يعيش المسلمون في رمضان أجواء إيمانية تعود بهم إلى الماضي التليد لأمتهم الماجدة فترى المساجد تفتح باستمرار وتغص بالقائمين والركع السجود وترى الفقراء ينعمون بالأمن الغذائي وغيره، وترى قوافل المعتمرين
يعيش المسلمون في رمضان أجواء إيمانية تعود بهم إلى الماضي التليد لأمتهم الماجدة فترى المساجد تفتح باستمرار وتغص بالقائمين والركع السجود وترى الفقراء ينعمون بالأمن الغذائي وغيره، وترى قوافل المعتمرين وأكف الضارعين لربهم القارئين لكتابه وترى الأطفال الصغار يملؤون المساجد ويمارسون ما يمارسه الكبار، لكن قد تجد منهم بعض الشغب والمشاكل التي تثير الكبار، مما يؤدي إلى نهرهم بقوة، ومن ثم قد يؤدي هذا إلى طردهم من المسجد، خاصة إذا لم يتم التزامهم بما يمليه عليهم الكبار.
والمشكلة أن هذا الطفل المعنف من قبل هؤلاء الذين يحسبون أنهم يحسنون صنعاً لا يعود إلى المسجد، وإذا عاد فإنما يعود على وجل وعلى خوف يقدم رجلاً ويؤخر أخرى، ويسري هذا في نفس هذا الطفل إلى مستقبل أيامه، فتجتاله شياطين الإنس والجن عن الجادة، فيهوي في أوحال الفساد والانحلال، فيصبح على الأغلب عنصراً سيئاً في مجتمعه، وبدل أن نكسبه إلى صفّ الإيمان يصبح في صف أضداده، وعلى الأقل يصبح سلبياً على الحياد.
إن هذا الأسلوب الممجوج في التعامل مع الأطفال في المساجد، وخصوصاً في رمضان لا يمت إلى الدين بصلة، حيث يدعي من يمارس طقوسه أنه يحافظ على حرمة المسجد ويحافظ على خشوع المصلين واتصالهم مع ربهم عزوجل، وما درى هذا المسكين أنه يهدم نفساً ويبعدها عن ربها، وعن بيت الله عز وجل، وهو يحسب أنه من الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر، قال تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104)} [الكهف: 103، 104.
قصة سمعت بها عن أحد أطفال رياض الأطفال يقول لمعلمته بكل براءة وحسرة: كل الناس يدخلون الجنة إلا رجلاً واحداً، قالت له: من هو؟ قال: كل الناس يدخلون الجنة إلا الرجل الذي طردني من المسجد.
نجد هذه السلوكيات، بينما نسمع كثيراً أن الشباب عماد المستقبل وعماد عزة ورفعة الأمة، ونطرد هؤلاء الشباب الصغار من مساجدنا بحجة التشويش، أما كان الأجدر أن يفهم هذا الطفل ويستعمل معه أسلوب الترغيب والترهيب والإكرام والهدية والكلمة الطيبة.
ماذا لو خرب الطفل المسجد أو شوش الصلاة على المصلين؟ صحيح أنه أمرٌ مزعج، لكن ليس من كالسوء الذي في تنفير نفس مؤمنة بريئة عن المساجد وجعلهم من أبناء الشوارع والمقاهي وما إلى ذلك.
يجب أن نوازن بين الأولويات ونوازن بين المصالح والمفاسد في مثل هذه الأمور، وعلينا أن نقتدي بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين كانوا يضعون عناقيد التمر على أبواب المساجد كى يجذبوا الأطفال إليه، قال الله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (37)} [ق: 37.
إضافة رد
ليس من الإسلام تعنيف الأطفال في المساجد 
إقتباس
