الإبداع الفضائي

الإبداع الفضائي (https://www.fadaeyat.co/)
-   المواضيع الإسلامية (https://www.fadaeyat.co/f5/)
-   -   قواعد الجزاء في كتاب الله (https://www.fadaeyat.co/fadaeyat4303/)

ابو نضال 19 صفر 1430هـ / 14-02-2009م 00:35

قواعد الجزاء في كتاب الله
 
﴿وَأَن لَّيْسَ لِلإِنْسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى* وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى* ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الأوْفَى* وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى﴾ (النجم: 39- 42).. ﴿مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً﴾ (الإسراء: 15).. ﴿مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ﴾ (الأنعام: 160).. ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ﴾ (الأنبياء: 47).. ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (النحل: 97).. ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾ (طه: 124).. ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ﴾ (الأعراف: من الآية 96).. ﴿وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ﴾ (النحل: 112).



فأول قواعد الجزاء في كتاب الله أنه جزاءٌ على العمل؛ فلا ظلم ولا محاباة، ولا عبرة بنسب أو مال أو جاه أو قرابة، إلا أن يشاء الله ﴿قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ﴾ (هود: من الآية 46)، ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَّشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ﴾ (المائدة: من الآية 18)، وفي الحديث الصحيح يقول الحق عز وجل يوم القيامة: "يا بني آدم، وضعت نسبًا ووضعتم نسبًا، فقلتم: فلان بن فلان وقلت: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ﴾، فاليوم أرفع نسبي وأضع نسبكم، ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه، فواهًا للمتواكلين" (المستدرك على الصحيحين للحاكم كتاب التفسير باب تفسير سورة الحجرات 2/502 رقم 3726- وشعب الإيمان للبيهقي 4/290 رقم 5139- صحيح ابن حبان، باب: ذكر تسهيل الله جل وعلا طريق الجنة على من يسلك في الدنيا طريقًا يطلب منه علمًا 1/284 رقم 84- والمستدرك على الصحيحين للحاكم كتاب العلم 1/165 رقم 299- وسنن أبي داود كتاب العلم، باب الحث على طلب العلم 3/317 رقم 3643- وسنن ابن ماجة كتاب العلم باب فضل العلم 1/82 رقم 225).



وهذا الجزاء فيه فضل وعدل؛ فالسيئة بمثلها إلا أن يعفو الله ويصفح، وهو أهل التقوى وأهل المغفرة، والحسنة بعشر أمثالها إلى سبعين إلى سبعمائة إلى أضعاف لا يعلمها إلا الله ﴿فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (السجدة: 17) ومن همَّ بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة؛ فإن عملها ضوعفت بحسب نيته وأثرها، ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبت له حسنة؛ لأن العدول عن الشر خير، فإن عملها كتبت عليه سيئة واحدة، والله ذو الفضل العظيم (صحيح الإمام البخاري كتاب الإيمان باب حسن إسلام المرء 1/24 رقم 41، 42، وصحيح الإمام مسلم كتاب الإيمان باب إذا هم العبد بحسنة 1/117 رقم 128، 129).



وهذا الجزاء مستوعِبٌ دقيقٌ، يحيط بالذرة وما دونها وما فوقها ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾ (الزلزلة: 7-8) ﴿وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ في الأَرْضِ وَلاَ في السَّمَاءِ وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْبَرَ إِلاَّ في كِتَابٍ مُّبِينٍ﴾ (يونس: من الآية 61).



وكما هو دقيقٌ هذه الدقة محيطٌ هذه الإحاطة، فهو شاملٌ للأفراد وللأمم ذكورًا وإناثًا في شئون الدنيا وفي الآخرة، فالطاعة مهما صغُرت تنفع صاحبها كفرد في دنياه وآخرته، وتصلح الأمة كمجموع في دنياها وفي عقباها ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا﴾ (نوح: 10- 12).



جاء رجل إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يسأله أن يدله على طريق المال؛ فأرشده إلى الاستغفار، وجاء آخر يسأله أن يدلَّه على طريق الولد والذرية؛ فأشار عليه بالاستغفار، وجاء ثالث يشكو جدب الأرض واحتباس الغيث؛ فأمره بالاستغفار، وجاء رابع يطلب طريق الجنة؛ فأوصاه بالاستغفار، وقرأ بعد ذلك الآية الكريمة ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا﴾ (نوح: 10) (مصنف عبد الرزاق كتاب الصلاة باب الاستعاذة 3/87 رقم 4902).



فيا أيها الصائمون والصائمات والقائمون والقائمات..

بهذا الكتاب الكريم والدين القيِّم لا مفرَّ من الجزاء الحق عن العمل، طيبه وخبيثه، وأنتم الآن في شهر تُضاعَف فيه الحسناتُ وتُغفر فيه السيئات لمن شاء الله ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ (البقرة: 186)، وأنتم كذلك في ظروف حرجة دقيقة تشملكم أفرادًا وأممًا.. فماذا تنتظرون؟!



أقبِلوا على الله تعالى بصالح الأعمال وكونوا معه يكن معكم ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (النور: من الآية 31).

sopranos 5 جمادى الآخرة 1430هـ / 29-05-2009م 19:02


hakim3520 6 جمادى الآخرة 1430هـ / 30-05-2009م 00:00

تسلم الايادي استاذ جهود طيبة يا غالي
تحياتي لك


الساعة الآن » 17:37.

Powered by vBulletin
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd