الإبداع الفضائي

الإبداع الفضائي (https://www.fadaeyat.co/)
-   معلومات عامة ، حدث في مثل هذا اليوم (https://www.fadaeyat.co/f4/)
-   -   اعدلوا هو أقرب للتقوى (https://www.fadaeyat.co/fadaeyat95745/)

*HOB* 17 شوال 1436هـ / 2-08-2015م 16:41

اعدلوا هو أقرب للتقوى
 
العدل صفة من صفات الله تبارك وتعالى ، ولهذا أهاب القرآن بنا أن نعدل فيما بيننا ، بل حتم علينا أن نأخذ أنفسنا بالعدل حتى مع عدونا ، وحذرنا أن نميل عن العدل انصياعًا لعاطفة ، أو تشفيًّا من خصم ، أو طواعية لمصلحة أو تكسب ، و لقد أمرنا الله جل جلاله بالعدل ، فيقول عز من قائل : إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ (سورة النحل:٩٠)، ويقول سبحانه وتعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ - (سورة المائدة: ٨).
https://www.fadaeyat.co/up/images/948...8133947305.jpg

متى نعدل؟
العدل يكون في الرضى والغضب ، وﺇلا فقدنا رصيدنا من الحسنات يوم القيامة، ثم طُرحنا في النار بسبب الظلم وأكل أموال الناس بالباطل ، كما ثبت في الحديث الصحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لأصحابه: ( أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، قال: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة... يأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا... فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار) .
العدل ومكانته في الشرائع السماوية
احترام العدل تقليدٌ تتوارثه الأمم المحترمة، وتقيم له الضمانات، وتبني له الحدود والتشريعات، من أجل أن يرسخ ويستقرَّ.وإن الحضارات الإنسانية لا تبلغ أوج عزها، ولا ترقى إلى عز مجدها إلا حين يعلو العدل تاجها، ويتلألأ به مفرقها. تبسطه على القريب والغريب، والقوي والضعيف، والغني والفقير، والحاضر والباد.
لقد دلت الأدلة الشرعية وسنن الله في الأولين والآخرين أن العدل دعامة بقاء الأمم، ومستقر أساسات الدول، وباسط ظلال الأمن، ورافع أبنية العز والمجد، ولا يكون شيء من ذلك بدونه.
فالعدل هو غاية الرسالات السماوية كلها: لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ - (سورة الحديد: ٢٥).
فبالعدل قامت السماوات والأرض ، وللظلم يهتز عرش الرحمن. العدل مفتاح الحق ، وجامع الكلمة ، ومؤلف القلوب ، وبه تعمر الدول وبدونه يبيدها الخراب.

فضل العدل
1- أن الله أمر به ، قال سبحانه وتعالى :-إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى - (سورة النحل:٩٠)،و قال الشيخ السعدي رحمه الله: «فالعدل الذي أمر الله به يشمل العدل في حقه وفي حق عباده، فالعدل في ذلك أداء الحقوق كاملة موفورة بأن يؤدي العبد ما أوجب الله عليه من الحقوق المالية والبدنية والمركبة منهما في حقه وحق عباده، ويعامل الخلق بالعدل التام، فيؤدي كل وال ما عليه تحت ولايته سواء في ذلك ولاية الإمامة الكبرى، وولاية القضاء ونواب الخليفة، ونواب القاضي».
2 - أن الله يحب أهله ، قال سبحانه وتعالى:- وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ - (سورة المائدة: ٤٢). ويسبقون لظل الرحمن يوم القيامة عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: ( أَتَدْرُونَ مَن السَّابِقُونَ إِلَى ظِلِّ اللَّهِ عز وجل يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالُوا: اللَّهُ عز وجل وَرَسُولُهُ صلى الله عليه وسلم أَعْلَمُ. قَالَ: الَّذِينَ إِذَا أُعْطُوا الْحَقَّ قَبِلُوهُ ، وَإِذَا سُئِلُوهُ بَذَلُوهُ، وَحَكَمُوا لِلنَّاسِ حُكْمَهُمْ لِأَنْفُسِهِمْ ).
3 - العادلون أقرب الناس لله سبحانه وتعالى يوم القيامة قال صلى الله عليه وسلم :( إِنَّ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَجْلِسًا إِمَامٌ عَادِلٌ، وَأَبْغَضَ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ وَأَبْعَدَهُمْ مِنْهُ مَجْلِسًا إِمَامٌ جَائِرٌ ).

الفرق بين العدالة والمساواة
المساواة هي الغاية التي تسعى العدالة إلى تحقيقها ، ومن هنا فقد جاء في تعريف العدل أنه القسطُ اللازم للاستواء (أي لتحقيق المساواة بين الطرفين دون زيادة أو نقصان)، وإذا كانت العدالة خُلقًا فإن المساواة قيمةٌ وهدفٌ. وكذلك فإن دعوة المظلوم مستجابة وإن كان فاجرا؛ لأن فجوره لا يقتضي التعدي عليه بغير حق، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: ( دعوة المظلوم مستجابة، وإن كان فاجرا ففجوره على نفسه).


الساعة الآن » 12:19.

Powered by vBulletin
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd