الإبداع الفضائي

الإبداع الفضائي (https://www.fadaeyat.co/)
-   المواضيع الإسلامية (https://www.fadaeyat.co/f5/)
-   -   هدي النبي صلى الله عليه و سلم في معاملة الكافر (https://www.fadaeyat.co/fadaeyat42873/)

fathyatta 13 محرم 1434هـ / 26-11-2012م 18:20

هدي النبي صلى الله عليه و سلم في معاملة الكافر
 
هدي النبي صلى الله عليه و سلم
في معاملة الكافر



بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ليسمع غير المسلمين من أهل الكتاب

و ليسمع المضللين من المسلمين
و ليسمع حتى الكفار و الملحدون


لو كان الحبيب محمدصلى الله عليه وسلم بيننا

من المفاهيم الخاطئة عند البعض أن علاقة
المسلم بالكافر
هي علاقة عنف وشدة وغلظة بإطلاق ،
وهو خلاف هدي النبي صلى الله عليه
وسلم في التعامل مع الكفار ،
فقد وضع ـ صلى الله عليه وسلم ـ
آداباً وضوابط تقوم
عليها العلاقة مع الكفار، والتعامل معهم ،
وهي آداب وضوابط مبنية على العدل وعدم
الظلم ،

كما قال الله تعالى
:

{ لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ
أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ
الْمُقْسِطِينَ }

(الممتحنة : 8
) .

وعن صفوان بن سليم عن عدة من أبناء أصحاب رسول الله
ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن آبائهم ،
عن رسول الله ـ صلى الله عليه
وسلم ـ قال :

(
ألا من ظلم معاهَدَاً ، أو انتقصه حقه ،أو كلفه فوق طاقته ،
أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس منه ، فأنا حجيجه يوم القيامة
)


رواه أبو داود
.

وعن
عبد الله بن عمروـ رضي الله عنه ـ :
عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :

( من قتل نفسا معاهَدَاً لم يَرِح رائحة الجنة ،
وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما
)


رواه
البخاري.

ومن المعلوم أن المؤمن لا يكون ولاؤه إلا لله تعالى ولرسوله
ـ
صلى الله عليه وسلم ـ وللمؤمنين ،
كما قال الله تعالى
:

{
إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا
الَّذِينَ
يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ
}

(
المائدة:55) .

والولاء للمؤمنين يكون بمحبتهم ونصرتهم لإيمانهم ،
والنصح والدعاء لهم
، وغير ذلك من حقوق ،
والبراء من الكفار يكون ببغضهم ، وعدم الركون إليهم ،
أو
التشبه بهم ، وتحقيق مخالفتهم ،
ونحو ذلك من مقتضيات العداوة في الله ،
مع معاملتهم
بالعدل ، والوفاء بالعهد ،
والأمانة وعدم الغش ،

قال الله تعالى :

{
وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا
اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى }

(المائدة: من الآية8
) .

ومن
هدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ

في معاملته للكافر
: دعوته إلى الله :

استخدم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
أساليباً متعددة مع
الكافرين في دعوتهم للدخول في الإسلام ،
وشملت دعوته ،
الدعوة باللسان حيث أقام
الأدلة القاطعة على إرساله لهم ،
وكان يرغبهم في الإسلام ويبين لهم محاسنه ،
ويظهر
لهم حلمه وصفحه ،
ويعرفهم موافقة القرآن لما في كتبهم ـ قبل تحريفها ـ ،
وقبِل
الهدية منهم ، وأوصى بهم خيرا .
فدعوة الكافر إلى الله ـ بحكمة ورفق ـ

وتبليغه حقيقة الإسلام من أعظم الإحسان إليه ،
وهي قُرْبة إلى الله ، لقوله ـ صلى
الله عليه وسلم ـ
لعلي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ
لما بعثه إلى خيبر وأمره أن
يدعو إلى الإسلام
قال عليه الصلاة و السلام :

( فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً خير لك من حمر النعم )

رواه البخاري
.

وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ :

( من دل
على خير فله مثل أجر فاعله )

رواه مسلم
.

حُسْن الجوار ، وعدم
الإيذاء ، والإهداء :

حسن الجوار ، وعدم الإيذاء ، كذلك الإهداء للكافر ،
وقبول
الهدية منه ،
كل ذلك من هدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في معاملته معه
.

عن عمرو بن شعيب عن أبيه قال :
ذُبِحتْ شاة لابن عمرو في أهله ،
فقال : أهديتم لجارنا
اليهوديّ ؟،
قالوا : لا ،
قال : ابعثوا إليه منها ،

فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :

( ما زال جبريل يوصيني بالجار ، حتى ظننت أنه سيورِّثه )

رواه
أحمد.

وقد قَبِل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
هدية المقوقس ، وهدية كسرى ،
وقبل الشاة
المهدية له من اليهودية .

البيع والشراء :

عن أم المؤمنين أمنا السيدة /
عائشة /
رضي الله تعالى عنها و عن أبيها :
[ أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترى طعاما من يهودي إلى أجل ،
ورهنه درعا من حديد ]


رواه
البخاري ،

( توفي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
ودرعه مرهونة عند يهودي في
ثلاثين صاعاً من شعير )

رواه البخاري
.قال الحافظ ابن حجر :
" تجوز معاملة
الكفار فيما لم يتحقق تحريم على المتعامَل فيه ،
وعدم الاعتبار بفساد معتقدهم
ومعاملاتهم فيما بينهم " .
وقال الشيخ ابن عثيمين :
" وأما معاملتهم
في البيع والشراء ،
وأن يدخلوا تحت عهدنا فهذا جائز ،
فقد كان الرسول ـ صلى الله
عليه وسلم ـ
يبيع ويشتري من اليهود ،
كان اشترى طعاما لأهله ،
ومات ودرعه مرهونة
عندهم " .

عيادة الكافر
:

عن أنس رضي الله تعالى عنه ـ قال :

( كان غلام يهودي يخدم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
فمرض فأتاه يعوده ،
فقعد عند رأسه فقال له
:
أسلم ، فنظر إلى أبيه وهو عنده ،
فقال : أطع أبا القاسم .. فأسلم ،
فخرج النبي ـ
صلى الله عليه وسلم ـ
وهو يقول :
الحمد لله الذي أنقذه من النار )


رواه البخاري
.

الانتفاع بما عندهم من علم
:

أذِن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
في أن يتلقى المسلم من غير المسلم

ما ينفعه في علوم الطب والزراعة
وغيرها من علوم ،
فعن
عائشةـ رضي الله عنها ـ قالت :

( واستأجر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
و أبو بكر رجلا من بني الديل ،
هاديا
خِرِّيتا " الماهر بالطرق في السفر " )
،

وهو على دين كفار قريش ، فدفعا إليه راحلتيهما
وواعداه غار ثور بعد
ثلاث ليال ،
فأتاهما براحلتيهما صبح ثلاث
)
رواه البخاري.

قال الشوكاني:
"
الحديث فيه دليل على جواز
استئجار المسلم للكافر
على هداية الطريق " .

وقد زارع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
يهود خيبر على أن يعملوا
ويزرعوها ، ولهم شطر ما يخرج منها .
قال ابن عمرـ رضي الله عنهما ـ :

[ أعطى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ خيبر بالشطر ،
فكان
ذلك على عهد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
وأبي بكر وصدرا من خلافة عمر ،
ولم يذكر
أن أبا بكر وعمر جددا الإجارة بعد
ما قُبِض النبي صلى الله عليه وسلم ]

رواه
البخاري .

هكذا كان يتعامل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
مع غير المسلمين ،

تعاملاً قائمًا على العدل والرحمة والتسامح معهم ،
والإحسان إليهم ،
وكذلك فإن
سيرته ـ صلى الله عليه وسلم ـ
خير شاهد على تمتع الأقلية غير المسلمة بالحرية
الدينية ،
فلم يرتضِ يومًا أن يفرض عليهم عقيدة الإسلام ،

امتثالاً لأمر الله تعالى :

{
وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً
أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ
}

(
يونس:99) .

اسال الله العظيم ان ينفعنا واياكم...
دمتم بحفظ الرحمن وطاعته دائما وابدا

فتحـى عطــا
fathy – atta


الساعة الآن » 08:15.

Powered by vBulletin
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd