الإبداع الفضائي

الإبداع الفضائي (https://www.fadaeyat.co/)
-   معلومات عامة ، حدث في مثل هذا اليوم (https://www.fadaeyat.co/f4/)
-   -   الكفاءة الاجتماعية تعزز مفهوم التكيف والشخصية (https://www.fadaeyat.co/fadaeyat95993/)

New Sat 24 شوال 1436هـ / 9-08-2015م 17:31

الكفاءة الاجتماعية تعزز مفهوم التكيف والشخصية
 
يفترض أن يكون الطفل أكثر تكيفاً مع البيئة الاجتماعية كلما تقدم به العمر ،ويتمثل هذا التكيف في عدد من الجوانب التي يمكن أن تشكل ما يطلق عليه بمستوى النضج الاجتماعي أو «الكفاءة الاجتماعية « والتي تمثل مستوى النضج والتكيف في ضوء المواقف التي يتعامل فيها الطفل مع الأطفال الآخرين سواء كانواً كباراً أو أقراناً من فئات عمره. والدراسات التي تناولت موضوع الكفاءة الاجتماعية استخلصت لها أبعاداً تتعلق بخصائص شخصية وأخرى تتعلق بدرجة التوافق التي يبديها الطفل في المواقف الاجتماعية. فلأي درجة يتمثل الطفل للقوانين والمعايير التي تتلاءم وموقف اللعب مثلا ؟ ولأي درجة يتحكم بذاته ويعتمد عليها ؟ لقد ذكر شبرد أن «اللعب يساعد في ملاحظة السلوك الاجتماعي للطفل الذي يبدأ به كعملية تقليد لطفل آخر ومع نموه ونضجه يصبح أكثر تآلفاً مع الأطفال الآخرين وتتضح لديه روح المشاركة في اللعب. كما وتساعد اللغة على ملاحظة السلوك الاجتماعي للطفل باعتبارها وسيلة للاتصال.

https://www.fadaeyat.co/up/images/970...1022471001.jpg

الكفاءة الاجتماعية والتربية
ترتبط الكفاءة الاجتماعية بالمهارات والتقبل الاجتماعي ، ويعد السلوك غير الاجتماعي مشكلة مزعجة لكل من المدرسة والبيت والمجتمع ، ويظهر على عدة أشكال منها : العصيان والمخالفة وعدم الاستجابة لما يطلبه المعلم إضافة للسلوك العدواني والقسوة تجاه الرفاق والتصرفات الفوضوية والشغب داخل الصف والحذلقة في الكلام والكذب والهرب والغش وتخريب الممتلكات. ومن الجدير بالذكر أن عملية تطوير كفاءة اجتماعية مناسبة وملائمة أثناء مرحلة الطفولة تعتبر عاملاً حاسماً في نجاح الفرد في المراحل اللاحقة من حياته. كما أن الكثير من المشكلات التعلمية التي يعاني منها الطلاب ترتبط باكتسابهم للمهارات الاجتماعية السلوكية ، حيث أشارت الدراسات إلى أن افتقار الطالب للمهارات الاجتماعية قد يسبب تدني كفاءته في التعلم وتدني في تحصيله وانخفاض مفهوم الذات لديه.

تعريف الكفاءة الاجتماعية
تُعرف الكفاءة الاجتماعية :بأنها المهارات التي تستخدم للاستجابة في مواقف اجتماعية محددة ويتضمن هذا المفهوم أمرين :الأول اكتساب الطفل لأنماط السلوك الخاصة التي تميز مجتمعه و يسمى التنشئة الاجتماعية ، والثاني توسيع الطفل لدائرته الاجتماعية ، حيث يتعلم الكثير ممن حوله. إن الطفل الذي يهتم بأقرانه ويمضي وقتاً أطول معهم ويقبل أن يعطي ويأخذ ، هو طفل ذو كفاءة اجتماعية.

أبعادها
إن الأبعاد التي يبدو أن كثيراً من الدراسات تتفق عليها وتعتبرها أبعاداً أساسية في الكفاءة الاجتماعية للطفل هي:
-1- الامتثال للقوانين والسلطة.
-2- المؤهلات القيادية.
- 3- المشاركة الاجتماعية البناءة.
-4- التكيف مع مجتمع الرفاق.
-5- التحكم بالذات وضبط النفس.
-6- تحمل المسؤولية.
-7- الاستقلالية والاعتماد على الذات.
-8- الوعي بالأمور المتعلقة بأمنه وسلامته.
-9- الاتصال.
علاقة الكفاءة الاجتماعية ببعض المتغيرات
ترتبط عدة متغيرات بالكفاءة الاجتماعية وتسهم في تطورها في مراحل العمر الأولى من حياة الطفل. إن لطريقة التنشئة الأسرية ، ولجماعة الرفاق والمدرسة دوراً هاماً في عملية النضج الاجتماعي ؛ فظروف البيت الذي يعيش فيه الطفل لها آثار على سلوكه وشخصيته ؛ كما أن لترتيب الطفل الولادي في الأسرة دوراً هاماً في تطور بُعد الاستقلالية أو الاعتمادية ،ولعمر الأبوين تأثير أيضاً .وهناك عدة أمور يجب مراعاتها في البيت تساعد الطفل في بناء شخصية اجتماعية : منها توفير الأمن والاستقرار داخل الأسرة ، وتشجيع المشاركة الاجتماعية ، والتعاون داخل الأسرة وخارجها ، توفير الخبرة الاجتماعية الجيدة ، ومشاركة الآخرين في تحقيق أهدافهم ، وتوفير فرص التطور المعرفي ، ومنح الطفل الوقت الكافي للعب والواجبات المدرسية ، ومساعدته على تكوين مفهوم إيجابي عن ذاته وعن الطبيعة المحيطة به.

الكفاءة الاجتماعية ومفهوم الذات
الذات بناء معرفي يتكون من أفكار الإنسان عن مختلف نواحي شخصيته فمفهومه عن جسده يمثل الذات البدنية ومفهومه عن بنائه العقلي يمثل مفهوم الذات المعرفية أو العقلية ومفهومه عن سلوكه الاجتماعي مثال للذات الاجتماعية.
هذا ويركز علماء النفس الإنساني على بناء الذات عن طريق الخبرات التي تنمو من خلال تفاعل الإنسان مع المحيط الاجتماعي ، ويطلقون على العملية الإدراكية في شخصية الإنسان (الذات المدركة) والتي من خلالها تتراكم تلك الخبرات ، فيتم بناء الذات ويكُون الفرد مفهوماً ًعن ذاته. ولما كانت الذات هي شعور الفرد بكيانه المستمر كما يدركه وهي الهوية الخاصة به وشخصيته فإن فهم الذات يكون عبارة عن تقييم الفرد لنفسه ،أو بتعبير آخر هو مجموعة مدركات ومشاعر لدى كل فرد عن نفسه.
إن بناء الذات يخضع للمعايير السائدة في المجتمع. فالفرد يؤثر في الآخرين ويتأثر بهم،وبمقدار هذا التأثر ونوعه تتشكل ذاته. إلا أنه ينبغي الالتفات إلى أن الفرد ليس منزوع الإرادة ، بل إن له دور فعال في بناء ذاته مصداقاً لقوله تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم). فهذه الآية الكريمة تدلل على أن عملية بناء الذات للفرد أو لمجموعة أفراد يتطلب وجود دافع قوي لعملية التغيير. فالفرد في عملية التغيير لابد أن يميز بين الصالح والطالح وليس كل ما يملى عليه يلزم به، إذ أن المطلوب منه في هذا السياق التمييز بين ما هو إيجابي وما هو سلبي.
كما يخضع بناء الذات إلى توافر القدوة الحسنة من علماء ربانيين وتوافر الموعظة وضرب الأمثال والترغيب والترهيب ثم التأديب. قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة) ، وقال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير هذه الآية اعملوا بطاعة الله واتقوا الله وأمروا أهليكم بالذكر ينجيكم الله من النار. وبهذا المعنى يقول الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام (أي علموهم وأدبوهم).
فوقاية الفرد تكون من خلال الالتزام بما أمر الله ، ويتطلب هذا الأمر مسؤولية تربوية من قبل الأسرة التي يتوجب عليها تقديم الرعاية والتوجيه لوقاية الذات من الانحراف ،كما وتتطلب عملية بناء الذات تنمية الضمير منذ الطفولة والإسهام في بنائه فكريا وتقديم يد العون والمساعدة وتقديم كل ما يمكن تقديمه لبناء ذات قوية ناشئة في حب الله وطاعته ليكون الفرد عنصرا مفيدا لنفسه ولأسرته ولوطنه ولأمته .


الساعة الآن » 19:06.

Powered by vBulletin
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd