ما هي الشيخوخة ؟ الشيخوخة ؛ليست مصطلحا بيولوجيا (حيوي ) بمعنى ليس هناك سن معينة تبرز فيها حالة شيخوخة. بالمقابل فان عملية تحديد سن الشيخوخة (60 او 65 سنة او غيرها . قضية خلافية ) فهي عملية تشريعية ادارية تنظيمية .
https://www.fadaeyat.co/up/images/705...8132905000.jpg
هدفها ضبط عمليات الحقوق والواجبات والالتزامات الاجتماعية والانسانية .
كتحديد سن التقاعد مثلا. علما بان التطورات العلمية حاليا تتجه للتعامل مع التقاعد بمعايير (نوعية) كحالة شخصية . وليس بمعايير (كمية) تحددها عدد السنوات. فقد ترى خمسينيا اكثر شيخوخة من ثمانيني . او ستينيا اكثر شبابا من اربعيني.يعزز هذا التوجه تزايد معدل العمر .والذي وصل حوالي (85)سنة في دول متقدمة .
في الأردن . تبلغ نسبة كبار السن فوق 60 عاما( 5,2 %) من مجموع السكان، اي عددهم(المدهش) اكثر من (364,000)انسان ومن المتوقع أن تبلغ 6ر7 % عام 2020. اما من تعدت اعمارهم (65) عاما . فتبلغ نسبتهم (4,2%) .
الشيخوخة
هي التحدي الاول. للانظمة الصحية الوطنية. حسب استراتيجيات منظمة الصحة العالمية .فمعدل تكلفة الرعاية الصحية لهذا الفئة تعادل اضعاف معدل التكلفة العامه .وهذا يتطلب استراتيجية صحية تعيش الواقع مع العاطفة....
فعدد الدور المرخصة لرعاية كبار السن من قبل وزارة التنمية بلغت (10) دور . منها (3) تتبع للقطاع الخاص و(7) تتبع للقطاع التطوعي .اي ليس للقطاع العام اي دور ايواء . ظاهرة تحتاج دراسة.
اليوم الاول من تشرين الاول هو اليوم العالمي للمسنيين . شعاره لهذه السنة (الاستدامة والشمول لكبار السن في البيئة الحضرية ) وهو يركز على تأثير البيئة الحضرية والعمرانية الجديدة على كبار السن . واهمية انخراطهم في مختلف مناحي الحياة. للعلم فان معظم سكان المملكة 82،6 % يعيشون في المدن . وهذه الخاصية تؤكد اهمية الشعار المطروح .
الحكي هنا يستدعي القول .ان الشيخوخة هي النموذج الامثل للعلاقة السرمدية بين الانسان والزمان .
وهي لازالت من اعظم وادق الاسرار الكونية . فالزمان نفس الزمان . يقوم بدورين متناقضين في نفس الوقت. حيث هناك انسان(الوليد) يتنامى ويتعاظم . وانسان(كبير السن) يضمر ويتلاشى. كيفية تفاعل هذه المعادلة والعملية المتناقضة علميا . لازالت من اعقد الاسرار الكونية .
وهناك وضعان يعيشونهما الكبار في غاية الحساسية و الاهمية لا يحق لنا تجاوزهما .
هما الوحدانية والعزلة. الاولى هي واقع مادي حيث يعيش المسن وحده بدون اي مشاركة احد . اما العزلة في حالة اجتماعية كثيرا ما تكون دوافعها خيرة من قبل المحيطين . فهم يقومون عنه بكل الواجبات.وهم من يتولون القيادة و يتخذون القرارات وينظمون البرامج والروحات والجيات والطبخات .... وهم بهذا يزجون به في اسوار العزلة . وهذه مع الوحدانية .
تفضيان بالمسن الى الانطواء والتقوقع على ذاته . وهما من أكبر مسببات الاكتئاب والقلق والوساوس وتوهم المرض . والسبب ،احساسهم بالنبذ والاضطهاد وعدم الفعالية.
مجتمعنا بخير –حقيقة وليس مديحا – ولكن المستجدات تستدعي استراتيجيات وطنية وشبكات مجتمعية لترسيخ وتطوير نوعية الخير ضمن اطار من الوعي والقناعة العلمية والتشريعات الحضارية ....