الإبداع الفضائي

الإبداع الفضائي (https://www.fadaeyat.co/)
-   المواضيع الإسلامية (https://www.fadaeyat.co/f5/)
-   -   أغلى الناس مهرًا (https://www.fadaeyat.co/fadaeyat5367/)

ابو نضال 17 ربيع الثاني 1430هـ / 12-04-2009م 15:27

أغلى الناس مهرًا
 
إن من بلاء هذا العصر، ومما استفحل فيه الأمر، وازداد فيه الشر غلاء المهور، ولا يخفى على ذي عقل ما ولّدته هذه الآفة من آثار سلبية على المجتمع بأسره.



إن بداية الأمر كانت قصة تناولها الناس وتداولوها، قصة إحداهنّ وقد دُفع لها مهر وفير، وبدأ الناس يتناقلون الخبر، ويضيفون عليه تعليلات مفادها أنها تستحق هذا التكريم، وهي بنت فلان، وصارت مضرب الأمثال، فتناقل الناس هذه المعاني، ووصلت إلى الغواني، فأبت إحداهن إلا أن تكون ذات المهر الغالي.



ولقد اجتمعت مرة مجموعة من النساء، وذكرن قضية المهور، فتباهت إحداهن بدلال وغرور، وذكرت ما دُفع لها من حق في المهور وتلتها الأخرى بما نالها، وشعرت بنشوة في ذاتها فهي قد جاءها من يقدر قيمتها، على حدِّ قولهن.



ولكنّ إحدى الحاضرات بعد أن استمعت إلى أقوالهنّ، ورأت مدى بُعدهنّ عن الصواب قالت: أنا أغلاكنّ مهرًا.. فالتفت الجميع إليها، وانتظرن مبلغًا لم يُذكر من قبل، فقالت أنا مهري لا يُقدر بثمن، ولا تهلكه سرقة، ولا تشوبه شائبة، ويأتيني ربحه كل حين وآن.



تعجبن منها فقالت إحداهن: أهو حقل بترول، وقالت الأخرى: يمكن أن يكون منجمًا من الماس، وقالت الثالثة بل هو كنز من الذهب.



قالت لهنّ بكل ثقة: إنه أثمن وأغلى، فأصغين إليها، وقلن لها: عهدناك صادقة وبكلامك غير عابثة، هيّا اذكري مهرك الثمين لنرى كم تتفوقين علينا بهذا المهر، ولنرى حظك الوفير، وما ذاك إلا من تقدير العزيز الكريم.



قالت: أنا أُحسن الاستثمار، والقليل لا يكفيني، والمال الفاني لا يرضيني، وأحب النماء، ودوام العطاء، وأكره أن أملك الهباء.



قلن: إذن مهرك شركة استثماريّة، تعطيك ثروة نديّة، والمال يأتي بالمال، وبذلك يستمر هذا الحال.



قالت: لا، فمهري لا يحتمل الخسارة، وربحه دائم بكل جدارة.



قلن: لم نسمع بمثل هذا المهر من قبل إلا أننا نقرأ السعادة بين عينيك، فهيا خبّرينا عن حقيقة مهرك.



قالت: مهري أنا أشترطه، أشترط أن يكون مهري القرآن، يحمله من يريد الاقتران بي في صدره، ويأتمر به وبأحكامه، وبذلك أضمن الكثير الكثير.



أضمن من يقدرني كيفما تحركت، وطالما عشت، وأنتن قد فرحتن بالتقدير بمجرد دفع مبلغ من المال يسير، ونسيتنّ تبدل الحال على مرّ الأيام، أما حامل القرآن فحبه متجدد على الدوام، وتقديره واحترامه كائن لكل إنسان، فكيف بمن تكون زوجه ورفيقة دربه وأم أولاده؟.



وزوجي- حامل القرآن- يحمل قلبًا محبًا؛ إذا رأى خيرًا أثنى عليّ، وإن رآى خطأ اعتمد على النصح استرشادًا بقوله تعالى﴿وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ (العصر: 3).



وزوجي لا يثير غيرتي ولا يتركني في حيرتي؛ لأنه يكف بصره عن الحرام؛ حفاظًا على قلبه من السقام.



وزوجي حامل القرآن يعينني على صلة الأرحام، فأنا سعيدة بعلاقاتنا الأسرية الجيدة التي تجعل حياتنا بركة ورزقنا وفيرًا.



وزوجي باحتكامه للقرآن يعرف متى يصحو ومتى ينام، فلا يفرط في صلاة فجر، ويذهب بالذكر عن قلبه القهر، فلا يعاني من مشكلات تكون سببًا في إقلاق راحتنا.



قاطعتها صديقاتها قائلات كُفي عن هذا الحديث، فلقد عرفنا ما نحن عليه من خبيث، طلبنا مهرًا غاليًا، وما اهتممنا بما ذكرت فدفعنا مقابله عكس ما ذكرت؛ فنحن بين غيرة وشك، وبين حزن واضطراب، ولسنا مع أهلنا على وئام، وما ذكرت كنا نحسبه ضربًا من الأوهام، أما وأنك ترفلين بهذه السعادة، فأنت حقًا أكثرنا مهرًا وأوفرنا حظًا، ولا نريد أن تستمري بالحديث حتى لا يزداد ندمنا فقد طلبنا القليل، ونسينا كيف يكون الخير الوفير.






الزوجة المثالية

بلسم الحياة الزوجية

خبرات زوجة سعيدة لمدة20 عامًا!!

ابو فيصل 18 ربيع الثاني 1430هـ / 13-04-2009م 19:43

جزاك الله عنا كل خير


الساعة الآن » 03:00.

Powered by vBulletin
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd