الإبداع الفضائي

الإبداع الفضائي (https://www.fadaeyat.co/)
-   معلومات عامة ، حدث في مثل هذا اليوم (https://www.fadaeyat.co/f4/)
-   -   معلومات عن تمرد الابناء (https://www.fadaeyat.co/fadaeyat98940/)

*HOB* 29 محرم 1437هـ / 11-11-2015م 19:07

معلومات عن تمرد الابناء
 
الأبناء نزوع متزايد نحو التمرد
تعتبر الأسرة أول خلية يتكون منها البنيان الإجتماعي، وهي بوصفها نظام اجتماعي، فإنها تؤثر فيما عداها على «التنشئة والترويض الاجتماعي»، لأن الأطفال لا بد أن يرضوا أن يكونوا اجتماعيين، إنهم طبائع من ذهب، وعلى الأسرة يفضل تربيتها الصالحة والقويمة.أن تحافظ على نقاوة هذا العنصر، لأنها الوعي الاجتماعي، والتراث القومي والحضاري، وهي فوق ذلك؛ مصدر العادات والتقاليد والقيم الخلقية والروحية، وقواعد السلوك والآداب العامة، وهي دعامة الدين والوصية على مقدساته ووصاياه.

https://www.fadaeyat.co/up/images/954...4240904391.jpg


يقول سبحانه وتعالى: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا) سورة النحل، آية (15) وبمقتضى قوله الكريم، فإن الأب مكلف شرعاً، أن يقيم أسرته على وشائج المحبة وصفاء النفوس، وتبادل الثقة، والحرص على التعاطف والتراحم بين الأبناء... أما أن يكون الأب – متغطرسا ومستبدا بآرائه، كأن يلجأ إلى استخدام الألفاظ النابية في نطاق أسرته، أو أن لايعالج مشاكل الساعة فيها، خاصة حين يرى، أبناءه يتشاجرون ويتطاولون، وهو يقف موقف المتفرج، تاركاً النار تزداد اندلاعاً، والعنف يزاداد اتساعاً، دون أن يحرك ساكناً، ويدفع على خلق نذر التوتر والمشاحنات، ويشجع في شتم الأبناء للأمهات والأخوات، وعلى غيرهم من أفراد المجتمع... فهذا ما نهت عنه الشرائع الإلهية ونزلت به السماء، لقوله (وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَ ) سورة المؤمنون، آية (71).
اليوم؛ كبير ... كبير... الهم الأسري في بلدنا، فالانحرافات الفاسدة داخل الأسرة وخارجها متفشية، وتمرد الأبناء في محيط بعضها أصبح شيئاً ملموساً، بسبب تساهل وتسامح الآباء الزائد، وفي منح الأبناء الحريات المطلقة، مما أفقد الأسرة الكثير من مقوماتها الدينية والخلقية، فالوازع الديني قد اختفى إلى درجة كبيرة في محيطها، وهذه كلها؛ إتجاهات خاطئة لا تستقيم مع ما تتطلبه الحياة الاجتماعية... أما إذا دعا الداعي للأبناء إلى عالم التسلية، ازدحموا في صفوفها، ولا سلطان للأسرة عليهم، إلا في حدود ضيقة، فهناك الشيوع والاختلاط بين الجنسين، خاصة في أحواض السباحة المختلطة، وفي قاعات السهر والرقص لساعات متأخرة من الليل، وهناك الفساد في الأماكن غير البريئة، وفيها يتناولون المسكرات، ويتعاطون العقاقير والمخدرات وغيرها، دون حسيب أو رقيب!
في هذه الأسرة المفككة، تخطّى الأبناء كل الخطوط الحمراء، فلم يعد الصغير يوقّر الأخ الكبير، والآباء والأمهات لا يحظون بقدر من الطاعة والاحترام... الإبن أو البنت لا يستأذن بالخروج من المنزل، أو متى سيعودون إليه، ما يدفعهم إلى التمرد وحب الذات وممارسة الأنانية والفردية الزائدة، وكأن الواحد منهم، أصبح مقياساً لنفسه، فما يراه خيراً فهو خير وما يراه شراً فهو شرٌ؟!
وبالسياق ذاته؛ فإن عجز السلطة الأبوية، في تربية الأبناء التربية السليمة والصالحة، جعل الأبناء ينادون؛ أن عالم الآباء والأمهات، لم لم يعد يناسبهم، لأنه عالم خواء من الحياة العصرية، عالم خاضع لصيغ جامدة أو رجعية! فيها الرتابة والجمود، وفيها الاستهداف والتضييق عليهم، وهي في المحصلة ضد آراء الأبناء وأسلوب حياتهم ورغباتهم وتطلعاتهم!
الأسوأ من هذا كله؛ أن نجد الأبناء في بعض أسرنا الأردنية، يسخرون علناً من آبائهم، قائلين: هناك جرائم لا تقل قسوة وبشاعة عن القتل العمد، وهي جريمة القتل المعنوي والهدم النفسي، التي يرتكبها بعض الآباء بحق الأبناء منها: على سبيل -المثال وليس الحصر- أن يعتدي الأب على ابنته جنسياً، أو أن يعيش الليالي الحمراء، هنا وهناك، ثم تراه ينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، ويحث على التمسك بالقيم الروحية والخلقية وهو فاسد! أو أن يطرد أحدهم من المنزل، وقد يعلن براءته منه مما يدفعهم عنوة إلى التمرد والعنف اللاشعوري بحق آبائهم!، ويسألون: هل هناك من أسلوب آخر يحق لهذا الأب، غير التمرد عليه والخروج عن طاعته؟!
ويطول بنا المقام إذا أردنا أن نتكلم بالتفصيل عما يدور في بعض أسرنا، ولكن؛ الأسرة تتحمل جزءاً كبيراً في تمرد الأبناء عليها، لأن إلتجاء الأبناء إلى نزعة التمرد، هو إلتجاء إلى أسلوب قد فرض عليهم فرضاً، وهم في قرارة أنفسهم، يؤثرون الاعتدال ويميلون إليه، لكنهم؛ لو ظلوا يتخذون من التمرد سبيلاً، في تحقيق أهدافهم وفي مواجهة آبائهم وأمهاتهم، فإنهم في ذلك مقصرون في طاعة الله ونواهيه، وفي كسب رضى الوالدين، وهم في النهاية عبءٌ على أنفسهم وعلى الوطن في عبثهم وتمردهم.
وقد يكون في نافلة القول، ما للوالدين من حقوق على الأبناء، حقوق تتمثل في البر والإحسان والطاعة والإكرام، وهو ما تنادي به الفطرة الإنسانية، ويوجبه الوفاء والعرفان بالجميل، ويتأكد ذلك في حق الأم على ولدها، فإنها قاست من آلام الحمل والوضع والإرضاع والتربية ما قاست. وهنا نستذكر قول رب العزة: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً) سورة الأحقاف آية (15).
وقال رسولنا المصطفى عليه السلام: «كل الذنوب يؤخر الله فيها ما شاء إلى يوم القيامة، إلا عقوق الوالدين، فإن الله يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات».
وبعد؛ فما الذي يغري الأبناء بالنزوع إلى التمرد، وقد صار تمردهم باطال الأباطيل، لا طائل تحته، ولا عفوَ إلهي فيه.


الساعة الآن » 12:17.

Powered by vBulletin
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd