ جَمِيعاً مَا اَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللهَ اَلَّفَ بَيْنَهُمْ} قد يقولُ قائل وماذا نَكْتُبُ عِوَضاً عَنْ ذلك واَقولُ وباللهَِ التوفيق اُكْتُبْ مثلاً عبارة (نَعْتَذِرُ عَنِ الدَّيْن) واللهُ تعالى في هذهِ الحالة يَقْبَلُ عُذْرَكَ كما يقبلُ عُذْرَ المريضِ والمسافرِ اِذَا اَفْطَرَ في رمضان وَاِذَا اَرَدْتَّ اَنْ يُبَارِكَ اللهُ لَكَ في رِزْقِكَ فَاكْتُبْ قَوْلَهُ تعالى{يَمْحَقُ اللهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَات} باللهِ عليكَ اخي وَاَسْتَحْلِفُكَ بالذي خَلَقَك لماذا اَنتَ اَنَانِيٌّ وبخيلٌ الى هذهِ الدَّرَجَة و اللهُ سبحانَهُ يُرْبِي الصَّدَقَاتِ ويزيدُ بَرَكَتَهَا في رِزْقِكَ ولو كانَ قليلاً بدليلِ قولهِ عليهِ الصلاةُ والسلام [مَا نَقَصَ مَالٌ مِنْ صَدَقَة] فكيفَ بكَ اخي وقد خَتَمَ اللهُ وَصَايَاهُ وَآيَاتِهِ في آيَةٍ اَوْقَفَتْ اَشْعَارَ اَبْدَانِنَا جميعاً مِنْ هَيْبَةِ هذا الموقفِ العظيمِ في قولِهِ تعالى{وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ الى اللهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لايُظْلَمُون} كيفَ بِكَ يا اخي واَنْتَ تَسْمَعُ آخِرَ وَصِيَّةٍ مِنْ وَصَايَا رَبِّنَا سبحانَهُ وتعالى قبلَ هذهِ الآيةِ والتي هيَ آخِرُ مَا نَزَلَ مِنَ القرآن في قولِهِ {وَاِنْ كَانَ(المَدِينُ الذي عليهِ الحَقّ) ذُو عُسْرَةٍ(اِسْتَمِعْ اَيُّهَا الدَّائِنُ الذي لَكَ الحَقّ) فَنَظِرَةٌ الى مَيْسَرَة وَاَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ اِنْ كُنْتُمْ تعلمون} كيفَ بِكَ ايَُّهَا الدَّائِنُ الذي لَكَ الحَقُّ واللهُ تعالى يقولُ في سورةِ التَّوْبَة{اِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ والمَسَاكِين الى اَنْ قالَ سبحانَهُ وَالغَارِمِين(المَدِينِينَ الذينَ عليهِمُ الحَقّ) كيفَ يُطَاوِعُكَ قَلْبُكَ اَنْ تَتَعَامَلَ بِالقَرْضِ الرِّبَوِيّ اَوْ تَكْتُبَ على جِدَارِ دُكَّانِكَ اَنَّ الدَّيْنَ ممنوع واللهُ تعالى يَاْمُرُكَ اَلا تَكْتَفِيَ بِالدَّيْنِ فقط بل اَنْ تُسَامِحَ اَيضاً المَدِينَ المُعْسِرَ الذي عليهِ الحَقُّ بِالدَّيْنِ كُلِّهِ اِذَا اَرَدْتَّ اَنْ تَتَّقِيَ عَذَابَ يومٍ تُرْجَعُ فيهِ الى الله؟ نعم اَيُّهَا الاَخُ المؤمنُ الكريم يا مَنِ ارْتَفَعَ ضَغْطُك يا مَنْ سَاءَتْ صِحَّتُكَ بسببِ لَوْعَتِكَ على مالِكَ الغالي عِنْدَكَ بِغَلاوَةِ رُوحِك ولكنَّهُ ليسَ اَغْلَى عِنْدَكَ مِنَ الله؟هَنِيئاً لكَ اِذَا سَامَحْتَ هذا الانسان اِكْرَاماً لوجهِ الله؟ هنيئاً لكَ اِذَا قَضَيْتَ عنهُ دَيْنَهُ وَاَنْقَذْتَهُ مِنَ السِّجْن؟ كَمْ اَحْسُدُكَ على رحمةِ الله؟ كَمْ اَحْسُدُكَ على رضا الله عليك؟ لاَنَّ هناكَ مِنَ الذُّنُوبِ العظيمةِ التي لا يَغْفِرُهَا اللهُ لكَ اَبَداً اِلا بِاَنْ تَخْرُجَ عَنْ مَالِكَ كُلِّهِ اَوْ اَكْثَرِهِ اَوْ بَعْضِهِ الى اَمْثَالِ هؤلاءِ حتى ولو كانُوا حُثَالَةَ المُجْتَمَع اِذَا سَعَيْتَ الى اِصْلاحِهِمْ (لاَنَّ الاسلامَ يَحْتَضِنُ هؤلاءِ جميعاً في حَاضِنَتِهِ الاصْلاحِيَّةِ الدَّافِئَةِ الآمِنَة)وحتَّى وَلَوْ طَعَنُوا في عِرْضِ ابْنَتِك كَمَا حَصَلَ مَعَ مِسْطَحَ بْنِ اَثَاثَةَ حِينَمَا طَعَنَ فِي عِرْضِ الطَّاهِرَةِ بِنْتِ الاَطْهَارِ الصِّدِّيقَةِ بِنْتِ الصِّدِّيقِ رضيَ اللهُ عنهما وكانَ الصِّدِّيقُ رضيَ اللهُ عنهُ قد حَلَفَ اَلَّا يَنْفَعَهُ بِنَافِعَةٍ اَبَداً بَعْدَ الذي جَرَى مِنْهُ وكانَ قد خَصَّصَ لَهُ رَاتِباً شَهْرِيّاً يُنْفِقُهُ عَلَيْه فَلَمَّا نَزَلَ قَوْلُهُ تعالى {اَلا تُحِبُّونَ اَنْ يَغْفِرَ اللهُ لكَُمْ} فَقَالَ اَبُو بَكْرٍ بلى اُحِبُّ اَنْ يَغْفِرَ اللهُ لِي فَغَفَرَ اَبُو بَكْرٍ لِمِسْطَحَ زَلَّتَهُ الشَّنِيعَةَ وَارْجَعَ اِلَيْهِ النَّفَقَةَ بعدَ اَنْ نَالَ نَصِيبَهُ مِنَ العِقَاب فَمَا بالُكُم اَيُّهَا الاُخْوَةُ الكِرَامُ بهؤلاءِ الفقراءِ المساكينِ والغارمينَ وغيرِهُم مِنْ اَهْلِ مِصْرَ وقد قالَ صِهْرُهُمْ وَنَسِيبُهُمْ نَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ رسولُ اللهِ عليهِ الصلاةُ والسَّلام[اِسْتَوْصُوا بِاَهْلِ مِصْرَ خيراً فَاِنَّ فِيهِمْ نَسَباً وَصِهْرا] ولاتَنْسَونَا يا اِخْوَتِي نحنُ الشعبَ السورِيَّ المظلومَ المُضْطََّهَدَ المنكوب ايضاً مِنْ معروفِكُمْ واِحْسَانِكُمْ ولاتنسَوُا الانسانيَّة المحرومة المُعَذَّبَة المظلومة البائسة مِنْ أيِّ طائفةٍ كانُوا اَوْ دِين ونُصَلِّي على نَبِيِّنَا محمدٍ رسولِ اللهِ وازواجهِ وذُرِّيَّتِهِ وَآلهِ واصحابِهِ وعلى جميعِ الانبياءِ والمرسلين وَنُسَلِّمُ تسليماً كثيرَا وسلامُ اللهِ عليكم وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكَاتُهُ مِنْ اُخْتِكُمْ فِي الله سُنْدُس {وآخِرُ دَعْوَانَا اَنِ الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِين}


الساعة الآن » 05:11.

Powered by vBulletin
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd